تحية طيبة لكم جميعا

و أخص بالتحية المنظمين الجدد الى الحوار و أذكر .
نوفان العجارمة و الدومري مرحبا بكما

أعتذر من الخوة و الأخوات على الاطالة فهذا راجع لحجم الدروس في هذه الفترة بالذات اضافة الى مواعيدي التدريبية مع فريقي.
أخت يمامة

خذي كامل راحتك في وصفي بما تشائين

فقط اعلمي ان سقف المطالب للمرأة في أي مجتمع يحدده مدى الوعي بحقوقها.
و في المجتمعات التيوقراطيةtheocratique و الشمولية التي تقوم أنظمتها على غسيل الدماغ ابتداءا من صياغة أنظمة تربوية هدفها تخريج قوافل من الخاضعين الى تلك الأنظمة و نهاية بوسائل الاعلام التي تعتبر توابع des realais تصقل عقل الفرد حسب ما يريده هذا النظام.
في هذه الظروف لا ننتظر من المرأة كفرد من المجتمع الا أن تعيد صياغة الخطاب الايديولوجي بطريقة أو بأخرى دون أن تدري ان نفس هذا الخطاب أو الفكر هو الذي يجعلها تغفل عن قضيتها.
و أعني هنا كل الأنظمة العربية دون استثناء و خاصة التي تعتمد الخطاب الديني المتطرف.
ان النموذج الحضاري الغربي الذي تهدف منظوماته التربوية لا الى تخريج مناضلين و لكن مواطنين يعرفون حقوقهم و واجباتهم مع هامش كبير للحرية و الاجتهاد في قضايا الأمة، هذا النموذج غائب تماما عند العرب.
و أنبه هنا أن "المواطنة" هو مفهوم غربي محض و لا يأتي أحد يتحدث عن حب الوطن ... الخ، ليس هذا ما تحمله الكلمة من معاني و انما هي كلمة اصطلاحية مرتبطة بحقوق الانسان، ان أردتم أن نناقشها نفتح لها موضوعا جانبيا.
ان أول حصن لهذه الأنظمة ضد اي تحرك للنساء للمطالبة بحقوقهن هو المرأة نفسها ، المرأة "المثقفة" التي تدافع على سجنها و تصف قضبانه على انها من ذهب و فراشه من ريش.
ان الاطراء على ظروف السجن لا يغير من حقيقة أنه سجن.
و لنأتي الان على وصف حقيقة هذا السجن الكبير الذي تداس فيه كرامة المرأة.
المرأة العربية بعيدا عن النصوص و القوانين سواء كانت وضعية أو من مصدر ديني لا تعدو أن تكون متاع آخر من امتعة البيت.
المرأة العربية قاصر من المهد الى اللحد، فلا يجوز لها الخروج الا مع احد افراد العائلة
المرأة العربية تخرج من سجن ابيها الى سجن زوجها
المرأة العربية لا تشارك البتة في صنع القرار حتى في محيطها الضيق فكيف تشارك في صنع القرار السياسي.
المرأة العربية ماكنة للولادة و الأزرار دائما مشغلة، و من يضع دليل استعمال الماكنة هم هيئات التطرف التي يقوم على رأسها شيوخ صارعوا الزمن حتى وصلوا الينا من القرون الوسطى.
المرأة العربية تعاني الأمرين من سوء المعاملة و الضرب لأتفه الأسباب لأن العنف ظاهرة متأصلة في المجتمعات العربية.
المرأة العربية....
سأكمل متى سمح لي الوقت و أكرر اعتذاري للسادة و السيدات المشاركين.