أخي الكريم الهلالي
السلام عليكم ورحمة الله
لا أخفيك أخي الكريم أن أمامي ما لا يقل عن ثلاث أيام متواصله من القراءة و البحث لأستوعب مداخلتك الأخيره و أظلمها إن إعتبرتها مداخله بل هي كتاب أو على الأرجح مكتبه ....
أخي سارد الآن على بعض العبارات التى إستوقفتني أثناء القراءة التمهيدية لمكتبتك
الأخيره و عندما أنتهي من القراءة المتمحصة المتفحصة ساضع الرد كاملاً بإذن الله
تقول
يتبين من هنا أن الموضوع كاد أن يكون أنقلاب .
ماذا لو نجح هذا الأنقلاب
إن جماعة تنظيم الجهاد كادت أن تكون جماعة شرعية لو استولت على الحكم
لو نحينا الأتجاه الأسلامى للجماعة جانبا ..أليس لهم الحق فى الحكم كما كان لغيرهم سنة 1952 ؟
نحن العرب فى عرفنا أن الأختلاف بين النظام الشرعى و الغير شرعى شعرة .. وهى نجاح الأنقلاب
وما الدولة الأموية و تاليها العباسية عنكم ببعيد و كذلك دول التاريخ الأسلامى ..
أخي الحبيب
أولاً لتعلم أخي الخبيب أني كنت طالب فى الجامعة و معاصر لإغتيال السادات رحمه الله ... ولم يحدثني احد ولم اسمع من أحد بل رايت و سمعت بعيناي و أذناي ...
كون أن الموضوع كاد أن يكون إنقلاباً فهذا ليس إلا من باب
التهويل ليس إلا ....
فما هي الدلائل على ذلك و من أين أستقى كاتب الموضوع هذا الكلام الذى لا تؤيده أي حقيقة كانت على ارض الواقع ...
و تقول ماذا لو نجح الإنقلاب ....
ومن قال بأنه إنقلاب او يرقى لأن يكون ربع عشر إنقلاب .... و بفرض أنه نجح من قال لك بأنه كان سيستمر ولو لبضعة أشهر ؟؟؟
يا أخي
مشكلة الجماعة الإسلاميه و الفكر السلفي الجهادي عموماً أنه ينظر للموضوع من زاوية ضيقة جداً وهي زاوية الحاكم و الحكم ولا ينظر بأى حال من الأحوال لمن يحكمه الحاكم وهو الشعب ...
فمن الممكن أن يكون هناك شعب بلا حاكم ولكن لا يمكن أن يكون هناك حاكم بلا شعب ....
فالحاكم الذى يريد أن يحكم شعباً لا بد و أن يؤيد بإحدى الإثنين ...
1-قوة كبيرة غاشمة قادرة على السيطرة على هذا الشعب رغم أنفه
أو
2 – تأييد شعبي ( كبير )
أما أن يطمع أحد فى الحكم وهو لا يملك أى من الإثنين فهو
واهم حالم ...
من قال لك بأن الشعب المصري كان سيقبل باي حال من الأحوال بحكم مماثل لحكم طالبان ؟؟
من قال لك بأن مثل هذا الحكم كان هدفاً إستراتيجياً لجموع الشعب المصري ؟؟
لو نجح ما تحسبه إنقلاباً لأحتاجت الجماعة الإسلاميه لمئات أضعاف أعداد المعتقلات الموجوده حالياً لحبس و إعتقال الشعب المصري ....
و تلك مشكلة عظيمه و هي عدم وضوح الهدف و آليات الوصول إليه ...
فهل الهدف هو
الوصول للحكم أم أن الهدف هو
تطبيق الشريعة ؟؟؟
و قبل أن تتسرع بالرد فهل تريد تطبيق الشريعة
على الحاكم ( الحكومة )
أم على الشعب ؟؟
و إذا كان الرد أن تُطَبَقَ على الشعب ...
فماذا أعددت لهذا الشعب ليتقبل تطبيق الشريعه ....؟؟؟
سأضع لك بعض التصورات ولنرى هل من الممكن أن تتقبلها القاعدة العريضه من الشعب أم أنها
ستعلن حرب جماعيه على الإسلام و المسلمين ....
1- إلغاء جميع البنوك الربوية او التعامل مع بنوك ربوية خارجيه
2- إلغاء جميع البنوك الإسلامية لأنها تعتمد على إحتياطي دولاري و الدولار هو الأداة الربويه الأولي فى العالم
3- إلغاء جميع المعاهد التى تدرس الإقتصاد الربوي
4- إلغاء القطاع السياحي و إتلاف و تدمير جميع الأصنام و الآثار الفرعونية و غير الفرعونية و إغلاق جميع البازارات التى تتعامل فى بيع و شراء الأصنام و تدمير شرم الشيخ و الغردقه و ما شابهها
5- إلغاء قطاع السينما و المسرح و التيليفزيون و الإذاعة و تجريم العمل بالفن و ملحقاته
6- إلغاء كلية الفنون الجميلة و كل ملحقاتها
7- إغلاق جميع مصانع الدخان و التبغ و تجريم بيعها أو شرائها
8- منع العمل فى التصوير و إغلاق محلات التصوير على مستوى الجمهورية و منع الإتجار فى الكاميرات و ملحقاتها
9- إلغاء جميع الأنشطة الرياضية للنساء
10- إلغاء جميع الأنشطة الرياضية للرجال لأى لعبة لا تلتزم بالزي الشرعي
11- إغلاق جميع النوادي
12- إغلاق جميع المقاهي
13- إلتزام جميع النساء بلبس النقاب دون تفريق بين مسلمة أو مسيحية
14- قطع يد كل سارق
15- رجم كل زاني
16- جلد كل شارب خمر
17- تحريم تدريس الفلسفة
18- الإجهاز الكامل على كل الفرق الصوفيه و تحطيم جميع الأضرحة و مساواتها بالتراب وقتل كل صوفي حداً بعد إستتابته ثلاث
19- منع الإحتفال بأى مولد وخاصة المولد النبوي
20- -
21- -
22- -
23- -
24- -
25- - إلخ
و للتوضيح
أنا مع تطبيق الكثير مما ورد فى القائمة أعلاه ولكن السؤال هل سيتقبل الشعب المصرى (
بوضعه الحالي ) تلك القوانين ..؟؟
و إذا لم يتقبل طواعيه فكيف سنجعله يتقبل ؟؟؟
و ماذا لو أدى ذلك إلى تجمع النصارى و العلمانيين و الشيوعيين و المسلمين الرافضين و طلبوا التدخل الأمريكي العالمي لإنقاذ مصر
كما يحدث الآن فى لبنان وكما حدث فى العراق وماذا لو جائت أمريكا و إسرائيل و أوروبا وروسيا باساطيلهم و جيوشهم لحماية قناة السويس و
أهرام الجيزة و إلتحق الإخوة
الحكام بباقي أصدقائهم فى تورابورا و تركوا الشعب المصري يلاقي مصيره مع قنابل الزرقاوي
أعيدها مرة أخرى
أنا مع تطبيق أغلب (
أغلب فقط) ماورد فى القائمة أعلاه ولكن الإختلاف يكمن فى طريقة الوصول لتطبيق تلك القوانين على شعب ( فى أغلبه ) لا يتقبلها ....
لأنه لا يجد لأغلبها بديلاً للقمة العيش ... ولأن من أستولوا على الحكم
لم يقدموا له البدائل او حتى حاولوا البحث عنها لأنهم أرادوا إسقاط الحاكم لتطبيق الشريعه فقط دون أن يحسبوا حساب شعب
ميزانية الخبز وحدها فى وجبة إفطاره تكلف أكثر من 15.400000 جنيه ( فقط و قدره خمسة عشر مليون و ربعمائة ألف جنيه مصري) فى اليوم الواحد
أما الإنقلابات ... فما أكثرها فلا يكاد يوم يخلو منها فى بقعة من بقاع الأرض ولكن إلى ماذا تنتهي .....؟؟؟
كم ثورة نجحت على مستوى العالم ؟؟؟
الثورة الفرنسية .... نعم نجحت لأنها كانت ثورة شعبيه
الثورة الإيرانية .... نعم نجحت لأن الشعب الإيراني باغلبه كان وراء الخميني ...
أين طالبان الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..... لقد تركها الشعب الأفغاني لتحارب أمريكا منفرده .... ولقد راينا باعيننا ملايين الأفغان وهم
ينتخبون رجل زراعة أمريكية 100% ...
أين الصومال الآن و بعد خروج الأمريكان منها ماذا قدم لهم المجاهدون ؟؟ لقد
باتت الدعارة فيها هي أكثر الطرق شرفاً لكسب لقمة العيش
ليس الإنتصار هو إسقاط حاكم أو حكومة إنما الإنتصار يكون بتحقيق نتيجه إيجابية على أرض الواقع وليس فى ألأحلام
أما القياس بالدولة الأموية و العباسية فموضوع مختلف
لأن الشعوب كانت شعوب مؤمنة تقضي الليل و النهار فى تحصيل العلم و مجالسة العلماء لا فى مشاهدة روبي و نانسي عجرم و أمثالهم ....
لك أن تتخيل أن مطربة ناشئة بعد أول سنة لها فى مجال الغناء قدرت ثروتها ب 10000000 عشر ملايين من الجنيهات من جيوب الشعب المؤمن لا من جيوب الحكومة ...
عمرو دياب وصلت ثروته إلى حوالي 40000000 أربعون مليوناً من
الدولارات من جيوب الشعوب العربية المؤمنه و كان فى أول الأمر يتسلف من البواب ثمن علبة السجائر
إن الوسيلة الوحيدة و أقول الوحيدة للوصول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر وفى أي مكان فى العالم هي التركيز على إيقاظ روح لإسلام فى الشباب هي الدعوة إلى الله ليلاً و نهاراَ لتربية جيل مسلم واعي قادر على تحمل مسئولية تطبيق الشريعه الإسلامية
هي خوض المجال السياسي للحصول على مزيد من الحرية للعمل الإسلامي السلمي و إن طال الأمد لأن العمل المسلح
العاجز ضد الحكومة و الحكام يشوه صورة الإسلاميين و الدعوة الإسلامية فى عيون الشعوب الإسلاميه قبل غيرها و ينفرهم من كل ما هو إسلامي ....
ولنا عودة بإذن الله
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته