خلق الله للإنسان ( عينين وأذنين ولسان واحد فقط)
ربما الحكمة من ذلك أن نرى ونتأمل ونسمع أكثر مما نتكلم
فاللسان مأمور بقول الخير وتجنب المنكر من القول و الحث على حسن الإستماع والإصغاء,فقد ورد ذكرذلك في الأحاديث النبوية وأقوال الحكماء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عليك بُحسن الخلُق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمَّل الخلائق بمثلهما".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنك لن تزال سالمًا ما سكتَّ، فإذا تكلَّمت كُتِبَ لك أو عليك".
ويدلك على فضل الصمت أمرٌ، وهو أن الكلام أربعة أقسام:
1- قسم هو ضررٌ محض.
2- وقسم هو نفع محض.
3- وقسم هو ضررٌ ومنفعة.
4-قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عنه، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فُضُول ، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الرابع؛ فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقي رُبع، وهذا الربع فيه خطر، إذ يمتزجُ بما فيه إثم، من دقيق الرياء والتصنُّع والغيبة وتزكية النفس، وفضول الكلام، امتزاجًا يخفى دركُه، فيكون الإنسان به مخاطرًا.
ومن عرف دقائق آفات اللسان، علم قطعًا أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصلُ الخطاب، حيث قال: "من صمت نجا". فلقد أوتي والله جواهر الحكم، وجوامع الكلم، ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواصُّ العلماء.
الصمــت زيـن والسـكوت سـلامة ** فإذا نطقت فلا تكــن مكثـاراً
فـإذا نــدمت على ســكوتك مـرة** فلتندمـن علـى الكلام مـراراً
بارك الله فيك أختي الفاضلة : ورد المستقبل
وكل من مر على هذا الموضوع الجميل الهادف