مشعل القحطاني
من حفظة كتاب الله الكريم ومن الطلبة المتفوقين في كلية الشريعه بالأحساء ومن حملة العلم الشرعي ، تتعجب من أخلاقه الفاضله وسمته العالي ووقاره العجيب وهيبته التي وضعها الله فيه إذا رأيته ترى نور الطاعه يخرج من وجهه بلا مبالغة ، كان ممن شارك إخوانه الافغان في جهادهم ضد الروس والشيوعيين هو وأخ له يكبره قتل هنالك رحمه الله وتقبله في الشهداء وبعد مقتل أخيه رجع لوالدته في مدينة الجبيل في الشرقية وواصل دراسته الجامعيه حتى توفيت والدته رحمها الله وكان يراودها بذهابه إلى البوسنة فترفض وخطب من عائلة مباركه وعقد على المرأه وحدد موعد الزواج ولكن الله يأبى الا أن يزوجه من الحور العين إن شاء الله وبينما هو في المستوى الأخير في الجامعة لم يصبر على ترك الجهاد وهو يتابع أخبار المجاهدين هناك فحزم حقائبه مع دخول شهر رمضان المبارك لعام 1415هـ وأراد أن يمضي الشهر الكريم هنالك فوصل رحمه الله برفقة أحد الإخوان إلى عاصمة كرواتيا وهي زاغرب حيث سكن في فندق هناك ثلاثة أيام حدثت له فيها حادثة غريبه مع أمرأة جميلة.
حاصلها أنه أقام في الفندق لمدة ثلاثة أيام مع الأخ الذي كان برفقته وكانت هنالك أمرأة تعمل في الفندق أعجبت بشخصه حيث كان وسيماً كث اللحيه وشكله أنيق فبدأت تحاول اغواءه وتتودد له ولكن الله عصمه منها حتى ثالث يوم فأتت لتنتصر لنفسها وكانت على الاستقبال وقالت له لو أردتك لنفسي لأغويتك وعشرة من أمثالك وذهب وتركها ، وانطلقت رحلته بالطائرة حتى مطار سبليت ثم استقل باصاً للدخول إلى البوسنة فيسر الله له الدخول إلى الأرض التي طالما حلم بدخولها وكان على موعد مع الأجل فيه(وماتدري نفس بأي أرض تموت) فكانت سعادته عند دخوله لاتكاد توصف هل صحيح أنه دخل أرض جهاد؟ هل صحيح أنه سيقاتل أعداء الله الصرب؟ هل صحيح أنه سيرابط؟ و..و.., نعم كل ذلك صحيح.
ذهب الى منطقة ترافنيك والتحق بالمجاهدين هناك وكان مكان المجاهدين في منزل متوسط قرى صغيره وبها عدة مساجد وهي على بعد قريب من الصرب وبدأ رحمه الله كالغيث يعلم الصغار الفاتحه والصلاة ويعلم الكبار وهذا برنامجه إذا كان في القرية حتى أحبه أهل القرية ولم يكن حاجز اللغه عائقا حيث تكفي مع النية الصادقه لغة الإشاره وإذا صعد للجبهه يكون أكثر اختلاطه مع البوسنويين ليوصل أكبر قدر ممكن من الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته .
واستمر به الوضع هكذا حتى آخر شهر رمضان المبارك حيث صاح المنادي ياخيل الله اركبي
حيث أتت عملية جبل فلاشيج الشهيرة وهي على قمة مرتفعة شاهقه استراتيجيه مسيطر عليها الصرب ولكم آذوا المسلمين بالقذائف منها فأعد المجاهدون لتلك المعركة الفاصلة فقد كانت الخطه أن يتسلل المجاهدون داخل أراضي الصرب بحدود ثلاثة كيلو مترات كما كان يتحدث بذلك من شارك فيها ومن ثم قطع الامدادات عن الصرب ويقتحم الجيش الجبل بكامله .
قبل العمليه بيومين تحدث أبوعبدالله مع أحد الأخوة وقال له لقد رأيت في منامي أنني أقتل اثنين من الصرب وتأتيني رصاصتان هنا وأقتل فبشره الأخ بالشهادة على ظاهرها فما برح يردد الله المستعان لسنا أهلاً لها وأمره بكتمان الرؤيا .
تحرك أسود الله نحو المعركه وتسللوا حتى الفجر وهم يصعدون الجبال حتى قرب خروج الفجر وكان المجاهدون منهكين من الطريق ولم تبدأ بعد المعركه فأمر القائد جميع المجاهدين بالافطار فأفطر المجاهدون ليتقووا على عدوهم إلا هو لم يفطر واستأذن بذلك الأمير فأذن له، بدأت المعركة شديدة وقوية مع طلوع الفجر واستبسل أخونا في المعركه وتقدم الركب هو وأثنان من المجاهدين فخرج مجموعة من الصرب المذعورين وتواجهوا وجهاً لوجه فأطلق أبوعبدالله رشاشة تجاههم فقتل اثنين منهم واتته طلقتان في نحره وتحققت رؤياه وسقط الأخوان اللذان كانا معه جرحى بين الصرب وباقي المجاهدين خلفهم بأمتار ولكنهم لايستطيعون انقاذ الجرحى لوقوعهم بين الصرب فأراد الصرب أخذهم كأسرى فدعى الله أحد الاخوه الجرحى بحراره ياالله ..ياالله...ياالله وماهي إلا ثواني معدودة حتى نزل ضباب كثيف استطاع المجاهدون ان يقتربوا من الأخوه وأنقذوهم وفر الصرب مذعورين خائبين ،
ووجدوا أخانا أباعبدالله الشرقي قد فارق الحياة وهو صائم لم يفطر وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضه عجيبة بل هي آية. ثم لما أنزله إخوانه للقرية وحفروا قبره خرجت منه رائحة المسك التي يشهد بها كل من حضر دفنه .
فرحم الله أباعبدالله الشرقي ذلك الحافظ التقي الورع المتواضع وكثر الله من امثال المجاهدين الصالحين في الامة المسلمة .