مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 23-04-2006, 01:39 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

التنصير في العالم العربي







كنت عائدًا من سفرة في العاصمة البريطانية «لندن» لحضور ندوة عقدتها مؤسسة إسلامية فكرية، عن « التفكير في سياقه الحضاري » وكان خط الرحلة يمر وجوبـًا بجزيرة مالطا، وهي جزيرة صغيرة في البحر المتوسط ، تقع بالقرب من الشواطئ الليبية، وعلى مقربة أيضـًا من شاطئ جزيرة صقلية الإيطالية وهي معروفة بشكل أكبر لعرب المغرب العربي ، وقليل من أهل المشرق من يعرفونها بحكم الموقع الجغرافي ، وكانت هذه الجزيرة إحدى حواضر الإسلام، وحتى الآن ما تزال لغتها وأسماء أحيائها تحمل معالم العربية الواضحة مثل أحياء سليمة والمدينة ، والرباط ، وهي تنطق كما هي مكتوبة أمام القارئ الآن عربية فصيحة، مع بعض التكسير بسبب العجمة ، ومفردات اللغة هناك مترعة بالألفاظ والتراكيب العربية .

مالطا تشهد على الدوام أفواجـًا من الشباب العربي الهائم على وجهه من ليبيا أو تونس أو مصر ، الذي يهرب إلى هناك بحثـًا عن العمل ، أو بحثـًا عن سبيل إلى الدخول إلى إيطاليا عن طريقها، والغالبية الأعم من هذا الشباب من قليل الثقافة والمسحوقين اقتصاديـًا والعاملين في مهن متدنية، قضيت يومـًا في التجول بالجزيرة حيث كثرة الكنائس بصورة ملفتة للنظر، وشعارات الصليب والصور المنسوبة للمسيح والسيدة مريم في كل مكان يقابلك، من محلات البقالة الصغيرة إلى معارض السيارات ، إلى جدران الحافلات العامة إلى مداخل البيوت .
في المساء التقيت به : شاب عربي كادح يبحث عن فرصة عمل ما إن اطمأن إلي ملامحي حتى اقترب مني وعلى الفور فاتحني بالموضوع ، أخرج لي من حقيبته الصغيرة كتيبـًا أنيقـًا، في طباعة فاخرة ، ولا تصدمك فيه على الفور علامات الصليب المعتادة أو الأيقونات النصرانية المعروفة ، وإنما كأنك تطالع مجلة عربية عامة ، قلبت في الكتيب سريعـًا، وجدته منشورًا تنصيريـًا، مترعـًا بالخداع والأكاذيب ، في صورة رسائل مرسلة من أشخاص مسلمين في مصر واليمن والخليج والمغرب والجزائر والأردن وغيرها، تسأل المجلة عن دقائق العقيدة النصرانية والمجلة تجيب ، ولا يوجد اسم واحد من السائلين نصراني ، وإنما أسماء إسلامية من النوع الفاقع، مثل محمد وأبو بكر وعلي وعبد الرحمن ، وفاطمة وعائشة وخديجة ، وكانت الإجابات مدهشة لأنها تضع القواعد الإسلامية ثم تحاول ملأها بضلالات الشرك ، مثل التأكيد على أن الله أحد لم يلد ولم يولد ، ولكنها تستطرد بوضع استثناء المسيح بتفاصيل لا يحتملها عقل ، وعلى هذا النحو من التلبيس يسير الكتيب ، وواضح أنه مصوغ بطريقة مقصود بها الشباب العربي المسلم تحديدًا ، وفي الكتيب عناوين وأرقام هواتف وإذاعات وغيرها، حدثني الشاب عن أن اثنين من الشباب العرب قابلاه في أحد الشوارع في العاصمة فاليتا، وعرضا عليه المساعدة، ودعواه إلى غداء «فاخر جدًا» على حد تعبير الشاب المذهول، وكانا في شدة اللطف ، وقال إنه لم يتصور أبدًا أنهم مسيحيون حتى آخر لحظة ، وحتى الكتيب الذي أعطوه إياه قال إنه كان يظنه كتابـًا دينيـًا إسلاميـًا حتى ارتاب في بعض الجمل والكلمات ، وقال إنه واضح أنهم متفرغون لهذا العمل وأخبروه أنهم من بلد عربي حددوه بالاسم .
قضيت مع الشاب بعضـًا من الوقت الذي يسمح به موعد رحلة العودة ، وأوضحت له أوجه التضليل والخداع فيما هو مكتوب وفي السلوك الذي اتخذوه معه ، ثم فارقته عائدًاإلى القاهرة ، وطول الرحلة وأنا أقلب الخاطر في هذا الذي قابلته في مالطا متأملاً فيما يمكن أن يتمخض عنه من أخطار، وكيف يمكننا مواجهته ، ثم كالعادة انهمكت في أعقاب كل سفرة ، رحت أقلب في عجلة في أكوام الصحف التي تراكمت في مكتبي أثناء سفري ، فوقعت عيني على أكثر من خبر من الجزائر يتعلق بطلبات استجواب في البرلمان عن عمليات التنصير التي تتم في مناطق البربر ، وخاصة المناطق الأكثر معاناة اقتصاديـًا واجتماعيـًا، وأن أحد من قدموا الاستجواب أخرج تقريرًا يقول إن هناك سبعة من الجزائريين يتم تحويلهم إلى النصرانية يوميامن قبل منظمات أجنبية عديدة تنشط وسط « خراب » المواجهات الدموية والمحن الاقتصادية.

مر على خاطري شريط طويل من أندونيسيا والفليبين إلى ألبانيا الأسيرة للتنصير الآن ، إلى أطراف عديدة من ضحايا التنصير في العالم الإسلامي ، أمسكت قلمي ووجدت أنه ربما من المناسب أن أبعث بتلك القصص إلى المؤسسات الدعوية والإغاثية العربية .
إن الخطر لم يعد هنالك في أدغال أفريقيا وجنوب السودان أو أطراف آسيا، وإنما بدأ الإصرار على الاختراق في عمق ديار العرب والمسلمين
  #22  
قديم 05-05-2006, 05:23 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي





زيادة معتنقي الكاثوليكية والفاتيكان يخترق أفريقيا

سيد حمدي ـ باريس

عدد الكاثوليك عرف تنامياً منذ عام 1978 (الفرنسية- أرشيف)
ارتفع عدد المسيحيين الكاثوليك في العالم إلى 1.098 مليار نسمة بنسبة زيادة تقدر بـ45% على مدى نحو ربع قرن. جاء ذلك في تقرير صادر عن الفاتيكان اطلعت الجزيرة نت على ملخص له.

وأظهر التقرير أن عدد الكاثوليك عرف تنامياً منذ عام 1978 عندما بلغ آنذاك 756.6 مليون نسمة، ثم 896.9 مليون نسمة عام 1988، وعزا التقرير هذا الارتفاع إلى الزيادة السكانية التي تشهدها شعوب العالم.

"
ارتفع عدد الكاثوليك الأفارقة من 55 مليوناً عام 1978 إلى 149 مليوناً عام 2004 ليتضاعف نحو ثلاث مرات بسبب تكثيف الأنشطة التنصيرية

"

التنصير في أفريقيا
واختلف الأمر في أفريقيا التي تعرف نشاطاً قوياً للفاتيكان بالتزامن مع ارتفاع معدلات الخصوبة. إذ ارتفع عدد الكاثوليك الأفارقة من 55 مليوناً عام 1978 إلى 149 مليوناً عام 2004 ليتضاعف نحو ثلاث مرات.

وأكد التقرير أن هذه الزيادة تعود أساساً إلى تكثيف الأنشطة التنصيرية. وأشار إلى النجاح الذي تحقق في هذا المجال مع زيادة نسبة الكاثوليك من 12.4% عام 1978 إلى 17% عام 2004 من بين إجمالي سكان القارة.

ونوه التقرير إلى أن هذا التقدم حدث "رغم المصاعب الجمة" التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكية دون الإشارة إلى نوعية هذه المصاعب في القارة التي تعرف وجوداً إسلاميا غالباً في عدد كبير من دولها.

وفي آسيا ارتفع عدد الكاثوليك حسب التقرير من 63.2 مليون نسمة عام 1978 إلى 113.5 مليون نسمة عام 2004. وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة ترتبط بالزيادة في حجم السكان كما هي الحال في الأميركتين، حيث ارتفع العدد فيهما من 366.6 مليون نسمة إلى 548.7 مليون نسمة.

أما في أوروبا التي تعرف بأنها أقل القارات خصوبة فقد شهدت أقل زيادة في أعداد الكاثوليك انعكاساً لهذه الحقيقة السكانية.
______________
مراسل الجزيرة نت
  #23  
قديم 08-05-2006, 04:08 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

مرسوم بتنصير المسلمين!

(في ذكرى صدوره في 16 جمادى الأولى 931هـ)



سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897هـ=1492م)، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.

وهاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فرارًا بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الأسبان لهم، وعادت أسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض أسبانيا.

ونشط ديوان التحقيق أو الديوان المقدس الذي يدعمه العرش والكنيسة في ارتكاب الفظائع ضد الموريسكيين (المسلمين المتنصرين)، وصدرت عشرات القرارات التي تحول بين هؤلاء المسلمين ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم، فقد أحرق الكردينال "خمينس" عشرات الآلاف من كتب الدين والشريعة الإسلامية، وصدر أمر ملكي يوم (22 ربيع أول 917هـ=20 يونيو 1511) يلزم جميع السكان الذي تنصروا حديثًا أن يسلموا سائر الكتب العربية التي لديهم، ثم تتابعت المراسيم والأوامر الملكية التي منعت التخاطب باللغة العربية وانتهت بفرض التنصير الإجباري على المسلمين، فحمل التعلق بالأرض وخوف الفقر كثيرًا من المسلمين على قبول التنصر ملاذًا للنجاة، ورأى آخرون أن الموت خير ألف مرة من أن يصبح الوطن العزيز مهدًا للكفر، وفر آخرون بدينهم، وكتبت نهايات متعددة لمأساة واحدة هي رحيل الإسلام عن الأندلس.



محاكم التحقيق

توفي فرناندو الخامس ملك إسبانيا في (17 ذي الحجة 921هـ=23 يناير 1516م) وأوصى حفيده شارل الخامس بحماية الكاثوليكية والكنيسة واختيار المحققين ذوي الضمائر الذين يخشون الله لكي يعملوا في عدل وحزم لخدمة الله، وتوطيد الدين الكاثوليكي، كما يجب أن يسحقوا طائفة محمد!

وقد لبث "فرناندو" زهاء عشرين عامًا بعد سقوط الأندلس ينزل العذاب والاضطهاد بمن بقي من المسلمين في أسبانيا، وكانت أداته في ذلك محاكم التحقيق التي أنشئت بمرسوم بابوي صدر في (رمضان 888هـ= أكتوبر 1483م) وعين القس "توماس دي تركيمادا" محققًا عامًا لها ووضع دستورًا لهذه المحاكم الجديدة وعددًا من اللوائح والقرارات.

وقد مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب، وقلما أصدرت هذه المحاكم حكمًا بالبراءة، بل كان الموت والتعذيب الوحشي هو نصيب وقسمة ضحاياها، حتى إن بعض ضحاياها كان ينفذ فيه حكم الحرق في احتفال يشهده الملك والأحبار، وكانت احتفالات الحرق جماعية، تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد، وكان فرناندو الخامس من عشاق هذه الحفلات، وكان يمتدح الأحبار المحققين كلما نظمت حفلة منها.

وبث هذا الديوان منذ قيامه جوًا من الرهبة والخوف في قلوب الناس، فعمد بعض هؤلاء الموريسكيين إلى الفرار، أما الباقي فأبت الكنيسة الكاثوليكية أن تؤمن بإخلاصهم لدينهم الذي أجبروا على اعتناقه؛ لأنها لم تقتنع بتنصير المسلمين الظاهري، بل كانت ترمي إلى إبادتهم.



شارل الخامس والتنصير الإجباري

تنفس الموريسكيون الصعداء بعد موت فرناندو وهبت عليهم رياح جديدة من الأمل، ورجوا أن يكون عهد "شارل الخامس" خيرًا من سابقه، وأبدى الملك الجديد –في البداية- شيئًا من اللين والتسامح نحو المسلمين والموريسكيين، وجنحت محاكم التحقيق إلى نوع من الاعتدال في مطاردتهم، وكفت عن التعرض لهم في أراجون بسعي النبلاء والسادة الذين يعمل المسلمون في ضياعهم، ولكن هذه السياسة المعتدلة لم تدم سوى بضعة أعوام، وعادت العناصر الرجعية المتعصبة في البلاط وفي الكنيسة، فغلبت كلمتها، وصدر مرسوم في (16 جمادى الأولى 931هـ=12 مارس 1524م) يحتم تنصير كل مسلم بقي على دينه، وإخراج كل من أبى النصرانية من إسبانيا، وأن يعاقب كل مسلم أبى التنصر أو الخروج في المهلة الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تحول جميع المساجد الباقية إلى كنائس.

ولما رأى الموريسكيون هذا التطرف من الدولة الإسبانية، استغاثوا بالإمبراطور شارل الخامس، وبعثوا وفدًا منهم إلى مدريد ليشرح له مظالمهم، فندب شارل محكمة كبرى من النواب والأحبار والقادة وقضاة التحقيق، برئاسة المحقق العام لتنظر في شكوى المسلمين، ولتقرر ما إذا كان التنصير الذي وقع على المسلمين بالإكراه، يعتبر صحيحًا ملزمًا، بمعنى أنه يحتم عقاب المخالف بالموت.

وقد أصدرت المحكمة قرارها بعد مناقشات طويلة، بأن التنصير الذي وقع على المسلمين صحيح لا تشوبه شائبة؛ لأن هؤلاء الموريسكيين سارعوا بقبوله اتقاء لما هو شر منه، فكانوا بذلك أحرارًا في قبوله.

وعلى أثر ذلك صدر أمر ملكي بأن يرغم سائر المسلمين الذين تنصروا كرهًا على البقاء في أسبانيا، باعتبارهم نصارى، وأن ينصر كل أولادهم، فإذا ارتدوا عن النصرانية، قضى عليهم بالموت أو المصادرة، وقضى الأمر في الوقت نفسه، بأن تحول جميع المساجد الباقية في الحالة إلى كنائس.

وكان قدر هؤلاء المسلمين أن يعيشوا في تلك الأيام الرهيبة التي ساد فيها إرهاب محاكم التحقيق، وكانت لوائح الممنوعات ترد تباعًا، وحوت أوامر غريبة منها: حظر الختان، وحظر الوقوف تجاه القبلة، وحظر الاستحمام والاغتسال، وحظر ارتداء الملابس العربية.

ولما وجدت محكمة تفتيش غرناطة بعض المخالفات لهذه اللوائح، عمدت إلى إثبات تهديدها بالفعل، وأحرقت اثنين من المخالفين في (شوال 936هـ=مايو 1529م) في احتفال ديني.



الموريسكيون وشارل الخامس

كان لقرارات هذا الإمبراطور أسوأ وقع لدى المسلمين، وما لبثت أن نشبت الثورة في معظم الأنحاء التي يقطنونها في سرقسطة وبلنسية وغيرهما، واعتزم المسلمون على الموت في سبيل الدين والحرية، إلا أن الأسبان كانوا يملكون السلاح والعتاد فاستطاعوا أن يخمدوا هذه الثورات المحلية باستثناء بلنسية التي كانت تضم حشدًا كبيرًا من المسلمين يبلغ زهاء (27) ألف أسرة، فإنها استعصت عليهم، لوقوعها على البحر واتصالها بمسلمي المغرب.

وقد أبدى مسلمو بلنسية مقاومة عنيفة لقرارات التنصير، ولجأت جموع كبيرة منهم إلى ضاحية (بني وزير)، فجردت الحكومة عليهم قوة كبيرة مزودة بالمدافع، وأرغمت المسلمين في النهاية على التسليم والخضوع، وأرسل إليهم الإمبراطور إعلان الأمان على أن يتنصروا، وعدلت عقوبة الرق إلى الغرامة، وافتدى الأندلسيون من الإمبراطور حق ارتداء ملابسهم القومية بمبلغ طائل.

وكانت سياسة التهدئة من شارل الخامس محاولة لتهدئة الأوضاع في جنوب الأندلس حتى يتفرغ للاضطرابات التي اندلعت في ألمانيا وهولندا بعد ظهور مارتن لوثر وأطروحاته الدينية لإصلاح الكنيسة وانتشار البروتستانتية؛ لذلك كان بحاجة إلى توجيه كل اهتمامه واهتمام محاكم التحقيق إلى "الهراطقة" في شمال أوروبا، كما أن قيام محاكم التحقيق بما يفترض أن تقوم به كان يعني إحراق جميع الأندلسيين؛ لأن الكنيسة تدرك أن تنصرهم شكلي لا قيمة له، يضاف إلى ذلك أن معظم المزارعين الأندلسيين كانوا يعملون لحساب النبلاء أو الكنيسة، وكان من مصلحة هؤلاء الإبقاء على هؤلاء المزارعين وعدم إبادتهم.

وكان الإمبراطور شارل الخامس حينما أصدر قراره بتنصير المسلمين، وعد بتحقيق المساواة بينهم وبين النصارى في الحقوق والواجبات، ولكن هذه المساواة لم تتحقق قط، وشعر هؤلاء أنهم ما زالوا موضع الريب والاضطهاد، ففرضت عليم ضرائب كثيرة لا يخضع لها النصارى، وكانت وطأة الحياة تثقل عليهم شيئًا فشيئًا، حتى أصبحوا أشبه بالرقيق والعبيد، ولما شعرت السلطات بميل الموريسكيين إلى الهجرة، صدر قرار في سنة (948هـ=1514م)، يحرم عليهم تغيير مساكنهم، كما حرم عليهم النزوح إلى بلنسية التي كانت دائمًا طريقهم المفضل إلى الهجرة، ثم صدر قرار بتحريم الهجرة من هذه الثغور إلا بترخيص ملكي، نظير رسوم فادحة. وكان ديوان التحقيق يسهر على حركة الهجرة ويعمل على قمعها بشدة.

ولم تمنع هذه الشدة من ظهور اعتدل من الإمبراطور في بعض الأوقات، ففي سنة (950هـ=1543م) أصدر عفوًا عن بعض المسلمين المتنصرين؛ تحقيقًا لرغبة مطران طليطلة، وأن يسمح لهم بتزويج أبنائهم وبناتهم من النصارى الخلص، ولا تصادر المهور التي دفعوها للخزينة بسبب الذنوب التي ارتكبوها.

وهكذا لبثت السياسة الأسبانية أيام الإمبراطور شارل الخامس (922هـ=1516م) حتى (963هـ=1555م) إزاء الموريسكيين تتردد بين الشدة والقسوة، وبين بعض مظاهر اللين والعفو، إلا أن هؤلاء المسلمين تعرضوا للإرهاق والمطاردة والقتل ووجدت فيهم محاكم التحقيق الكنسية مجالاً مفضلاً لتعصبها وإرهابها.



الألخمادو

وكانت الأمة الأندلسية خلال هذا الاستشهاد المحزن، الذي فرض عليها تحاول بكل وسيلة أن تستبقي دينها وتراثها، فكان الموريسيكيون بالرغم من دخولهم في النصرانية يتعلقون سرًا بالإسلام، وكثير منهم يؤدون شعائر الإسلام خفية، وكانوا يحافظون على لغتهم العربية، إلا أن السياسة الإسبانية فطنت إلى أهمية اللغة في تدعيم الروح القومية؛ لذلك أصدر الإمبراطور شارل الخامس سنة ( 932 هـ=1526م) أول قانون يحرم التخاطب بالعربية على الموريسكيين، ولكنه لم يطبق بشدة؛ لأن هؤلاء الموريسكيين دفعوا له (100) ألف دوقة حتى يسمح لهم بالتحدث بالعربية، ثم أصدر الإمبراطور فيليب الثاني سنة (964هـ1566م) قانونًا جديدًا يحرم التخاطب بالعربية، وطبق بمنتهى الشدة والصرامة، وفرضت القشتالية كلغة للتخاطب والتعامل، ومع ذلك وجد الموريسكيون في القشتالية متنفسًا لتفكيرهم وأدبهم، فكانوا يكتبونها سرًا بأحرف عربية، وأسفر ذلك بمضي الزمن عن خلق لغة جديدة هي "الألخميادو" وهي تحريف إسباني لكلمة "الأعجمية"، ولبثت هذه اللغة قرنين من الزمان سرًا مطمورًا، وبذلك استطاعوا أن يحتفظوا بعقيدتهم الإسلامية، وألف بها بعض الفقهاء والعلماء كتبًا عما يجب أن يعتقد المسلم ويفعله حتى يحتفظ بإسلامه، وشرحوا آيات القرآن باللغة الإلخميادية وكذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشهر كتاب هذه اللغة الفقيه المسمى "فتى أبيرالو" وهو مؤلف لكتب التفسير، وتلخيص السنة، ومن الشعراء محمد ربدان الذي نظم كثيرًا من القصائد والأغنيات الدينية؛ وبذلك تحصن الموريسيكيون بمبدأ "التقية" فصمدوا في وجه مساعي المنصرين الذين لم تنجح جهودهم التبشيرية والتعليمية والإرهابية في الوصول إلى تنصير كامل لهؤلاء الموريسيكيين، فجاء قرار الطرد بعد هذه الإخفاقات.

ولم تفلح مساعي الموريسيكيين في الحصول على دعم خارجي فعال من الدولة العثمانية أو المماليك في مصر، رغم حملات الإغارة والقرصنة التي قام بها العثمانيون والجزائريون والأندلسيون على السفن والشواطئ الأسبانية، ودعم الثوار الموريسيكيين.

واستمرت محاكم التحقيق في محاربة هؤلاء المسلمين طوال القرن السادس عشر الميلادي، وهو ما يدل على أن آثار الإسلام الراسخة في النفوس بقيت بالرغم من المحن الرهيبة وتعاقب السنين، ولعل من المفيد أن نذكر أن رجلاً أسبانيًا يدعى "بدية" توجه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج سنة (1222هـ=1807م) أي بعد 329 سنة من قيام محاكم التحقيق.






1988
  #24  
قديم 08-05-2006, 04:09 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي


مصادر الدراسة:

* محمد عبد الله عنان –نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين- مكتبة الخانجي – القاهرة الطبعة الرابعة 1408هـ=1987م.

* عادل سعيد بشتاوي – الأندلسيون المواركة – القاهرة – الطبعة الأولى 1403هـ=1983م.

* ليونارد باتريك هارفي – تاريخ الموريسكيين السياسي والاجتماعي والثقافي. (دراسة في كتاب الحضارة العربية في الأندلس التي أشرفت على إعدادها الدكتور سلمى الخضراء الجيمي). مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – الطبعة الأولى 1419-1998.

* نبيل عبد الحي رضوان – جهود العثمانيين لإنقاذ الأندلس واسترداده – مكتبة الطالب الجامعي – مكة المكرمة – الطبعة الأولى 1408هـ=
  #25  
قديم 08-05-2006, 04:16 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي


التنصير في الخليج للشيخ القرضاوي
  #26  
قديم 13-05-2006, 06:46 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

  #27  
قديم 22-05-2006, 11:14 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين فحاشا لله أن يكون المسيح كما يصفه اليهود بالعاهر الداعر العاشق لمريم المجدلية بن مصففة الشعْر الـ .... والـ... والـ... ((( والله إن قلمي لا يستطيع أن يكتب ما يتقولون على من إصطفاها الله وطهرها وجعلها أما لنبي الله !!!!!))))



لقد خصص القس الحاقد الحقود زكريا بطرس بدعم من الصهيونية برنامجا خاصا للهجوم على الإسلام والتطاول على نبي الإسلام !!! وحينما كتب عنه أستاذنا العالم الدكتور إبراهيم عوض هاجت الدنيا عليه وخرج علينا أعداء الإسلام ممن يدعون كذبا بأنهم مسلمون ليصرخوا ناسين بالأمس تطاولهم على الصحابة وزوجة رسول الله أم المؤمنين السيدة عائشة وغيرهم فتعالوا بنا لنحدثهم عن أناجيلهم فمن المدهش أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين فحاشا لله أن يكون المسيح كما يصفه اليهود بالعاهر الداعر العاشق لمريم المجدلية بن مصففة الشعْر الـ .... والـ... والـ... ((( والله إن قلمي لا يستطيع أن يكتب ما يتقولون على من إصطفاها الله وطهرها وجعلها أما لنبي الله !!!!!)))) والادهش من ذلك أن شاؤول الطرطوسي قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله !!! وليتأمل السادة القراء وهؤلاء الذين يستخدمون أسماء لمسلمين كي يحاربوا الإسلام :


**** المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها من زمرة الكلاب :
وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 15 : 26 ] : فعندما جائت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً : (( لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !! ))
وبالتالي كل من ليس يهودي فهو من الكلاب ! فكيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة ؟؟!!!!!!!
وهل هذا هو موقف من يقول : (( أريد رحمة لا ذبيحة )) [ متى 9 : 13 ] هل الرحمة تكون مرهونة بقوم دون آخرين ؟ وإذا كنا لا نرحم الآخرين فهل نصفهم بالكلاب ؟! وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الانسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح : (( والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها )) حقق لها أملها وشفيت ابنتها [ متى 15 : 27 ]


**** المسيح يشتم الانبياء الكرام عليهم السلام واصفاً إياهم باللصوص :
نسب يوحنا إلى المسيح أنه قال : (( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص ! ))
ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن (( جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص )) وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً ؟ !!!!!


**** أمير السلام ينقض وصيته للتلاميذ بمحبة الاعداء والاحسان إليهم :
لقد نسب لوقا للمسيح عليه السلام انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون !!!! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) انجيل لوقا [ 11 : 39 ]


ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة (( يا أغبياء )) التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً [لوقا 11 : 45 ] ولم ينكر المسيح عليه فهمه .. ويستمر يسوع " المحبة " بإرسال الشتائم والويلات و المهالك الى الناموسيين وغيرهم ، من غير ان ينفي هذا الإتهام ( أعني إتهام أنه كان يشتم ) :
_ قام بشتم معلموا الشريعة قائلاً لهم : (( يا أولاد الافاعي )) متى [ 3 : 7 ]
_ وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 : 17 ]
_ وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان )) متى [ 16 : 23 ]
_ وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) (( لوقا [ 24 : 25 مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد اعطى لكم أن تفهموا اسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ]
_ وقال ليهيرودس : )) قولوا لهذا الثعلب )) لوقا [ 13 : 32 ]


**** ومن أخلاقه تجاه أمه نجد أنه كان مستهتراً بها يناديها في وسط الحضور بقوله لها :
(( مالي ولك يا إمرأة ! )) يوحنا [ 2 : 4 ]


**** ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق . لوقا [ 10 : 4 ]


**** ومن أخلاق المسيح مع الناس ما جاء عنه في متى [ 7 : 6 ] : )) لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير(( ان هذا التعبير الذي صدر من إله المحبة المزعوم يحمل في ظاهرة الدعوة إلى الانفصالية والتفرقة بين الناس ! !!!! ...


إنها أخلاق رئيس السلام كما جاءت في الانجيل . والأهم من ذلك هو كيف تصدر مثل هذه الكلمات من إله المحبة المزعوم ؟! برغم ان المسيحيين يقولون ان المسيح جاء ليفدينا ويموت من اجلنا وانه لا يصح ان يكون بخطيئة من جاء لهذا الأمر !!!


**** المسيح يكذب على إخوتـه : فقد ورد في إنجيل يوحنا [ 7 : 3 ] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً : (((( اصعدوا انتم إلي العيد ، فأنا لا أصعد إلي هذا العيد ، . . . ولما صعد إخوته إلي العيد ، صعد بعدهم في الخفية لا في العلانية !!! ))))


**** رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه :
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27 ] : يقول المسيح : ((( أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحـوهم قدامـي ! ))) ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول : (((((( فأتوا بهم إلى هنا ))))) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا ( مثل ) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟


magdymoharem@hotmail.com
  #28  
قديم 22-05-2006, 11:15 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي


**** أمير السلام يتجرد من الرحمة : أمير السلام يتجرد من الرحمة ويلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها سوى أنها لم تثمر لأنه لم يكن وقت الثمر ! وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12 ] : (( وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! )) ونحن نسأل : كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والانجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟


**** رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال : رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة !! وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14 ] : (( وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ )) لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟


**** إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان : طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11 ] : (( وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ.)) ونحن نسأل : ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟ أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟! ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟ وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟! إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته .. حتى يكون له تلميذا !! وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26 ] : فيقول المسيح : (( إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي )) [ ترجمة الفانديك ] ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح . . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته . . . إلخ في سبيل الإيمان . ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية ، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح ، فكيف ينسب إلي نبي كريم . . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه . . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [ متى 15 : 4 ]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى (( الاقل محبة !!! )) . وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح : (( تحب قريبك كنفسك )) [ مرقس 12 : 31 ]


**** رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام : رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة !!! وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34 ] : قال المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. )) إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض !!! قال المسيح : (( جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ )) [ لوقا 12 : 49 ] هل هذا الإنقسام الذى سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟ **** إله المحبة هو نار آكلـة !!! وهذا طبقاً لما جاء في رسالة العبرانيين [ 12 : 29 ] (( لأن إلهنا نار آكلة))


**** إله المحبة يتجرد من الرحمة ويترك ابنه يلاقي أبشع أنواع العذاب دون ذنب وهو يصرخ بصوت عظيم إلهي إلهي لماذا تركتني ؟متى [ 27 : 46 ] . إله المحبة يقتل الاطفال الأبرياء !!! جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية : (( فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله (( ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء دون أي ذنب ارتكبوه ؟ من أخلاق الرب أنه كان عرياناً !!


**** من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ (( قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. )) [يوحنا 13: 4-5]


**** الرب عريان أمام اليهود !! قال كاتب إنجيل متى عن المسيح : (( فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة . فعروه والبسوه رداء قرمزيا . )) [ 27 : 28 ] أيها السادة : ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الاناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيىء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وصار من الشتامون الذين قال عنهم بولس (( لا يرثون ملكوت الله ))!!!!


حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك.



مجدي إبراهيم محرم
  #30  
قديم 22-05-2006, 01:27 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

ربما اخي عربي سعودي
هل تريد رابط الموقع
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م