السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
فبما ان الكلام عن حكم صوت النساء والغناء بشكل عام قد انتقل الى هنا فلقد احببت ان ابدأ مستعينا بالله العلي العظيم على نقل فتاوى العلماء من اهل السنة والجماعة على المذاهب الاربعة راجيا من الله ان يلهم المخالفين فيما سأنقله القبول والفهم السليم لاحكام الشريعة السمحاء وهاكم الان مقتطفات من فتاوى العلماء في صوت النساء وقد قاموا رحمهم الله بالافتاء على وجه يطال مجمل التفاصيل فمن اراد مخالفة علماء اهل السنة فليحذرن من ذلك جهده او ليأتين الينا بسلطان يفوق ما وسعه هؤلاء السادة العلماء من العلم والتحصيل والثقة وللحديث صلة وتتمة
قال الحافظ اللغوي محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى في كتابه*إتحافالساة المتقين بشرح احياء علوم الدين:"قال القاضي الروياني فلو رفعت المرأة صوتها بالتلبية لم يحرم لأن صوتها ليس بعورة"
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ما نصه:"وفي حديث مبايعة النساء بالكلام أ كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة".
وقال الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم عنح حديث كيفية بيعة النساء ما نصه:"وفيه ان كلام الاجنبية يباح سماعه وان صوتها ليس بعورة".
وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار ناقلا عن كتاب القِنية:"ويجوز الكلام المباح مع امرأة اجنبية , وفي المجتبى رامزا:وفي الحديث ليل على انه لا بأس بالتكلم مع النساء بما لا يُحتاج اليه وليس هذا من الخوض فيما لا يعنيه".
وفي كتاب أسنى المطالب شرح روض الطالب للشيخ زكريا الانصاري الشافعي ما نصه:"ثم ان صوت المرأة ليس بعورة على الأصح".
فالحكم في صوت المرأة بعد هذا التبيان انه ليس بعورة الا لمن كان يتلذذ بسماع صوتها فيحرم عليه الاستماع حينئذ.
فإن قيل :اليس في قول الله تعالى"(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)" تحريم الاستماع الى صوت المرأة؟؟
فالجواب:أن الأمر ليس كذلك,قالالامام القرطبي في الجامع لاحكام القرءان عند تفسيره:"أمرهن الله – يعني نساء النبي – أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ولا يكون على وجهٍ يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه مثل كلام المريبات والمومسات,فناهن عن مثل هذا".ا.ه
وقال ابو حيان في تفسير البحر المحيط –( فلا تخضعن بالقول )- :"قال ابن عباس: (لا ترخصن بالقول) ." وقال الحسن:" لا تكلمن بالرفث".وقال الكعبي :"لا تكلمن بما يهوى المريب" . وقال ابن زيد:"الخضوع بالقول ما يدخل في القلب الغزل".وقيل :لا تُلِنَّ للرجال القول. أمر الله ان يكون الكلام خيرا لا على وجه يظهر في القلب علاقة ما يظهر عليه من اللين كما كان عليه الال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه مثل كلام المومسات ,فنهاهن عن ذلك".ا.ه
فيعلم من ذلك انه ليس المراد بهذه الاية انه يحرم عليهن ان يتكلمن بحيث يسمع الرجال اصواتهن بل النهي عن ان يتكلمن بكلام رخيم يشبه اصوات المومسات المريبات اي الزانيات فقد صح عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تدرس الرجال من وراء ستار ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه التلخيص الحبير في تخريج احاديث الرافعي الكبير ما نصه:"فانه ثابت في الصحيح انهم كانوا يسألون عائشة عن الاحكام والاحاديث مشافهة"ا.ه
قبل ان اختم اود ان اذكر الجمع المرافق لهذا الموضوع بوجوب التوقف عند ما توقف عنده علماؤنا الافاضل أو أن يدعي صراحة انه بلغه من العلم ما لم يبلغوه
كما أحب أن أشد على ايديكم لتاخذوا بالاعتدال فديننا يدعو اليه فلا إفراط في الدين ولا تفريط
والى اللقاء
---------------------------------- الشادي
|