مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 07-11-2004, 03:01 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Question لعله آخر رمضان :


لعله آخر رمضان


شادي السيد أحمد



إن الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين، وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد فرقاً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم .

وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع!

فالسلف - رحمهم الله - كانوا يدعون الله - تعالى - ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله – سبحانه - ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.

أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون!

ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!!

ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون! عز عليهم ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية!

وقبل دخول شهر رمضان بأيام.. إذا ذهبت إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات ستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام!

فأين هم مما يحدث لإخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام؟!

وما إن تغمر نفحات الشهر الكريم أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب، فيتحولون إلى (خفافيش) فيجلسون طيلة الليل يجلسون أمام الشاشات، أو يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية والسهرات الدورية.. ثم ينامون قبل الفجر! وفي النهار نيام كجيف خبيثة!!

وعلى الرغم من أن معظم حكومات الدول الإسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، إلا أن السواد الأعظم من الموظفين والعاملين ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن، ويعطلون مصالح البلاد والعباد، وإذا سألتهم قالوا: إننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام براءة الذئب من دم يوسف - عليه السلام -! فما عرف سلفنا الكرام الجِد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، وغيرها إلا في رمضان. والدراسات العلمية الحديثة أثبتت فوائد جمة للصيام .. فلماذا –أيها الموظفون – تتهمون الصيام بأنه سبب كسلكم وخمولكم؟!

آهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين!

أوَّاه لو كانوا لحق قدره يقدرون، أو يعرفون!

وإذا أردت أن تبكي، فاذرف الدمع مدراراً، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة – النارجيلة - على أنغام المطرب.. ورقصات الفنانة.. وفرقة.. في الخيمة الرمضانية بـ ..

وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة إسلامية سترى عجباً عجاباً لو ترى عيناك! سترى المحلات والأسواق مفتحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، وأصوات اللهو والأغاني ترتفع فوق السحاب، والمعاصي عياناً جهاراً، وانقلب الليل نهاراً!

فأين أين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المجتهدون في جنح الظلام؟! فشهر رمضان مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين .. وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان ..

فطوبى لعبد تنبه من رقاده، وبالغ في حذاره، وأخذ من زمانه بأيدي بداره.. فيا غافلاً عن شهر رمضان اعرف زمانك.. يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك.. يا متلوثاً بأوحال الفضائيات والجلسات اغسل بالتوبة ما شَانَك!

إن إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب.. وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن.. حيل بينهم وبين ما يشتهون!

إن كثير من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط! أمسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، ثم يشعل سيجارته!

وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن..، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام – المسماة زوراً - بالرمضانية؟! وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالحمى والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام!

ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر!

يروى أن الحسن بن صالح – وهو من الزهاد الورعين – كانت له جارية – فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة .. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟!

فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح؛ وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردَّني فردَّها!

وقلت: قلبي يعتصرني خجلاً، ويتوارى قلمي حياءً وأنا أخط هذا الكلام؛ لأن من المسلمين اليوم من ضيع الفروض في رمضان بله التراويح والقيام!



فيا مضيع الزمان فيما ينقص الإيمان.. يا معرضاً عن الأرباح متعرضاً للخسران.. أما لك من توبة؟! أما لك من أوبة؟! أما لك من حوبة؟! (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن.. فإلى متى الغفلة؟!

فيا عباد الشهوات والشبهات

يا عباد الملاهي والمنتديات

يا عباد الشاشات والفضائيات

ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟!

ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟!

فيا من أدركت رمضان.. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان.. هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟! أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان؟!

قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران؟! لعله يكون –بالنسبة إليك- آخر رمضان!



يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان

لقد أظلك شهر الصوم بعدهــــما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان

فيا باغي الخير أقبل أقبل .. ويا باغي الشر أقصر .. أقصر!

واحر قلباه! من لم يخرج من رمضان إلا بالجوع والعطش .. رغم أنفه في الطين والتراب من كان رصيده في رمضان من (الأفلام) و(المسلسلات)، وبرامج المسابقات!

فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الجادة في أيامه وغوى .. هاك رمضان قد أقبل فجدد فيه إيمانك، وامح به عصيانك ..

فهو – والله – نعمة كبيرة، ومنة كريمة، وفرصة وغنيمة..

فإن أبيت إلا العصيان .. وملازمة المعاصي في رمضان .. فتوضأ وكبر أربع تكبيرات، وصل على نفسك صلاة الجنازة ..، فإنك حينئذ ميت!

اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار
__________________

  #32  
قديم 07-11-2004, 04:19 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Lightbulb والعشر أقبلت :


والعشر أقبلت.. خلفت وراءها عشرين يوماً وليلة..

عمرها من عمرها بالطاعة.. وخربها من خربها بالمعصية..

عشر بقين، لا يعدلهن عشر طيلة العام.. عشر إذا أقبلن.. كان صلى الله عليه وسلم يعتزل الدنيا.. يطلقها إلى غير رجعة.. فما هذا بزمانها، ولا هذه لحظاتها..

صيام وقيام واعتكاف.. طلاق بائن للدنيا إلى غير رجعة وممن؟!!!

من سيد البشرية.. المصطفى الطاهر صلوات ربي وسلامه عليه..

الذي كانت الدنيا عنده في الأصل لا شيء.. زاد عنها بعداً في هذه العشر لأن العشر فرصة لا تعوض وغنيمة لا تضيع!!

تتطاير الأفئدة إلى الخصومات والعروض التي تقيمها المتاجر والمراكز والمجمعات التجارية هنا وهناك..

فهذا يعطيك خصماً قدره 50 %..

وهذا يعطي هدايا قيمة لكل مشتري.. وثالث.. ورايع.. وخامس..

والكل إلى هؤلاء يطير.. يسرع.. لا تطمئن نفسه حتى يشتري وينتظر الساعات الطوال في طابور الحساب..

وأما أن يقبل على عرض السنة بل العمر كله..

عرض رمضاني لا مثيل له ولا مشابه..

عرض رباني جائزته عتق من النار واستحقاق للجنة..

عرض رباني لا يأخذه واحد أو اثنان وقد ضاعت الجائزة على مئات وآلاف المشترين كما يحصل في عروض أهل الدنيا..

لا.. يل عرض يناله في كل ليلة من رمضان آلاف مؤلفة..

وفي آخر ليلة من رمضان يعتق ربنا من النار بقدر ما أعتق طيلة الشهر..

فتخيل ذلك أخي الحبيب.. أختي الفاضلة..

ولنقبل على عرض العمر، فالرب هو المعطي.. والجنة هي الثمن.. والمقابل: طاعة يسيرة في إيام معدودات!!
__________________

  #33  
قديم 02-12-2004, 06:35 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation ماذا بعد رمضان :


ماذا بعد رمضان

آل نظيف


أحبتي في الله:

لقد كان شهر رمضان ميداناً يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المؤمنون، تروضت فيه النفوس على الطاعة، وتربت فيه على الفضيلة، وترفعت فيه عن الخطيئة، وتعالت عن الرذيلة، واكتسبت فيه كل خير وهدى، وتزودت فيه من الرشاد والبر والتقى، وسمت فيه النفوس إلى جنة الفردوس، وتطلعت فيه لرضى الملك القدوس، وتعالت فيه الهمم، وارتفعت وسمت فيه العزائم، فخشعت القلوب، ودمعت الأعين، وخضعت الجوارح، وزكت النفوس، وتهذبت الأخلاق

فيا عين جودي من بالدمع من أسف ****** على فراق ليــــالِ ذات أنوار

على ليال لشهــــر الصوم ما جعلت ****** إلا لتمحيـــص آثام وأوزاري

ما كان أحسننا والشمل مجتمــــــع ****** منا المصلي ومنا القانت القاري

فأبكوا على ما مضى من الشهر، واغتنموا ما قد بقي من فضل الأعمار.

ولنا مع ختام الشهر الكريم واستقبال العيد السعيد عدة وقفات وفوائد وعظات:


1- [ لا تكن رمضانياً ]:

أيها الأحبة: لقد اعتادت النفوس في شهر الخير والبركات، وموسم المغفرة والرحمات؛ على الإقبال على الطاعات، والمسارعة في الخيرات، والتنافس في سائر القربات، ولكن بمجرد إعلان ليلة العيد نجد الكثير من المسلمين قد تنكبوا الطريق، وضلوا السبيل، وانحرفوا عن الصراط المستقيم، وانفلتوا من الطاعات، وانغمسوا في الملاهي والملذات، وسارعوا إلى المعاصي والشهوات، بل وقعوا في كبائر الإثم وعظائم الموبقات.

ولقد ذم السلف هذا الصنف من الناس، وهذا النوع من الأجناس، قيل لبشر: إن قوماً يجتهدون ويتعبدون في رمضان!! فقال: " بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يجتهد ويتعبد السنة كلها"، وسئل الشبلي: أيهما أفضل رجب أو شعبان؟ فقال: "كن ربانياً ولا تكن شعبانياً".

فيا أخي الحبيب: لازم طاعة الله - عز وجل - على الدوام، فرب شعبان ورمضان هو رب الشهور كلها، فليس لعموم الطاعة زمن محدد، وليس للتقوى موسم مخصص، فعمل العبد لا ينتهي بموسم، ولا ينقضي عن مناسبة، بل العبد مأمور بالعمل حتى الممات (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) الحجر ( 99)، وعن علقمة قال: قلت لعائشة – رضي الله عنها -: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا بل كان عمله ديمة ) البخاري ( 1987) ومسلم بشرح النووي ( 6/72).

فكان - صلى الله عليه وسلم - يستمر في العمل الصالح، ويداوم على العبادة، ويواظب على الطاعة، ومن علامة توفيق الله - عز وجل - وقبوله العمل أن يتبع الحسنة بعد الحسنة، ويوفقه على المواظبة على فعل الخير، ولزوم طريق الاستقامة وطريق الهداية قال تعالى: (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) سورة محمد (17)، وما يفعله الكثير من المسلمين بعد انقضاء الشهر الكريم من التكاسل عن الطاعات، وتضييع الفرائض والواجبات، والتساهل في الذنوب والسيئات، والانجراف والارتكاس في الموبقات؛ فهذا كله من تبديل نعمة كفراً، وفاعله كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، وكمن يبني قصراً ويهدم مصراً.



2- [ المؤمن بين الخوف والرجاء ]:

يقول الحافظ ابن رجب في اللطائف: " لقد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده وإبطاله، قال علي - رضي الله عنه -: " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله - عز وجل – يقول: (( إنما يتقبل الله من المتقين )) سورة المائدة ( 27)، وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها، لأن الله - تعالى- يقول: (( إنما يتقبل الله من المتقين ))، ومن بلغ مرتبة المتقين حتى يكون من المقبولين؟.

وقال عبد العزيز بن أبي رواد: أدر كتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم يرد!!"، وروي عن علي أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: با ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، وقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )) أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم (( أولئك الذين يسارعون في الخيرات )) رواه الترمذي ( 3175) وابن ماجة ( 4198 ) وهو في الصحيحة ( 162).

ولكن على المسلم أن يحسن ظنه بربه، وأنه غفور رحيم، جواد كريم، يقبل اليسير، فيسير العبد في طريقه إلى الله - عز وجل - بالخوف والرجاء كجناحي الطائر، متأسياً في ذلك بهدي الأنبياء وطريقة الأولياء قال - تعالى- عن المرسلين: (( إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) رواه مسلم ( 2877 ).



3- [ عرفت فالزم ]:

أخي الحبيب: عرفت أثر العبادة، وذقت طعم الإيمان، وحلاوة الطاعة، ولذة المناجاة، فعليك أن تحافظ على هذه المكاسب، وتلك المنجزات، فتحرص على الطاعة، وتقبل على العبادة، وتلزم الطريق المستقيم، والهدي القويم.

ورؤوس الأعمال التي زكت فيها النفوس، ورقت القلوب، ودمعت الأعين، وارتفعت فيها الأكف؛ من الصيام والقيام، والصدقة والإحسان، والذكر والتلاوة، والدعاء والالتجاء ليست مقتصرة على رمضان، وليست مختصة بشهر الصيام، بل من الإعمال والعبادات والقرب والطاعات ما سبب لتضعيف الحسنات، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، ولكننا عنها غافلون، وفيها مفرطون، فالصلوات الخمس كفارة لما بينهما، وكذا الجمعة إلى الجمعة، وإذا كان رمضان هو شهر الدعاء ففي الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وكذا الصدقة والإحسان، والذكر والتلاوة؛ مشروعة في كل وقت، وأجرها ثابت في كل حين.

فعليك أخي الحبيب بالعزيمة الصادقة، والإرادة الجازمة، والنية الخالصة على مواصلة العبادة، والاستمرار على الطاعة، والمداومة على الأعمال الصالحة، والاستفادة من هذه الغنائم الباردة، والفضائل المتعددة والمتنوعة، والأزمنة الفاضلة.



4- [ صيام الست ]:

لا بد للعبد في طريقه إلى الله - عز وجل - من تقصير في الاستقامة، ومن نقص في الطاعة، وخلل في الهداية، ولهذا قال الله - تعالى-: (( فاستقيموا إليه واستغفروه )) سورة فصلت ( 6)، فيجبر التقصير بالاستغفار، ويسد الخلل بالتوبة والأوبة، ويكمل النقص بنوافل العبادات كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( أول ما يحاسب به العبد من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، قال الرب- تبارك وتعالى -: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل به ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله كذلك ) رواه الترمذي ( 413).

ومن النوافل التي حث عليها الشارع ورغب فيها، وأرشد على القيام بها؛ صيام ست من شوال فعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله ) رواه مسلم، فاتقوا الله أيها الأخوة، وجدوا في العمل، واعتبروا بما سلف، فالفرص تفوت، والأجل موقوت، والإقامة محدودة، والأيام معدودة (( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )) سورة المنافقون (11).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م