نتائج حركة الترجمة :
بعد تلك الجولة القصيرة يمكن أن نجمل نتائج حركة الترجمة بما يلي :
1 ـ بسبب ازدهار حركة الترجمة ، انتشرت المعارف العلمية ، في العالم الإسلامي ، و ظهرت نشاطات مستحدثة للوراقين ، وتسابقت الدول المنفصلة عن الخلافة العباسية خارج العراق ،على اقتناء نسخ من الكتب المترجمة ، فأسس الأغالبة في تونس (إفريقيا) ، بيت الحكمة التونسي ، وأسس الفاطميون دار الحكمة في القاهرة ، كما بادر الأندلسيون في محاكاة الشرق ، و ظهر نشاط واضح في الدول التي كانت في الهضبة الإيرانية وما وراء النهر ..
2 ـ ظهرت فنون جديدة لم يعهدها العرب في السابق ، كتحضير الحبر و الوراقة ، والتجليد و ابتكار الخطوط ، كما ظهر سلوك التباهي باقتناء الكتب في المنازل و إنشاء مكتبات خاصة في البيوت .. وكثر النقاش و الحوار حولها .
3 ـ تم إدخال الكثير من المصطلحات على اللغة العربية ، وتطويع و استحداث بعض المصطلحات التي لم تكن موجودة في السابق .. وتم الاستفادة من المقاييس و المدارك الأجنبية المنقولة ، في معالجة عدد من العلوم الشرعية واللغوية ..
4 ـ اهتم العرب بترجمة الكتب العلمية ، أكثر من الكتب الأدبية و الدينية ، لأن الثروة الكبيرة في الأخيرتين جعلتهم يترفعوا عن نقل ما لدى غيرهم .
5 ـ وفرت حركة الترجمة الى العربية ومنها ، صيانة التراث العالمي من الضياع و قدمت لعلماء العصرين الأوسط و الحديث في مختلف بقاع العالم ، من التكملة على ما ثبته العرب من تراث عالمي ..
6 ـ انتقل العرب من مرحلة الترجمة الى الإبداع ، فأبدعوا بالكيمياء و الطب و الرياضيات و الفلك و الجغرافيا ، فصنعوا مقتربات حضارية مهمة في مختلف أنحاء العالم .. وساعدتهم بذلك اللغة الحية التي تتمتع بصفات دائمة ، وهي صفة تقل في اللغات الأخرى ..
انتهى
__________________
ابن حوران
|