رسـالة مفتوحـة الى الحكام
الحسام على التطرف لاجل السلام
اليكم ايها القادة والحكام الكرام، نكرر نقر نواقيس الخطر، وان كان تحذيرنا يتكرر من وقت لاخر، الا انه اخيرا اصبح الامر اخطر، وكم من مرة اكدنا واشرنا ان تحت الرماد وميض نار، توشك ان تبعث انفاسها فتكوي وتنتشر، وتقضي قبل اليابس على الاخضر، وذلك بالفعل بعضه قد حصل، وقد وجهنا ذلك التحذير من قبل لعدة حكومات ولكن هيهات هيهات فمازلت بطيئة الخطوات ومازالت محاربة التطرف شعارات، ومازال العالم يصارع موج الانقسامات والبعض يتحفظ في ردع العصابات اما بسبب الغفلة او بفعل الاختراقات ونخشى ان يكون الاوان قد فات. وقد تصاعد العنف الذي يقابل بشئ من التردد اوالتسامح واللطف الذي لا تستحقه رموز التطرف والعنف.
ايها القادة الكرام رغم حدوث شئ من التصعيد تجاه التطرف، والذي رغم ضعفه ينتقده البعض خاص من يوالون التطرف سرا او يستخدمونه لتهيئة المناخ لاعمالهم الفوضوية، الا ان ذلك المجهود اقل بكثير مما يجب تجاه ظاهرة التطرف والعنف، وان التطرف والارهاب بلغ درجة من التسلل حتى الى دواوين الحكومات ويصرف على انشطته الاجرامية من الميزانيات الرسمية للوزارات عن طريق الاختراق ولبسوا ثياب الحارس حتى اسندت اليهم مهمة محاربة التطرف والارهاب فرشحوا عناصرهم للمهام، وطعنوا وجرحوا في كل عدل همام ، حتى اننا نرى من يعمل مع بعض الحكومات التي تحارب التطرف، في حين يعمل محسوبها في انشاء الاوكار والمعسكرات، ويستضيف معارضيها ويقدم لهم المساعدات ونحن لا يمكننا تجاه تلك الحكومات الصديقة الا ان نرسل الآهات بعد ان ارسلنا عدة تحذيرات، حيث نملك حول ذلك الكثير من المعلومات.
وقد كنا نتوقع حدوث الكثير مما وقع الان في عدة بلدان ولاننا ندرك ما ينتج عن هذه الفئات الحاقدة الشاذة والتي على حين غرة وغفلة ترابطت حلقاتها ، وتعددت مراكزها ومعسكراتها وزادت جسارتها وكثرت تهديداتها وفي المقابل زادت دول العالم خلال العقدين الماضيين في تساهلها وبعضها في سهوها وغفلتها.
ان وصفنا للحروب التي يشعلها المتطرفون ويزعمون بانها دين فانه ليس فقط ان ندين، بل نقول بوجوب اعلان الحرب عليها باسم الدين، وحماية امن الاخرين، والدعوة الصريحة للحرب الواسعة على المتطرفين الخوارج وعلى كل من قدم للارهاب الاعانة ، ومن سبق لهم ان استضافوه سواء ان كانوا تنظيمات او حكومات، كما يجب ان تنتقل الخطة الى الهجوم بدلا من الدفاع وردود الافعال، ان الفكر الارهابي وباءا خطرا ولقاحا ساما ينتج عنه خلايا قاتلة وتنظيمات محاربة فيجب ان يكون فكرا محظورا ويجرم قانونيا فلا يسمح بنشره او تداوله حتى بين اثنين، ان اطوار هذا الفكر سريعة وهي مثل اطوار البعوض بيضة ثم يرقة ثم شرنقة ثم حشرة كاملة، فاذا تم قتلها اثناء مراحلها الاولى سلم منها المجتمع وباقل تكلفة، واذا تجاهلها كثرت وطارت واضرت ونشرت امراضها في كل مكان وكانت المعالجة باهظة الثمن.
فالى متى التساهل ، الم نرى في دولة عربية هي الصومال كيف اقام اسامة بن لادن معسكرا في شرق الصومال ببوساسو تحت اشراف العقيد محمد المصري نائب بن لادن في جماعة القاعدة ثم احتلوا المدينة واعنلوها المدينة الاسلامية الاولى، وسرعان ما انتج فكرهم خطة اقامة دولة اسلامية في اثيوبيا على طريقتهم، ثم اشعلوا فيها التفجيرات ومحاولة اغتيال الوزير المسلم عبد المجيد، وكان بينهم سعوديون منهم الذي حاول اغتيال الرئيس مبارك في اثيوبيا كما اخبر بذلك بعض من كانوا سابقا في الاتحاد ، وقد استاجروا لذلك الارهابي السعودي شقة على طريق المطار بقي فيها ثلاثة اشهر لم ينزل الا ساعة مرور موكب الرئيس ، هل ننتظر ان يحدث ذلك في كل البلدان، فليس من الحكمة ان يحدث كل ذلك دون ان ينال العقاب المناسب، وان يلاحق المتطرفين في بيوتهم وفي الاسواق قبل تحركهم ثانية، كما ذكر ذلك الامام مالك رحمه الله حيث قال في الخوارج (( يضربون بالنعال وبالجريد ويطاف عليهم بالاسواق . . الخ)) ويعني البحث عنهم في الاسواق حتى لا تتوسع فتنتهم، ولما لم تجد ظاهرة التطرف المعاصرة النظر المناسب فاغتر وتعالى وتبختر ثم فكر وقدر ان ينازل اقوى دولة في العالم ماديا وعسكريا فاخطاء التقدير اذ تناول القشة التي قصمت ظهر البعير
وبعد ان افاق ورتب اوراقه ثم اعاد نشاطه ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر عندما اطلق يده تفجيرا في الاراضي المحرمة بمكة المكرمة، وعلى حكومتها الرشيدة المسلمة، ذلك لانها فتنة الخوارج التي بينتها السنة قبل اربعة عشر قرنا ودعت السنة لقتل حملة هذا الفكر المنحرف.
والواجب على الحكام قبل ان يلقي التطرف باخر ما في جعبته هذه المرة بطريقة اكثر دموية فعلى زعماء العالم وخاصة الاسلامي الالتفات الى الذين تسللوا بين الصفوف والمؤسسات الحكومية قبل غيرهم حتى لا تطعن بخنجرها في ظهرها، وحتى تحفظ ماء وجهها وتسلم من انتقاد من ينتظر عثراتها، وان تقوم بواجبها تجاه شعوبها وحماية مصالحها خاصة وقد وجدت الان الدعم المعنوي وحتى المادي بل والعسكري لاجل محاربة التطرف والارهاب، ولا ننسى ان عناصر التطرف قد اخترقت وسائل الاعلام حتى الرسمية فتفتح المجال لرموزها لتلبس على الناس في قضايا تؤصل للتطرف وتحجم من يخالفها، وخطورة ذلك اذا فرضا نشبت ازمة في المنطقة ستقوم تلك الجهات المخترقة باثارة الرأي العام بواسطة الاعلام المحتل ضد حكوماته حتى تجد الحكومات نفسها بلا شعوب مؤيدة من خلفها، اذا سيطر التطرف على فكر قواعدها وشبابها، فالواجب الان تضافر الجهود عاجلا وتحجيم الارهاب وتجفيف المنابع وتقليم الاظافر سواء جماعة بن لادن او الترابي كبيرهم الذي علمهم السحر او صديقه الغنوشي الذي كان له معسكرات في السودان، او تنظيم الجهاد او غيرهم من المسميات، ولا تنخدعوا في الدعاة الذين يزعمون انهم يحاربون التطرف مع الحكومات في حين هم الذين يحمون الحركات السياسية التي هي اخطر من التكفيرية المهاجمة لان الحركات الاسلامية السياسية التي تجيد الاختفاء وتعمل على استغلال الظروف والامكانييات لقيادة الشعب الى الفوضى او الانقلابات وتخطط لتحكم فهذه الحركات منظمة ومقربة فهي اشد ضررا وخطرا من التي تتسرع بالتفجيرات، فلا ينخدع البعض في انها معتدلة او لا تضر بل هي التي انجبت كل هذا التطرف وهي جماعة الاخوان المسلمين اخطر فرق المجرمين المتسترين بالدين، وقد تخللت حتى الكلية الامنية في بعض البلدان، التي تعلّم كيف نحمي الوطن في حين هذه الرموز المربية المخترقة تتعلم من الكلية كيف تكشف الظهر وتحمى الارهاب، وقد سمعنا احد الاساتذة في قناة فضائية وهو يدافع عن شيوخ الحركات امثال حسن البنا وغيره وهذه من علامات المخترقين، وهناك اخرين يردّون على الخوارج صوريا فيذكرونهم وكانهم حكاية في الماضي ولا توجد اليوم، وفي ذات الوقت ينفون تكفير العلماء لهم، في دفاع خفي عنهم، مع ان تكفيرهم اقرب الى الاجماع، وكما يقول الحديث النبوي: ( يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية)، كما يذكر البعض ان الخوارج يكفرون بالكبيرة وهؤلاء لا يكفرون بالكبيرة كانه يبرئ خوارج اليوم، علما بان هناك صفاة عديدة للخوارج موجودة في هذه الفئات اليوم تكفي لدخولهم في حكم الخوارج.
وحتى نعطي الحكام الثقة في خطوة التصعيد ضد المتطرفين الخوارج اليوم وقتل من حمل السلاح منهم حتى قبل ان يقتل لانه تسلح وتعسكر، وسجن من حمل فكرهم حتى ان لم يرفع صوته حتى لا ينتشر ليجرم هذا الفكر الاثم، وليصبح حمل هذا الفكر جريمة يعاقب عليها القانون، فنقدم للحكام الحكم الشرعي الذي يبين الواجب على حكام المسلمين تجاه الخوارج المتطرفين الذين يقتلون الابرياء باسم الدين.
ان الذين كان دينهم القتل والارهاب وعقيدتهم التكفير كان من الضروري لحياة الاخرين قتلهم شرعا وعرفا ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما شدد ورغب في قتل فئة كهذه ، وقد حفلت كتب السنة بما يطمئن حكام المسلمين ويكسبهم الجرأة في قتال الذين خرجوا بمثل هذه العقيدة الفاسدة ، ونقف على المراجع في ذلك منها قول البخاري في عنوان : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم). 283 الفتح.
|