الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كان الشيطانُ يرسم أكبرَ خطواته التي يجب على أتباعه من المارقين ،
والمجرمين الذين تحلـَّقوا من كل صوبٍ أن يتبعوها، كان الشيطان في ذلك
اليوم يعدهم ، ويمنيهم بالجنة ، والحور الحسان ، والنعيم المقيم ، وكان
الأتباعُ مصغين كأنَّ على رؤوسهم الطيرُ ، ولم يَدُرْ في خلدهم أن هذا الشيطانَ
كان قد وعد أباهم بالخلد ، والملك الذي لايبلى إنْ هو أكلَ من الشجرة
المحرمة عليه، فكان سببا لنزوله من الجنة ، ومكابدة الشقاء في الأرض!!،
ولو وعى هؤلاء الأتباع لعلموا أن أمانيَّ هذا الشيطان إنما هي من الوهم
الكبير ، فكيف يعدُ بالجنة من حاول إخراج أبيهم منها؟!!
الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كان ثلة ٌ من أبناء المسلمين، تعلموا على يد فئة ٍ لاتحمل من العلم
قطميرا، وشربوا من معين المروق على الحدود الشرعية ، وتفنـَّنوا في كره
عموم المسلمين؛ لِمَـا استقر في أذهانهم من الوساوس التي تقول بكفر عموم
المسلمين، خصوصا علماءهم ، وأمراءهم، كانت هذه الثلة ُ تقدم نفسها
قربانا للشيطان الذي لا يزال يرسمُ خطوات الضلال بفرح كبير!!
الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كان أتباع الشيطان من اليهود والنصارى يترقَّـبون الساعة التي سيتم ُّ
فيها تنفيذ ُ المخطط الكبير المؤدِّي إلى احتلال البلاد الإسلامية، وكانوا
يتفرَّسون الصور التي سيذيعونها لاحقاً، لأفراد الثلة الصغيرة من أبناء
المسلمين بوجوههم البريئة التي تعكس مدى غفالتهم ، وجهالتهم ، ومقدار
ما تغرروا به من قبل الشيطان وأتباعه من اليهود والنصارى، كانت هذه
الصور لشباب ٍ مغرر ٍبه يبكي على أحوال المسلمين ، ويرفع النداء بهزيمة
الشيطان الأكبر ، والمارد الأصفر، وكان لوغو( شعار) السحاب عنوانا لحب
اللحاق بالجنة سريعا، ومع التفرس الذي كان يفعله هؤلاء الأتباع ، كان بعض
منهم يجري الاتصال الأثيري بجميل عازر ورفاقه
أن أفيضوا علينا من كرم
وقتكم ، ومعين برامجكم لنعرض هذه الصور بعد أن تقوم هذه الثلة المسكينة
بعملها العظيم في خدمة المخططات اليهودية النصرانية) وكان الجواب يأتي
سريعا بالموافقة!!
الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كان الكاهنُ البشع جورج بوش ، يرتب ربطة عنقه ليقوم بين الناس ـ
وعلى ملأ من اليهود والنصارى ـ خطيبا مفوها ليقول سنحتل بلاد المسلمين
لندافع عن أنفسنا ، ومن ليس معنا فهو ضدنا، وكان هذا الكاهن ُ ينظر في
ساعته، ويستبطئ الحدث، ويطيل التفكير والتقدير، لكن السمراء الشمطاء
التي لاتفارقه ليل نهار، تقول له في ثقة ٍ مفرطة ٍ
لاتقلق كاهني الحبيب ،
فإنه لن يخلف وعده، لقد أعد العدة للحدث الذي سيقسم العالم فسطاطين!!
أرجوك لا تقلق يا كاهني الحبيب، إنه عميلنا المميز!!، هل نسيت موقفه
معنا من الشيطان الأحمر؟!
اطمئن كاهني الحبيب ، إن ظنك فيه لن يخيب!! )..
الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كان الذي تعوِّ لُ عليه السمراءُ الشمطاءُ أنه لن يخلف وعده ، يجهز العدة
التي يظهر بها في التعليق على الحدث، فكان كأس الماء المعدنية،
والخلفيات الحجرية ، وبعض ٌ من البسمات ، وكثير ٌ من دموع التماسيح ، ولا
بأسَ بأبياتٍ تحكي عن الثلة الصغيرة من الشباب البائس المحبط ، فالشعر له
أثره على نفوس الناس خاصة العرب الأقحاح!!، وجلس الذي تعوِّلُ عليه السمراءُ
الشمطاءُ جلسة القرفصاء ينتظر من المخرج العالمي رامسفيلد قولته الشهيرة
( آكشن ) !!
الحادي عشر من سبتمبر، من عام واحد وألفين للميلاد،
كانت السماء صافية، والشمس مشرقة، والعمارات شاهقة، والمخرج العالمي
يومئ لمساعده أنَّ الكادر الفني مناسب ٌ ولم يبقَ إلا التنفيذ من قبل الثلة
الصغيرة البريئة، التي تحلم بالجنة ، والحور الحسان التي وعدها إياها
الشيطان ؛ عن طريق القابع أمام الخلفية الحجرية الماسك بالكأس
المعدنية، الجالس جلسة القرفصاء يراجع الأبيات ، ويتدرب على الحشرجة،
والبكاء، فالموقف الدرامي خطير!! فالعالم سينقسم فسطاطين!!، وحينذاك
يصرخ المخرج العالمي آكشن، فتطير الطائرات ، وتَضْرِبُ البرجين ، ويسقط
البرجان ِ ، وتمَّحي من خريطة العالم الإسلامي دولتان، وينتهي كل شيء!!
ويصرخ المخرج العالمي ( فركش) !!، هيا بنا نجهز للمشهد التالي!!
الحارق 25/7/1425هـ