مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 23-10-2003, 11:49 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي




http://www.ramadan.com.eg/

__________________
معين بن محمد
  #22  
قديم 24-10-2003, 09:20 AM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

من فتاوى الصيام


1 / من أكل أو شرب في نهار رمضان دون عذر فقد أتى كبيرة عظيمة من الكبائر وعليه التوبة والقضاء .
2/ إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه وإذا رأى من يأكل ناسياً فعليه أن يذكره .
3 / من أفطر وهو يظن الشمس قد غربت وهي لم تغرب فعليه القضاء .
4 / الذي يصوم ولا يصلي فهو كافر ، لأن ترك الصلاة كفر ولكن لا يؤمر بترك الصيام لأن الصوم لا يزيد الإنسان إلا خيراً فلعله يعود للصلاة والتوبة من تركها .
5 / من أخر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر فعليه مع القضاء كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم ، مقدار نصف صاع .
6 / من فسد صومه بشيء من المفطرات وهو لا يعلم أن هذا الشيء يفطر الصائم فلا شيء عليه لأنه جاهل .
7 / من تمضمض أو استنشق ودخل الماء في جوفه دون قصد فلا شيء عليه .
8 / استعمال السواك سنة في رمضان وغيره وفي أي وقت .
9 / يجوز للصائم أن يستعمل الطيب ، إلا البخور لأن له جرم يصل إلى المعدة وهو دخانه
10 / يجوز استعمال معجون الأسنان مع الحرص على عدم وصول طعمه إلى المعدة
.
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..
  #23  
قديم 25-10-2003, 03:06 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي طنطاويات


قالوا: ألا تكتب عن ذكريات رمضان(1)؟ قلت: أي رمضان؟ أهو رمضان واحد حتى أكتب عن ذكرياته؟ لقد رأيت رمضان، وكان على المائدة طبق فيه "المشمش الحموي" الذي ملأه الله عسلاً والذي لا نظير له في غير الشام، أي أنني رأيته في قلب الصيف، ثم رأيته في وسط الشتاء، ثم درت معه خمس دورات، من الشتاء إلى الصيف، ومن الصيف إلى الشتاء، وكل دورة في خمس عشرة سنة، فعن أي الرمضانات أتكلم؟.
لقد اختلطت في نفسي الذكريات، لما تعددت الأحداث، وتتابعت المشاهد، وكثرت الأسفار والرحلات، ألا ترون إلى الرائي (التلفزيون) حين يتفنن المخرج أو المصور، فيضع صورة فوق صورة، فترى المحدث أو المغني أمامك يواجهك، تختلط صورته هذه بصورته الجانبية، ويدخل معها مشهد من مشاهد الطبيعة، يعرض ذلك كله معاً، فلا تستطيع أن تميز شيئاً من شيء، بعد أن اختلطت في الصورة الأشياء!!.
لقد كنا في دمشق، قبل الحرب العالمية الأولى، نصلي العشاء وننام فتخلو الطرق إلا من أعقاب السابلة، أو من أهل الليل... وما أهل الليل إلا الفساق والعشاق واللصوص، يسكن كل شيء ويلفه الليل بثوبه الأسود.
ننام بعد العشاء لنصحو قبل الفجر، وإن غلبنا النوم – وللنوم سلطان- قمنا قبل طلوع الشمس لندرك صلاة الفجر، ما كنا قد ألفنا السهر، ولا تعودنا شر عادة حين جعلنا ليلنا نهاراً ونهارناً ليلاً، كأننا نخالف سنة الله، وطبائع الأشياء، والله قد جعل الليل لباساً، والنهار معاشاً.
وكنا ننام على الأرض، ما كانت السرر إلا عند الأغنياء، وما كانت أسرتنا منهم، فكنا نمد الفرش في الليل لنطويها في الصباح، ثم نضعها في "اليوك"، وإن لم تعرفوا ما هو اليوك فإن ثلاثة أرباع أهل الشام لم يعودوا يعرفونه، إنه مثل الخزانة في الجدار، لكن بغير باب، ومن غير رفوف، نصف فيها الفرش المطوية بعضها فوق بعض، ويسدل على اليوك ستارة كانوا يعتنون بنقشها وتطريزها.
فاحسست يوماً وأنا نائم حركة عند فراشي، وكان عمري خمس سنين، سنة 1332هـ. ولكني كنت واعياً، فنهضت فإذا خوان الطعام، وكنا إذا أردنا الطعام مددنا الخوان على الأرض، ووضعنا فوقه الصواني والصحون فعجبت أشد العجب، وأحسست بمثل ما يحس به من يكشف شيئاً جديداً لم يكن معروفاً، ما لم يستبدلون بالمنام الطعام؟ ما لهم يأكلون ليلاً وعهدي بالفطور أنه في النهار؟.
وطار نومي من شدة العجب، وسألت بنظرات عيني الحائرة، والدهشة المرسومة على وجهي.. وسمعت المؤذن، لكن لم يكن يؤذن كما أسمعه كل يوم، بل كان يسرع، ينطق الجملة "حي على الصلاة" مثلاً، ثم يمد لام الصلاة، ويرخي صوته بها، ثم يرجه رجاً، ثم يعود فيمده، فإذا بلغ المد أقصى مداه، علا بصوته علواً مفاجئاً ورجه رجة سريعة، ثم صعد به أكثر فأكثر ثم أخفاه حتى ينتهي الصوت فوق، فتشعر كأنه طيارة ارتفعت حتى اختفت بين السحب وضاع أثرها.
وأنا كما قلت لكم من قبل: أوتيت أذناً لاقطة، فإن سمعت نغمة، فلا أنساها، قد لا أستطيع أداءها، ولكن إذا سمعتها بعد ذلك عرفتها، لذلك أكشف الألحان التي يدعيها الملحنون وهي قديمة، كلحن "بلادي بلادي منار الهدى" الذي أحفظه منذ صغري.
وكثرت عليّ العجائب تلك الليلة، فسمعت الباب يقرع! الباب يقرع في هذه الساعة من الليل؟ وسمعت رجلاً يضرب بالقضيب على طبلة معه، ضرباً موزوناً، وينادي: يا شيخ أحمد أفندي، يا شيخ مصطفى أفندي (وهما اسما جدي وأبي) قوموا لسحوركم.. ثم يقول كلاماً ظريفاً ما حفظته من أول مرة، ولم يشأ أهلي أن يدعوني في حيرتي، ففسروا لي ما خفي عني، قالوا إن هذا هو "المسحر" يدعو الناس للقيام للسحور، لأنه قد جاء رمضان، وإن هذا الأذان العجيب بنغمته هو أذان السحور، فما دام صوت المؤذن مسموعاً فإن الأكل يجوز، فإن انتهى فهو "الإمساك"، أما أذان الفجر للصلاة، فيؤن به داخل المسجد، والعادة عندنا في الشام، وفي أكثر البلاد، أن يكون الإمساك قبل الفجر بربع ساعة أو بعشر دقائق، مع أن الأكل يجوز بلا خلاف حتى يطلع الفجر.
قالوا ولكني لم أفهم شيئاً، ما السحور؟ وما الصيام. وما رمضان؟ إن للأطفال يا أيها القراء قاموساً خاصاً بهم. وأكثر – إن لم أقل كل- الذين يحدثون الأطفال في الإذاعة، وفي الرائي، أو يكتبون لهم في المجلات، أو يؤلفون لهم الكتب لا يدرون ما هو قاموس الأطفال، فيكلمونهم بما ليس في معجمهم (أي قاموسهم). ذهب مرة أحد أحفادي مع أبيه الذي يعمل مديراً في شركة كبيرة في جدة، فسألته، ماذا يصنع أبوك؟ قال: عنده براد (ثلاجة) يضع فيها الأوراق، أوراق في براد؟ إن كان يعني صندوق الحديد، لأن البراد أو الثلاجة هو الذي في قاموس الطفل، وهؤلاء الإخوان يكلمون الأطفال بأسلوب الجاحظ، لكن من غير بلاغة الجاحظ. وأنا أتمنى على من يريد أن يحدث الأطفال، أن يجمع جماعة منهم من سن من يريد أن يحدثهم، ثم يتلكم فإن تركوا ما هم فيه، وأقبلوا عليه، وفهموا منه، فقد نجح.
وسمعت مرة في الرائي مذيعة تزعم أنها تحدث الأطفال، فتلقي عليهم كلاماً غريباً عنهم، بعيداً منهم، ثم ترقق صوتها وتتلطف في كلامها وتقول: فهمتم يا أعزائي الأطفال. وأنا واثق أن أعزاءها الأطفال لم يفهموا شيئاً، فهم كأطفال برنامج "ظلال القرآن" يحفظونهم جواب السؤال الذي سيلقى عليهم، فإذا رددوه كما حفظوه، قيل للمعلق: ما رأيك؟ فخطب خطبة طويلة، ثم قال: إن هذا الطالب مع أنه تلميذ ابن عشر سنين لا طالب(2)، قد أجاد وأحسن. ماذا أجاد وقد حفظته أنت الجواب؟ هذا مع أني في أشد العجب وأكبر الإعجاب، بحفظ هؤلاء الأطفال وحسن تلاوتهم.
وعفواً، لقد خرجت عن الخط، وهذه عادتي، أو علتي لم أعد أستطيع منها فكاكاً فاحتملوني عليها.

***********

قالوا: جاء رمضان فلم نعد نستطيع الأكل بالنهار! افتدرون ما الذي فهمته – سنة 1332- وأنا طفل من هذا الكلام؟ فهمت أن رمضان هذا مخيف، يمنع الناس من الأكل، فلا يأكلون إلا ليلاً لئلاً يراهم. ولو قالوا لي: إن رمضان شهر من الشهور، والله الذي خلقنا ورزقنا قال لنا، لا تأكلوا فيه شيئاً، من الفجر إلى المغرب، وأن من أطاع يدخله الجنة، وهي بستان عظيم، وبيت كبير، فيه كل شيء لذيذ، إذا طلبته وصلت إليه، والذي لا يطيع يضعه في النار..
لو قالوا هذا لفهمته، أو فهمت أكثره، وإن لم أفهمه كله، وكان لنفسي ذخيرة إيمانية، أستمد منها الخير طول العمر، ولكن الأطفال مظلومون يقال لهم دائماً مالا يفهمون.
ورأيتهم يستعدون للخروج من الدار. قال جدي: تذهب معنا يا علي إلى المسجد؟ ففرحت، وقلت: نعم ومشينا في الطرق المعتمة إلا من ضوء مصابيح الكهرباء الصغيرة التي جاء بها الوالي ناظم باشا (وفي كتابي "قصص من الحياة" قصة عنه) كما جاء بالترام قبل ذلك بقليل، ووصلنا المسجد.
وكنت قد جئت المسجد قبل هذه، ولكني وجدته هذه المرة اسطع أنواراً، وأكثر ناساً وأبهى رونقاً، ولما رجعوا إلى البيت ناموا. ما هذا؟ أأنا اليوم في بلاد العجائب. نأكل في الليل وننام في النهار، والمؤذن يؤذن بنغمة غريبة ولكنها حلوة.. ورجل يضرب بطبلته في الحارة ويقرع الأبواب على الناس في البيوت؟ لم أفهم شيئاً ولكني كنت مبتهجاً مسروراً، كالذي يذهب إلى مدينة جديدة لا يعرفها، يكشف جديدها، أو كالذي يحلم حلماً، يرى فيه ما يسر ولا يدرك سر ما يرى.
ثم غلبني النوم فنمت، ولما نهضت، قلت: ألا نفطر؟ فضحكوا وقالوا: نحن في رمضان، فكيف تأكل؟ ألست صائماً؟ قلت: وهل يراني رمضان إن أكلت؟ وماذا يعمل بي إن رآني؟ قالوا: بل يراك رب رمضان، يراك الله.
وكنت أدرك إدراكاً مبهماً أن الله الذي لا نراه هو خلقنا، وعنده جنة فيها ما شئت من السكر والحلوى واللعب وكل ما أريد، يضع فيها من يحبه ومن يصلي ومن يسمع كلام أمه، وكلام أبيه، ولا يكذب، أدركت ذلك من كثرة ما أسمعه من أهلي.
ففهمت أننا لا نمتنع عن الطعام خوفاً من رمضان، بل لأن الله لا يريد أن نأكل في النهار في هذه الأيام.
وسكت راضياً وأنا أفكر في المكأفأة التي سأنالها من الله.
ولكني جعت، فسألت: إلى متى أبقى بلا طعام؟ قالوا: حين تسمع الأذان؟ قلت: الأذان الطويل؟ أعني أذان السحور، قالوا: لا، بل الأذان العادي.
وجعلت أذني إلى المئذنة، وطال عليّ الانتظار، ووقت الانتظار عادة طويل مهما قصر، حتى سمعته فأسرعت أقول: هذا الأذان، قالوا: صحيح فتعال لتأكل.
وأكلت أكلة ما ذقت إلى يومها أطيب منها، أما قال الشاعر

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا

لذلك يفرح الصائم بفطره، والفرحة الكبرى الكبرى يوم يلقي ربه، اللهم اجعلني يومئذ من المسرورين أنا ومن قال من القراء، آمين، وجميع المسلمين.


--------------------------------------------------------------------------------
( 1)نشرت هذه الحلقة في رمضان سنة 1403هـ
( 2)من بلغ الجامعة سمي طالباً ومن كان في الابتدائية أو المتوسطة فهو تلميذ.
|1|2|

__________________
معين بن محمد
  #24  
قديم 08-11-2003, 05:24 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

رمضان يتحدى العولمة


رمضان جديد يطل على أمة الإسلام وأهل الإسلام في مزيد من التقهقر والانقسام نتيجة الأحداث السياسية الجارية في العالم ، فبين فريق مؤيد للقوى الدولية التي تفرض نفسها إلهاً جديداً على الدول والشعوب تحكمهم وتخضعهم لسياساتها وتتدخل في شئونهم الداخلية ، وبين فريق آخر رافض لسياسة الذل والمهانة وما يتبع ذلك من إلغاء للشخصية الإسلامية الحرة التي لا تؤمن إلا بوجود رب واحد يحكم هذا الكون وفق دستور وسنن ثابتة .

وفي ظل هذا التناقض تفكرت في رمضان هذا العام ورأيت فيه معانٍ جديدة لم تظهر لي سابقاً ، ورأيت في هذا الشهر خطاباً جديداً متحدياً يمكن أن يستنبط منه إثبات جديد على وحدانية الخالق ونفاذ حكمه على العالم الذي أوجده .

وخطاب التحدي هذا لا ينحصر في رمضان وحده بل يمكن للمتفكر أن يلحظه في كل العبادات على الإطلاق ، وإن كان في رمضان أكثر وضوحاً ، فإذا تفكرنا في الحج مثلاً نجد في مظاهر الانقياد والأخوة والتعاون لإرادة الله سبحانه وتعالى تحدياً للعولمة التي تدعو إلى الفردية ونبذ الآخر ، إلا أن هذا التعاون لا نلمسه عند المسلمين كافة وذلك لكون هذه العبادة غير مفروضة إلا على من استطاع إليها سبيلاً.

أما عبادة الصوم في رمضان فإنها تتميز بتنوع العبادة وشموليتها ، ويتجلى هذه التنوع بصيام الليل وقيام النهار والصدقة والتعاون وغير ذلك مما سيتم الحديث عنه لاحقاً إن شاء الله تعالى ، كما تتجلى الشمولية في قدرة هذا الشهر على توحيد المسلمين في أنحاء العالم كافة ، وتجديد ولائهم ، حتى العصاة منهم ، لله الواحد مثبتين بذلك عالمية الإسلام التي لا يمكن أن ينافسه فيها أية عقيدة أو فكر بشري مهما بلغت درجة رقيها وتقدمها .

من هنا جاءت خواطري هذه حول كيفية تحدي رمضان للعولمة .
ففي رمضان إثبات لحاكمية الله سبحانه وتعالى على العباد ، فالمسلم في هذا الشهر يجدد انتماءه لله الواحد القهار ، الحاكم بأمره ، السّان لكافة القوانين الدنيوية والأخروية ، المرتكزة على قاعدتي الطاعة والعبادة ، لقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) ، الذاريات : 56-57 ، والمبنية على حرية الاختيار التي لا تحرم المختار حقه في التمتع بالحياة الدنيوية مع تحمله لما يترتب على ذلك من ثواب وجزاء وذلك على القاعدة المستقاة من قوله تعالى : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) : البقرة : 256.

وهذا الأمر هو على نقيض حاكمية العولمة التي تفرض سيطرتها على الإنسان بالقوة والإكراه ، فارضة عليه طاعة قوانين وضعية لا تؤمن له أدنى مستويات العيش الكريم من جهة ، وتساعد غيره على إحكام سيطرته على موارده البشرية والمادية من جهة أخرى ، وذلك دون أي مقابل لهذه الطاعة اللّهم إلا مزيداً من الانكسار والذل والحرمان.

وفي رمضان أيضاً تحد كبير للعولمة الفكرية التي تبث أفكاراً غربية تروج لفكرة التمتع بالشهوات المادية والجسدية دون أية ضوابط أو تحمل للمسئولية ، مدّعين أن إطلاق العنان للشهوات يساعد على حصول الإنسان على حريته وسعادته ، في حين أن الصوم يثبت أن السعادة والحرية الحقيقيتين لا تكون بالتمتع بالشهوات بل في الترفع عنها ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه ، وثلث لنَفَسه " ، رواه الترمذي .

لهذا جاءت أقوال بعض العلماء في الماضي والحاضر تؤكد على أن السعادة ليست في التمتع بالشهوات وإنما في ضبطها ووضعها الموضع الصحيح الذي لا يحط من إنسانية الإنسان ، فقد قال أحد علماء الإسلام: "إن السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه ، والشقاوة في أن تملكه نفسه " . وأكبر دليل معاصر على عدم وجود ترابط بين المادة والسعادة ما أشار إليه أحد علماء الغرب وهو " روبرت رايت الباحث في جامعة بنسلفانيا " من أنه لا تلازم بين مسار المال والرخاء المادي مع السعادة ،إذ تبين أن الدول الفقيرة أكثر سعادة من الدول الغنية التي تتمتع بكل أسباب الرفاه المادي.

وفي رمضان أيضاً تحد كبير للعولمة الاقتصادية التي تسعى لفرض نظام موحد قائم على الفردية ونبذ الآخر وإغراقه بالديون والضرائب التي تزيده تبعية وفقراً في الوقت نفسه الذي تزيده هو استغلالاً وغنى ، وهذا الكلام ينطبق مع الفكرة "الأساسية للرأسمالية التي تقوم على القول بأنه من لا يستطيع كسب قوته ينبغي أن يموت !!! وهناك أصوات في الغرب الاقتصادي تنادى بأن المليار من فقراء العالم الثالث ، كما يطلق على المجتمعات ذات الاقتصاد المتخلف ، زائدون عن الحاجة لذا يجب الخلاص منهم لأن البقاء هو للأقوى " .

لهذا جاء الصوم في هذا الشهر لينقد هذه النظرية وليثبت حق الفقير بمال الغني إن كان عن طريق الصدقة أو عن طريق الزكاة ، فقال تعالى : ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) ، الذاريات ، آية 19. وقال أيضاً : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ،التوبة ، 103.

هذا ويوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسؤولية التي تقع على عاتق المؤمن بتوجيهه للمؤمن أن يتصدق بفضل ماله على أخيه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " من كان معه فضل ظَهر فليَعُد به على من لا ظهر له ، ومن كان معه فضل من زاد ، فليعد به على من لا زاد له " رواه مسلم .

وإذا كان هذا الحكم عاماً في كل الأوقات فهو أشد رسوخاً في شهر رمضان حيث تكثر فيه الأحاديث التي تشجع على إفطار الصائم والتصدق على الفقراء والمساكين ، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جواداً وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يأتيه جبريل فيتدارسان القرآن ، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" ، رواه البخاري .

هذا من ناحية الصدقة وإطعام الفقير والسكين ، أما بالنسبة للزكاة فإن في قيام كثير من المسلمين بأداء فريضة الزكاة في مثل هذا الوقت من كل عام مساهمة في رفع الضيم عن الفقير وابن السبيل ومساهمة في إعمار وتنشيط بعض المرافق الضرورية من أجل رفع مستوى حياة المسلم وإشعاره بإنسانيته .

وفي رمضان أيضاً تحد آخر للعولمة الاجتماعية التي تسعى إلى عزل الإنسان عن أسرته ومجتمعه ، فيأتي الاجتماع العائلي على الطعام ليوحّد العائلة المفتتة من جديد ، وليظهر تمسك المسلم بنظامه الاجتماعي القائم على حب أفراد العائلة لبعضهم البعض ، وسعيهم لمرضاة رب العالمين وحده الذي حدد لهم أهدافهم في الحياة .

فإذا أخذنا المرأة التي هي ركن البيت المسلم نجدها في رمضان أكثر تحدياً لنظام العولمة الذي يحاول ان يفرض عليها مبادئه الداعية إلى رفض نظام الأسرة التقليدي القائم على القوامة والطاعة وما إلى ذلك من مفاهيم تسعى إلى تقويض بنى الأسرة ، فنجد المرأة في هذا الشهر مهما كان انشغالها تسعى إلى تأمين اللقمة الطيبة لعائلتها دون أي مبالاة بمن يجد في العمل المنزلي إنقاصاً لكرامتها .

وإذا أخذنا الزوج ورب الأسرة وجدنا في اجتماعه اليومي بأسرته وتركه العمل والجري وراء لقمة العيش تأكيداً على مبدأ المودة والرحمة التي تبنى عليها الأسرة المسلمة ، وينعكس هذا اللقاء اليومي لمدة شهر راحة واطمئناناً على أفراد الأسرة وخاصة الأولاد الذين قد يعانون من قلة هذه اللقاءات خلال السنة ، وصدق الشاعر حين قال :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من همّ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلّت أو أباً مشغولا

كما تأتي العلاقات الاجتماعية بين أفراد المسلمين وتزاورهم وتوادهم في رمضان ، لِيُثبت أهمية تماسك المسلمين فيما بينهم وتراصهم الذي حث عليه الإسلام، ويتجلى هذا الأمر في تصرفات المسلم المتنوعة ، والتي منها :
1- امتلاء المساجد ودور العبادات بالمسلمين من مختلف الأعمار والجنسيات مثبتين المساواة بين المسلمين كافة ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " ، ومثبتين أيضاً تمسكهم بالجماعة التي بيّن فضائلها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله : " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان . فعليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " ، رواه أبو داود .
2- امتناع المسلم عن إيذاء أخيه المسلم أو الإساءة إليه ولو بالكلمة ، وقد جاء هذا النهي على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال : " إذا كان أحدكم صائماً ، فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إني صائم " ، أخرجه مسلم .
3- مسارعة المؤمن إلى إدخال الفرح والسرور على قلوب الآخرين عبر أي عمل خيري تطوعي ، وإن كان عن طريق إطعام الضيف في رمضان ، كل ذلك بهدف اكتساب الثواب في الدنيا والآخرة ، قال عليه الصلاة والسلام مبيناّ فضل من فطّر صائماً : " من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئ "، رواه الترمذي .

هذا وقد بين الشهيد سيد قطب فرح الإنسان وسعادته بعطاء الآخرين بقوله : "بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الفرح إلى نفوس الآخرين " .
هذا الفرح بالعطاء أثبته علماء الغرب ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يحدّدون هذا العطاء بدولارات قليلة وذلك تخفيفاً لعقدة الذنب التي قد يمكن أن يشعروها تجاه الفقراء ، وقال " روبرت رايت " : إذا وجدت أنك لا تستطيع النعاس حزناً على حال عمال أُغلق مصنعهم في سري لانكا وأصبحوا بلا عمل نتيجة لبطء طفيف طرأ على العولمة ، هناك سبل يمكن اتباعها لتخفيف إحساسك بالانزعاج من ذلك ، ومن هذه السبل أن تتبرع ببعض النقود للمؤسسات الخيرية التي توزع الطعام والغذاء على الشرائح الأشد فقراُ في العالم ".

د. نهى قاطرجي

__________________
معين بن محمد
  #25  
قديم 15-11-2003, 01:31 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

النفحات الإلهية في العشر الأواخر
د. محمد موسى الشريف



نحن في شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة ُ بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، والشهر شهر القران والخير وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.
وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمن الله تعالى بها على عباده بالعتق من النار، وها نحن الآن في هذه الأيام المباركات فحق لنا أن نستغلها أحسن استغلال، وهذا عن طريق مايلي:

• الاعتكاف في أحد الحرمين أو في أي مسجد من المساجد إن لم يتيسر الاعتكاف في الحرمين، فالاعتكاف له أهمية كبرى في انجماع المرء على ربه والكف عن كثير من المشاغل التي لا تكاد تنتهي، فمتى اعتكف المرء انكف عن كثير من مشاغله، وهذا مشاهد معروف، فإن لم يتيسر للمرء الاعتكاف الكامل، فالمجاورة في أحد الحرمين أو المكث ساعات طويلة فيهما أو في أحد المساجد.

• أحياء الليل كله أو أكثره بالصلاة والذكر، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيا ليله وشد المئزر، كناية عن عدم قربانه النساء صلى الله عليه وسلم وإحياء الليل فرصة كبيرة لمن كان مشغولاً في شئون حياته –وأكثر الناس كذلك- ولا يتمكن من قيام الليل، ولا يستطيعه، فلا أقل من يكثر الناس في العشر الأواخر القيام وأحياء الليل، والعجيب أن بعض الصالحين يكون في أحد الحرمين ثم لا يصلي مع الناس إلا ثماني ركعات مستنداً على بعض الأدلة وقد نسى أن الصحابة والسلف صلوا صلاة طويلة كثير عدد ركعاتها، وهم الصدر الأول الذين عرفوا الإسلام وطبقوا تعاليمه أحسن التطبيق فما كان ليخفى عليهم حال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تأويل أحاديثه الشريفة وحملها على أقرب المحامل وأحسن التأويلات.

• ولا ينسى أن في العشر الأواخر ليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى أن لو عبد المرء ربه 84 سنة مجداً مواصلاً فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطوال، فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حرمه حُرم خيراً كثيراً، والمفرط فيه فد فرط في شيءٍ عظيم، وقد اتفقت كلمة أكثر علماء المسلمين أن هذه الليلة في الوتر من العشر الأواخر، وبعض العلماء يذهب إلى أنها في ليلة السابع والعشرين، وقد كان أبي بن كعب رضي الله عنه يقسم أنها ليلة السابع والعشرين كما في صحيح مسلم.

• الأكثار من قراءة القران وتدبره وتفهمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه الإيام محل ذلك ولا شك.

• والعجب أنه مع هذا الفضل العظيم والأجر الكريم يعمد لناس إلى قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر في الخارج فيُحرمون من خير كثير، وليت شعري ما الذي سيصنعونه في الخارج إلا قضاء الأوقات في النزه والترويح في وقت ليس للترويح فيه نصيب بل هو خالص للعبادة والنسك فلله كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم وضعف رأيهم في صنيعهم، فالعاقل من وجه قدراته و أوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه.

• ولا ينبغي أن ننسى في هذه العشر أن لنا إخواناً في خنادق الجهاد والعدو قد أحاط بهم وتربص، ونزلت بهم نوازل عظيمة، فلا ينبغي أن ننساهم ولو بدعاء خالص صادر من قلب مقبل على الله تعالى، وصدقة نكون نحن أول من يغنم أجرها، ولا ننسى كذلك الفقراء والمساكين خاصة وأن العيد مقبل عليهم.

أسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر : شبكة الأحــرار
__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م