الاتنصروه فقد نصره الله
لا ينفع إن نحن بقينا
إن قمنا ننصر بارينا
ننتظر النصر ليأتينا
فسينصرنا اللــه
رحم الله زمانًا كان فيه النَّيْل من عرض مسلمة واحدة في أدنى الأرض أو أقصاها مؤرقًا لحكام المسلمين ومنغصًا لحياتهم.. ولا يهدأ لهم بال ولا يقر لهم قرار إلا إذا أخذوا القصاص من المعتدين.. حتى وإن استلزم ذلك تجييش الجيوش وإعلان الحرب.
فما ألغى النبي صلى الله عليه وسلم معاهدته مع يهود.. إلا بعد أن اعتدى رجل منهم على امرأة مسلمة، وغزاهم وقهرهم. وما سار المعتصم بجيش عرمرم لغزو الروم إلا بعد أن استغاثت مسلمة انتهك عرضها أهل الكفر والضلال.
--------------------------------------------------------------------------------
واليوم.. قلوبنا خاشعة، وأبصارنا ناظرة، لحادث سبِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحف الأوروبية، قبل ذلك إهانة أوراق القرآن الكريم، والتعدي على المصحف، وغير ذلك مما يحدث من الذين تُحبونهم ولا يحبونكم في واقعنا المعاصر --------------------------------------------------------------------------------
واليوم.. قلوبنا خاشعة، وأبصارنا ناظرة، لحادث سبِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحف الأوروبية، قبل ذلك إهانة أوراق القرآن الكريم، والتعدي على المصحف، وغير ذلك مما يحدث من الذين تُحبونهم ولا يحبونكم في واقعنا المعاصر، وما حدث منهم على مر التاريخ، حين دخلوا بيت المقدس وسفكوا فيه دم مائة ألف من النساء والأطفال ومن وضعوا السلاح حتى صار الدم بِرِكٌ تسبح فيها الخيل، وما حدث في البوسنة والهرسك في العقد الماضي، وما يحدث وحدث في العراق من قصف ملاجئ الآمنين وطوابير المُنسحبين وحصارٍ دامَ لسنين، وما حدث في الصومال من تجويع وتخريب، وما حدث في أفغانستان، وجل الدول العربية والإسلامية مازالت تعاني من مخلفات ودمار سنين الاحتلال والاستدمار... كل هذا وغيره هو الذي دعاني أن ألخص هذا الكلام، في وقت يكاد المسلمين تقتلهم الهزيمة والعجز.. اليوم حتى إن كان الذي انتهك عرضه النبي صلى الله عليه وسلم لا تجد حتى من يقشعر جلده، لا تجد من يتنغص عليه معاشه، لا تجد من يقابل هذا الانتهاك بأي نوع من أنواع الإيجابية والتفاعل مع هذا الحدث الشنيع.
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كانت بداية القضية حينما نشرت صحيفة 'جيلانذز بوستن' الدانماركية في 30 سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا تصور الرسول صلى الله عليه وسلم في أشكال مختلفة
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كانت بداية القضية حينما نشرت صحيفة 'جيلانذز بوستن' الدانماركية في 30 سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا تصور الرسول صلى الله عليه وسلم في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر مرتديا عمامة تشبه قنبلة؛ الأمر الذي أثار احتجاجات لدى الأقلية المسلمة بالبلاد، طالبت باعتذار رسمي من جانب الصحيفة التي رفضت ذلك، محتجة بأن ما نشرته يدخل في إطار حرية التعبير، وإعلانات الحكومة الدانماركية مفادها أن سبب نشر مثل هذه الرسومات، إنما هو محاولة من الجريدة لزيادة نسبة مبيعاتها، ثم قامت مجلة "ماجازينت" النرويجية يوم 10/01/2006 بإعادة نشر نفس الرسوم.
حكومتا كوبنهاغن وهلسنكي تلقتا رسائل رسمية من قبل سفراء دول إسلامية - بينها دول عربية - احتجاجا على نشر تلك الرسوم, مطالبين الصحيفتين بالاعتذار. كما طالبوا بمقابلة أعلى المسئولين في الحكومتين الدنمركي والنروجية لبحث هذه القضية إلا أنهما رفضتا استقبالهم.
الحدث يتواصل بنفي رئيس الحكومة الدانماركي "أندرس فوغ راسموسن" في تصريحات لصحيفة 'بولتيكن' إنه لم يتلقى أي بيان من الوزراء أو اتصالهم به، ويأتي رد راسموسن بعدما عبر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم بمقر الجامعة العربية في القاهرة عن 'دهشتهم واستنكارهم لرد فعل الحكومة الدانماركية الذي لم يكن في المستوى المطلوب رغم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربطها بالعالم الإسلامي'.
--------------------------------------------------------------------------------
وتبقى بيانات الاحتجاجات في العالم الإسلامي والعربية سيدة الموقف، كبيان مكة لرابطة العالم الإسلامي، وبيان اجتماع وزراء الخارجية العربية، اللذان يشهدان أن التآلف مع النوازل بعد قليل من نزولها أكبر همنا، فقط نثور قليلاً ثم نسكت ولا نتكلم وكأن شيئاً لم يحدث
--------------------------------------------------------------------------------
وتبقى بيانات الاحتجاجات في العالم الإسلامي والعربية سيدة الموقف، كبيان مكة لرابطة العالم الإسلامي، وبيان اجتماع وزراء الخارجية العربية، اللذان يشهدان أن التآلف مع النوازل بعد قليل من نزولها أكبر همنا، فقط نثور قليلاً ثم نسكت ولا نتكلم وكأن شيئاً لم يحدث، وهذا الأمر فهمه عدونا، فلم يعد يبالي بجعجعتنا التي لا تتجاوز الكلام، وهو يستفيد من هذا الكلام، فليتنا نكون على قدر المسئولية ونبدأ في تصعيد مستمر وتبصير للناس بحقيقة من يتكلمون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحقيقة دينهم وحقيقة ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم .
أستوقفكم لأقول أن الأمر لا يتعدى هذه الصور الكاريكاتيرية، بل تتجاوزها لأن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على ذلك فقط ولكنها تمتد لتشمل إساءات أشد مثل ما نشرته صحيفة هيوستن برس الأمريكية الأسبوعية في ولاية تكساس من إعلان عن دار عرض أمريكية تعرض فيلما إباحيا بعنوان 'الحياة الجنسية للنبي محمد'. ورغم الاحتجاجات التي تلقتها دار السينما من مسلمي ولاية تكساس إلا أنها رفضت إيقاف عرض الفيلم واستعانت بالشرطة لصد المتظاهرين. وبالطبع لم يتم اتخاذ أي إجراء لمنع عرض الفيلم من قبل المسئولين.
القائمة مازالت طويلة فزد على هذا ما ينسب من أحاديث غير صحيحة للرسول واتهامه بأنه قد أضاف آيتين لسورة النجم لتعظيم آلهة قريش لاستمالتهم حذفها بعد ذلك. وكل هذا يشير بشكل غير مباشر أن الرسول لم يكن مخلصا في دعوته بل لم يكن نبيا بالمرة و إلا ما أقدم على إضافة آيتين من نفسه.
--------------------------------------------------------------------------------
القس جيري فاينز أحد قادة الكنيسة المعمدانية أساء لشخص النبي ولم يكتفي بذلك فقط بل قال أن الله الذي يؤمن به المسلمون ليس هو الرب الذي يؤمن به المسيحيون قائل ا'لن يقوم الرب بتحويلك إلى إرهابي يحاول تفجير الناس و أخذ أرواحهم'.
--------------------------------------------------------------------------------
الإساءات السابقة قد تكون صادر من أشخاص ليس لهم خبرة بالدين ولكن وجدنا أن تشويه الرسول جاء من رجال الدين أنفسهم، حيث أن القس جيري فاينز أحد قادة الكنيسة المعمدانية أساء لشخص النبي خلال الاجتماع السنوي في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية ولم يكتفي بذلك فقط بل قال أن الله الذي يؤمن به المسلمون ليس هو الرب الذي يؤمن به المسيحيون قائل ا'لن يقوم الرب بتحويلك إلى إرهابي يحاول تفجير الناس و أخذ أرواحهم'. ورغم احتجاجات مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير تضامنت الكنيسة المعمدانية الجنوبية مع القس رافضة إدانة تصريحاته وإساءاته مما دفع المسئولين في المجلس إلى إرسال خطاب للرئيس بوش يطالب بالتدخل المباشر لإدانة تصريحات هذا القس.
ومن المعلوم أن حملات الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم قديمة قدم الرسالة ولقد ظهرت جلية في كتابات المستشرقين في منتصف القرن السادس عشر الميلادي وقد تنوعت حملات الإساءة تلك من التشكيك بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومصدرها الإلهي إلى التخبط في تفسير مظاهر الوحي التي كان يراها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً، وبخاصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إلى التطاول على شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
سبُّ النبي صلى الله عليه وسلم ليس حدثاً عابراً قامت به صحيفة تدعي حرية التعبير! وليس هو همُّ حفنة من أراذل الكفار مُلئت قلوبهم غيظاً وحنقاً على شخص الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقاموا يمثلون وينكتون ويسخرون، بل لو كان الأمر كذلك لكان مما يسعه الصدر - على عِظَمه - ولكن.. الأمر أعمق من هذا كله
--------------------------------------------------------------------------------
سبُّ النبي صلى الله عليه وسلم ليس حدثاً عابراً قامت به صحيفة تدعي حرية التعبير! وليس هو همُّ حفنة من أراذل الكفار مُلئت قلوبهم غيظاً وحنقاً على شخص الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقاموا يمثلون وينكتون ويسخرون، بل لو كان الأمر كذلك لكان مما يسعه الصدر - على عِظَمه - ولكن.. الأمر أعمق من هذا كله، لقد تزامن هذا الاعتداء الآثم مع عدة أحداث:
- موسم الحج الذي يضم أكبر تجمع عالمي للمسلمين في العام، حيث يقف الملايين في صعيد عرفة متضرعين لله عز وجل أن يغفر خطاياهم ويتقبل أعمالهم، ترى كم حاجًا من هؤلاء كان يعلم بذلك النيل الآثم من شخص النبي صلى الله عليه وسلم؟!
- انطلاق فعاليات كأس أمم إفريقية، فالنبي يسب ويستهزأ به هناك، ونحن مشغولون بالتنظيم والترتيب والمشاهدة والحماسة لفوز هذا الفريق أو ذاك!..
- وفاة بعض الأمراء والحكام في بلادنا العربية.. فكم هي مساحة الاهتمام بمصاب المسلمين في دينهم مقارنة بمصابهم في دنياهم؟!
- محاكمة صدام حسين، ويا لها من مسرحية يقف فيها أحباء الأمس كعرائس القراقوز تسيرها أمريكا وحلفائها لتنسج بذلك مسرحية أعداء اليوم..
وأمام هذا المشهد من المصائب، التي علم بها المسلمين قاطبة وبقي أن نسائل عن من علم بسب نبينا خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، ثم من علم منهم كيف كانت نصرته ولو بالدعاء على من نال منه؟ والذين لم يعلموا أليس من حقهم أن يعرفوا لكي يثأروا لنبيهم.. حتى ولو بالدعاء؟!!
وصدق المولى عز وجل : { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (آل عمران: من الآية 118).
فهل مقولة "إذا لم تستحي فافعل ما شئت !" تصدق علينا.. أم عليهم ؟