الدرس السادس
قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه ، ولذي لا يذكره مثل الحي والميت ) رواه البخاري .
( مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ) رواه مسلم .
الشرح :-
المثل :- الصفة أي صفة الذي يذكر ربه ، والذي لا يذكره صفة الحي والميت أي الذاكر حيّ والتارك للذكر ميت . وبيان ذلك أن الذكر يكون بالقلب وللسان ، فمن ذكر ربه دلّ ذكره على حياته ، لأن الإدراك والفهم والوعي تكون بالقلب ، والنطق والإعراب والبيان تكون باللسان ومن لا يذكر ربه دلّ عدم ذكره على موت قلبه وتوقف حركة لشانه وبذلك فهو ميت ، وسرّ هذه الظاهرة أن الله تعالى خلق للإنسان هذه الكائنات لتقوم عليها حياته ، وخلقه هو لعبادته ، وعبادة الله تعالى وإن كانت طاعته بفعل أمره ، وترك نهيه ، فإنها تدور على حقيقة الذكر والشكر .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل البيت الذي يذكر الله فيه ..... إلخ ) دال على مادل عليه الحديث قبله ، وهو أن البيت الخالي من ذكر الله تعالى صاحبه ميت ، إذ لو كان حيًّا لذكر الله تعالى بعبادته ، كما أن البيت الذي يذكر الله تعالى فيه صاحبه حي ودليل حياته ذكره الله تعالى بعبادته التي تدور على الذكر والشكر .
إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الحديثين وردّد القراءة حتى يحفظ المستمعون الحديثين أو يقاربوا حفظهما .
2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى وردده حتى ترى أن المستمعين قد فهموه .
3- ذكرهم بما في الذكر من عظيم الأجر .
4-ذكرهم أن ذكر الله بالقلب واللسان هو أكبر حصن للذاكر فلا يصل إليه الشيطان ولا يتمكن من إغوائه بحمله على معصية الله تعالى بارتكاب كبائر الإثم والفواحش .
5- حثهم على ملازمة الأوراد الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم كالذكر بعد الصلوات الخمس ، وعند النوم وعند دخول الخلاء وبعد الوضوء وعند الأكل والشرب ، وما إلى ذلك .
6- ذكرهم أن قراءة القرآن يتحقق معها الذكر والشكر بصورة أوفر وأعظم أجراً .
وقفه :-
قال يحيى بن خالد البرمكي :- - لا - الكريم أنجح من - نعم - اللئيم لأن - لا - الكريم ربما كانت في وقت غضب وإبان سأمه و - نعم - اللئيم تصدر عن تصنع وفساد نية وقبح مآل .
الحقاق
6/2/1425 هجري