السلفي المحتار :
هدئ من روعك و خذ لك ابره بنج مخدرة تريح بها اعصابك
..
اما عن نقدك لنظريتي العبقرية
مستدلا على ابطال فلسطين , فلا اعتراض لدي , و لكن دعني اطرح عليك وجهة نظري
انظر الى اطفال فلسطين ... اسم الله عليهم.
رغم كل ما يتعرضون له على مر السنين , تجدهم و هم صغار , يخرجون يلعبون امام دبابات العدو , و يقفون امامهم , تارة يشاكسونهم.. و تارة يرمون عليهم الحجارة دون ادنى شعور بالخوف ..
بل و يستمتعون بذلك
.
الم تسأل نفسك السبب في ذلك؟؟
السبب انهم قد ولدوا في هذه الظروف فاعتادوا على الوضع المؤلم , و ما عادت الدبابات و المتفجرات تثير لديهم ادنى رعب
.
اما نحن هنا.. فمصيبتنا مصيبة!!!
اقل تظاهرة و اقل انفجار و اصغر حادثة كفيلة بجعل صاحب اضخم شنب يتخبط فيخلط الحابل بالنابل, و يقلب الدنيا رأسا على عقب .. ويتشكك في خيانة فلان و علان..
و اذا شممنا رائحة الحرب من بعيد..
نعيش موسما باكمله من الرعب و الخوف و نأخذ احتياطاتنا من طعام و بيوت تحت الارض و اقنعة واقية و الخ الخ الخ.
ليس لاننا جبناء لاسمح الله ..
و لكن لاننا و ببساطة , لم نعتد ظروفا كهذه ...
فقد اعتدنا ان نعيش بامان , و ننام بامان.
و اقل زوبعة تلخبط كياننا ..
عموما انا لا انكر ان لكل قاعدة شواذ:
ان كان هناك من يلعن ابو الدنيا التي اعطت غيره و لم تعطه , فان البعض من غيره يلعن ابو الدنيا التي وهبت هذا الفقير القدرة على الابتسام رغم ما يعانيه من سوء الحال بينما هو عاجز عن هذه الابتسامة رغم ما يملكه من مال وفير و خير كثير. .
دعني اذكرك بقصة احد اكبر الفنانين المصريين الا و هو ( انور وجدي)
فقد كان فقيرا معدوما في بداية حياته , و اخذ يلعن حظه و قدره الذي جعل منه انسانا فقيرا..
و مع محاولات من حوله لاقناعه بان المادة ليست كل شيء في هذه الدنيا .
وقف بينهم , و قال باعلى صوته: انا اطلب من الله ان يعطيني مليون جنيه , و سرطان..
فابى الله الا ان يستجيب له , و دخل الفن من اوسع ابوابه , و نال حب الناس و الملايين التي حلم بها يوما ..
و بعد ان تحقق له كل ذلك ...
ابتلاه الله بمرض السرطان.
و في اخر ايام حياته , و هو على فراش الموت ..
اخذ يقول : خذوا مني كل مجدي و مالي , بس عالجوني مما انا فيه.
و هكذا فلا هو ابتسم حينما كان فقيرا و بكامل صحته ..
و لا استطاع ان يبتسم بعد ان خلصه الله من الفقر ليبليه بما هو اشد..
فلا تجعل الطمع يسطو عليك اخي..
و ابتسم .. ترى الدنيا حلوة.