الاخ العزيز سلاف
والله لا يخفى على كثير من القراء ما عنيته بهذه القصيدة الرائعة
وإني استسمحكم بالخروج عن المألوف في المساجلات الشعرية وأت لكم
بقصيدة تختلف عن الروي والبحر ولكنها ربما تصب في المعنى ..فأرجو أن ترق لكم ولبقة الأخوان....
وتقبلوا تحياتي وتقديري
علامةُ الإدبارِ
***************
جَمَلٌ يُخَاطِبُ حَادِياً فِيْ خَلْــوَةٍ
.........يَشْكُوْ إِلَيْهِ تَعَدُّدَ الأَسْفَـــارِ
وَيَقُوْلُ آخَرُ : قَدْ أَرَانِيْ هَالِــكاً
.......مِنْ كَثْرَةِ الأَحْمَالِ بِالْقِنْـطَارِ
وَيُضِيْفُ ثَالِثُهُمْ : لَعَلَّ تَبَـرُّمِيْ
..........عَطَشٌ , وَقِلَةُ هَامِلِ الأَمْطَـــارِ
وَكَذَاكَ رَابِعُهُمْ يُبَرِّرُ سُخْطَــهُ
.........بِالْجُوْعِ , فِيْ الإِبْكَارِ , والأَسْحَــارِ
فَإِذَا بِخَامِسِهِمْ يَلُوْذُ بِصَمْتِـهِ
..........مُتَعَجِّباً مِنْ وَاهِـنِ الأَعْـــذَارِ!
فَيَقُوْلُ حَادِيهُمْ : عَلاَمَكَ صَامِتَاً
.........لاَ تَشْتَكِي كَبَقِيَّةِ الْفُجَّــارِ؟
فَتَرَقْرَقَ الْدَّمْعُ الْهَتُوْنُ بِجَفْنـِهِ
.........وَبَكَىَ بُكَاءَ الْحُرِّ مُسَّ بِعَـارِ
وَأَجَابَ : يَا صَاحِ الَّذِيْ هُوَ شَاغِلِيْ
.........غَيْرُ الَّذِيْ نُبِّئْتَ مِنْ أَخْبَـارِ!
لاَ أَشْتَكِيْ عَطَشاً , وَلاَ جُوْعاً , وَلاَ
..........ثِقَلَ الْدُّرُوْبِ , وَكَثْرَةَ الْتَّسْفَـارِ
بَلْ أَشْتَكِيْ حَالَ الْقَوَافِلِ تُبَّعَـاً
...........مَرْبُوْطَةً كُرْهَاً بِذَيْلِ حِمَــارِ!
فَإِذَا رَأَيْتَ الْرَّكْبَ ذَاكَ دَلِيْلُهُمْ
..........لاَ غَرْوَ , تِلْكَ غَرَائِبُ الأَقْـدَارِ!
إِنْ أَقْبَلَتْ . لاَ شَيئُ يُمْسِكُ غَيْثَهَا
...........لَكِنَّ تِلْكَ - عَلاَمَةُ الإِدْبَــارِ!!
ـــــــــــــــــــــــــ
الإمارات العربية -الشارقة في : 03/ 03 / 1989
*** ونشرت في جريدة الخليج -الشارقة- بتاريخ 04 /05 /1989. وألقيت في الأمسية الشعرية العربية السويدية والتي شاركتني بها الشاعرة السويدية المعروفة سوزانا سنكلير SUSANNE SINCLAIR
أخوكم : جمال حمدان