ثم خلص صاحبنا إلى نتيجة تنص على أن ( الشكل للتمايز وإنما التفاضل بالمضمون ) ، ولا أدري كيف استخلصها مما قالته نازك ، فهي لم تشر إلى هذا من قريب أو بعيد ، واسترسل صاحبنا في محاكمتها فقال : ( وكتابها ( قضايا الشعر المعاصر ) حافل بالأدلة على عدم علاقة المضمون بتعريف الشعر والنثر ........ ) ، لو أنصف صاحبنا ورجع إلى ص 29 من المقدمة لقرأ ما كتبته نازك عن كتابها ، وأنه لا يتعلق بالتشكيلات وحدها ، وإنما يتناول قضايا كثيرة من شؤون الشعر . ولا أدري ماذا يريد منها صاحبنا أن تكتب حول المضمون ؟! فمضمون كل عمل أدبي رهن بثقافة كاتبه وما يعتنقه من مبادىء ، لا تملى على أحد ، أما الشكل فتحدده ضوابط ومعايير الفن الذي يضع أفكاره في إطاره .
ثم انتقل إلى اتخاذ الأذن المدربة المتأثرة بالوزن الإنجليزي والفرنسي مرجعاً للتقعيد ، وصاحبنا عندما قرأ هذه العبارة عند نازك لم يكلف بصره أن ينتقل سطراً آخر بعدها ليقرأ ( فأنا لا أخطو خطوة في تقنين قاعدة إلا بعد استشارة عروض الخليل الذي خبرت مداخله ومخارجه طويلاً ) فقد استماتت نازك في نسبة هذا الوليد إلى الخليل ، ولم تحاول قط أن تتمرد عليه ، وبهذا تكون مرجعية نازك ثابتة لا كما حاول صاحبنا أن يثبت تطورها بتراكم الخبرات .
أما موضوع البند فأرجئه حتى أقرأ رأيك في تعقيبي ؛ لنواصل على بينة من أمرنا .
|