مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-01-2007, 05:40 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موقفه من الأحزاب السياسية العراقية ..

كان الشهيد منذ استلام مهامه في القيادة العراقية، قد كُلف بمسألة التعامل مع القوى السياسية المحلية والخارجية. و قد كان شعاره باستمرار (اكسب صديقك بالبينة خير من أن تفقده بالغموض). فلذلك كان يعبر عن نفسه وعن ما يمثله من قوة تصطف من خلفه، أنه على مر التاريخ وعندما تفرض أي قوة إرادتها لا بد من إعطاء الآخرين فرصتهم في الحياة ويزاولوا حياتهم ومشاعرهم و يحتفظوا بخصوصيتهم وأن يسهموا في الحياة العامة (بما فيها الدولة) وفق نظام يصان فيه خط الدولة .. وهو نهج استلهم من تراثنا العربي الإسلامي، حسب الكيفية التي تعاملت بها الدولة الإسلامية مع الأقليات الدينية والقومية في صدر الدولة الإسلامية و ما تلاها ..

وكان يضع ثوابت تفرق بين أعداء الأمة و نهج البعث و بين مفارقيه الذين يختلفون معه على نقاط يمكن معالجتها بالحوار .. لذلك كان يصنف القوى من هذا الباب .. فكانت إقامة علاقات مع الدول العربية تأخذ أسا ينبع من روح الانتماء للأمة، وكان التعامل مع الأحزاب الداخلية في العراق ينطلق من نفس المعيار .. فكان التعامل مع الحزب الشيوعي الذي كان ينضوي تحت صنف المفارقين هو وبعض الأحزاب الكردية.. فقد بادرت القيادة بإبرام بيان 11/آذار في 11/3/1971 لحل المسألة الكردية بمنحها حكما ذاتيا متقدما. وكان قد تلاها في 6/3/1973 (وصدر بيان رسمي في تشكيل الجبهة في 17/7/1973) إقامة الجبهة الوطنية التقدمية العراقية التي اشترك فيها الحزب الشيوعي(انضم إليها الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوميون) ونال الشيوعيون مقعدين في الحكومة العراقية، وافتتح مقراته بشكل علني، وأصدر جريدته (طريق الشعب )، ونحن إذ نتوقف عند تقييم العلاقة مع الحزب الشيوعي بصفته (الحزب التكاملي ) الثاني بعد حزب البعث في العراق، فإننا بذلك نؤشر على نمطية العلاقة التي تناولها من تناولها بسوء ليرمي بها نظام الحكم في العراق ويحمله مسئولية ما تم نسجه إعلاميا بصورة تعب من صاغها في بناءها ليشوه تلك الصورة الوطنية ..

1ـ كان العراق قد اختار الدول التي تعادي الإمبريالية الأمريكية وتقف الى جانب قضايا الأمة العربية، وخصوصا قضية الأمة المركزية في فلسطين، ففي زيارة للشهيد للاتحاد السوفييتي عام 1970، كمسئول حزبي لا بصفته نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة .. واجهه عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي (بوناماريوف) بالقول: لا نستطيع أن نقيم معكم علاقات حزبية، إلا إذا أصبحت علاقاتكم جيدة مع الحزب الشيوعي العراقي.. فرد الشهيد: لسنا باكين على علاقتنا الحزبية معكم في يوم ما عن هذا الطريق..

2ـ بالرغم من أن الحزب الشيوعي العراقي قد دخل في الجبهة الوطنية التقدمية العراقية، فإن أعضاء الحزب الشيوعي إذا ما وجه لهم سؤال حول رأيهم في الثورة والدولة العراقية، فإن جوابهم يكون شاتما ساخرا للدولة وقيادتها.

3ـ بالرغم من أن الحزب الشيوعي، يٌفترض أن يكون ضد القومية، فإنه كان يثير الفتن بين الأقليات في العراق وبالذات الأكراد لإثارة النعرة القومية، طالما أنه في ذلك يزعج فيها حزب البعث .. كذلك لم يذكر التاريخ أن الحزب الشيوعي العراقي قد كتب بيانا أو سطرا في قضية (عرب الأحواز) ونضالهم ضد إيران.

4ـ رغم ما معروف عن الأحزاب الشيوعية في إنكارها لوجود الله عز وجل، واستخفافها بالمشاعر والطقوس الدينية، فقد كان الحزب الشيوعي العراقي يبادر في إحياء الطقوس الهجينة التي أدخلها الفرس على الطائفة الشيعية في إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضوان الله عليهما. تمردا على قرار الدولة في منع تلك المظاهر التي وضعت أصلا من قبل الفرس لإبقاء الفتنة قائمة الى يوم الدين (علما أنه ليس كل الشيعة العرب يمارسون المبالغات المبتدعة من الفرس)




5ـ كان العراق يدعو باستمرار لنصرة القضية الفلسطينية، كان الشيوعيون العراقيون يقيمون علاقات مع الحزب الشيوعي الصهيوني، ضاربين بعرض الحائط مشاعر العرب ..

6ـ في الوقت الذي خرج الناس منتصف ليلة 1/6/1972 للاحتفال بقرار التأميم التاريخي لشركات النفط الأجنبية، بما في ذلك الشيوعيين أنفسهم، فما لبث الشيوعيون العراقيون أن تراجعوا عن تأييدهم لقرار التأميم، عندما كان موقف القيادة السوفييتية قد انكشف بعدم تأييد التأميم العراقي ..

7ـ في الحرب العراقية الإيرانية، وقف الشيوعيون العراقيون الى جانب إيران، طالما كان ذلك ضد المصلحة الوطنية العراقية!

8ـ عندما دخل الأمريكان للعراق في 9/4/2003 اصطف الشيوعيون الى جانب المحتل وانخرطوا منذ تشكيل مجلس الحكم المحلي (المهزلة) .. الى جانب الصفويين ..

أما ادعاءاتهم في قمعهم من قبل الثورة، فقد وقعوا على اتفاقية الجبهة الوطنية التقدمية، والتي كان من بنودها عدم تشكيل تنظيمات حزبية داخل صفوف القوات المسلحة، وعندما انكشفت خلايا تنظيمية لحزبهم داخل القوات المسلحة، فقد حكم على مجموعة منهم بالإعدام، ولكن حكم الإعدام قد تأجل تنفيذه لأكثر من عام، عسى أن تلتزم قيادة الحزب الشيوعي ببنود الاتفاقية ولكن بعد أن تكررت تلك الوقائع، نفذ حكم الإعدام بمجموعة من الواحد وثلاثين الذين ضبطوا في تلك التنظيمات ..

وفي عام 1978 عندما دعي الشيوعيون الى ترميم علاقتهم بالجبهة الوطنية، ظهرت قيادتهم لتزعم بأن قيادة البعث في مأزق، فكان جوابهم أن المفاوضات بهذا الشأن ستكون خارج العراق وعند قيادة غير عراقية وغير عربية! فتوقفت منذ ذلك التاريخ العلاقة والتعامل معهم ..

المراجع :
1ـ الموسوعة السياسية جزء 4/ أسسها د عبد الوهاب الكيالي/ 1986
2ـ خندق واحد أم خندقان/ صدام حسين/ 1980
3ـ التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث/ 1982/ الفصل الأول/الحياة الداخلية والظروف الذاتية في الحزب والثورة.
__________________
ابن حوران
  #2  
قديم 15-01-2007, 06:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موقفه من مسألة تأميم النفط واستخدامه كسلاح .

عندما يتبجح الغرب ويقول: عندنا ديمقراطية، فهم صادقون بقولهم، لكن أي ديمقراطية؟ .. إنها ديمقراطية لصوص اتفقوا على أن يقتسموا ما يسرقون وفق نظم يضعونها، ويغلفونها بقوانين دولية، تبدو للمغفلين أنها قوانين تراعي حقوق الإنسان وتحترم إرادة البشر .. ولكن تلك القوانين لا يطبقها الغرب إلا على من لا يملك القوة.. وإن رفض فإن أذرعا جاهزة أعدت لإجبار من يتمرد على الانصياع والرضوخ، فهناك أذرع اقتصادية تتمثل بصندوق النقد الدولي، ومجموعة السبعة التي أصبحت مجموعة الثمانية بعد انضمام روسيا .. وهناك منظمة (الغات) .. كما أن هناك أذرعا عسكرية يتم فلسفة أداءها من خلال مجلس الأمن الذي كرس لخدمة أولئك اللصوص ..

فلن يتدخل أحد من اللصوص إذا ما تم الاتفاق على نهب نحاس إفريقيا بسعر عشرين دولار للطن، فلن ينبري أحد من الشركاء السارقين ليقول: إنه حرام .. اجعلوا الطن بثلاثين .. ولن ينبري أحد إذا ما جعل ثمن قلم الحبر المُصنَع في الغرب يعادل عشرة براميل نفط .. أو جعل ثمن طائرة يساوي إنتاج دولة من النفط ليومين .. كما أنهم وهم يسلكون هذا السلوك يمنون على الدول التي ينهبون خيراتها، أنه لولا جهد الغرب لبقيت تلك الدفائن في مكانها.. وكأنهم سحرة يفكون طلاسم الحارس الجني لتلك الدفائن ..

لقد ربط الغرب نهبه للموارد الطبيعية، بإفشاء التخلف والابتعاد عن المشاريع الاقتصادية العملاقة، التي تبعد المنتجين عن الالتحاق بركب التقدم العلمي، فلذلك لا عجبا أن نجد اليوم أن أكثر الدول المنتجة للنفط من دول العالم الثالث، هي أقلها للدعم العلمي وأكثرها لإقامة المشاريع العقارية والعمرانية التي تفتح باب الطلب على ما ينتجه الغرب من مكملات لتلك الأبنية .. ويفرح أصحاب تلك الدول أن لديهم حركة حضارية .. سرعان ما تختفي، وتختفي ثرواتهم من خلال تجميد موجوداتهم المالية لدى الغرب، أو سحبها مرة أخرى من خلال مضاربات الأسهم ..

في حين تثور ثائرة الغرب، فيما لو أحس أن هناك ما يهدد مصالحها .. وهذا ما رأيناه عندما صب الغرب ضرباته الجوية على سد الموصل الذي تساوي طاقته التخزينية مرتين ونصف ما يخزن في السد العالي في مصر .. وكان ذلك في حرب الكويت .. فأين الكويت وأين الموصل و سدها ؟

أدرك الشهيد ورفاقه منذ اليوم الأول أنه لا فائدة من الاستقلال ما لم تكن ثروات العراق محررة تحريرا كاملة .. فمنذ السنة الأولى تم إيفاد المهندسين والكيميائيين الى الاتحاد السوفييتي وإسبانيا، تهيئة لكوادر تكون قادرة على إنجاز عملية التأميم وصيانتها. وبعد أن تم استخراج النفط من حقول (الرميلة) بأيدي وخبرات عراقية خالصة، وبعد أن تبين أن إنتاج تلك الآبار فاق ما يأخذه العراقيون كحصة متفق عليها من كل نفط العراق بحقوله كلها (عين زالا ، كركوك، البصرة و غيرها) .. أيقنت القيادة العراقية أن معركة التأميم قادمة وشرسة ..

وفي سؤال تم طرحه على الشهيد حول قرار التأميم، هل كان مدروسا أم لا؟ أجاب: ( أنا دائما أفرق بين القائد والخبير، بين القائد وبين المساعد، بين القائد وبين الاستشاري، لذلك اعتقد أنه عندما يتحول الخبراء الى قادة، فإن أي نظام من هذا النوع لا يمكن أن يحقق تدابير وانجازات عظيمة وتاريخية. وعندما يكون السياق العام والاعتيادي للقادة هو إهمال رأي الخبراء والاستشاريين، يتحول تصرفهم الى ضرب من العمل المغامر في أحيان كثيرة، والى عمل مرتجل في أغلب الأحيان)*1 .. (في قرار التأميم جمعنا معلومات عن مواردنا السنوية غير النفطية، درسنا ماذا يمكن أن نحصله من القروض من العرب أو غير العرب، درسنا إمكانية الصعوبات التي تجابهنا في تسويق النفط، تناقشنا مع الفنيين الاختصاصيين في الشؤون المالية والاقتصادية والماليين بما في ذلك الخبراء النفطيون من التأميم بصورة أو بأخرى، ولم يكن خبير واحد متحمسا للتأميم، ولكننا اتخذنا قرار التأميم)*2

ويضيف الشهيد ( نحن تصرفنا بروح وعقلية أخرى، أساس حساباتها يكمن في تقديرنا الصائب أن الروح المعنوية التي يخلقها التأميم للشعب ستتحول الى عملة صعبة تعالج الثغرات التي أشار إليها الفنيون، وهي حسابات من النوع الذي لم يستطع الفنيون رؤيته أو معرفة طريقه... لذلك كان قرارنا صائبا)*3

ردات الفعل المحلية والعربية والدولية:

كانت ميزانية العراق في عام 1971 (241 مليون دينار عراقي) أي ما يقارب 780 مليون دولار .. في حين وصلت الى ما يقارب ال 30 مليار دولار عام 1979 .. فكيف كانت ردات الفعل :

1ـ في ليلة إعلان قرار التأميم خرج كل الشعب العراقي مهللا ومرحبا بالقرار، وعندما حوصر العراق ومنع من تصدير نفطه، بادر المواطنون بشراء سندات الصمود لدعم الدولة في قرارها الذي انتصرت في معركته في 1/3/1973

2ـ عربيا: لا زلت أذكر نشرة أخبار إذاعة (صوت العرب من القاهرة) في السابعة صباحا .. عندما جاء على لسان المذيع : ( أممت الحكومة السورية أنابيب شركة نفط العراق .. ثم صمت ليضيف على استحياء: كما أممت حكومة العراق مصالح الشركة المذكورة !) ..

كما أن الحكومة السورية رفضت السماح للنفط العراقي المرور بالأنابيب، رغم أنها كانت تتقاضى بضعة بنسات (أجزاء من الدولار) لكل برميل، في حين عرضت الحكومة العراقية دولارين لكل برميل يمر الى الموانئ السورية، دون جدوى ..

3ـ عالميا: رفضت معظم دول العالم أن تشتري النفط العراقي، وبادرت الحكومة السوفييتية بمطالبة العراق بمبلغ (16) مليون دولار ديونا كانت مترتبة على عبد الكريم قاسم .. فعرض أن يسدد قيمة هذا الدين على شكل (قمح) حيث كان موسم عام 1972 يزيد عن (7) مليون طن .. ففي حين كان السوفييت يشترون الطن ب 45 دولار .. عرضه العراق ب (32) دولار ثم ب (24) دولار، واضطر أخيرا أن يبيع للحكومة السعودية ب (8) دولارات ليسدد دين السوفييت .

عندما استطاع العراق كسر الحصار بتسويق نفطه بواسطة أسطول بسيط كان قد أعده مسبقا لذلك، بيَت الغرب الخطط للتخلص من نظامه الوطني منذ ذلك التاريخ، فقد أعدت في عهد (كارتر) الخطط لغزو العراق، ولكن الظروف الدولية حينها أجلت من ذلك .. فأخذت المخابرات المركزية الأمريكية على عاتقها، تخطط لقلب النظام من خلال تسع محاولات كان آخرها تلك التي تعاونت فيها مع مجموعة من المحيطين بالشهيد ..

استطاع العراق أن يستثمر عائداته النفطية، في عدة مشاريع ضخمة، أهمها الصناعات البتروكيمياوية (أسمدة و غيرها) .. كما استطاع أن يقيم سد الموصل وينظف العراق من الملوحة التي قال عنها الخبراء الهولنديون والصينيون أنه لو وضعنا قطارا يحيط بعرباته الكرة الأرضية لامتلأ من ملح العراق مرتين .. كما نهض بمشاريع مكافحة الأمية و النهوض بالمستوى التعليمي و التقني وغيرها من الانجازات التي شهد له كل منصف بالعالم عندما أقروا بأن العراق قد غادر موقعه من مصاف دول العالم الثالث .. كما استخدم النفط كسلاح بالتنسيق مع الراحل الملك فيصل في حرب تشرين 1973التي كانت كفسحة لرد بعض الاعتبار المعنوي للأمة ..

ثم لتقلب الصفحات في محاولة إعاقته بوسائل إقليمية ودولية أخرى ..

المراجع :
1ـ المختارات/ صدام حسين الجزء العاشر/ ص 56
2ـ المصدر نفسه ص 57
3ـ المصدر نفسه 58
__________________
ابن حوران
  #3  
قديم 13-01-2007, 05:39 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أشكركم أخي الفاضل غيث على اتزانك في تقييم الأمور

وإن كنت لا أخفي انحيازي في الحديث في بعض الأمور .. إلا أنه قد علمتني سنون حياتي

أن أتقمص دور من أخاطبه .. فأحاول بقدر الإمكان أن أكتب بمهنية لا بروح عاطفية ..

في جميع الأحوال أعترف بتقديري واحترامي لشخصكم الكريم
__________________
ابن حوران
  #4  
قديم 17-01-2007, 07:12 AM
عاشق السطور عاشق السطور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
الإقامة: اليـــــــــــمن
المشاركات: 14
إرسال رسالة عبر MSN إلى عاشق السطور إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عاشق السطور
إفتراضي

رحــــــــــــــــم الله أســــــــــــــــد الأمة المجاهد الشهيد / صدام حسين المجيد ماحد يقدر يتفوه بكلمة بعد النهضة النوعية والعلمية التي حققها للعراق والأمن والأمان ، فما
  #5  
قديم 22-01-2007, 12:59 PM
ahmed8520 ahmed8520 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 7
إفتراضي

رحم الله البطل المجاهد المناضل صدام حسين
  #6  
قديم 23-01-2007, 10:37 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

7ـ موقفه من الأقطار العربية وكيفية التعامل معها (خصوصا بعد انعقاد المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي في تشرين الثاني/نوفمبر 1977) ..

مرت الأمة العربية في القرن العشرين، بأشكال من الخطاب ذا الطبيعة الوجدانية، المشحونة بالقهر نتيجة عشرة قرون من فقدانها لقيادة نفسها، حيث بقيت تحت سيطرة أشكال فضفاضة من الحكم غير العربي المستتر تحت القبة الإسلامية.. وقد حرصت القوى الإمبريالية التي قسمت الوطن العربي وفق اتفاقية سايكس ـ بيكو .. وزرعت الكيان الصهيوني في المنطقة، أن تبقى سياستها تراقب ثابتين مهمين لإبقاء حالة الشرذمة للأمة:

الثابت الأول: أن لا يحدث لقاء وتفاهم بين (الثالوث الذي انتبه إليه محمد علي باشا في حركته) والثالوث الهام من العواصم، القاهرة و دمشق وبغداد ..

الثابت الثاني: والذي ظهر بعد اكتشاف النفط بكميات هامة، أن لا يلتقي أي زاويتين من المثلث (بغداد ـ الرياض ـ طهران) ..

بالمقابل ظهرت بؤر وأصوات عروبية من أقصى المغرب العربي الى أقصى المشرق العربي تتغنى بأمجاد العروبة شعرا ونثرا حتى تطورت الى تيارات سياسية، وضعت أعداءها ضمن قائمة سهلة الحفظ (الصهيونية والإمبريالية، وعملائهما من أبناء الأمة العربية) .. لم تكن تلك التيارات في بداياتها أكثر من جهود لإثارة الهمم الطيبة، فكانت الكتابات ذات طابع أدبي هائم، لا تتورع أن ترفع شعارات ضخمة بإمكانيات بسيطة، ولو كانت مدربة بما فيه الكفاية لاستثمرت حالة التفكك العالمي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث انشغلت معظم دول العالم (القوية) بتضميد جراح الحرب ..

وكان الخط الفاصل بين الوطنية وأعدائها واضحا وضوح الشمس، فكانت كلمة تصدر من جمال عبد الناصر (ارفع رأسك يا أخي العربي) تترك مفعولا مهيجا لدى من كان ينتظر سماع خطاباته. ولم يكن التداخل في خندق المعارضة للخط المعادي للأمة كما هو عليه الآن، حيث نجد عشرات الأصناف من اليساريين الذين لا يقبلون ببعض وعشرات الأصناف من القوميين الذين لا يقبلون ببعض، وكذلك مثلها أو أكثر من التيارات الإسلامية السياسية التي يعتقد كل فصيل منها بأنه هو محتكر الحقيقة وحده..

كان حزب البعث من بين تلك الفصائل التي استطاعت أن تصل الى الحكم في قطرين عربيين في عام واحد 1963، في سوريا والعراق، ولكن إجهاض التجربتين، بشكل مبكر، دفع البعثيين لتغيير تكتيكهم في الوصول للسلطة، فكان ثقل الشعور بهزيمة حزيران 1967 سببا في أن تحشد العناصر البعثية جهدها وتنقض على السلطة في العراق.. وظهر تياران هناك تيار لا يؤمن إلا بالتغيير الحاد المسلح وكان يفلسف لهذا الاتجاه بعض أعضاء القيادة القومية مثل عبد الخالق السامرائي، وقد حاول الانقضاض على السلطة من خلال (ناظم كزار) مدير الأمن العام الذي كانت درجته الحزبية تفوق درجة وزير الدفاع (حماد شهاب) ووزير الداخلية (سعدون غيدان) واللذين وظفهما في محاولته من خلال اختطافهما و تسخير جهاز الأمن العام..

وكانت رؤية هذا التيار أن يستلم زمام الحكم ويتوجه الى الأقطار المجاورة، الكويت والأردن ويضع قوته أمام قوة الكيان الصهيوني، مرة واحدة، ويصعد من حربه لإنهاء حالة التقسيم العربي، ولكن خشي هذا التيار معارضة التيار العقلاني الذي كان يمثله رئيس ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة (البكر وصدام حسين) فكان المخطط أن يتم قتلهما في المطار أثناء عودة البكر من بلغاريا(تموز1973)، لكن الأقدار تدخلت وفشلت الخطة ..

لقد سقنا تلك النتفة لنبين أن الحاضنة في العمل السياسي بشكله العنيف، كانت موجودة في كل البيئة العربية، منذ قديم الزمان والى زمننا الحاضر، وهي ليست مقتصرة علينا كعرب، فالتاريخ مليء بالأمثلة ..

في المؤتمر القومي الحادي عشر، ظهرت الأصوات التي كان وراءها الشهيد صدام حسين، والقائلة: بأنه طالما أننا نقيم علاقات مع دول كثيرة في العالم من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، من فرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها، فلماذا لا تكون علاقاتنا على نفس القدر إن لم يكن أحسن مع الدول العربية الشقيقة؟

ويمكننا تلخيص رؤية الشهيد في المجال العلاقات العربية ونشاطه بما يلي:

لقد أدرك الشهيد ورفاقه بأن الوحدة التي ينشدها البعث والجماهير العربية تمر من بوابة (فلسطين)، ولما كانت الفورة الشعبية والجماهيرية قد بدأت بعض الأنظمة العربية تتآمر عليها في الاحتيال بما يسمى (الحلول السلمية) وبالذات بعد زيارة (جوزيف سيسكو) مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وما تلاه من صيغ عرفت ب (مشروع روجرز) الذي قاد في النهاية الى قبول الأنظمة المحيطة بفلسطين به .. وما تلاها من حرب (تحريك) في تشرين/أكتوبر 1973واستبعاد العراق من التنسيق فيها. رغم دخوله الحرب والاشتراك فيها دون إذن من أحد ليدافع عن دمشق، وقد كان للجيش العراقي وقيادته رؤية واضحة وخطة تم إعدادها وإطلاع القيادة السورية عليها لاحتلال (الحولة) وما حولها لإحداث جيب داخل الأرض المحتلة من فلسطين (1948) .. وقد أوقف السوريون تنفيذ تلك الخطة قبل ساعة الصفر بعدة ساعات*1

من هنا أدركت القيادة العراقية أن هناك تراجع من لدن الدول التي كانت تسمى تقدمية (مصر وسوريا والجزائر) وحدث قبول هائل لفكرة تسوية مهينة مع الكيان الصهيوني، ابتدأت بمؤتمر الرباط الذي حصر قضية فلسطين بالفلسطينيين تمهيدا لخطوات أشد وطأة كمعاهدة كامب ديفيد وغيرها من اتفاقيات .. ومع ذلك التزمت القيادة في العراق وعلى رأسها الشهيد بما يلي*1 :

1ـ دعم الدول المحيطة بفلسطين بالمال وعدم تركها تتهاوى تحت الشروط الغربية، وحتى لما كان العراق في حرب مع ايران لم يتوانى عن دعم تلك الدول والمقاومة الفلسطينية ..

2ـ التوقف عن مقاطعة المؤتمرات العربية، والعمل على التنسيق الاقتصادي البيني مع الدول العربية وبالذات الدول المجاورة لفلسطين لتعزيز صمودها.

3ـ دعم الدول العربية الفقيرة من أجل وحدة الصف العربي، (موريتانيا، جيبوتي، اليمن، الأردن) ..

4ـ الوقوف مع حركات التحرر العربي، والقضايا العربية بشكل مبدأي، القضية الفلسطينية، والأريتيرية وعرب الأحواز .. والوقوف في وجه الأطماع الإيرانية في الخليج العربي..

5ـ الالتزام بفكرة الوحدة العربية، فلم التدخل لدعم أي حركة انفصالية عربية، فوقف مع وحدة لبنان ووقف مع عودة الصحراء المغربية للمغرب، مما أثار حفيظة الأخوة في الجزائر وغيرهم ..

6ـ لم يحاول دعم أي تمرد في أي قطر عربي مهما كان لونه، ابتداء من أحداث أيلول/سبتمبر 1970 وحتى قضية الصحراء المغربية ..

7ـ أصدر الشهيد الإعلان القومي في 8/2/1980 الذي كان يتنبأ فيه لما ستؤول إليه الأحوال في الوطن العربي وقد تضمن الإعلان ما يلي:

أ ـ رفض تواجد الجيوش والقوات الأجنبية العسكرية في أي بقعة من بقاع الوطن العربي، وتحريم تقديم المساعدات لمثل تلك الأفكار.. ومقاطعة وحصار الدولة العربية التي تشذ عن ذلك (مفهوم هنا أثر اتفاقية كامب ديفيد).

ب ـ تحريم اللجوء الى استخدام القوات المسلحة من قبل أي دولة عربية ضد أخرى، وفض أي نزاع بين دولتين عربيتين بالطرق السلمية والحوار ( نعلم كم سيعترض الآن بعض القراء الذين يتربصون بإيجاد أي ثغرة (قضية الكويت) .. لكننا سنأتي على ذكر ذلك في حينه..

ج ـ يطبق المبدأ أعلاه مع الدول الجارة غير العربية، ( وهنا لا يحسب الكيان الصهيوني الدخيل والهجين مع دول الجوار) .. لكن يستثنى من ذلك حالات الدفاع عن النفس ضد التهديدات الخارجية التي تمس أمن الأقطار العربية.

د ـ تضامن الأقطار العربية جميعا ضد أي عدوان أو انتهاك يقوم به أي طرف أجنبي للسيادة الإقليمية

هـ ـ تأكيد التزام الأقطار العربية بالقوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق باستخدام المياه والأجواء والأقاليم من قبل أية دولة ليست في حالة حرب مع أي دولة عربية ..

و ـ ابتعاد الأقطار العربية عن دائرة الصراعات أو الحروب الدولية والتزامها الحياد التام وعدم الانحياز إزاء أي طرف .. وامتناع الدول العربية عن إرسال قوات لها للاشتراك في الحروب الدولية ..

ز ـ التزام الأقطار العربية بإقامة علاقات اقتصادية متطورة وبناءة فيما بينها بما يوفر ويعزز الأرضية المشتركة للبناء الاقتصادي العربي المتطور ويدفع باتجاه تطوير فكرة الوحدة العربية ..

ح ـ إن العراق إذ يضع مبادئ هذا الإعلان يؤكد استعداده للالتزام به تجاه كل قطر عربي يلتزم به .. وهو مستعد لمناقشته مع الأشقاء العرب وسماع ملاحظاتهم .. وهو لا يعتبر بديلا عن ميثاق الجامعة العربية وعن معاهدة الدفاع المشترك والاتفاقيات الأخرى .. *2

المراجع :

1 ـ التقرير السياسي : للمؤتمر القومي الحادي عشر/دار الحرية
2ـ الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل في حديث تلفزيوني ..
3ـ من نص الإعلان القومي الذي أعلنه رئيس الجمهورية في8/2/1980
__________________
ابن حوران
  #7  
قديم 27-01-2007, 06:19 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

8ـ موقفه من العلاقات الدولية ..

العلاقات الدولية.. يعني هذا المصطلح والذي هو جزء من علم السياسة، بمجمل المبادئ وأحكام وضوابط العلاقات والاتصالات بين الدول أعضاء المجتمع الدولي في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية. وتنظم أصول التعاون وحدود الخلاف والصراع في شتى الميادين. وإن كان هذا النوع من العلم حديثا نسبيا، إلا أن هناك الكثير من المؤرخين والفلاسفة القدماء قد تحدث عنه وذكره، من المؤرخ الإغريقي (توكليدس) الى ابن خلدون الى ميكافيلي وفلاسفة صينيون وهنود قدماء أمثال (مينسيوس الصيني) في القرن الرابع قبل الميلاد والفيلسوف الهندي (كوتيليا) الذي كان رئيسا للوزراء في عهد الإمبراطور (شندرا غوبتا) 326ـ298ق م .

لقد انتبه الشهيد الى هذا الجانب، وشجع تكوين المهارات في هذا العلم الحديث حتى غدا العراق يضم خيرة الخبراء في العلاقات والقانون الدولي وكلنا يذكر الدكتور (رياض القيسي) (الوكيل الأقدم لوزير الخارجية) الذي يعتبر واحدا من أفضل أربعة خبراء بالقانون الدولي بالعصر الحديث والذي تحدث ثلاث ساعات أمام مجلس الأمن دون أن يغادر المكان أي من المستمعين أو يقاطعه أحد.

الواقع السياسي في الربع الأخير من القرن العشرين

تشابه العقدان السابع والثامن من القرن العشرين في منطقتنا العربية، ففي حين كانت بداية العقد السابع قد أوجدت عددا من الأقطار العربية التي نالت استقلالها، إضافة لصعود مجموعة من القيادات الوطنية في عدد آخر، انتهى العقد بهزيمة حزيران/يونيو 1967 وفتنة أيلول/سبتمبر بالأردن بين الجيش الأردني وفصائل المقاومة. كذلك كان العقد الثامن الذي تجلى بحرب استنزاف ضد الكيان الصهيوني كانت في مجملها انتصارات لم تأخذ حقها من الشعور بالاعتراف بها، وقادت الى انتصار حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 واستخدام النفط كسلاح فيه، إلا أن هذا النصر قد صودر والتف عليه ليتحول في نهاية العقد الى عزل مصر وبداية الانهيار في صلابة الموقف العربي تجاه الاعتراف بالكيان الصهيوني وكان هذا في نهاية العقد الثامن.

لم تكتف الدوائر المعادية في إخراج مصر، بل عرضت عليها مشروعا من خلال مستشار الأمن القومي الأمريكي، لفك عزلتها بعدما تم نقل مقر الجامعة من القاهرة الى تونس، وكان العرض يتضمن فكرة التخلص من سلاح مصر السوفييتي بثمن تدفعه (الولايات المتحدة والسعودية)*1 مناصفة عندما يذهب الى مقاتلين أفغان ومسلمين لطرد الاتحاد السوفييتي الشيوعي من أفغانستان. فكان شكل الحملة وعنوانها (إيماني) حتى أصبح الرئيس السادات يسمى ب (الرئيس المؤمن) .. أما خفاياها فكان يقصد بها تجميع الشباب المسلم المحتقن نتيجة الانكسارات المتلاحقة للأمة وزجه في تلك الحرب للتخلص من السوفييت الذين تشفوا بخروج أمريكا مهزومة من فيتنام أولا، ولتخليص الأنظمة صديقة الولايات المتحدة العربية من عناصر تشكل خطرا عليها ثانيا (حسب خطة كيسنجر ـ اللعب بالورقة الدينية والطائفية) .. وجعلهم تحت المراقبة فيما لو كتبت لهم النجاة من الحرب..

كان خروج الاتحاد السوفييتي من المنطقة بعد طرد الخبراء السوفييت من قبل السادات، قد دفعهم في تنشيط أدوارهم ومصالحهم كبديل لخسارة مصالحهم في المنطقة الى إفريقيا .. فنشطوا في موزنبيق وأنغولا و إثيوبيا (هيلا مريام) .. وتركوا المنطقة ليصبح التوازن في الإرادة السياسية لقوى كانت متنحية قبل تلك المرحلة، وأصبحت السعودية هي اللاعب الأنشط والأكثر أوراقا والأكثر تأثيرا في المجموعة العربية .. وقد ازداد دور السعودية، في التغيير الذي حصل في إيران والذي لم تتمكن الدوائر الإمبريالية من تسييره بالشكل الذي تمنته، بعد إبعاد أبو الحسن بني صدر وصادق قطب زادة وغيرهم ممن كان يعول عليهم في تورث الشاه المبغوض ..

رؤية الرئيس صدام حسين في العلاقات الدولية

1 ـ إن منطقتنا العربية من المناطق الحساسة وتكاد تكون أكثر منطقة في العالم أهمية، لا من حيث الثروات الموجودة فيها فحسب، بل لموقعها الجيوسياسي. وعليه من الأفضل أن يهتم بمنطقتنا عدة مراكز قوى عالمية وليس مركزان فحسب. حيث إذا كان هناك مصالح لأوروبا و اليابان والهند والصين وغيرهم، عدا القطبين (الأمريكان والسوفييت) .. فإن الرؤية السياسية تستوجب التفنن في مخاطبة تلك المراكز وترتيب الاتفاقيات بما يلاءم مصالح تلك المراكز، والابتعاد عن مخاطبتها عن طريق ثالث يمر بالقطبين ..

2ـ ليس المطلوب أن تكون قرارات الدولة العراقية صائبة بالحسابات الموضوعية والعلمية فحسب، وإنما المطلوب إضافة لذلك أن تحافظ وتطور جسور العلاقة النفسية بين العراق والشعب العربي، وأن تعمق و تبقي جسور من الثقة بينها وبين أوساط عالمية من المهم معرفة رأيها في القرارات التي يتخذها العراق، ويجب أن تكون تلك القرارات مقنعة من حيث توقيت اتخاذ القرار وطريقة إخراجه.

3ـ إن العالم في هذا الوقت يتغير بسرعة غير مألوفة، وحتى نتغير معه محافظين على مصالحنا وأمننا، يجب أن تكون حركتنا متناغمة مع سرعة التغير فيه، وإن لم نستطع استغلال الظرف السياسي في عينة من الوقت للتأثير في مساحة معينة من العالم، فقد يتطلب التأثير عليها وقتا قد يطول حتى تعود الدورة مرة أخرى. وحتى يتحقق لنا ذلك، يجب علينا الانطلاقة من كوننا أمة واحدة بمساحتها وإمكانياتها وسكانها، وهنا ترتبط العلاقة بين تأثيرنا الدولي طرديا مع تقوية نسيج اللحمة العربية لنتمكن جميعا من الحديث ككتلة واحدة.. وعلينا أن نتنبه أن أعداءنا لن يتركوا فرصة واحدة لإحباط هذه الحالة لدى العرب.*2

4ـ لقد أقر الرئيس صدام حسين لكل دول العالم بالعمل لمصلحة بلادها ومواطنيها، وسيتم التعامل مع تلك الدول وفق احترامها لمصالحنا كعرب و خصوصيتنا، دون استغفال، و بالقدر الذي تتقارب رؤية دول العالم مع قضايانا المصيرية بقدر ما تتقوى العلاقة معها.*3

5ـ سياسة العراق مع دول عدم الانحياز .. فلا للأحلاف العسكرية .. ولا للقواعد العسكرية في المنطقة .. ولا للنشاط العسكري في المياه العربية.

6ـ لقد ربط الرئيس صدام حسين استقلال الرأي والسيادة العامة على الوطن باستقلال التسلح وتنوعه والتفنن في تنويع مصادره، وتطويره وطنيا، حتى لا ترهن إرادة الوطن بتوارد كميات السلاح المعتمد كليا على دولة بعينها، فكانت فكرة التصنيع العسكري بطريقته التي حيَرت العالم، هي العمود الفقري للشخصية الوطنية لعراق صدام حسين.

فرية تتكرر:

يرمي أحباب الولايات المتحدة الأمريكية، العراق، بأن أمريكا هي من دعمت العراق في حربه ضد إيران وهي من أمدته بالسلاح .. في حين يستطيع أي مبتدئ في البحث أن يعرف أن حجم استيراد العراق من الأسلحة من الدول الغربية مجتمعة لا يصل الى 4% من مجموع استيراده طيلة 35 عاما، ويكاد نصيب الولايات المتحدة، أن يكون قريبا من الصفر .. والقضية التي سربتها المخابرات الأمريكية بالتعاون الاستخباراتي المحدود الذي رافق الحرب العراقية الإيرانية. في حين أوكل للكيان الصهيوني بإمداد إيران بالمعلومات والسلاح والذخيرة والتعاون، والذي ترافق بضرب مفاعل تموز النووي العراقي. والغاية من وراء هذا التسريب والفوضى الإعلامية هي اعتبار أن العلاقة مع أمريكا شيء معيب، لو يستحي من يثيرها لتوقف عن ذكرها، خصوصا إن كانت علاقته بأمريكا واضحة للعيان!

المراجع:
*1 ـ مجلة وجهات نظر المصرية/ عدد آب/أغسطس 2003
*2ـ حديث الشهيد الى سفراء الجمهورية العراقية في دول أوروبا الغربية واليابان بتاريخ 12/6/1975
*3ـ صدام حسين/المختارات/الجزء الخامس/ الموضوعات السياسية.
__________________
ابن حوران
  #8  
قديم 03-02-2007, 06:31 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

9ـ الحرب العراقية الإيرانية ودحض المزاعم في أن العراق هو من أشعلها.


تمهيد:

يسود اعتقاد لدى قادة الفرس على مر التاريخ أنهم أمة أكثر عراقة ورقيا وحضارة من العرب، وأن الإسلام قد قوي بالفرس أكثر ما قوي بالعرب، وأن العرب هم أقوام همجية لا حضارة لهم ولا يطيعون سلطانا ولا يؤمن جانبهم (كما نقل ذلك الجاحظ في كتابه البيان والتبيين إذ كان يتعرض لصورة العرب بأعين الفرس).. وتكاد تلك الصورة أن تجد لها مكانا في نفوس بعض الطيبين العرب.

والحقائق التاريخية تنفي ذلك نفيا كاملا، فإذا عرفنا أن عدد سكان الكرة الأرضية عند مولد السيد المسيح عليه السلام كان 200 مليون نسمة*1 فقد كان سكان الأردن وحدها في ذلك التاريخ 12 مليون نسمة. وأن عدد سكان العراق في عهد هرون الرشيد كان 35 مليون نسمة. في حين أن عدد سكان إيران عام 1850 كان 10 ملايين نسمة*2 . كما أن إيران ذات المساحة التي تساوي أربعة أضعاف مساحة العراق، بها خمس قوميات هي الفارسية والعربية والأذرية والبلوشستانية والكردية ..

ويعود تاريخ إيران في أقصى قدمه الى القرن السادس عشر قبل الميلاد عندما زحفت قبائل آرية من ضفاف نهر (الفولغا) لتحتل المنطقة الشرقية وتؤسس دولة (بيريث) أي فارس، جهة خراسان وما حولها والدولة الميدية في الغرب بمحاذاة تخوم العراق ، وكانتا بلغة آرية وقد أطلق المؤرخون عليهما (اريان )، وقد أعيد هذا الاسم عام 1925 أيام (رضا بهلوي) ..

وقد سطع نجم إيران في عهد (كورش) الذي قضى على الدولة البابلية، واحتل العراق وزحف نحو فلسطين، بأحلام توسعية لم ولن تنتهي لغاية اليوم .. وتكاد فترة الحكم الساساني أن تكون مصدر المجد الوحيد لمفكري إيران، وساستهم وأدبائهم الذين ما فتئوا يتغنون بتلك الأمجاد، حيث ألغوا التقويم الهجري الإسلامي أيام الشاه (محمد رضا بهلوي) وجعلوا يوم (صفر) تاريخهم تبدأ باليوم الذي أعاد به (كورش) اليهود الذين سباهم البابليون الى فلسطين!

كما أن عقدة العرب والإسلام لا زالت تسيطر عليهم، فبالرغم أن عمر بن الخطاب وخالد ابن الوليد رضوان الله عليهما من أكثر صحابة الرسول صلوات الله عليه وتسليمه، وأحدهما من المبشرين بالجنة، فإيران تخلو من هذين الاسمين، بل وقد وضع مقام لقاتل الفاروق (أبي لؤلؤة المجوسي) في وسط طهران ليتبرك به الفرس!

كما لم يذكر التاريخ للفرس أنهم اشتركوا في حرب لصالح المسلمين، في حين تجدهم حاضرين في كل فتنة وفي كل فرصة للهجوم على العرب والمسلمين:

1ـ كانوا حضورا في فتنة عثمان بقوة، وهم من قتلوه، وألصقوا جريمة قتله بغيرهم ..
2ـ كانوا حاضرين وجاهزين بفتنة (الأمين والمأمون) فقتلوا الأمين..
3ـ كانوا في الفترة التي تستعد قوات العثمانيين لدخول فيينا في طريقها لنشر الإسلام في كل أوروبا، جاهزين للانقضاض على العراق لتقفل قوات المسلمين راجعة لمعالجة عدوانهم ..
4ـ لم يمر قرن من الزمان إلا ولهم عدوان كبير على العرب( راجع جيران العرب/إيران على هذا الموقع كموضوع منفصل) ..
5ـ كانوا باستمرار وقوفا مع أعداء الأمة، مع الصليبيين وهولاكو، ووزعوا الحلوى في هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني، ووقفوا مع الأمريكان واستغلوا حالة عدوانهم على العراق ليمضوا تقتيلا وذبحا لعلماء وقادة العراق.

الخميني وعدوانه على العراق :

كان العراق في عهد الشاه مبتليا بدعم الشاه المقترن بالدعم الصهيوني والإمبريالي لزمرة ضالة في شمال العراق، حصلت على أفضل وضع سياسي لها على مر التاريخ، كما لم تحصل على جزء من ذلك الحق المشروع في أي دولة من الدول التي يتواجد بها الأكراد (بما فيها إيران نفسها) وقد ازداد التدخل الإيراني في دعم العصاة في الشمال بعد تأميم النفط .. وعندما كان لا بد من طي هذا الملف، الذي رأت إيران أن خططها لم تعد تقض مضجع العراق، فقد وقعت اتفاقية الجزائر التي تسمح لإيران باستخدام شط العرب للملاحة، مقابل كف إيران عن التدخل بالشأن العراقي، والمعروف أنه بعد تلك الاتفاقية، انهارت قدرة المتمردين في شمال العراق على الصمود، وهذا يدلل على أن الحرب في الشمال كانت مع إيران ، كما نصت الاتفاقية على إعادة مناطق عراقية تحت الاحتلال الإيراني (سيف سعد وزين القوس وغيرهما) .. تلكأ الإيرانيون في الإيفاء بالجزء الذي يتعلق بهم ..

الخميني وسر وصوله للحكم :

كان الخميني مبعدا من قبل نظام الشاه الى العراق (حيث بقي 14سنة)، على إثر انتفاضة في بداية الستينات على الشاه، أُتهم الخميني بالمشاركة في الإعداد لها.. وعندما أمم العراق نفطه في 1/6/1972، وزادت المهام الموكلة لنظام الشاه في إحباط خطط العراق في النجاح بذلك، وكان العراق قد أعد لذلك بالتوقيع على مشروع الحكم الذاتي في الشمال.. وهنا ضاعف الشاه جهوده من أجل تخريب مشروع الحكم الذاتي، لكي لا يفتح عيون أكراد إيران من جهة، ولكي يجعل العراق في وضع غير قادر على صيانة قرار التأميم. طلبت القيادة العراقية من (الخميني) أن يصدر بيانا للمجاملة يستنكر فيه التدخل من قبل الشاه في العراق .. فكان جواب الخميني بأنه لا يتدخل في السياسة وإنما هو رجل دين ورفض.. عندما وقعت اتفاقية الجزائر، أصبح الخميني يصدر البيان تلو البيان مهاجما الشاه في إيران، واحتراما لنص الاتفاقية (دوليا) طلبت القيادة من الخميني الكف عن نشاطه السياسي ويبقى ملتزما في أداءه الديني ..لكنه رفض فطلب منه مغادرة العراق، فطلب نقله الى الكويت التي رفضت استقباله فنقل الى ضاحية قرب باريس في فرنسا ..

وعندما عاد الى إيران عاد الى المطار وخرج الى الشوارع حيث لم تتدخل قوات الجيش الذي كان يُعد من الجيوش القلائل في العالم المعد إعدادا جيدا في تعاون دقيق منذ مجيء الشاه (أثناء الحرب العالمية الثانية) ولما أعيد الى الحكم بعد إفشال ثورة (مصدق)، مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجهاز (سافاك) مدرب على قمع الإيرانيين !

اجتهاد في تفسير وصول الخميني للحكم :

هناك في السياسة ما يسمى ب (إدارة الأزمات) ..وهي أشبه باجتهاد بعض السلطات المعنية بإيصال التيار الكهربائي للمواطنين، أن تجعل الكهرباء تقطع عن الحي 4 ساعات ثم تقطع عن حي آخر في نفس المدينة أربعة ساعات أخرى.. كإدارة للأزمة، في حين يفترض أن تبحث عن حل جذري لتلك المسألة. كما يحدث هذا في توزيع المياه والوقود وغيره ..

وأحيانا تلجأ بعض النظم الحاكمة في إدارة أزمة البلاد، عندما تتفاقم ويصبح هناك حديث وململة بين الناس. فيتم تسريب إشاعة بأن هناك تغيير وزاري وحكومة جديدة في الأفق، وتماطل في ظهور تلك الحكومة عدة شهور فيلتهي الناس بمراهنات التوقع (المجانية) من سيكون رئيس وزراء ومن سيكون وزير كذا ..حتى تأتي الوزارة الجديدة وتشبع المواطنين وعودا وتطلب منهم الصبر قليلا ليحصدوا في معيتها الخير .. حتى ينكشف أمرها وتعاود الكرة بأن هناك تغيير وزاري ..

في السياسة الدولية، هناك خطوط حمراء إن تعداها نظام ما في بلد ما فإن الضغوط الدولية واللغط بشأنه سيزيد .. لكن إن كان هناك نظام حليف للغرب واستنزف قدرته على البقاء أو حل مشاكل الناس، فإن الغرب لن يبقى متمسكا بهذا النظام .. فيهيئ الفرص للتخلص منه وسيكون هذا أشبه بإدارة الأزمة..

كان نظام الشاه الذي كان يسمى (شرطي الخليج) قد أوكلت به بعض المهام:
1ـ منع تكوين حكومات عربية قوية في دول الخليج العربي، وجعل تلك الدول بشكل فسيفسائي لا حول لها ولا قوة .. وهي رؤية صهيونية إيرانية مشتركة. فتلتقي مصالح (الإمبريالية والصهيونية والفرس ) بها .. ثم أضيف لهذا الثالوث فيما بعد من استمرأ ذلك المخطط ليحيا حياة عبثية شبيهة بحياة الدول، لكنها ليست هي..

2ـ مشاغلة العراق وتأخير تقدمه، ومحاولة تقسيمه أسوة بالحالة الخليجية، حتى لا يكون هناك جسم قوي موحد يشكل هواجس خطرة على الثالوث المذكور.

شعر شاه إيران أن البلاد أصبحت من القوة بمكان وأنه لا بد أن يعيد أمجاد (ساسان) .. فألغى التقويم الهجري واحتفل احتفالا أسطوريا بذكرى (كورش) .. ثم أخذ يفكر في تنمية البلاد فأطلق ما سمي ب (الثورة البيضاء!) .. وكون إيران التي يعيش فيها حوالي 70 مليون نسمة، لا تستطيع إطعامهم فقد نصحوه الأمريكان أن يدعو لتأسيس (سوق آسيوية مشتركة) .. فذهب الى باكستان فرفضوا فكرته وطاف في بلاد آسيا فأعد له رماة البيض الفاسد وغيرهم، ليبلغوه رسالة أمريكا بانتهاء مهمته .. خصوصا أن الهدفين الذين أوكلا بهما لم يعد مؤثرا بهما.. فدول الخليج على علاقة طيبة مع الغرب.. والعراق، هو من خرج رابحا من الصراع الطويل الذي كانت ساحته في الشمال ..

هنا كان دور الخميني (التزاما بنظرية كيسنجر لاستغلال الدين )

يتبع


المراجع:

*1ـ مقدمة في دراسة المجتمع العربي/دار الطليعة بيروت ط2/1980/ د الياس فرح ..
*2ـ إيران وتركيا/ جامعة الموصل/ 1992/د ابراهيم خليل احمد ود خليل علي مراد

*3ـ التآمر على العراق / زهير صادق الخالدي/ ط1/1988/ص439
__________________
ابن حوران
  #9  
قديم 07-02-2007, 07:19 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استطاع صدام حسين أن يقرأ كتاب الخميني بقدرة فائقة:

أكثر ما حرص عليه صدام حسين منذ تسلم المسؤولية الأولى في الحزب والدولة، وقبل ذلك أيضا، أن يتجنب الحرب مع نظام خميني، ليس ضعفا أو خوفا بل حقنا للدماء ورغبة في التعايش السلمي مع الجيران ..

وكان الرئيس عندما يتحدث مع رفاقه، يتنبأ، بل يقرأ كتاب خميني المفتوح أمامه، حتى قبل أن ينطق خميني بكلمة .. ومع ذلك أرسل الرئيس إشارات تحمل التهنئة و المباركة بالثورة الإيرانية، ودعا في رسائله ومن خلال مبعوثيه الى تحسين العلاقات و تطويرها بين البلدين الجارين المسلمين ..

وكانت النتيجة أن سخر خميني من تلك الإشارات واعتبرها دلالة خوف وضعف من طرف العراق، فبادر لإزالة ما يظهر الحبر السري عن الكلمات التي قرأها صدام حسين قبل كتابتها.. فأخذ يهدد ويتوعد ويطالب بعودة مُلكية البصرة والبحرين وغيرها من مناطق الخليج العربي .. واعتبر أن البدء في التهام العراق الذي يعتبر الصخرة الصلبة في طريقه لالتهام ما يحيط به من بلاد العرب الخطوة الأولى والأساسية لتصدير ثورته والسيطرة على المنطقة، وفق أحلام غيره ممن سبقوه من الفُرس .. فتصاعدت كما أسلفنا الخطابات النارية والاعتداءات الفعلية .. وتم اتخاذ قرار بقتل صدام حسين من قبل عملاء خميني في العراق .. وكان القائد يقرأ لرفاقه منذ اليوم الأول لاتخاذ القرار الصعب كل ما يدور في رأس خميني, وظل يذكر رفاقه بمراهنات الخميني ونظامه حتى انتهت الحرب، فما كانت مراهنات خميني التي قرأها القائد؟ :
1ـ الرهان على دور عملائهم في الداخل ..
2ـ الرهان على الطائفية، وعلى الوحدة الوطنية، والجبهة الداخلية في العراق وعلى تماسك الجيش العراقي..
3ـ الرهان على ضعف وانهيار معنويات العراقيين والقوات المسلحة بإطالة أمد الحرب..
4ـ الرهان على انهيار الوضع الاقتصادي في العراق!
5ـ الرهان على أن نفوس إيران هي ثلاثة أضعاف نفوس العراق، مما يمكنهم من الغلبة!
6ـ الرهان على دور خطب خميني ونداءاته الموجهة للعراقيين، وعلى دور وسائل الإعلام بصورة عامة في إحداث خلخلة في المجتمع العراقي، تساعدهم على تحقيق الانتصار، واحتلال العراق والهيمنة عليه..

ماذا كانت النتيجة؟ .. نعلم أن كل نقطة من النقاط السابقة تحتاج لحديث مطول، إذا ما أردنا استعراضها والوقوف على تفاصيلها .. لكن أي مراقب متوسط الدراية يعرف جيدا أن كل محاولات خميني ونظامه قد باءت بالفشل.

من كان مسئولا عن إطالة أمد الحرب؟

وبعد أن تصاعدت وتيرة التصريحات، والتي تحولت الى عدوان فعلي، حيث كان هناك 249 خرقا جويا، و 244 اعتداء مسلح ،سجل العراق في الأمم المتحدة 293 شكوى ومذكرة احتجاج * 1 لاعتداءات الفرس في (بدرة، ومندلي، وزرباطية، والنفط خانة) واعتداءات أخرى وتفجيرات في جامعة المستنصرية أدت الى استشهاد العديد من الطالبات والطلبة ..

وكون العراق الذي يفهم من اسمه أنه (الأرض المنخفضة) تقع الكثير من مدنه وقصباته على مرمى المدفعية الإيرانية، وحيث كانت الجيوش الإيرانية قد تموضعت في وضعية قتال على الحدود، كان لا بد من نقل المعركة الى أرض المعتدين، حماية لمدنه وشعبه، فتوغل ما يقارب الثمانين كيلومترا في الأراضي الإيرانية .. ليفهم العدو بعبثية تحرشه بالعراق. وتأكيدا على هذا المفهوم فقد قبل العراق بقرار مجلس الأمن (598) الصادر في 28/9/1980، أي بعد اندلاع المعارك الفعلية بستة أيام .. في حين رفضه خميني واعتبر أن مراهناته سائرة في طريقها الصحيح ( وهي إطالة أمد الحرب وعدم قدرة العراق على الصمود).

وقد استطاع العراق بقبوله ذلك القرار أن يزيل الغشاوة عن عيون الكثير من الأشقاء والأصدقاء الذين رموه بتهمة الابتداء بالحرب جزافا. ولكن خميني الذي كان يضلل العرب والمسلمين بأن ثورته الإسلامية هي لنصرة المظلومين والمستضعفين من المسلمين، قد حاول أن يتذاكى فاشترط سحب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية. فكان القرار التاريخي من الرئيس صدام حسين بسحب قواته من الأراضي الإيرانية في صيف عام 1982، تأكيدا لرغبته في السلم والتعايش الكريم مع الجيران الفرس، لكن خميني استغل ذلك بنذالة غير مسبوقة عندما حاول تحسين موقفه العسكري (كمكر وخديعة عسكرية) في التقدم في بعض الجيوب العراقية، كما تسلل بعض عملائه لمنطقة (الدجيل) لاغتيال الرئيس في العملية التي حوكم من أجلها القادة الشرعيون في العراق، وسخر من زيفها كل شريف في العالم.

القائد يزهو بانتصار العراق ..

لم تكن حرب الثمانية سنوات اعتيادية، فهي من حيث طولها تعتبر ثاني أطول حرب في التاريخ .. وهي من حيث نتائجها التي تركت غصة ولوعة في نفوس الفرس، نشاهد اليوم مدى انحطاطهم في ترجمة غلهم وحقدهم في التنكيل من كل عراقي شريف تصل أيديهم إليه بخسة ودناءة، حيث مهدوا و عاونوا وساندوا عدوا خارجيا ليستقووا به هم ومن امتلأ صدره حقدا وغيظا ولم يرق له أن يرى أنموذجا عربيا وطنيا يسجل في سفره انتصارا تاريخيا، خلت صفحات التاريخ العربي الحديث من مثيله ..

وقد كان الرئيس الذي لم يقطع زياراته لجبهات القتال ولم يقطع زياراته للمواطنين في مدنهم وقراهم و قصباتهم و جبالهم .. يزهو في تحول العراق لدولة قوية بعلمائها وأطبائها و مهندسيها ونسائها و ضباطها وجنودها، ومخترعيها وجامعاتها .. ونظافة شوارعها، رغم طول عمر الحرب، وحسن هندام وانضباطية الجنود .. وقارن بسؤاله للصحافيين: هل رأيتم بحياتكم عن دولة خاضت حربا بمدة طويلة كهذه، شوارعها بتلك النظافة، وجامعاتها تزداد اتساعا وعمرانها يزداد شموخا ..

لقد سقطت رهانات خميني .. وازداد العراق قدرة وقوة، وطور صناعاته بكل ثقة بما فيها العسكرية .. وقد أقلق هذا الوضع الغرب كثيرا، فأصبح هذا النموذج خطرا لا يمكن السكوت عليه ..

المراجع:

*1ـ التآمر على العراق / زهير صادق الخالدي/ ط1/1988
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م