ثم علم الكلام علم يقرره أهل الحق وليس مذموما كما تظن المجسمة فان السلف الصالح منهم من اشتغل به تأليفا وتفهيما وتعليما ومنهم من عرفه لنفسه ولم يشتغل به تأليفا وتفهيما لان الحاجة للتأليف كانت أقل,ثم اشتدت الحاجة الى الاشتغال به تأليفا وتفهيما وهذا ليس فيه ما يخالف شرع الله بل هو محض الدين وهو أشرف علوم الدين لانه يعرف به ما يجب لله من صفات ازلية افترض الله على عباده معرفتها ,كما يعرف به ما يستحيل على الله من نقائض وما يجوز على الله مع ما يتبع ذلك من امور الاخرة وامور النبوة وقد ألف الامام ابو حنيفة النعمان في علم الكلام خمس رسائل وكان يذهب من بغداد الى البصرة لمناظرة المعتزلة والمشبهة والملاحدة حتى انه تردد اليهم نيفا وعشرين مرة وكذا الامام الشافعي رضي الله عنه كان يتقن هذا العلم والذي ذمه ليس هذا العلم وانما هو ذم كلام اهل الاهواء وهم من خرج عن اهل السنة كالمرجئة والجهمية والمعتزلة والخوارج وما اشبههم .فقد قال الشافعي رضي الله عنه:"لان يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما سوى الشرك خير له من ان يلقاه بشيء من الاهواء.
|