أما بالنسبة للأئمة عز الدين بن عبد السلام والنووي وابن حجر العسقلاني, فهذا كلام مرفوض منك وتطاول عليهم بوصفهم بشىء من البدعة لا أحد يلتفت إلى كلامك من أهل الحق ورحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده.
جاء في نفح الطيب 2/649: شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية.انتهى
وفي طبقات الشافعية الكبرى 9/210: شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام. انتهى
بل هو معروف بأنه من كبار أولياء الله الصالحين كما في طبقات الشافعية الكبرى فقال: سلطان العلماء شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام وقوله فى واقعة الفرنج يا ريح خذيهم فأخذتهم. انتهى
أما الإمام النووي فغني عن التعريف وبركة كتبه ظاهرة في الناس فقلما يخلو بيت من كتاب رياض الصالحين وهذه صدقة جارية كما في الحديث الصحيح.
أما ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع فليتك كففت لسانك عن ثلبه فمن ذا يستمع إلى كلامك و
قد تنكر العين نور الشمس من رمدٍ ...... وينكر الفم طعم الماء من سقمِ
وليتك تأدبت مع جنابه العالي ويكفي فيه أيضا قول الإمام الكبير زكريا الأنصاري الشافعي: حافظ العصر وعلامة الدهر أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ثم المصري الشافعي.انتهى
وقال صاحب النور السافر: شيخ الأسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري.انتهى
وأخيرا قول العلامة ملا علي القاري في شرح شرح النخبة: مولانا وسيدنا وشيخ مشايخنا, عمدة العلماء الأعلام وزبدة الفضلاء الكرام, ومقتدَى الأنام, شيخ الإسلام وخاتمة والمحدثين ونادرة المحققين والمدققين, العلامة العالم العامل الرباني الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني. انتهى
فليتك لم تخدش نفسك بالتلميح البغيض بهم, وليتك لم تشهد على نفسك بأنك لست مستقيما.
أما الإجماع فأنت لم تذكره إلى الآن بنقل الثقات فهاته إن كنت صادقا, وأما ادعاؤك بأنك لم تنكر التخصيص فأرجو أن تراجع كلامك وأنا سأنقله لك: فنقول :لفظ كل من ألفاظ العموم وقد جزم أهل اللغة بأن فائدة هذا اللفظ هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافا إلى نكرة أو جاء للتأكيد ( انظر القواعد والفوائد الأصولية – لابن لحام 178 )
2- من أحكام لفظ كل عند أهل اللغة و الأصول أن كل لا تدخل إلا على ذي جزيئات و أجزاء ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزيئات أو الأجزاء (انظر الإبهاج في شرح المناهج 2/94)
3- من أحكامها أيضا أنها إذا أضيفت إلى نكرة كقوله –تعالى – ((كل امرئ بما كسب رهين )) وقوله –( وكل شيء فعلوه في الزبر ) وقوله –(وكل أنسن ألزمنه طئره في عنقه ) –الهمزة تحت الكرسي – وقوله : (كل نفس ذائقة الموت ) وأخير قوله : (أن الله على كل شيء قدير ) فأنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزيئات وتكون نصا في كل فرد دلت عليه تلك النكرة مفردا كان أو تثنيه أو جمعا ويكون الاستغراق للجزيئات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزئيات النكرة و قد يكون مع ذلك الحكم على المجموع لازما له .
يا جوهري وكذلك أنت يا أشعري هل تستطيع أن تنكر هذه الحقائق الغوية التي قالها أئمة اللغة ؟؟
بالطبع لا و سألا أهل اللغة وانظرا إلى المراجع أن لم تصدقا.
فأنت هنا تمويها استدللت بالآيات التي لا مخصص لها, وغضضت طرفك عن الأدلة التي يدخلها التخصيص, والجزم كل الجزم بأنك لا تعرف شيئا في اللغة لأن هذا واضح من كتابتك للكلمات وصياغة العبارات وإتباع أحكام الإعراب لأواخر الكلمات. وقد ذُكر لك هنا طائفة من الآيات والأحاديث الواردة للعموم لكن دخلها التخصيص.
وهل تستطيع أن تثبت أن أحدا من الذين جاروك في هذا الحوار قال بأن كل يدخلها التخصيص دائما؟
وأود أن أنبهك إلى عدم تدقيقك في كتابة ما تعبر به عن غيره فأنت تقول: محسني البدع وفي موضع تقول حسنوا البدع, وهذا اتهام غير وارد فإن أحدا لم يحسن البدع, بل قال العلماء بالإجماع بأن هناك بدعا سيئة وبدعا حسنة وأنت بنفسك نقلتها عن ابن حجر الذي رميته بشىء من الابتداع.
وبالنسبة للمصالح المرسلة فإن البدع الحسنة أو السنة الحسنة أو المحدثة الحسنة فهي متعلقة بها في كثير من الأمور, ألا ترى أن تدوين المذاهب وترتيبها من المصالح المرسلة وهي بدع حسنة؟ ولولا هذا لوصلنا القليل بل لانقرض الكثير من العلم اعتمادا على حفظ الصدور, والإجماع لا يتناقض بل هو من أعظم أدلة الدين وهو أقوى من الحديث كما نص الشافعي عليه لأنه أيضا قاطع للشواغب كما قال الشاطبي.
فالإجماع عن الإمام السيوطي منقول, وتضارب الشريعة غير معقول, فإجماعك الذي تدعيه غير مقبول.
وأين لفظة " الإجماع " التي ردتها كثيرا, فإني سأقولها للمرة الأخيرة لك: أنت وأنا وغيرنا لسنا حفاظا ولا مجتهدين ولا مطلعين على جميع المذاهب والأقول, فلا يصح جزما اعتبارك في دعوى الإجماع بل " عليك أن تنقل عن الأئمة " أنظر في هذه العبارة جيدا " عليك أن نتقل عن الأئمة " ولكنه في الأصل منقول.
وكثيرا ما تردد: ليس هناك دلالة وليس فيه دليل, ولكنك لا تنقل هذا عن أحد من المعتبرين.
وقلت بعدها: وهذا دليل واضح أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقيسون العمل من حيث البدعية وعدمها على المأثور عن رسول الله وخلفائه الراشدين فما كان ثابتا عنهم فهوا سنة يقتدى بها وما لم يكن فهوا محدثة وبدعة.
يعني أنك تقول بأن المذاهب الأربعة محدثة وبدعة؟ (وهي بإطلاقك مذمومة)
وقلت بعدها: وأطلب منكم أن تعطوني دليل واحد أن النبي كان يقنت دائما كل صلاة فجر.
ومن قال لك بأنه يشترط أن يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام دائما؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أما عن ابن عمر فإن الذين احتجوا به احتجاجا صحيحا واضحا فهو على أنه قال بأنها بدعة وعنى بذلك الاجتماع لها في المسجد. فاستدلالهم صحيح
فعلى الجواب الأول : يحمل قوله على أنه اجتهاد منه في وصف هذا العمل المشروع بالبدعية وقد يصيب المجتهد ويخطئ.
ومن قال باحتمال أنه اجتهد وأخطأ في هذه المسألة؟ أذكر واحدا من المعتبرين قال بهذا الاحتمال في هذه المسألة
أما انه اجتهاد منه في وصفه هذه الصلاة بالبدعة المستحبة فهذا جميل جميل من صحابي جليل جليل ونعم القدوة ابن عمر.
---------------------------------
وهنا أنا أنظر في كلامك: و أما الجواب الثاني والثالث فأن أعتبار التخصيص بصفة أو هيئة أو سبب من الأمور التي يرد فيها الأجتهاد أيضا فعلى اعتبار التخصيص هذا تكون البدعة أضافية اختلط العمل المشروع فيها بما ليس بمشروع فعلى اعتبار مشروعية العمل يحمل قوله : (ما أحدث الناس شيئا أحب إلي منهما ) وعلى اعتبار ما لحق من ترك لسبب او اتصاف بصفة كالصلاة أو في المسجد ونحوا ذلك يحمل قوله رضي الله عنهما حين سئل عن صلاة الضحى فقال بدعة.
هل هذا الذي تقوله علم؟ هل هذا وارد؟ ولماذا لم تنقل عن أحد من الجهابذة هذا التفسير؟ وواضح أنك أتيت به من عندك أو من أحد المعاصرين الذين لم يذكروا لهم مرجعا - يعني ابتدعوا هذا التفسير من عندهم - وأعيدها لك ليتك تسكت عن أصول الحديث حتى لا توقع نفسك في هذه الزلات, فإن الحديث إذا ورد بعدة ألفاظ عن نفس الموضوع فإماأن يجمع بين الأحاديث شاء من شاء وأبى من أبى,وإما أن يكون من باب زيادة الثقة, هذا ما ذكره أئمة أصول الحديث والعلة جارية هنا فإن بعض الروايات اقتصرت على لفظ البدعة وبعضها وردت كاملة صحيحة, وزيادة الثقة مقبولة وقد ثبت عن ابن عمر مدحها لا ذمها.
ولو كنت صادقا لذكرت من جمع بين الروايتين بهذه الطريقة لكنك تعلم أن هذا الجمع مبتدَع, فكيف تنكر البدع وتعمل بها.
وختمت هذا الفصل بعبارة: تم بحمد الله اثبات أجماع الصحابة رضوان الله عليهم.
وليت شعري أين هذا الإجماع الذي لم نر إلى الآن بعض غباره؟
وقلت: أما العلماء فهوا بالقسم الآخر.
نعم تقصد به الإجماع الذي نقله الإمام السيوطي على وجود بدعتين حسنة وسيئة.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى الأنبياء أجميعن
------------------------------------
أرجو من الجميع أن يتوقفوا عن الخوض معه في هذا الموضوع فإنه سيغلق بعد اتضاح خوضه في الحديث واللغة والأصول بغير علم ولا مستند,
ولم يكفره أحد هنا كما يقول.
وما ترك الحق صاحبا لعمر
|