الصراع على السلطة و قيام الحكم القاجاري :
يحتار بعض المؤرخين بمعرفة أصل (القاجار ) ، ولكن الرأي الأغلب هو أنه في حملات المغول الأولى ، انتقلت بعض القبائل التركمانية من آسيا الوسطى واستقرت في بلاد الشام و أجزاء من العراق و إيران .. وكان ذلك في القرن الثالث عشر الميلادي .. ثم في غزو (تيمورلنك ) في القرن الرابع عشر ، جمع حوالي 100 ألف تركماني من بينهم ( القاجار) ووضعهم في القفقاس و تركستان و أذربيجان ..
ثم أطلق (تيمورلنك ) حريتهم بالتماس من ( الشيخ خوجه علي الصفوي) .. فأصبحوا جزءا هاما من (القلزاش) ليسهموا في قيام الدولة الصفوية ، عرفانا بالجميل من لدنهم تجاه ذلك الالتماس بتحريرهم .
بعد وفاة ( كريم خان الزند ) عام 1779 م ، عادت ايران الى عصر الفوضى والصراع على السلطة ، ومن بين المتصارعين كان ( القاجار) ، الذين لعبوا في عهد نادر شاه دورا هاما ، كما هم الذين تخلصوا منه , وكان تمركزهم في مناطق (استراباد ) ..
كان (أغا محمد خان ) الرهينة ، الذي فقد أباه قتلا على يد كريم خان الزند ، قد تمكن من الهرب بعد وفاة (كريم خان الزند) وحدوث الفوضى .. فقد هرب من شيراز متوجها الى (مازندران) .. وقد أمضى عدة سنوات وهو يتصارع مع زعماء آخرين .. حتى أصبح السيد المطلق على (كوركان و مازندران و كيلان)
وذلك عام 1785 م .
ازداد نشاط (أغا محمد خان ) في التوسع .. فجعل من (طهران) عاصمة له لقربها من موطن ( القاجار) .. وذلك عام 1786 م .
واصل (أغا محمد خان ) حروبه ضد ( الزنديين) ونجح بالحاق هزيمة نكراء بآخر قادتهم ( لطف علي خان الزند ) عام 1794 م وقتله .. ثم استولى على عاصمتهم (شيراز) و استولى على كرمان ، و بذلك بسط نفوذه على كل ايران باستثناء خراسان التي كان يحكمها ( شاه رخ ) حفيد (نادر شاه) .. وجورجيا التي كان يحكمها ( هرقل الثاني) الذي وضع نفسه تحت حماية قيصر روسيا ، أو بالتحديد قيصرة روسيا ( كاترين الثانية ) ..
لم يدخر (أغا محمد خان ) جهدا في استرجاع جورجيا ، حتى نجح بدخولها على رأس جيش من 60 ألف جندي واحتلال عاصمتها (تفليس) وهروب هرقل الثاني .. فسبى منها 16 ألف شابة وشاب و جعلهم خدما في بيوت أعوانه ..
وفي ربيع عام 1796م ، توج ( أغا محمد خان ) شاها على كل ايران .. ليستمر حكم الأسرة القاجارية حتى عام 1925م ..
__________________
ابن حوران
|