هل يُعقَل جسم لا حجم له؟
وكيف يعقل أن يُصدّقَ أن متحركا ليس جسما؟ وأن جسما ليس له طول وعرض وعمق وسمك؟ أم هل يقبل عقلك جسما لا طول ولا عرض ولا عمق له؟ إذن هذا ليس جسما. أم تقول بأن هناك أجساما ليست محدودة؟
العقل لا يقبل أن يكون هناك متحرك وليس جسما أصلا, كيف هذا؟ المتحرك ينتقل من مكان إلى مكان, والانتقال من مكان إلى مكان لا يكون إلا للأجسام, والجسم ما تركب من جوهرين فأكثر. فمن كان في مكان, يخلو منه المكان إذا انتقل إلى المكان الآخر, وإذا خلا منه فهو جسم لأنه ترك فراغا محدودا كان قد ملأه والعياذ بالله.
التحرك يدل على التغير,والانتقال يدل على الحلول في مكان لم يكن فيه, وهذا قول بالحدوث في حق الله, وهذا من اعتقده فهو من أبشع الكفر والمروق من الدين والتشبه بعقيدة اليهود أعاذنا الله من هذه العقيدة النجسة.
ولو كان متحركا لكان كاذبا في قوله: ولله المثل الأعلى - ليس كمثله شىء - ولم يكن له كفوا أحد. والعياذ بالله, لأن المتحرك متغير مخلوق.
هل كان الله متحركا قبل أن يخلق الأماكن؟ ستقول لا حركة بدون مكان, قلنا لك سبحان الذي ليس كمثله شىء, كان قبل المكان بلا مكان وخلق المكان ولا يتغير ربنا, لأن المتغير لا بد له من مغير, ولا يقول ذو دين وفهم أن الله يغير ذاته, ولا يتغير - نعوذ بالله من عقائد اليهود - إن كنت تشك في هذا فهذا كفر فاحذر.
|