ايا املا نعيش ونرتجيه من الرحمن فرجا او قضاء
فلاالصحراء تظللها شهامة ولا ابواب تفتح في سماء
يرد دعائنا في الوجه نتنا برائحة الجهالة والشقاء
لبينة اليوم ترقص في المسارح وليلى للغري وللعراء
أخي العزيز جمال، الإخوة جميعا،
أسعدتم أوقاتا، ولا حرمنا الله جميل نصحكم وشعركم، وفض الله فا عدوك يا جمالُ،
نظرا لدعوتكم الملحة لأن تكون الردود شعرا، تذكرت حوارات أجريت مع شعراء وكتاب حول طقوسهم أثناء الكتابة، وأخذت من كل قطر أغنية، فانطويت على نفسي، حاملا معي قهوتي وعلبة سجائري، واستدعيت شيطان الشعر، فأعياني حتى أعطاني، ولكنه لم يعط الكثير، فطردته وطلبت "شيطانَ" شاعرٍ، فهو أشعر من صاحبي الذي يثرثر وحسب، فأبى وقال أين الثرى من الثريا، ولأني لست بشاعر، ارتضيت بما قسم الله لي، وأخذت ما أعطاني شيطاني، فقلت، وكلي أمل أن يروقكم:
هذا ما جادت به قريحتي بعد أن تمخضت كثيرا، وأرجو ألا يكون تمخضُها تمخضَ الجبل.
أخي جمال،
لقد كان سفرك سفراً بحق، ولكني لمست فيه ما أحب أن ألفت نظرك إليه، فقد قلت:
وأغفرُ عن رضىً زلاَّتَ صحبٍ
........... وأرْعىَ وُدَّهُم خوف الجفاءِ
وقد جاءت "زلات" منصوبة، وهذا صحيح، ولكن علامة نصبها هي الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم وليست الفتحة.
كما أبدعت إذ قلت:
فبرُّ الوالدينِ عليكَ فرضٌ
........... ولا تنساهما وقتَ الدُّعاءِ!
وجاء الفعل "تنسى" مجزوما، فحري به أن يكون "تنسَ"، فهو مجزوم بحذف حرف العلة، أو تقصيره، كما يحلو لبعض النحويين أن يقول، وعندها يحدث كسر في البيت.
وقولك الرائع أيضا:
وما الإنسانُ إلا مثلَ سطرٍ
........... بسفرٍ صِيْغَ من طينٍ, وماءِ
وقد نصبتَ "مثلَ"، على اعتبار أنها خبر منصوب لـ"ما" العاملة عمل "ليس"، حسب ما أعتقد، وهنا الرفع هو الصحيح، فدخول "إلا" ألغى عمل ما، فصار الأسلوب حصريا، فقد جاء في محكم التنزيل: "وما محمدٌ إلا رسولٌ"، فـ"إلا" أعادت الجملة الاسمية إلى حالتها الأصلية، من مبتدأ وخبر مرفوعين.
والله أعلم، وأرجو من الإخوة أن يصوبوني إن أخطأت فيما قلت، فما هدفي إلا الإيضاحُ وتبيانُ علة بدت لي، وشجعتني على ذكرها سعة صدركم ورحابة قلبكم.
** ملاحظة: أفيدوني بارك الله فيكم، فهذا البيت يحتاج، حتى يستقيم وزنه، أن نشبع الضمة في لام "الليلُ"، ولاأدري إن كان ما ذهبت إليه صوابا، وإن عدّ هذا كسرا، وقد اهتديت إلى فكرة الإشباع من بيت أحفظه ويغيب عن ذهني قائله، إذ يقول فيه، على لسان اللغة العربية:
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ
....................فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وهذا البيت مكسور بقراءته السابقة، وأظن أن مدرس اللغة العربية طلب منا أن نشبع الفتحة في "سألوا"، ونقرأها "ساءلوا"، حتى يستقيم الوزن، ولكم خالص مودتي وامتناني.
بارك الله بكم على ابياتكم الجميلة وعلى جهدكم الذي تبذلونه للأخذ بيدي للأحسن بإذن الله ....
أما بالنسبة لصاحب البيت فهو حافظ إبراهيم ( حينما رثى لحال الضاد ) وكلمة سألوا موجودة في ديوان حافظ إبراهيم ( ساءلوا ) كما طلب منك أستاذكم ... وأما بالنسبة للنقاط التي اشرتم إليها فسأنظر بها وأرد عليكم الليلة بإذن الله
أخي الكاتب
1. بارك الله فيك، أما بالنسبة للنحو فلا غبار على كل ما تفضلت به، وارجوك أن تصحح ما قد نقع فيه من أخطاء في هذا الباب.
البيت : خَليلي أَقْبَلَ اللَّيْلُ نَهارا
...................وَشَمْسُ الظُّلْمِ بانَتْ في المَساءِ
2. وزن الصدر بدون إشباع= 3 2 2 / 3 2 1 / 3 2= مفاعلْتُنْ مفاعَلْتُ فعولن
والتفعيلة الثانية لحقها زحاف النقص وهو إسكان الخامس وحذف السابع ، وهو ثقيل وإن لم يكن خطأ، وإشباع ضمة اللام (لفظها واوا) كما تفضلت أولى.
بيت حافظ إبراهيم
3. أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ
....................فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
إن قلت سألوا كانت التفعيلة الأولى فعولُ ، أو ساءلوا كانت فعولن ولا بأس بأي منهما.
4. لي سؤال لو تكرمت حول الأبيات:
خَليلي خانَ خِلُّ الخِلِّ خِلَّهْ
....................وَجارَ الجارُ حُبّاً في الثَّراءِ
صَديقي صَدَّ صَحْبي عَنْ صَهيلي
.....................وَصارَ الصِّدْقُ ضَرْباً مِنْ هَباءِ
وَعِشْقُ الغُشِّ عَشَّشَ في كُروشٍ
.......................تَظُنُّ المالَ زاداً لِلْبَقاءِ
هل تكرر الخاء في الأول والصاد في الثاني، والشين في الثالث عفوي أم مصنوع؟
5. ولي رجاء يا أخي أرجو أن لا تخيبني فيه، أن تعيد تسجيلك باسم يليق بك كالأديب (شاعر وكاتب) مثلا وعلى الأقل أن تحذف كلمة يحبو.
إني أوافقكم الرأي فيما اشرتم به من هنات نحوية وسأعمل على الأخذ بما أشرتم وبارك الله بكم ..... وكم يسعدني نظر أهل العلم لما نقوله هنا ...
أما بالنسبة لوقلكم في البيتين التاليين :
خَليلي أَقْبَلَ اللَّيْلُ نَهارا
...................وَشَمْسُ الظُّلْمِ بانَتْ في المَساءِ**
خَليلي خانَ خِلُّ الخِلِّ خِلَّهْ
....................وَجارَ الجارُ حُبّاً في الثَّراءِ
فهنا أنا اتعجب من استعمالكم للشمس بجانب الظلم .. حيث صارت الصورة مغايرة لما اردتم فالشمس دائما ترمز لعكس الظلم بما فيها من إشراق وكشف لاستار الدياجي ..
اما البيت الثاني فليتكم قلتم ( لسهولة السبك )
خليلي (كم) أو (قد) خان خل خليله .. لنخرج عن صعوبة مخارج الحروف ... ومع هذا فكاني ارى بها زيادة عن تفعيلات بحر القصيدة