" القلب العبد " 
 
يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ 
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو . 
وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ 
واستكلبَ الصَّيدُ 
مَدَّ الجناحين إلى 
حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَـدُّ . 
وتَثـقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتها 
لكنّها فوقَ الذُّرا تعدو 
وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ 
واستكلبَ البَرْدُ 
تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ 
وَضَـجَّ في شفاهِها الرَّعدُ . 
والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ الثّرى 
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ 
وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ 
واستكلبَ الحَصْدُ 
لَمْ يَخْـشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ 
ولو جرى مِن دُونهِ الشَّهْدُ . 
وأنتَ يا ابنَ موطني 
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ 
تكادُ لا تبدو ! 
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ 
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ. 
ثَغرُك يا ابنَ موطني 
ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ 
بالخُبز تَنْسَدُّ ! 
والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ 
والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْـدُ 
مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ 
وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ ! 
العَبْدُ ليسَ مَن طوى 
قَبضَتَهُ القَيدُ 
بَل هُوَ يا ابْنَ موطني 
مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ 
وَقَلبُهُ عَبْدُ ! 
		
	
		
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |