بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،
جزاكم الله خيرا إخوتي الأفاضل..مناقشات جميلة جدا..لكن اسمحوا لي بوجهة نظر بسيطة وتعقيب بسيط متواضع إن شاء الله..ولكم مني جزيل الشكر..
أما وجهة نظري..فهي أن ندع هذا الموضوع القيم فقط لوضع النقاط الأساسية وترجمتها..ونفتح موضوع مستقل لنتحاور فيه بإذن الله تعالى في هذه المسائل المهمة ..
وفي حين انتظار موافقتكم إن شاء الله..اسمحوا لي بمشاركتكم في حديثكم المهم بتعقيب متواضع إن شاء الله..
أقول واعوذ بالله ان أقول ما ليس لي به علم..لا يختلف اثنان على أن المرأة خلقت لسبب معين : ليسكن إليها زوجها..قال الله تعالى:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:
{هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}..فالمرأة هي سكن للرجل..خلقها الله تعالى من اجل هذه المهمة العظيمة..فهذه هي وظيفتها في هذه الدنيا..ولما أراد الله تعالى أن يكون هناك استمرار لجنسهما على الأرض..هيأها أيضا لتكون مكونة ومربية أجيال بإذن ربها..قال الله تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}..سيدنا ونبينا أبو البشر آدم عليه وعلى سيدنا محمد والأنبياء والرسل أفضل صلاة وازكى تسليم..خلقه الله تعالى بيديه وصوره ونفخ فيه من روحه ثم علمه..قال الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون*وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين*قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم* قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون*}
وهنا يلاحظ جليا الفرق بين وظيفة الرجل والمرأة في هذه الحياة..فالله جل في علاه..خلق آدم ليجعل منه خليفة في الأرض..فخلقه ثم علمه ليهيأه لتلك الوظيفة العظيمة..فلا حجة لبني آدم على الله بعد ذلك إن لم يؤدي وظيفته ومهمته..وأما سيدتنا حواء عليها الصلاة والسلام..فقد خلقها الله تعالى ليسكن إليها سيدنا آدم عليه السلام لما شعر بالوحدة..خلقها من ضلعه..ولم يعلمها الله تعالى الأسماء..مما يدل على أن وظيفتها هي مرتبطة بزوجها لا بغيره..فعلمها سيدنا آدم عليه السلام الأسماء..هذا بغض النظر على ان ما خلق الله الجن والإنس إلا ليعبدوه..
نأتي لمسألة عمل المرأة..
لما خلق الله تعالى آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام وأسكنهما جناته..حذرهما من عدوهما..أي الشيطان..ومن غروره..فقال جل في علاه لهما :
{ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى*إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى*وأنك لا تظمأ فيها ولا تعرى}
عند التحذير ذكر الله سبحانه وتعالى آدم وحواء معا..لكن عندما علل السبب من التحذير توجه لسيدنا آدم عليه السلام لوحده فقال سبحانه وتعالى : { فتشقى}..ولم يقل "تشقيا"..وأتم {إن لك ألا تجوع فيها..}..ولم يقل "إن لكما" رغم إن الحكم عليهما معا..لأنهما معا عصيا ربهما..فهما معا سيشقيان..وهذا هو الحال..فالرجل يشقى خارج بيته ليأمن لنفسه ولأهله السكن والقوت..وهي تشقى من اجل تامين متطلبات زوجها وأبنائها..لكن خص الله آدم بالعمل دون حواء عليهما الصلاة والسلام..
جيد..نأتي لنقطة اخرى بإذن الله تعالى..إذا لم تخني ذاكرتي..أظن والله أعلم دائما..ان المرأة الغربية بنفسها لم تحتك بالرجل في هذه الحياة ولم تبدأ تشاركه في عمله إلا بعد الحرب العالمية الثانية..إذ أن هذه الحرب تسببت في خسارات كثيرة ورهيبة..فاضطرت المرأة الغربية للخروج للعمل لتطلب قوتها..ومنذ ذلك بدات تحتك بالرجل شيئا فشيئا في كل ميدان حتى أصبحت الآن تنافسه وكانها رجل أيضا..بل أصبحت تنادي بحقوقها..
قبل الإسلام..كانت المرأة العربية عبدة للرجل..ومتاع بدون حقوق ولا شيء..بل لم تكن لها قيمة إلى درجة ان كان الرجل منهم في قومه إذا رزق ببنت وأدها..ثم أشرقت شمس الإسلام ولله الحمد وجاء بحقوقها ورفع من قدرها وسترها وأمنها..بل ولم يجعل بينها وبين الرجل فرقا إلا بالتقوى..وبما فضله الله تعالى لحكمة هو يعلمها سبحانه فهو العليم الحكيم..فأمرها الله تعالى بطاعته وطاعة زوجها..وامر الرجل بإبلاغ ونشر رسالته..والجهاد وطبعا برعيته..هذا لا يعني ان المراة لم تكن تجاهد ولا تعمل..بل إنه ثبت انه في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم كان هناك نساء تعملن وتجاهدن معه..جيد..لكن الحق..هو ان هذا لم يفرض على المراة والرجل نعم..والدليل..حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فـعـن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صـلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، وذكَّر ووعظ، فذكر في الحديث قصة فقال: "ألا واستوصوا بالنساء خيراًَ؛ فإنما هن عوانٍ عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتـيــن بفاحشة مبينة؛ فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً. ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً؛ فأما حقكم على نسائكم فـلا يوطِئن فُرُشَكم من تكرهون، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن"
وانظروا لمهام المرأة يعلمنا إياها من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي! إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي لك الفداء، أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع، إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك، وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا، أو مرابطًا، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟!
فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: "هل سمعتم ما قالت امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه". فقالوا: يا رسول الله! ما ظننا أن المرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال: "انصرفي أيتها المرأة، وأعْلمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكنَّ لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، تعدل ذلك كله". فأدبرت المراة وهي تهلل وتكبر استبشارًا..
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها – زوجها – دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"
وقال الله تعالى:
{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة واطعن الله ورسوله }
وقال تعالى:
{ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة } وغير ما آية..
اما من جهة أخرى..فشخصيا أأمن بشيء وبقوة..أظن أن المرأة لما دخلت ووضعت نفسها في غير موضعها..فقد نقصت من قدرها دون ان تشعر..وحطت من حقوقها ومكانتها التي جاء لها الإسلام بها فأعزها بها..إذ أنني اظن كفتاة من سائر نساء العالم..أنني لو عملت واحسنت تبعل زوجي بإذن الله وولدت وربيت أبنائي وتكلفت بمهام المنزل..فإني أفعل اكثر مما يفعله الرجل..وإني أعمل أكثر مما يعمل..وإني أتعب وأشقى اكثر منه بكثير..فلما أضع نفسي في محنة والدين عافاني من ذلك؟؟ ثم حقا..شخصيا..أريد ان أشعر بان زوجي هو الذي يهتم بي وبأطفالي فيتعب ليكسونا ويطعمنا و بدوري إن شاء الله أتعب عليه أيضا و على اطفالي بإذن الله تعالى لأسعدهم وأنسيهم هم الدنيا وما فيها..لا أن أشعر بأنني انا وهو لنا مهام مشابهة..فما الجميل في ذلك ؟؟حتى علميا..لا يمكن ذلك..ففي الفيزياء مثلا لا يمكن للشحنة الموجبة ان تلتحم ولا أن تجذب الشحنة الموجبة..بل لابد من شحنة موجبة وأخرى سالبة ليلتحمان وينجذبان..فسبحان الله..هذه هي قاعدة الكون الصحيحة والسليمة في جميع الكائنات..لكن طبعا بما ان الإنسان كان ظلوما ويكثر الجدل ..كان لابد له من أن يخرج عن هذه القواعد وهذا المنهج السليم ظانا انه يحسن الفعل لكن للأسف يفسد الأمر دون ان يشعر..فيخرب أكثر الأشياء..
الخلاصة إن شاء الله..ليس حرام ان تخرج المرأة للعمل عند الحاجة والضرورة أو من غير ضرورة لكن بإذن زوجها ورضاه(وأن تقر في بيتها خير لها وأقرب لفطرتها بكثير)..لكن أن نقول ونعتقد ان وظيفتها في الدنيا هي كوظيفة الرجل لا فرق..فلا وألف لا..فلا القرآن ولا السنة يقر ذلك..إذن ليس لنا أن نقره نحن بأي وجه كان..فلا الرجل مثل المرأة ولا المرأة مثل الرجل ليشتركا في شيء دون فرق..إن كان هناك بيننا فرق في أشياء شرعها الله في الدين فكيف بالدنيا؟؟أليس شهادة رجلين تعدل أربع شهادات من امرأة؟؟ أليس الله أباح للرجل أن يتزوج باكثر من امراة في حين حرم علينا نحن النساء ذلك؟؟والكثير..فكيف نكون متساويين في أمور الدنيا؟؟ فنعم في نظري المرأة زجت نفسها في مهام الرجل..أما مسألة القيادة..فهو اظن موضوع مستقل تماما عن هذا والله اعلم دائما..لكن نعم انا أيضا الآن مؤيدة لعدم قيادة المرأة..إن كان فقط حفاظا عليها وغيرة عليها..أفأكره شيئا يعززني ويرفع من قدري؟؟
هذا والله أعلم واحكم..فقط كانت وجهة نظر شخصية واجتهاد شخصي..فإن أصبت فمن الله وحده..وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله صلى الله عليه وسلم بريئان منه..وسبحان من تفرد بالكمال..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله..