أخي الكريم / أسعد المصري
حياك الله وبياك بيننا في موضوع السلطة بدون خيار
وأسأل الله أن تكون لك سلطة ( بالضم ) ولا تحرمنا من الخياراات والجزرات كمان
أما الكاتب جاسم القصير
فإليك هذا المقال أيضاً
أسناني لم تعد تنفع!!
عندما كنا صغاراً كان حل المشاكل العالقة سهل جداً، بالعض! فالذي يسبق إلى عض الآخر في أي نزاع كان هو سيد الموقف، وهو الذي يحصل على قطعة الحلوى المتنازع عليها، والذي يضيق ذرعاً بالصراخ وبالمدافعة أحيانا وليس لديه وقت لهذه المهاترات ينهي المسألة بالعض! والذي تسبق أسنانه إلى لحم الآخر يفوز!
ولا شك أن ما نتعرض له في هذه الأيام شيء يدمي الوجدان قبل الأبدان، ويُبكي الإنسان قهراً وكمداً، فتتفاعل في داخله كل ملكاته العقلية والشعورية، وتدوي على مسامعه شعارات "افتحوا الحدود"، "خلو بيننا وبين اليهود، سنقطعهم بأسناننا"، وقد كانت هذه الشعارات في أيام الصغر تستمر معي أياماً فتصوغ وتشكل رؤيتي لإشكالية الصراع مع اليهود، فأنا أستخدم أسناني بشكل جيد وأنا صغير، والكبار في شعاراتهم يذكرون أن معركتنا مع اليهود هي بالأسنان!
لقد نقل البعض هذه الشعارات من حيز المشاعر إلى حيز العقل، فصارت منهجاً يسير عليه ويؤمن به، حتى صار قطاع كبير من الأمة يؤمن بأننا استوفينا كل شيء ولم يبقى إلا فتح الحدود! إن عقولنا تميل لأن تبسط معادلات الصراع وتختزلها وتختصرها إلى درجة السذاجة ببواب يأتي ليفتح الحدود! إن الذي يعتنق مثل هذه الشعارات يصرف الناس عن واقعهم، فالكل ينتظر فتح الحدود فقط! فلا أمة تدري ماذا ستعمل ولا حدود من نفسها ستفتح.
إن الذي لا يزال يعيش بأحلام الصغار بأنه سينقض على اليهودي بأسنانه فإن اليهودي لن يمهله، بل سيبادره بمؤخرة بندقيته ويهشم أسنانه، ولا أعني هنا أسنان الفم ولا البندقية الحقيقية، أكتفي بأن أعرف أن ما تصرفه إسرائيل لوحدها فقط في الأبحاث والتطوير يفوق كل ما تنفقه الدول العربية مجتمعة، وأن ما تطبعه المطابع في إسرائيل من كتب يفوق كل ما تطبعه المطابع العربية مجتمعة في نفس الفترة! فبأي الأسنان تريد أن تحارب الآن؟
أنا أحلم وأنتظر اليوم الذي تفتح فيه الحدود مع إسرائيل ويخلى بيننا وبين الصهاينة، لكن حلمي يكتمل بأمة إسلامية قادرة على المواجهة "وأعدوا لهم ما استطعتم"، وأنا على يقين بأننا حين نكون مستعدين ستكون أسهل ما يفتح هي الحدود .
وهذا الرابط للمزيد
http://www.arabgate.ws/authors/details.php?catid=24
الأخت الفاضلة / على رسلك
شكرا لك على مداخلتك وتمسكك بخيارك حتى لوكانت هناك سلطة
فالخيار هو الحياة كما تفضلتي لكن لابد من سلطة تنظم هذا الخيار