مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-04-2006, 08:22 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي وفاة عمر بن أبي ربيعة

وفاة عمر بن أبي ربيعة

أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عبد الجبار بن سعيد المساحقي قال حدثني إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن ثعلبة بن عبد الله بن صعير: أن عمر بن أبي ربيعة نظر في الطواف إلى امرأةٍ شريفةٍ، فرأى أحسن خلق الله صورةً، فذهب عقله عليها، وكلمها فلم تجبه، فقال فيها: الريح تسحب أذيالاً وتنشـرهـا يا ليتني كنت ممن تسحب الريح

كيما تجر بنا ذيلاً فتطـرحـنـا ** على التي دونها مغبـرةٌ سـوحٌ
أنى بقربكم أم كيف لـي بـكـم ** هيهات ذلك ما أمست لنـا روح
فليت ضعف الذي ألقى يكون بها** بل ليت ضعف الذي ألقى تباريح
إحدى بنيات عمي دون منزلهـا ** أرضٌ بقيعانها القيصوم والشيح


فبلغها شعره فجزعت منه. فقيل لها: اذكريه لزوجك، فإنه سينكر عليه قوله. فقالت: كلا والله لا أشكوه إلا إلى الله. ثم قالت: اللهم إن كان نوه باسمي ظالماً فاجعله طعاماً للريح. فضرب الدهر من ضربه، ثم إنه غدا يوماً على فرس فهبت ريحٌ فنزل فاستتر بسلمةٍ، فعصفت الريح فخدشه غضنٌ منها فدمي وورم به ومات من ذلك.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 12-04-2006, 07:33 AM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
إفتراضي

اخي ماهر اعتذر عن الخطأ و التصحيح ماهر ...
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد العاني ، 13-04-2006 الساعة 01:11 AM.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 12-04-2006, 07:44 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

مواضيعك دوما مميزه اخي ماهر....

شكرا لقلمك....
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 13-04-2006, 07:21 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أخواتي الفاضلات
صمت الكلام
بيلسان
على رسلك


أشكر لكن مروركن الجميل و أرجو أن ينال الآتي إعجابكن أيضا

و سأورد هنا أشهر الشعراء فقط و أشعرهم

أخي محمد مشكور على المرور و أرجو أن يكون الموضوع أعجبك
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 13-04-2006, 02:37 PM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة maher
أخواتي الفاضلات
صمت الكلام
بيلسان
على رسلك


أشكر لكن مروركن الجميل و أرجو أن ينال الآتي إعجابكن أيضا

و سأورد هنا أشهر الشعراء فقط و أشعرهم

أخي محمد مشكور على المرور و أرجو أن يكون الموضوع أعجبك

أخي الحبيب ماهر..
أظن أننا تجاوزنا سؤال أن يُعجبني موضوع لك أو لا..
فمواضيعك كلها جميلة..و ذوقك راقٍ في اختيار الأروع..
تحيّة قلبية حارة لك أخي..



أخوك
محمد
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 14-04-2006, 03:13 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

شعر حسان الذي يقرر به إيمانه بالرسل
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني عمر بن عليّ بن مقدّم عن يحيى بن سعيد عن أبي حيّان التّيميّ عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو زيد وحدّثنا محمد بن عبد الله بن الزّبير قال حدّثنا مسعرٌ عن سعد بن إبراهيم، قالوا: قال حسّان: ثابت للنبيّ صلى الله عليه وسلم:

شهدت بإذن الـلـه أنّ مـحـمـداً ** رسول الذي فوق السماوات من عل
وأنّ أخا الأحقـاف إذ يعـذلـونـه ** يقوم بدين اللـه فـيهـم فـيعـدل
وأنّ أبا يحيى ويحـيى كـلاهـمـا ** له عملٌ فـي دينـه مـتـقـبّـل
وأنّ الذي عادى اليهـود ابـن مـريمٍ** رسولٌ أتى من عند ذي العرش مرسل
وأنّ الذي بالجزع من بطـن نـخـلةٍ ** ومن دونها فلٌّ من الخـير مـعـزل


فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أنا أشهد معك ".

أخبر بوقعة صفين قبل وقوعها
أخبرنا محمد بن خلفٍ وكيع قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدّثنا ابن أبي أويس قال حدّثني أبي ومالك بن الربيع بن مالك حدّثاني جميعاً عن الرّبيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه أنه قال: بينا نحن جلوسٌ عند حسّان بن ثابت، وحسّان مضطجعٌ مسندٌ رجليه إلى فارعٍ قد رفعهما عليه، إذ قال: مه! أما رأيتم ما مرّ بكم الساعة؟ قال مالك: قلنا: لا والله، وما هو؟ فقال حسّان: فاختةٌ مرّت الساعة بيني وبين فارع فصدمتني، أو قال: فزحمتني. قال: قلنا: وما هي؟ قال:
ستأتيكم غدواً أحاديث جـمّةٌ ** فأصغوا لها آذانكم وتسمّعوا

قال مالك بن أبي عامر: فصبحنا من الغد حديث صفّين.

سمعه المغيرة ينشد شعراً فبعث إليه بمال
أخبرنا وكيع قال حدّثنا اللّيث بن محمد عن الحنظليّ عن أبي عبدة عن العلاء بن جزء العنبري قال: بينا حسّان بن ثابت بالخيف وهو مكفوفٌ، إذ زفر زفرةً ثم قال:

وكأنّ حافرها بكـلّ خـمـيلةٍ** صاعٌ يكيل به شحيحٌ مـعـدم
عاري الأشاجع من ثقيفٍ أصله ** عبدٌ ويزعم أنّـه مـن يقـدم


قال: والمغيرة بن شعبة جالسٌ قريباً منه يسمع ما يقول، فبعث إليه بخمسة آلاف درهم. فقال: من بعث بهذا؟ قال: المغيرة بن شعبة سمع ما قلت. قال: واسوءتاه! وقبلها.

استجار الحارث بن عوف من شعره بالنبي
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني الأصمعيّ قال: جاء الحارث بن عوف بن أبي حارثة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أجرني من شعر حسّان، فلو مزج البحر بشعره لمزجه. قال: وكان السبب في ذلك - فيما أخبرني به أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبّة عن الأصمعيّ، وأخبرني به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي مصعب -أنّ الحارث بن عوف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك وأنا له جار. فأرسل معه رجلاً من الأنصار. فغدرت بالحارث عشيرته فقتلوا الأنصاريّ، فقدم الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام لا يؤنّب أحداً في وجهه، فقال: " ادعوا لي حسّان "، فدعي له، فلمّا رأى الحارث أنشده:

يا حار من يغدر بـذمّة جـاره ** منكم فإنّ محمـداً لـم يغـدر
إن تغدروا فالغدر منكم شـيمةٌ ** والغدر ينبت في أصول السّخبر


فقال الحارث: اكففه عنّي يا محمد، وأؤدّي إليك دية الخفارة، فأدّى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم سبعين عشراء، وكذلك دية الخفارة، وقال: يا محمد، أنا عائذٌ بك من شرّه، فلو مزج البحر بشعره مزجه.

أنشد شعراً بلغ النبي فآلمه
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إبراهيم بن المنذر قال حدّثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا العطّاف بن خالد قال: كان حسّان بن ثابت يجلس إلى أطمه فارعٍ، ويجلس معه أصحابٌ له ويضع لهم بساطاً يجلسون عليه؛ فقال يوماً، وهو يرى كثرة من يأتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من العرب فيسلمون:

أرى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلـد

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " من لي بأصحاب البساط بفارع؟ ". فقال صفوان بن المعطّل: أنا لك يا رسول الله منهم؛ فخرج إليهم فاخترط سيفه، فلمّا راوه عرفوا الشرّ بوجهه ففرّوا وتبدّدوا، وأدرك حسّان داخلاً بيته، فضرب وفلق أليته. قال: فبلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عوّضه وأعطاه حائطاً، فباعه من معاوية بعد ذلك بمالٍ كثير، فبناه معاوية قصراً، وهو الذي يقال له: " قصر الدّارين ". وقد قيل: إنّ صفوان بن المعطّل إنما ضرب حسّان لما قاله فيه وفي عائشة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم من الإفك؛ لأن صفوان هو الذي رمى أهل الإفك عائشة به.
وأخبرنا محمد بن جرير قال حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة قال: اعترض صفوان بن المعطّل حسّان بن ثابت بالسّيف لما قذفه به من الإفك حين بلغه ما قاله. وقد كان حسّان قال شعراً يعرّض بابن المعطّل وبمن أسلم من العرب من مضر فقال:

أمسى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البـلـد
قد ثكلت أمّه من كنت صـاحـبـه ** أو كان منتشباً في بـرثـن الأسـد
ما للقتـيل الـذي أعـدو فـآخـذه ** من ديةٍ فيه أعـطـيهـا ولا قـود
ما البحر حين تهبّ الريح شـامـيةً ** فيغطئلّ ويرمي العبـر بـالـزّبـد
يوماً بأغلب منّي حين تبـصـرنـي ** بالسيف أفري كفري العارض البرد


فاعترضه صفوان بن المعطّل بالسيف فضربه وقال:

تلقّ ذباب السّيف عنّي فإنّنـي ** غلامٌ إذا هوجيت لست بشاعر

قبض ثابت بن قيس على ابن المعطل لضربه له، ثم انتهى الأمر إلى النبي فاسترضاه: وحدّثنا محمد بن جرير قال حدّثنا " ابن " حميد قال حدّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ: أنّ ثابت بن قيس بن الشّمّاس أخا بلحارث بن الخزرج وثب على صفوان بن المعطّل في ضربه حسّان فجمع يديه على عنقه، فانطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال: ما هذا؟ فقال: ألا أعجّبك! ضرب حسّان بالسيف! والله ما أراه إلاّ قد قتله. فقال له عبد الله بن رواحة: هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ من هذا؟ قال: لا والله. قال: لقد اجترأت! أطلق الرجل، فأطلقه. ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فدعا حسّان صفوان بن المعطّل؛ فقال ابن المعطّل: يا رسول الله، آذاني وهجاني فضربته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسّان: " يا حسّان أتعيب على قومي أن هداهم الله عزّ وجلّ للإسلام! "، ثم قال: " أحسن يا حسّان في الذي أصابك ". قال: هي لك يا رسول الله.

إيراد ما تقدم برواية أخرى مفصلة
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني المدائنيّ قال حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسارٍ عن بعض رجال بني النجّار بمثل ذلك، وزاد في الشعر الذي قاله حسان زيادةً ووافقه عليها مصعب الزّبيريّ، فيما أخبرنا به الحسن بن عليّ، قال قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني عمي مصعب في القصّة، فذكر أنّ فتيةً من المهاجرين والأنصار تنازعوا على الماء وهم يسقون خيولهم، فغضب من ذلك حسّان فقال هذا الشعر.
وذكر الزّهريّ، فيما أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجعد، قال حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّببي قال حدّثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزّهريّ أنّ هذا الخبر كان بعد غزوة النبيّ صلى الله عليه وسلم بني المصطلق.
قال: وكان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ يقال له: سنان، ورجل من بني غفار يقال له: جهجاه؛ فخرج جهجاهٌ بفرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرسٍ له يومئذ يسقيهما، فأوردهما الماء، فوجد على الماء فتيةً من الأنصار، فتنازعوا فاقتتلوا؛ فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: هذا ما جزونا به، آويناهم ثم هم يقاتلوننا! وبلغ حسّان بن ثابت الذي بين جهجاه وبين الفتية الأنصار، فقال وهو يريد المهاجرين من القبائل الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام - وهذا الشعر من رواية مصعب دون الزّهريّ -:

أمسى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثـروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة الـبـلـد
يمشون بالقول سرًّا فـي مـهـادنةٍ ** تهدّداً لي كأنّي لـسـت مـن أحـد
قد ثكلت أمّه من كنـت صـاحـبـه ** أو كان منتشباً في بـرثـن الأسـد
ما للقتيل الذي أسمـوا فـأقـتـلـه** من ديةٍ فيه أعـطـيهـا ولا قـود
ما البحر حين تهبّ الـريح شـامـيةً** فيغطئلّ ويرمي العبـر بـالـزّبـد
يوماً بأغلب منيّ حين تبـصـرنـي ** أفري من الغيظ فري العارض البرد
أمّا قريشٌ فإنّي لسـت تـاركـهـم ** حتى ينيبوا من الغـيّات بـالـرّشـد
ويتركوا اللاّت والعزّى بـمـعـزلةٍ ** ويسجدوا كلّهم للواحـد الـصّـمـد
ويشهدوا أنّ ما قال الرسـول لـهـم ** حقٌّ ويوفوا بعهد الـلـه فـي سـدد
أبلغ بنيّ بأنّي قـد تـركـت لـهـم ** من خير ما ترك الأبـاء لـلـولـد
الدّار واسطةٌ والـنـخـل شـارعةٌ ** والبيض يرفلن في القسّيّ كالـبـرد


قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حسان نفست عليّ إسلام قومي " وأغضبه كلامه. فغدا صفوان بن المعطّل السّلميّ على حسّان فضربه بالسيف. وقال صفوان:

تلقّ ذباب السّيف عنّي فإننـي ** غلامٌ إذا هوجيت لست بشاعر

فوثب قومه على صفوان فحبسوه، ثم جاؤوا سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وهو مقبلٌ على ناضحه بين القربتين، فذكروا له ما فعل حسّان وما فعلوا؛ فقال: أشاورتم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا لا. فقعد إلى الأرض. وقال: وانقطاع ظهراه! أتأخذون بأيديكم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيكم! ودعا بصفوان فأتي به، فكساه وخلاّه. فجاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كساك كساه الله ". وقال حسّان لأصحابه: احملوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أترضّاه ففعلوا؛ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردّوه. ثم سألهم فحملوه إليه الثانية؛ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرفوا به. ثم قال لهم: عودوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا له: قد جئنا بك مرّتين كلّ ذلك يعرض فلا نبرمه بك. فقال: احملوني إليه هذه المرّة وحدها، ففعلوا. فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي! احفظ قولي:

هجوت محمداً فأجبت عنه** وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبى ووالده وعرضي ** لعرض محمدٍ منكم وقاء


فرضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهب له سيرين أخت مارية أمّ ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم. هذه رواية مصعب. وأما الزّهريّ فإنّه ذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بلغه ضرب السّلميّ حسّان قال لهم: " خذوه فإن هلك حسّان فاقتلوه ". فأخذوه فأسروه وأوثقوه؛ فبلغ ذلك سعد بن عبادة فخرج في قومه إليهم فقال: أرسلوا الرجل، فأبوا عليه؛ فقال: أعمدتم إلى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤذونهم وتشتمونهم وقد زعمتم أنّكم نصرتموهم! أرسلوا الرجل؛ فأبوا عليه حتى كاد يكون قتالٌ، ثم أرسلوه. فخرج به سعدٌ إلى أهله فكساه حلّةً، ثم أرسله سعدٌ إلى أهله. فبلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ليصلّي فيه، فقال: " من كساك كساه الله من ثياب الجنّة ". فقال: كساني سعد بن عبادة. وذكر باقي الخبر نحوه.

الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 14-04-2006, 03:27 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

مدح عائشة والاعتذار عما رماها به
وحدّثني محمد بن جرير الطبريّ قال حدّثني ابن حميد قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث:
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عوضاً منها بيرحاء، وهي قصر بني حديلة اليوم بالمدينة، كانت مالاً لأبي طلحة بن سهلٍ تصدّق بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه حسّان في ضربته، وأعطاه سيرين " أمة قبطيّة " فولدت له عبد الرحمن بن حسّان. قال: وكانت عائشة تقول: لقد سئل عن صفوان بن المعطّل، فإذا هو حصورٌ " لا يأتي النساء "؛ قتل بعد ذلك شهيداً. قال ابن إسحاق في روايته عن يعقوب بن عتبة: فقال حسّان يعتذر من الذي قال في عائشة:

حصانٌ رزانٌ ما تـزنّ بـريبةٍ ** وتصبح غرثى من لحومٍ الغوافل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ** فلا رفعت سوطي إليّ أناملـي
وكيف وودّي من قديمٍ ونصرتي ** لآل رسول الله زين المحـافـل
فإنّ الّذي قد قيل لـيس بـلائطٍ ** ولكنّه قول امرئٍ بي مـا حـل


هجاه رجل بما فعل به ابن المعطل
قال الزبير وحدّثني محمد بن الضحّاك: أنّ رجلاً هجا حسّان بن ثابت بما فعل به ابن المعطّل فقال:

وإنّ ابن المعطّل من سليمٍ ** أذلّ قياد رأسك بالخطام

سبه أناس فدافعت عنه عائشة
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال أخبرنا أبو عاصمٍ قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني محمد بن السائب عن أمّه: أنّها طافت مع عائشة ومعها أمّ حكيم وعاتكة: " امرأتان من بني مخزوم ". قالت: فابتدرنا حسّان نشتمه وهو يطوف؛ فقالت: أبن الفريعة تسببن! قلن: قد قال فيك فبرّأك الله. قالت: فأين قوله:

هجوت محمداً فأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمدٍ منكم وقاء


أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني إبراهيم بن المنذر عن سفيان بن عيينة عن محمد بن السائب بن بركة عن أمّه بنحو ذلك، وزاد فيه: إني لأرجو أن يدخله الله الجنّة بقوله.
أخبرني الحسن قال حدّثنا الزّبير عن عبد العزيز بن عمران عن سفيان بن عيينة وسلم بن خالد عن يوسف بن ماهك عن أمّه قالت: كنت أطوف مع عائشة بالبيت، فذكرت حسّان فسببته؛ فقالت: بئس ما قلت! أتسبّينه وهو الذي يقول: فإنّ أبي ووالده وعرضي لعرض محمدٍ منكم وقاء
فقلت: أليس ممن لعن الله في الدنيا وفي الآخرة بما قال فيك؟ قالت: لم يقل شيئاً، ولكنه الذي يقول:
حصانٌ رزانٌ ما تـزنّ بـريبةٍ **وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كان ما قد جاء عنّي قلـتـه** فلا رفعت سوطي إليّ أناملـي



فخره بلسانه
أخبرني الحسن قال حدّثنا أحمد قال حدّثني أحمد بن سلمان عن سليمان بن حرب قال حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن محمد بن سيرين: أن حسّان أخذ يوماً بطرف لسانه وقال: يا رسول الله، ما يسرّني أنّ لي به مقولاً بين صنعاء وبصرى، ثم قال: لساني مغولٌ لا عيب فيه وبحري ما تكدّره الدّلاء

خبره يوم الخندق
أخبرنا محمد بن جرير قال حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا سلمة قال حدّثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير عن أبيه قال:
كانت صفيّة بنت عبد المطّلب في فارعٍ " حصن حسّان بن ثابت "، يعني يوم الخندق. قالت: وكان حسّان معنا فيه والنساء والصّبيان. قالت: فمرّ بنا رجلٌ من يهود فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيننا وبينهم أحدٌ يدفع عنّا، ورسول الله والمسلمون في نحور عدوّهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم، إذ أتانا آتٍ. قالت: فقلت: يا حسّان، إنّ هذا اليهوديّ كما ترى يطيف بالحصن، وإنّي والله ما آمنه أن يدلّ على عوراتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنّا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله؛ فقال: يغفر الله لك يا ابنة عبد المطّلب! لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت: فلمّا قال ذلك ولم أر عنده شيئاً احتجزت ثم أخذت عموداً ثم نزلت إليه من الحصن فضربته بالعمود حتى قتلته، فلمّا فرغت منه رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسّان، انزل إليه فاسلبه؛ فإنّه لم يمنعني من سلبه إلاّ أنّه رجلٌ. قال: ما لي بسلبه من حاجةٍ يا بنت عبد المطّلب.
حديث ابن الزبير عن يوم الخندق وأخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عليّ بن صالح عن جدّي عبد الله بن مصعب عن أبيه قال: كان ابن الزّبير يحدّث أنه كان في فارعٍ " أطم حسّان بن ثابت " مع النساء يوم الخندق ومعهم عمر بن أبي سلمة. قال ابن الزّبير: ومعنا حسّان بن ثابت ضارباً وتداً في آخر الأطم، فإذا حمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين حمل على الوتد فضربه بالسيف؛ وإذا أقبل المشركون انحاز عن الوتد حتّى كأنه يقاتل قرناً، يتشبّه بهم كأنّه يري أنّه مجاهدٌ حين جبن. وإنّي لأظلم ابن أبي سلمة وهو أكبر منّي بسنتين فأقول له: تحملني على عنقك حتّى أنظر، فإنّي أحملك إذا نزلت. قال: فإذا حملني ثم سألني أن يركب قلت له: هذه المرّة أيضاً. قال: وإنّي لأنظر إلى أبي معلماً بصفرةٍ، فأخبرتها أبى بعد؛ فقال: " أين كنت حينئذ؟ فقلت: على عنق ابن أبي سلمة يحملني. فقال ": أما والّذي نفسي بيده إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجمع لي أبويه.
قال ابن الزّبير: وجاء يهوديٌّ يرتقي إلى الحصن. فقالت صفيّة له: أعطني السيف، فأعطاها. فلمّا ارتقى اليهوديّ ضربته حتّى قتلته، ثم احتزّت رأسه فأعطته حسّان فقالت: طوّح به؛ فإنّ الرجل أقوى وأشدّ رميةً من المرأة. تريد أن ترعب به أصحابه.
كان حسان مقطوع الأكحل قال الزّبير: وحدّثني عمّي عن الواقديّ قال: كان أكحل حسّان قد قطع فلم يكن يضرب بيده.
أنشد النبي شعراً في شجاعته فضحك قال الزّبير وحدّثني عليّ بن صالح عن جدّي أنّه سمع أن حسّان بن ثابت أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لقد غدوت أمام القوم منتطـقـاً ** بصارمٍ مثل لون الملح قطّـاع
يحفز عنّي نجاد السيف سابـغةٌ ** فضفاضةٌ مثل لون النّهي بالقاع


قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فظنّ حسّان أنه ضحك من صفته نفسه مع جبنه.

قال النابغة إنه شاعر والخنساء بكاءة
قال الزّبير وحدّثني محمد بن الحسن قال: قال حسّان بن ثابت: جئت نابغة بني ذبيان، فوجدت الخنساء بنت عمرو حين قامت من عنده، فأنشدته؛ فقال: إنّك لشاعرٌ، وإنّ أخت بني سليم لبكّاءة.

مع الحطيئة
قال الزّبير وحدّثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق قال أخبرني غير واحدٍ من مشايخي: أنّ الحطيئة وقف على حسّان بن ثابت وحسّان ينشد من شعره؛ فقال له حسّان وهو لا يعرفه: كيف تسمع هذا الشعر يا أعرأبي؟ قال الحطيئة: لا أرى به بأساً. فغضب حسّان وقال: اسمعوا إلى كلام هذا الأعرأبي! ما كنيتك؟ قال: أبو مليكة. قال: ما كنت قطّ أهون عليّ منك حين كنّيت بامرأةٍ، فما اسمك؟ فال: الحطيئة فقال حسّان: امض بسلام.

اتهمه أعشى بكر عند خمار بالبخل فاشترى كل الخمر وأراقها:
أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني محمد بن الحسن بن مسعود الزّرقيّ قال حدّثنا عبد الله بن شبيب قال حدّثني الزّبير، وأخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني الزّبير قال حدّثني بعض القرشيين قال:
دخل حسّان بن ثابت في الجاهليّة بيت خمّارٍ بالشّأم ومعه أعشى بكر بن وائل، فاشتريا خمراً وشربا، فنام حسّان ثم انتبه، فسمع الأعشى يقول للخمّار: كره الشيخ الغرم. فتركه حسّان حتّى نام، ثم اشترى خمر الخمّار كلّها. ثم سكبها في البيت حتّى سالت تحت الأعشى؛ فعلم أنّه سمع كلامه فاعتذر إليه؛ فقال حسّان:

ولسنا بشربٍ فوقهـم ظـلّ بـردةٍ ** يعدّون للخمّار تيساً ومـفـصـدا
ولكنّنا شربٌ كـرامٌ إذا انـتـشـوا ** أهانوا الصّريح والسّديف المسرهدا
كأنّهـم مـاتـوا زمـان حـلـيمةٍ ** فإن تأتهم تحمد ندامـتـهـم غـدا
وإن جئتهم ألفيت حول بـيوتـهـم ** من المسك والجادي فتيتاً مـبـدّدا
ترى حول أثناء الزّرأبي ساقـطـاً ** نعالاً وقسّوباً وريطـاً مـنـضّـدا
وذا نمرقٍ يسعى وملصـق خـدّه ** بديباجةٍ تكفـافـهـا قـد تـقـدّدا


تعييره الحارث بن هشام بفراره
وهذه القصيدة يقولها حسّان بن ثابت في وقعة بدرٍ يفخر بها ويعيّر الحارث بن هشام بفراره عن أخيه أبي جهل بن هشام. وفيها يقول:

إن كنت كاذبة الذي حدّثـتـنـي** فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة أن يقاتـل دونـهـم ** ونجا برأس طمـرّةٍ ولـجـام


فأجاب الحارث بن هشام، وهو مشرك يومئذٍ، فقال:

الله يعلم ما تركت قـتـالـهـم ** حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد
وعلمت أنّي إن أقاتـل واحـداً ** أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي
ففررت منهم والأحبّة فـيهـم ** طمعاً لهم بعقاب يوم مرصـد


تمثل رتبيل بشعر حسان
أخبرنا محمد بن خلفٍ وكيعٌ قال حدّثني سليمان بن أيّوب قال حدّثنا محمد بن سلاّم عن يونس قال: لمّا صار ابن الأشعث إلى رتبيل، تمثّل رتبيل بقول حسّان بن ثابت في الحارث بن هشام:

ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ** ونجا برأس طمرّةٍ ولجام

فقال له ابن الأشعث: أو ما سمعت ما ردّ عليه الحارث بن هشام؟ قال: وما هو؟ فقال قال: الله

يعلم ما تركت قـتـالـهـم ** حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
وعلمت أنّي إن أقاتـل واحـداً ** أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي
فصددت عنهم والأحبّة فـيهـم ** طمعاً لهم بعقاب يوم مرصـد


فقال رتبيل: يا معشر العرب، حسّنتم كلّ شيء حتى حسّنتم الفرار.

الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 14-04-2006, 04:10 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي جرير: أشعر الشعراء

نسب جرير وأخباره
نسبه من قبل أبويه: جرير بن عطية بن الخطفى. والخطفى لقبٌ، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. ويكنى أبا حزرة. ولقب الخطفى لقوله:

يرفعن لليل إذا ما أسدفا ** أعناق جنانٍ وهاماً رجفا
وعنقاً بعد الكلل خيطفا


ويروى: خطفى.

وهو والفرزدق والأخطل المقدمون على شعراء الإسلام الذين لم يدركوا الجاهلية جميعاً. ومختلفٌ في أيهم المتقدم، ولم يبق أحد من شعراء عصرهم إلا تعرض لهم فافتضح وسقط وبقوا يتصاولون، على أن الأخطل إنما دخل بين جرير والفرزدق في آخره أمرهما وقد أسن ونفد أكثر عمره. وهو وإن كان له فضله وتقدمه فليس نجره من نجار هذين في شيء، وله أخبار مفردة عنهما ستذكر بعد هذا مع ما يغنى من شعره.
أخبرني أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن سلام الجمحي، وأخبرني محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الأخفش قالا حدثنا أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب وأبي غسان دماذ وإبراهيم بن سعدان عن أبيه جميعاً عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، بنسب جرير على ما ذكرته وسائر ما أذكره في الكتاب من أخباره فأحكيه عن أبي عبيدة أو عن محمد بن سلام. قالوا جميعاً: وأم جرير أم قيس بنت معيد بن عمير بن مسعود بن حارثة بن عوف بن كليب بن يربوع. وأم عطية النوار بنت يزيد بن عبد العزى بن مسعود بن حارثة بن عوف بن كليب.

قال أبو عبيدة ومحمد بن سلام ووافقهما الأصمعي فيما أخبرنا به أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبة عنه: اتفقت العرب على أن أشعر أهل الإسلام ثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل، واختلفوا في تقديم بعضهم على بعض. قال محمد بن سلام: والراعي معهم في طبقتهم ولكنه آخرهم، والمخالف في ذلك قليل. وقد سمعت يونس يقول: ما شهدت مشهداً قط ذكر فيه جرير والفرزدق فاجتمع أهل المجلس على أحدهما. وكان يونس فرزدقياً.
قال ابن سلام: وقال ابن دأب: الفرزدق أشعر عامةً وجرير أشعر خاصةً. وقال أبو عبيدة: كان أبو عمرو يشبه جريراً بالأعشى، والفرزدق بزهير، والأخطل بالنابغة، قال أبو عبيدة: يحتج من قدم جريراً بأنه كان أكثرهم فنون شعر، وأسهلهم ألفاظاً، وأقلهم تكلفاً، وأرقهم نسيباً، وكان ديناً عفيفاً. وقال عامر بن عبد الملك: جرير كان أشبههما وأنسبهما.
ونسخت من كتاب عمرو بن أبي عمرو الشيباني: قال خالد بن كلثوم: ما رأيت أشعر من جرير والفرزدق، قال الفرزدق بيتاً مدح فيه قبيلتين وهجا قبيلتين، قال:

عجبت لعجلٍ إذ تهاجي عبيدها ** كما آل يربوعٍ هجوا آل دارم

يعني بعبيدها بني حنيفة. وقال جرير بيتاً هجا فيه أربعة:

إن الفرزدق والبعيث وأمه ** وأبا البعيث لشر ما إستار

قال: وقال جرير: لقد هجوت التيم في ثلاث كلمات ما هجا فيهن شاعر شاعراً قبلي، قلت:

من الأصلاب ينزل لؤم تيمٍ ** وفي الأرحام يخلق والمشيم

جرير وطبقته من الشعراء: وقال محمد بن سلام: قال العلاء بن جرير العنبري وكان شيخاً قد جالس الناس: إذا لم يجيء الأخطل سابقاً فهو سكيتٌ، والفرزدق لا يجيء سابقاً ولا سكيتاً، وجرير يجيى سابقاً ومصلياً وسكيتاً. قال محمد بن سلام: ورأيت أعرابياً من بني أسد أعجبني ظرفه وروايته، فقلت له: أيهما عندكم أشعر؟ قال: بيوت الشعر أربعة: فخرٌ ومديح وهجاء ونسيب، وفي كلها غلب جرير، قال في الفخر:

إذا غضبت عليك بنو تميمٍ ** حسبت الناس كلهم غضابا

والمديح:

ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح

والهجاء:

فغض الطرف إنك من نميرٍ** فلا كعباً بلغت ولا كلابـا

والنسب:

إن العيون التي في طرفها حور** قتلننا ثم لم يحـيين قـتـلانـا

قال أبو عبد الله محمد بن سلام: وبيت النسيب عندي:

فلما التقى الحيان ألقيت العصـا ** ومات الهوى لما أصيبت مقاتله

قال كيسان: أما والله لقد أوجعكم يعني في الهجاء. فقال: يا أحمق! أو ذاك يمنعه أن يكون شاعراً! تفضيله عبيدة بن هلال على الفرزدق: أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال قال أبو عبيدة، وأخبرنا أبو خليفة قال حدثني محمد بن سلام الجمحي قال حدثني أبان بن عثمان البلخي قال: تنازع في جرير والفرزدق رجلان في عسكر المهلب، فارتفعا إليه وسألاه، فقال: لا أقول بينهما شيئاً ولكني أدلكما على من يهون عليه سخطهما: عبيدة بن هلال اليشكري وكان بإزائه مع قطري وبينهما نهر. وقال عمر بن شبة: في هؤلاء الخوارج من تهون عليه سبال كل واحد منهما فأما أنا فما كنت لأعرض نفسي لهما. فخرج أحد الرجلين وقد تراضيا بحكم الخوارج، فبدر من الصف ثم دع بعبيدة بن هلال للمبارزة فخرج إليه.
فقال: إني أسألك عن شيء تحاكمنا إليك فيه، فقال: وما هو؟ عليكما لعنة الله. قال: فأي الرجلين عندك أشعر: أجرير أم الفرزدق؟ فقال: لعنكما الله ولعن جريراً والفرزدق! أمثلى يسأل عن هذين الكلبين! قالا: لا بد من حكمك. قال: فإني سائلكم قبل ذلك عن ثلاث. قالوا: سل. قال: ما تقولون في إمامكم إذا فجر؟ قالوا: نطيعه وإن عصى الله عز وجل. قال: قبحكم الله! فما تقولون في كتاب الله وأحكامه قالوا: ننبذه وراء ظهورنا ونعطل أحكامه. قال: لعنكم الله إذاً! فما تقولون في اليتيم؟ قالوا: نأكل ماله وننيك أمه. قال: أخزاكم الله إذاً! والله لقد زدتموني فيكم بصيرةً. ثم ذهب لينصرف، فقالوا له: إن الوفاء يلزمك، وقد سألتنا فأخبرناك ولم تخبرنا، فرجع فقال: من الذي يقول:

إنا لنذعر يا قفـير عـدونـا ** بالخيل لاحقة الأياطل قـودا
وتحوط حوزتنا وتحمي سرحنا** جردٌ ترى لمغارها أخـدودا

أجرى قلائدها وقدد لحـمـهـا ** ألا يذقن مع الشـكـائم عـوداً
وطوى القياد مع الطراد متونها ** طي التجار بحضر موت برودا


قالا: جريرٌ، فهو ذاك، فانصرفا.
حديث الأصمعي وغيره عنه: أخبرني عم أبي عبد العزيز بن أحمد قال حدثنا الرياشي قال قال الأصمعي وذكر جريراً فقال: كان ينهشه ثلاثة أوربعون شاعراً فينبذهم وراء ظهره ويرمي بهم واحداً واحداً، ومنهم من كان ينفحه فيرمي به، وثبت له الفرزدق والأخطل. وقال جرير: والله ما يهجوني الأخطل وحده وإنه ليهجوني معه خمسون شاعراً كلهم عزيزٌ ليس بدون الأخطل، وذلك أنه كان إذا أراد هجائي جمعهم على شراب، فيقول هذا بيتاً وهذا بيتاً، وينتحل هو القصيدة بعد أن يتمموها.
قال ابن سلام: وحدثني أبو البيداء الرياحي قال قال الفرزدق: إني وإياه لنغترف من بحر واحد وتضطرب دلاؤه عند طول النهر.
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال حدثني زيرك بن هبيرة المناني قال: كان جريرٌ ميدان الشعر، من لم يجر فيه لم يرو شيئاً، وكان من هاجى جريراً فغلبه جرير أرجح عندهم ممن هاجى شاعراً آخر غير جرير فغلب.
أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلام قال: تذاكروا جريراً والفرزدق في حلقة يونس بن معاوية بن أبي عمر بن العلاء وخلف الأحمر ومسمع وعامر ابنا عبد الملك المسمعيان، فسمعت عامراً وهو شيخ بكر بن وائل يقول: كان جرير والله أنسبهما وأسبهما وأشبههما.
سمع الراعي شعره فأقر بأنه جدير بالسبق: قال ابن سلام: وحدثني أبو البيداء قال: مر راكبٌ بالراعي وهو يغني بيتين لجرير، وهما:

وعاو عوى من غير شيء رميته ** بقارعةٍ أنفاذها تقطر الـدمـا
خروجٍ بأفواه الرواة كـأنـهـا قرا** هندوانيٍّ إذ هز صمـمـا


فأتبعه الراعي رسولاً يسأله لمن البيتان؟ قال: لجرير. قال: لو اجتمع على هذا جميع الجن والإنس ما أغنوا فيه شيئاً. ثم قال لمن حضر: ويحكم أألام على أن يغلبني مثل هذا!.
رأي بشار فيه وفي صاحبيه ورثاؤه ابنه: قال ابن سلام: وسألت بشاراً المرعث: إي الثلاثة أشعر؟ فقال: لم يكن الأخطل مثلهما ولكن ربيعة تعصبت له وأفرطت فيه. قلت: فهذان؟ قال: كانت لجرير ضروبٌ من الشعر لا يحسنها الفرزدق، ولقد ماتت النوار فقاموا ينوحون عليها بشعر جرير. فقلت لبشار: وأي شيء لجريرٍ من المراثي إلا التي رثى بها امرأته! فأنشدني لجرير يرثي ابنه سوادة ومات بالشأم:

قالوا نصيبـك مـن أجـرٍ لـهـم ** كيف العزاء وقد فارقت أشبـالـي
فارقتني حين كف الدهر من بصري ** وحين صرت كعظم الرمة البالـي
أمس سوادة يجلو مقلـتـي لـحـمٍ ** بازٍ يصرصر فوق المربأ العالـي
قد كنت أعرفه مني إذا غـلـقـت ** رهن الجياد ومد الغاية الـغـالـي
إن الثوي بذي الزيتون فاحتسـبـي ** قد أسرع اليوم في عقلي وفي حالي
إلا تكن لـك بـالـديرين مـعـولةٌ ** فرب باكيةٍ بـالـرمـل مـعـوال
كأم بوٍّ عجـولٍ عـنـد مـعـهـده ** حنت إلى جلـدٍ مـنـه وأوصـال
حتى إذا عرفـت أن لا حـياة بـه ** ردت هماهم حرى الجوف مثكـال
زادت على وجدها وجداً وإن رجعت** في الصدر منها خطوبٌ ذات بلبال


أخبرني عبد الواحد بن عبيد عن قعنب بن المحرز الباهلي عن المغيرة بن حجناء وعمارة بن عقيل قالا: خرج جرير إلى دمشق يؤم الوليد، فمرض ابن له يقال له سوادة، وكان به معجباً، فمات بالشأم، فجزع عليه ورثاه جرير فقال:

أودى سوادة يجلو مقلتي لـحـمٍ ** بازٍ يصرصر فوق المربأ العالي

حديث الفرزدق عنه: أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أحمد بن معاوية قال حدثني رجل من أصحاب الحديث يقال له الحسن قال حدثني أبو نصر اليشكري عن مولى لبني هاشم قال: إمترى أهل المجلس في جرير والفرزدق أيهما أشعر، فدخلت على الفرزدق فما سألني عن شيء حتى قال:
يا نوار، أدركت برنيتك؟ قالت: قد فعلت أو كادت. قال: فابثعي بدرهم فاشتري لحماً، ففعلت وجعلت تشرحه وتلقيه على النار ويأكل. ثم قال: هاتي برنيتك، فشرب قدحاً ثم ناولني، وشرب آخر ثم ناولني. ثم قال: هات حاجتك يا بن أخي، فأخبرته، قال: أعن ابن الخطفى تسألني! ثم تنفس حتى قلت: انشقت حيازيمه، ثم قال: قاتله الله! فما أخشن ناحيته وأشرد قافيته! والله لو تركوه لأبكى العجوز على شبابها، والشابة على أحبابها، ولكنهم هروه فوجدوه عند الهراش نابجا وعند الجراء قارحاً، وقد قال بيتاً لأن أكون قلته أحب إلى مما طلعت عليه الشمس:

إذا غضبت عليك بنو تميم ** حسبت الناس كلهم غضابا

أثنى عليه الفرزدق أمام الأحوص: أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة، وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أبي عبيدة، قالا: نزل الفرزدق على الأحوص حين قدم المدينة. فقال الأحوص: ما تشتهي؟ قال: شواء وطلاء وغناء. قال: ذلك لك، ومضى به إلى قينة بالمدينة، فغنته:

صوت ألا حي الديار بسـعـد** إنـي أحب لحب فاطـمة الـديارا
إذا ما حل أهلك يا سلـيمـى ** بدارة صلصلٍ شحطوا مزارا
أراد الظاعنون ليحزنـونـي ** فهاجوا صدع قلبي فاستطار


فقال الفرزدق: ما أرق أشعاركم يأهل الحجاز وأملحها! قال: أو ما تدري لمن هذا الشعر؟ قال: لا والله. قال: فهو والله لجريرٍ يهجوك به. فقال: ويل ابن المراغة! ما كان أحوجه مع عفافه إلى صلابة شعري، وأحوجني مع شهواتي إلى رقة شعره!.

الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 13-04-2006, 07:49 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


مروره على حمامة تهدل وما قال في ذلك من الشعر
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا الهيثم بن فراسٍ قال حدثني العمري عن الهيثم بن عدي: أن أبا المجنون حج به ليدعو الله عز وجل في الموقف أن يعافيه، فسار ومعه ابن عمه زياد بن كعب بن مزاحم، فمر بحمامة تدعو على أيكة فوقف يبكي، فقال له زياد: أي شيء هذا؟ ما يبكيك أيضاً؟ سر بنا نلحق الرفقة، فقال:

أأن هتفـت يومـاً بـوادٍ حـمـامةٌ ** بكيت ولم يعذرك بالجهـل عـاذر
دعت ساق حرٍّ بعد ما علت الضحى** فهاج لك الأحزان أن نـاح طـائر
تغني الضحى والصبح في مرجحنةٍ ** كثاف الأعالي تحتها المـاء حـائر
كأن لم يكن بالغيل أو بـطـن أيكةٍ ** أو الجزع من تول الأشاءة حاضـر
يقول زيادٌ إذ رأى الحي هـجـروا ** أرى الحي قد ساروا فهل أنت سائر
وإني وإن غال التقـادم حـاجـتـي ** ملمٌ على أوطان ليلـى فـنـاظـر

الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 10-05-2007, 06:18 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا الغلابي عن عبد الرحمن التيمي عن هشام بن سليمان المخزومي: أن الأخطل قدم على عبد الملك، فنزل على ابن سرحون كاتبه. فقال عبد الملك: على من نزلت? قال: على فلان. قال: قاتلك الله ما أعلمك بصالح المنازل فما تريد أن ينزلك? قال: درمك من درمككم هذا ولحم وخمر من بيت رأس. فضحك عبد الملك ثم قال له: ويلك وعلى أي شيء اقتتلنا إلا على هذا. ثم قال: ألا تسلم فنفرض لك في الفيء ونعطيك عشرة آلاف? قال: فكيف بالخمر? فال: وما تصنع بها وإن أولها لمر وإن آخرها لسكر فقال: أما إذ قلت ذلك فإن فيما بين هاتين لمنزلة ما ملكك فيها إلا كعلقة ماء من الفرات بالإصبع. فضحك ثم قال: ألا تزور الحجاج فإنه كتب يستزيرك. فقال: أطائع أم كاره? قال: بل طائع. قال: ما كنت لأختار نواله على نوالك ولا قربه على قربك، إنني إذا لكما فال الشاعر:
كمبتاع ليركبه حـمـارا *** تخيره من الفرس الكبير

فأمر له بعشرة آلاف درهم وأمره بمدح الحجاج? فمدحه بقوله:
صرمت حبالك زينب ورعوم *** وبدا المجمجم منهما المكتوم

ووجه بالقصيدة مع ابنه إليه وليست من جيد شعره.
وقال هارون بن الزيات حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي غسان قال: ذكروا الفرزدق وجريرا في حلقة المدائني، فقلت لصباح بن خاقان: أنشدك بيتين للأخطل وتجيء لجرير والفرزدق بمثلهما? قال: هات، فأنشدته:
ألم يأتها أن الأراقـم فـلـقـت *** جماجم قيس بين راذان والحضر
جماجم قوم لم يعافـوا ظـلامة *** ولم يعرفوا أين الوفاء من الغدر
قال: فسكت.

قال إسحاق وحدثني أبو عبيدة أن يونس سئل عن جرير والفرزدق والأخطل: أيهم أشعر? قال: أجمعت العلماء على الأخطل. فقلت لرجل إلى جنبه: سله ومن هم? فقال: من شئت، ابن أبي إسحاق وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر وعنبسة الفيل وميمون الأقرن، هؤلاء طرقوا الكلام وماشوه لا كمن تحكمون عنه لا بدويين ولا نحويين. فقلت لرجل: سله: وبأي شيء فضل على هؤلاء? قال: بأنه كان أكثرهم عدد قصائد طوال جياد ليس فيها فحش ولا سفط. قال أبو عبيدة: فنظرنا في ذلك فوجدنا للأخطل عشرا بهذه الصفة وإلى جانبها عشرا إن لم تكن مثلها فليست بدونها، ووجدنا لجرير بهذه الصفة ثلاثا. قال إسحاق: فسألت أبا عبيدة عن العشر فقال:
عفا واسط من آل رضوى فنبتل
وتأبد الربع من سلمى بأحفار
وخف القطين فراحوا منك وابتكروا
وكذبتك عينك أم رأيت بواسط
ودع المعمر لا تسأل بمصرعه
ولمن الديار بحائل فوعال

قال إسحاق: ولم أحفظ بقية العشر. قال: وقصائد جرير:
حي الهدملة من ذات المواعيس
وألا طرقتك وأهلي هجود
وأهوى أراك برامتين وقودا

قال وقال أبو عبيدة: الأخطل أشبه بالجاهلية وأشدهم أسر شعر وأقلهم سقطا وأخبرنا الجوهري عن عمر بن شبة عن أبي عبيدة مثله. وفي بعض هذه القصائد التي ذكرت للأخطل أغان هذا موضع ذكرها.
منها:
تأبد الربع من سلمى بأحـفـار *** وأقفرت من سليمى دمنة الدار
وقد تحل بها سلمى تجاذبـنـي *** تساقط الحلي حاجاتي وأسراري


خف القطين فراحوا منك وابتكروا *** وأزعجتهم نوى في صرفها غير
كأنني شارب يوم استـبـد بـهـم *** من قهوة ضمنتها حمص أو جدر
جادت بها من ذوات القار مترعة *** كلفاء ينحت عن خرطومها المدر






وقال هارون بن الزيات حدثني ابن النطاح عن أبي عمرو الشيباني عن رجل من كلب يقال له مهوش عن أبيه: أن عمر بن الوليد بن عبد الملك سأل الأخطل عن أشعر الناس، قال: الذي كان إذا مدح رفع، وإذا هجا وضع. قال: ومن هو? قال: الأعشى. قال: ثم من? قال: ابن العشرين يعني طرفة. قال: ثم من? قال: أنا.
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال أخبرنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو بكر العليمي قال حدثنا أبو قحافة المري عن أبيه قال: دخل الأخطل على بشر بن مروان وعنده الراعي، فقال له بشر: أنت أشعر أم هذا? قال: أنا أشعر منه وأكرم.
فقال للراعي: ما تقول قال: أما أشعر مني فعسى، وأما أكرم فإن كان في أمهاته من ولدت مثل الأمير فنعم. فلما خرج الأخطل قال له رجل: أتقول لخال الأمير أنا أكرم منك. قال: ويلك إن أبا نسطوس وضع في رأسي كؤسا ثلاثا، فوالله ما أعقل معها.

قال: ودخل الأخطل على عبد الملك بن مروان، فاستنشده، فقال: قد يبس حلقي، فمر من يسقيني. فقال: اسقوه ماء. فقال: شراب الحمار، وهو عندنا كثير. قال: فاسقوه لبنا. قال: عن اللبن فطمت. قال: فاسقوه عسلا. قال: شراب المريض. قال: فتريد ماذا? قال: خمرا يا أمير المؤمنين. قال: أو عهدتني أسقي الخمر لا أم لك لولا حرمتك بنا لفعلت بك وفعلت. فخرج فلقي فراشا لعبد الملك فقال: ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني وقد صحل صوتي، فاسقني شربة خمر فسقاه، فقال: اعدله بآخر فسقاه آخر. فقال: تركتهما يعتركان في بطني، إسقني ثالثا فسقاه ثالثا. فقال: تركتني أمشي على واحدة، إعدل ميلي برابع فسقاه رابعا، فدخل على عبد الملك فأنشده:
خف القطين فراحوا منك وابتكروا *** وأزعجتهم نوى في صرفها غير
فقال عبد الملك: خذ بيده يا غلام فأخرجه، ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره، وأحسن جائزته، وقال: إن لكل قوم شاعرا وإن شاعر بني أمية الأخطل.

أخبرني أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلام قال قال أبان بن عثمان حدثني سماك بن حرب عن ضوء بن اللجلاج قال: دخلت حماما بالكوفة وفيه الأخطل، قال فقال: ممن الرجل? قلت: من بني ذهل. قال: أتروي للفرزدق شيئا? قلت نعم. قال: ما أشعر خليلي على أنه ما أسرع ما رجع في هبته. قلت: وما ذاك? قال قوله:
أبنى غدانة إنني حررتـكـم *** فوهبتكم لعطية بن جـعـال
لولا عطية لاجتدعت أنوفكم *** من بين ألام آنف وسـبـال
وهبهم في الأول ورجع في الآخر. فقلت: لو أنكر الناس كلهم هذا ما كان ينبغي أن تنكره أنت. قال: كيف? قلت: هجوت زفر بن الحارث ثم خوفت الخليفة منه فقلت:
بني أمية إني ناصح لـكـم *** فلا يبيتن فيكم آمنـا زفـر
مفترشا كافتراش الليث كلكله *** لوقعة كائن فيها له جـزر

ومدحت عكرمة بن ربعي فقلت:
قد كنت أحسبه قينا وأخبـره *** فاليوم طير عن أثوابه الشرر
قال: لو أردت المبالغة في هجائه ما زدت على هذا. فقال له الأخطل: والله لولا أنك من قوم سبق لي منهم ما سبق لهجوتك هجاء يدخل معك قبرك. ثم قال:
ما كنت هاجي قوم بعد مدحهم *** ولا تكدر نعمى بعد ما تجب
أخرج عني.
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م