بلغنا العاميه نقول فالك طيب انظر هذا المقال او الموضوع ويا كثر ما كتبت عن الخوارج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه خطبة مفرغة لفضيلة شيخنا أبي عبد الرحمن سلطان بن عبد الرحمن العيــد - وفقه الله وسدده - بعنوان : صفــــات الخواراج .
وذلك بمناسبة الحملات الأمنية الاستباقية للخوارج، نسأل الله أن ينفع بها .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
معاشر المؤمنين .. معاشر الموحدين
لقد استبشر الجميع بما بثته وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي من حملات أمنية مباركة على أوكار خوارج العصر ، وهذا مما يؤكد حرص الجهات الأمنية في هذه البلاد المباركة على رصد مخططات الخوارج الإفسادية، فالله الحمد والمنة ..
لكننا مع ذلك يسوؤنا ويسوء كل مسلم وكل ذي عقل سليم إصرار هؤلاء الخوارج على الإفساد في الأرض بغير حق باسم الدين، قال تعالى
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً).
قال الحافظ ابن كثير : قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – والضحاك وغير واحد: هم الحرورية – يعني الخوارج-، ومعنى هذه عن علي رضي الله عنه: أن هذه الآية الكريمة تشمل الحرورية، كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم. انتهى كلامه رحمه الله.
وقال القرطبي: وروي أن ابن الكواء – وكان خارجياً- سأل علياً بن أبي طالب رضي الله عنه عن ( الأخسرين أعمالاً) فقال: أنت وأصحابك.
ولقد نص سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – أعزه الله- أن هذه الشرذمة الضالة من الخوارج، كما في بيانه المبارك الذي نشر عبر وسائل الإعلام.
فمَن هؤلاء الخوارج ؟ وما صفاتهم؟ وما حكم الله ورسوله فيهم؟
فالخوارج هم من يكفرون المسلمين بالكبائر، ثم يستبيحون دمائهم وأموالهم ونساءهم، ويخرجون على السلطان بالسلاح لينكروا عليه زعموا، وهم يردون السنة بظاهر القرآن، وهم شر الخلق والخليقة، وفتنتهم من أعظم الفتن؛ لأنهم يُلبسونها لباس الدين والجهاد وإنكار المنكر والغيرة على المحارم، فتميل إليهم قلوب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فيوردونهم المهالك، فكم جروا على أمة الإسلام من المصائب والبلايا، فأفسدوا الدين والدنيا، وخربوا البلاد وروعوا العباد، وخالفوا عقيدة أهل السنة السلفيين، فاللهم اكفناهم بما تشاء إنك أنت السميع العليم .
وأما صفات وعلاماتهم الخوارج:
أولاً: الجرأة على العلماء الربانيين، بل على رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، كما قال ذلك الرجل : يا محمد اعدل ، وقال : يا رسول الله، اتق الله! .
فعندهم جرأة على من خالفهم ولو كان من أهل الفضل والعلم، بل ولو كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرّج الإمام أحمد في مسنده ( 4/382) من طريق سعيد بن جُمْهان ، قال: كنا مع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يُقاتل الخوارج ، وقد لحق غلام لابن أبي أوفى بالخوارج، فناديناه: يا فيروز، هذا ابن أبي أوفى. قال الغلام الخارجي: نعم الرجل ـ يعني الصحابي ابن أبي أوفى رضي الله عنه ـ لو هاجر ! ـ يعني إلى الخوارج ـ قال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو الله ؟ فقيل له : يقول نعم الرجل لو هاجر . فقال: هجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم! ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه). حديث حسن .
فلا تعجبوا من جرأتهم الآن على مشايخنا وعلمائنا ، فإنهم لا يرضون عن أحد حتى ينزع البيعة ويهاجر إليهم، وينضم إلى حزبهم ،ولو كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً: ومن صفاتهم: صلاح الظاهر وفساد المعتقد والباطن، (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم وصيامكم مع صيامهم) لكنهم والعياذ بالله (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، فلا تغتروا بزهدهم المزعوم وتشددهم في أمور، ودعواهم نصرة الدين والدعوة والجهاد، فإن العبرة بموافقة الرجل للسنة وتمسكه بالمنهج السلفي؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخوارج مع شدة عبادتهم: (هم شر الخلق والخليقة) أخرجه مسلم (1067) .
وفي صحيح مسلم أيضاً (1066): (أنهم من أبغض خلق الله إليه).
ثالثاً: ومن صفاتهم: إظهار شيء من الحق للتوصل إلى الباطل، فيظهرون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة ـ مع أنها محكّمة ـ ليتوصلوا بذلك إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة . ففي صحيح مسلم (1066) من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية - يعني الخوارج - لما خرجت وهو مع علي ابن أبي طالب ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال على رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل.
وصدق رضي الله عنه ، فكم من كلمة حق أريد بها باطل ، فلا تغتروا بمن يزعم أنه ينطق بكلمة الحق لكن هواه ووجه ونصرته لغير أهل السنة السلفيين . الخوارج كفّروا علياً رضي الله عنه ومن معه بعد قضية التحكيم واستباحوا دماء أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم وأموالهم ؛ وهم في ذلك يحسبون أنهم ينكرون المنكر وينصرون الدين ويلبّسون على الناس بذلك .
رابعاً: ومن صفاتهم : الجهل بالكتاب والسنة ، وسوء الفهم لمعانيهما ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم1066) .
وسبب هذا الجهل: زهدهم في العلماء وترفعهم عن الأخذ منهم وثني الركب في حلقهم ؛ لأنهم كما يظنون : أوصياء على العلماء !.هكذا يفعل الجهل بصاحبه .
خامساً: ومن صفاتهم: استباحة دماء المسلمين والمعاهدين واستحلال أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم، ففي صحيح مسلم (1066) أن علياً حرض المسلمين على قتال الخوارج لما نزعوا البيعة وأفسدوا في الأرض ، فقال بعد أن ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الإسلام: (أيها الناس ، تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح المسلمين فسيروا على اسم الله) .
وفي مسند الإمام أحمد(1/86) : أن عائشة رضي الله عنها ، قالت لعبد الله بن شداد: وهل قتلهم علي رضي الله عنه تعني الخوارج ، قال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة " والحديث يدل على خصلة من خصال الخوارج : وهي استحلال دماء أهل الذمة ؛ لأنهم يرون أن الذي أعطاهم العهد والأمان ولي الأمر وهو عند الخوارج كافر .
وكان علي رضي الله عنه قد حذرهم من الاعتداء على الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين بعهد وأمان . ففي الحديث المتقدم : أن علياً بعث إلى الخوارج قبل أن يقاتلهم فقال: (بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراما أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا ذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين).
سادساً: ومن صفاتهم : أنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام). خرجه البخاري (3611) ومسلم(1066). ومن فضل الله أنه لا يكون معهم أحد من أهل العلم والفضل والسنة.
وأما الذي يدافع عنهم فهو منهم ولا كرامة : فقد أورد العلامة الوادعي أثراً عن ابن عباس وحسن إسناده، أنه رضي الله عنه لما جادل الخوارج قال لهم : ما تنقمون على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن ، وليس فيكم منهم أحد ، وهم أعلم بتأويله " . ( صعقة الزلزال 2/ 392).
سابعاً : ومن صفات الخوارج : الطعن في العلماء وصرف الشباب عن مجالسهم ؛ لأن الشباب إذا أخذوا عن العلماء السلفيين والتفوا حولهم رغبة في العلم كان ذلك سبباً في سلامتهم ، وبغضهم للخوارج ؛ لأن العلماء يحذرون من فكر هؤلاء الضلال؛ في مسند الإمام أحمد ( 1/86) : أن علياً رضي الله عنه بعث عبد الله بن عباس إلى الخوارج ، فلما توسط عسكرهم ، قام ابن الكواء وكان آنذاك خارجياً ، قام يخطب الناس ويحذرهم من ابن عباس ، فقال : يا حملة القرآن ، إن هذا عبد الله بن عباس ، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه ، هذا ممن نزل فيه وفي قومه :[ بل هم قوم خصِمون] ، فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله.
وفي زمننا تحجب فتاوى العلماء عن الشاب المسلم والفتاة المسلمة ، تحجب فتاواهم في التحذير من هذه الجماعات الضالة وكتبها، وتحجب فتاواهم في أئمة الضلالة في زماننا ورموز الحزبية ، وكثير من الناس لم يعلم بكلام علمائنا وتحذيرهم من هذه الجماعات الضالة التي تدعي بعضُها أنها كبرى الجماعات، أو الجماعة الأم، وما علم بتحذير العلماء منها إلا بعد أن وقعت المصيبة ، وحلت البلية ، فحسبنا الله على من يغيب فتاوى العلماء عن الشباب ويربيهم على الحزبية والعنف والتطرف .
ثامناً: ومن صفاتهم : خذلان الله لهم وأنه يبطل كيدهم ويقطع دابرهم ، فلا يقوم لهم عز ولا سلطان؛ لأنهم مفسدون مخالفون للسنة ، ومن خالف السنة فهو في وحشة وغربة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأصحابه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.