الإنتحار شئ ، والإستشهاد شئ آخر ... والحكم الشرعى فى كليهما واضح تمام الوضوح فلا مجال لبحثه هنا .
البحث يكون فى هل هذه عملية إنتحارية أم عملية استشهادية ؟؟؟
العملية الإستشهادية هى ما كانت "لتكون كلمة الله هى العليا" كما جاء بالأحاديث الشريفة ، فإذا أدت العملية هذا الغرض فهى استشهادية لا شك فى ذلك ، بنص الحديث .
من يتقدم للإستشهاد فى سبيل دينه ، فهو على يقين مسبقا أنه قد يموت ، وهذا ما كان يحرص عليه الصحابة والمسلمون فى العصور المختلفة ولم يقل أحد أنهم ينتحرون بذلك .
فى عصرنا هذا ، حدثت أمور لم تسبق فى العصور السالفة ... فقد أصبح هناك تفاوت كبير فى التسليح بين المتنازعين ، وأصبح التغلب على العدو بالطائرات والدبابات والذخيرة ، ليس متيسرا ، ولو تركوا دون جهاد أو مقاومة ، لقضى على المسلمين تماما ، فظهرت هذه الروح الفدائية الكامنة فى تعاليم الإسلام ، من البذل والتضحية ، وبيع النفس لله سبحانه وتعالى ، وهى كلها أمور منصوص عليها فى الكتاب والسنة . وقد ظهر بما لا يدع مجالا للشك أثرها على العدو بل على العالم أجمع . ألم ينبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب تكالب الأمم علينا وسبب الوهن "حب الدنيا وكراهية الموت" ، بمعنى أن لو عدنا لأصلنا الذى حض عليه الدين وقلبنا الموازيين بحيث يكون "كره الدنيا وحب الموت" هو ديدنا ، لانقلب تكالب الأمم علينا ولرهبونا ، كما نبهنا الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى .
المشكلة هنا ، هى فى التخطيط السليم بحيث تكون العملية هى فعلا لرفعة كلمة الله ولتكون هى العليا ، وأن يكون الهدف من ورائها هو هذا الأصل . أما العمليات الغير مدروسة بدقة ، والتى تحدث فى غير موقعها ، كأن تحدث بين المسلمين دون تمييز ، فهى لا شك ، منهى عنها ، وصاحبها ليس بشهيد .
آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 28-04-2006 الساعة 06:07 AM.
|