المرجع :تهذيب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبى الجزء الأول
تحقيق:شعيب الأرنؤوط
تهذيب: أحمد الحمصى
الطبعة الثانية ،مؤسسة الرسالة
.
.
257- معاوية بن أبى سفيان صخر(رضي الله عنهما) بن حرب بن أمية بن عبدشمس بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب،أميرالمؤمنين،ملك الإسلام،أبو عبدالرحمن
القرشيالأموي المكي.وأمه هي هندبنت عتبةبن ربيعة بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب.
قيل :أنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء وبقي يخاف من اللحاق
بالنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح
حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له مرات يسيرة وحدّث أيضا عن
أخته أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها وعن اأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
عن عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى رضي الله عنه :أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لمعاوية
اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب)
وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه إما قد ملكهم بالكرم والحلم
والعطاء وإما قد ولدوا فى الشام على حبه وتربى أولادهم على ذلك وفيهم جماعة يسيرة
من الصحابة وعدد كثير من التابعين والفضلاء وحاربوا معه أهل العراق ونشؤوا على النصب
نعوذ بالله من الهوى كما قد نشأجيش علي رضي الله عنه ورعيته إلا الخوارج منهم على حبه
والقيام معه وبغض من بغى عليه والتبري منهم وغلا خلق منهم فى التشيع فبالله كيف يكون حال
من نشأفى اقليم لا يكاد يشاهد فيه الا غاليا فى الحب مفرطا فى البغض ومن أين يقع له الإنصاف
والإعتدال؟
قال خليفة:جمع عمر الشام كلها لمعاوية وأقره عثمان. قلت حسبك بمن يؤمّره عمر ثم عثمان على اقليم
وهو ثغر فيضبضه ويقوم به اتم قيام ويرضي الناس بسخائه وحلمه وان كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك
وان كان غيره من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم خيرا منه بكثير وأفضل وأصلح فهذا الرجل ساد وساس العالم
بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه وله هنات وأمور والله الموعد.
وكان محببا الى رعيته عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافه عشرين سنه ولم يهجه أحد فى دولته بل دانت له الامم
وحكم على العرب والعجم
قال احمد بن حنبل:فتحت قيسارية سنة تسعة عشر واميرها معاوية وقال يزيد بن عبيدة: غزا معاوية قبرص سنة خمس
وعشرين وقال الزهرى:نزع عثمان عمير بن سعد وجمع الشام لمعاوية.
ولما قتل امير المؤمنين علي بايع اهل العراق ابنه الحسن وتجهزوا لقصد الشام واقبل معاوية فى اهل الشام فالتقوا
فكره الحسن القتال وبايع معاوية على ان جعل له العهد بالخلافة من بعده.
ثم ان معاوية اجاب الى الصلح وسر بذلك ودخل هو والحسن الكوفة راكبين وتسلم معاوية الخلافة فى اخر ربيع الاخر
وسمي عام الجماعة لاجتماعهم على امام وهو عام احد واربعين
مجالد: عن الشعبى عن قبيصة بن جابر قال: صحبت معاوية فما رايت رجلا اثقل حلما ولا ابطأ جهلا ولا ابعد اناة منه.
قال الزبير بن بكار:كان معاوية اول من اتخذ الديوان للختم وامر بالنيروز والمهرجان واتخذ المقاصير فى الجامع
واول من قتل مسلما صبرا واول من قام على راسه الحرس واول من قيدت بين يديه النجائب واول من اتخذ الخدام والخصيان
فى الإسلام واول من بلّغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة وكان يقول:أنا أول الملوك.
قلت:نعم فقد روى سفينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكا) فانقضت خلافة
النبوة ثلاثين عاما وولي معاوية فبالغ فى التجمل والهيئة وقلّ ان بلغ سلطان الى رتبته وليته لم يعهد بالأمر الى ابنه
يزيد وترك الأمة من اختياره لهم.
ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببرىء من الهنات والله يعفو عنه.
مسنده: فى (مسند بقّي) مئة وثلاثة وستون حديثا، وقد عمل الأهوازى مسنده فى مجلد واتفق له البخاري ومسلم على اربع
احاديث وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة.
قال أبو مسهر:صلى الضحاك بن قيس الفهري على معاوية ودفن بين باب الجابية وباب الصغير فيما بلغنى.
قال الليث وابو معشر وعدة:مات معاوية فى رجب سنة ستين. فقيل: فى نصف رجب وقيل:لثمان بقين منه
وعاش سبعا وسبعين سنة.