دخل رجل في شراء فرس ، فقال له النخاس : صفه لي .
فقال : أريده حسن القميص ، وثيق العصب ، نقي القصب ، يشير بأذنيه ، و يتشوف برأسه ، و يخطر بيديه ، و يدحو برجليه ، كأنه موج في لجة ، أو سيل في حدور ، أو محط من جبل .
فقال النخاس : نعم كذلك كان رضي الله عنه .
قال : إنما أصف لك فرسا .
قال : ما حسبتك إلا في وصف خليفة أو إمام .
*********************
قيل أن عصفورا رأى فخا في التراب فقال له : من انت ؟
قال الفخ : أنا عبد من عبيد الله .
قال العصفور : فلم جلست على التراب ؟
قال الفخ : تواضعا لله ؟
قال العصفور : فلم انحنى ظهرك ؟
قال الفخ : من خشية الله .
قال العصفور : فلم شددت وسطك ؟
قال الفخ : للخدمة ..
قال العصفور : ما هذه القصبة ؟
قال الفخ : هذه عصاي أتوكأ عليها .
قال العصفور : فما هذه الحبة ؟
قال الفخ : أتصدق بها !
قال العصفور : أيجوز أن ألتقطها ؟
قال الفخ : إن احتجت فافعل ..
فدنا العصفور من الحبة ، فانطبق عليه الفخ ، و اخذ بحلقه ..
فقال العصفور : حيق .. حيق ..
فقال الفخ : قل ما شئت ، فما لخلاصك من سبيل !
فقال العصفور :اللهم اني أعوذ بك من شخص ذلك قوله ، و هذا فعله .
*********************
أصيب قروي ساذج بمرض في عينيه ، فذهب إلي طبيب بيطري و طلب منه أن يعالجه .. فوضع الطبيب في عين الرجل ما يضعه في عين الدواب من دواء ، فعميت عينه .
فلما رفع الأمر إلي القاضي ، قال له : ليس على الطبيب من أثم ، إذ لو لم تكن حمارا ، ما ذهبت إليه !
*********************
سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة ، من حصى المسجد يجدها الإنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته .
فقال : ارم بها .
فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلي المسجد .
قال : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .
قال الرجل : أو لها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذا ؟
*********************
دعا بعض الرياضيين ربه فقال : اللهم يا من يعلم قطر الدائرة ، و نهاية العدد المبهم ، و الجذر الأصم ، إقبضني إليك على زاوية مستقيمة ، و احشرني على خط مستقيم لا منكسر.
*********************
خرج الحجاج بن يوسف مع قواده للصيد و القنص ، فضلّ الطريق ، فقابله إعرابي يرعى غنم ، فسأله الحجاج : ما رأيك يا أعرابي في الحجاج ؟
فقال : لا حياه الله و لا بياه ، هو ظالم غاشم .
فقال الحجاج : و ما رأيك في الخليفة عبد الملك بن مروان ؟
فقال : لعنة الله عليه ، أليس هو الذي سلط علينا الحجاج ؟
ثم تداركت الخيل الحجاج و التفت به ، فذعر الأعرابي ، و قال الحجاج : هل تعلم من أنا .
قال الأعرابي : لا .
قال الحجاج : أنا الحجاج بن يوسف
قال الأعرابي : و انت هل تعلم من أنا ؟
قال الحجاج : لا .
فقال الأعرابي : أن مجنون بني عجل ، و لي في النهار صرعتان ، و هذه أولهما .
*********************
قال علي بن الحسين القاضي : حضرت مجلس قاض فتقدم إليه رجلان ، و ادعى أحدهما على الآخر شيئا ، فقال للمدعى عليه : ما تقول ؟
فضرط بفمه . فقال المدعي : يسخر بك أيها القاضي . فقال القاضي : اصفع يا غلام ، فقال الغلام : أصفع الذي سخر منك أم الذي ضرط عليك . فقال : بل دعهما واصفع نفسك