مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-04-2006, 09:03 AM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي تاريخ سياسي : ابن سعود يبني امبراطورية / جريسون ال كيري

ابن سعود يبني إمبراطورية



اسمه عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وغالبًا ما يختصره المراسلون - ليكون ملائمًا - إلى ابن سعود، ويعني المتحدر من سلالة الأسرة السعودية، ومع أنه الآن في الخامسة والخمسين من عمره، فإنه مؤسس الدولة السعودية الحديثة وسيّدها. وعلى وشك تحقيق ما لم يستطعه أي أمير عربي آخر - على الأقل في العصر الحاضر - وهو توحيد معظم شعوب الجزيرة العربية تحت نظام سياسي واحد. وتكاد سيرته في رومنسيتها وحيويتها أن تكون كما لو أنه قد خرج من صفحات ألف ليلة وليلة. وبغض النظر عن قيام المملكة أو سقوطها، فقد صار تقريبًا شخصية أسطورية ستشعِلُ مغامراته خيال الأجيال القادمة من رواة الحكايات. وسوف يكون ابن سعود شخصية تاريخية؛ لأن سيرته مزيج عربي للموضوع الشائق والشائع عن شاب طموح مصمّم، يصعدُ إلى المجد والقوة متحديًا العقبات الهائلة. فحينما ولد في سنة 1880م (1297هـ)
(1) كان ابنًا لوالدين يعيشان في المنفى ولا يملكان بيتًا ولا أرضًا. وما كان لأحد أنْ يراهن حتى ولو بتينة على مستقبله. وحتى حينما سيطر على إحدى المدن لم يؤخذ مأخذًا جديًا. ثم صار سلطانًا لنجد. ويجزم الخبراء في شؤون الشرق الأدنى أنه لن يتوسَع. إلا أن الخبراء الأجانب أخطؤوا، وكذلك أخطأ أعداؤه. فاليوم صار ابن سعود ملكًا على الجزيرة العربية الموحدة، بملايينها الخمسة ومساحتها التي تزيد على مساحات فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا ولكسمبورج مجتمعة. لقد كان طموحه دينيًا وسلاليًا، فهو مصلح تقليدي يؤججه حماس شديد استطاعت الحركة الوهابية
(2) بمعتقداتها الدينية الإفادة من مساندته لها، فارتقت من موقع الضئيل المضطهد إلى موقع القوي المُعتبر؛ مما أثار بعض المسلمين الذين يعارضون هذه المعتقدات الزاهدة، ومن المحتمل أن يستمروا في معارضتها، فالمعتقد الوهابي
(3) هو إيمان ابن سعود وشريعته. وربما لا تفلت رعية ابن سعود من العقوبة إن لم تشهد الصلاة، ولن تحج إلا إلى مكة والمدينة
(4)، فالوهابيون يكرهون عبادة أضرحة الأولياء تحديدًا
(5)، ويعدّونها طقوسًا وثنية. ولن يسمح لرعيته أن تنغمس في تدخين التبغ وتناول المشروبات الروحية مهما كان نوعها. كما تمنع الرعية من التزيّن بالمجوهرات
(6) والحُلي المصاغة من المعادن الثمينة. ومن ضمن المحرمات ارتداء الملابس المترفة وخاصة ما ينسج من الحرير، وكذلك يُحرم القمار وكل لعبة تقوم على عامل الحظ. فالشريعة المقدسة التي تنص على أن العين بالعين والسن بالسن ما زالت تتضمن أيضًا قطع يد السارق وقتل الزاني
(7). لقد رفض سكان المدن الإسلامية في شتى أنحاء العالم هذا المذهب الصارم إلا أنه رفض مرتبك؛ لأن القادة الدينيين الوهابيين يستشهدون بسور القرآن الكريم وآياته لدعم كل جزء من عقيدتهم؛ إذ يعتقدون أن الفترة النقية للدين الإسلامي قد حجبتها نعومة حياة المدن ومنكراتها، ولوثتها الأنظمة الغربية البغيضة، فاستِشراء هذا التآكل استنادًا إلى الوهابية يجب التخلص منه لاستعادة صفاء الدين الأول. إنه من الواضح أن في ذلك تكرارًا للقصة القديمة الدالة على كراهية بدو الصحراء الذين يعيشون حياة قاسية محفوفة بالمخاطر لمؤسسات سكان المدن وسلوكهم. ومن جهة أخرى فهي عقيدة تساعد على التحكم في البدو الذين يصعب إخضاعهم. لم تكن الصلة بين الأسرة السعودية والمعتقد الوهابي شيئًا جديدًا، فقد بدأت في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك حينما لجأ محمد بن عبدالوهاب الذي كان الشيخ والمؤسس المضطهد للحركة الإصلاحية إلى حمى الأمير محمد بن سعود، الحاكم الصحراوي الثانوي للجزء الشمالي من وسط الجزيرة العربية، ولم يقتصر محمد بن سعود على منح اللجوء لابن عبدالوهاب، وإنما وضع قوته السياسية تحت تصرفه، وجاهد لإرغام القبائل المجاورة على قبول تعاليم ابن عبدالوهاب واتِّباعها. وبعد وفاة محمد بن سعود سنة 1765م (1179هـ) قاد ابنه ووريثه عبدالعزيز الأول حروبًا أدّت تدريجيًا إلى بسط نفوذه على مجمل وسط الجزيرة العربية، وخاصة منطقة شمر ونجد. ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي كان الحكم السعودي راسخًا إلى درجة أن سلطان تركيا - صاحب السيادة الاسمية على الجزيرة العربية - بحث عمن يستطيع أنْ يسحق هذا القادم الجديد، ووجد بغيته في شخص محمد علي - نائبه على حكم مصر - الذي ندب نفسه لسحق الوهابيين، وحيث إن السلطان يضمر كرهًا لمحمد علي وللوهابيين معًا فإنه سيكون المنتصر في كلتا الحالتين بغضّ النظر عن هزيمة أيّ منهما. وبعد صراع طويل انتصرت القوات المصرية، وقضي نهائيًا على القوة الدينية للأسرة السعودية، واستسلم عبدالله، الذي خَلَف والده عبدالعزيز

(8)، واقتيد مصفدًا بالسلاسل إلى إسطنبول حيث أُعدِم، وهرب أبناؤه الباقون مع عائلاتهم، إلا أن بعضهم وقع أسيرًا فنقل إلى مصر، بينما نجا البعض الآخر، واختفى - إلى حد ما - حكم الأسرة السعودية والمذهب الوهابي. وبدأ خسوف الحكم السعودي منذ سنة 1818م (1234هـ)، وهي سنة الكارثة، إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، كما لو كان خسوفًا دائمًا إلا أنه بين الحين والآخر يظهر أحد أفراد الأسرة السعودية ليحاول استعادة الحكم، فتبوء دائمًا محاولاتهم بالفشل. وخلال تلك الفترة ظهر قادة وعائلات مختلفة ذات أهمية سياسية، وكان أبرزها عائلة آل رشيد من قبيلة شمّر، التي كانت بارعة بما فيه الكفاية في عدم منازعة السيادة التركية، ولم يكن لدى هذه الأسرة معتقدات دينية تثير عداوة الآخرين، وصارت سلطة آل رشيد على وسط الجزيرة تقريبًا دون منازع خلال الفترة الأخيرة من القرن التاسع عشر. إلا أن أسلوب حكمهم القاسي نفَّر الناس منهم. وفي هذه الحالة اليائسة ولد عبدالعزيز الذي كان والده يعيش منفيًا في بلاط الشيخ مبارك - حاكم الكويت - تلك المنطقة الساحلية الصغيرة الواقعة بالقرب من نهاية الخليج العربي. وعاش الشاب عبدالعزيز بن سعود في هذا الجو خلال السنوات العشرين الأولى من عمره قبل أن يبدي أي علامة تدل على تصميمه على استعادة ملك أجداده المفقود. ومع نمو طموحه كان نادرًا ما يفكر في الحكم التركي البعيد، إذ إنّ جل اهتمامه كان منصبًا على مواجهة العقبة المباشرة المتمثلة في أسرة آل رشيد الحاكمة. تتيح أولى مغامرات ابن سعود التعرف جيدًا على شخصيته وإرادته، ففي سنة 1901م (1319هـ) حينما كان في الحادية والعشرين من عمره قاد حملة صغيرة تتكون من أربعين رجلاً في الصحراء، هدفها ظاهريًا الاشتباك مع أي قوة لآل رشيد، وحالما أوغل في الصحراء قاد حملته الصغيرة جدًا إلى الرياض، كبرى مدن نجد والعاصمة السابقة للأسرة السعودية، وأخفى ثلاثين رجلاً في حقول النخيل الواقعة في إحدى الواحات القريبة من مدينة الرياض، وتسلّل مع تسعة من مساعديه عبر أطلال الرياض المهجورة حتى وصلوا إلى مدخل أحد المنازل المقابلة للحصن الذي يقصده عادة نائب ابن رشيد على حكم الرياض ليلاً لأغراض أمنية، واقتحموا المنزل، وأمضوا ليلتهم في شرب القهوة وقراءة القرآن. وعند الفجر خرج الحاكم يصحبه حراس قليلون، فهجم العشرة عليهم، وقتلو الحاكم، واستولوا على الحصن، وأعلنوا لسكان المدينة المذهولين والبالغ عددهم (000.20) نسمة أن انقلابًا عسكريًا قد حدث. ونجح ابن سعود في الاستيلاء على أولى مدنه ولم يخسرها بعد ذلك

(9). ولكن الاستيلاء على مدينة واحدة - حتى وإن كان جريئًا - لم يكن كافيًا لضمان مستقبله. وكان وضعه خلال السنوات القليلة التالية متقلقلاً. وساعدت تركيا ابن رشيد الساخط، وبدا مستبعدًا أن يتمكن الشاب ابن سعود من الاحتفاظ بما استولى عليه. وبطريقة أو بأخرى نجح في الاحتفاظ بالمدينة. وفي آخر الأمر توقف الأتراك عن مساعدة ابن رشيد. وعلاوة على ذلك، نشب صراع مرير على السلطة بين آل رشيد، وأفاد ابن سعود من ارتباك أعدائه، واستخدم القوة والخدعة؛ ليحصل على ولاء البدو في المنطقة، ويعزّز موقعه، وفي سنة 1906م (1324هـ) صار ابن سعود الحاكم المعترف به على نجد والشخصية المعتبرة في أنحاء الجزيرة العربية الأخرى. تقاطرت سلالة العائلة السعودية المتناثرة إلى نجد، وحاول بعض المتحدرين مباشرة من سلالة عبدالعزيز الأول

(10) الاستئثار بالحكم، وحدث هذا الخطر الأخير من نوعه في سنة 1912م (1330هـ)، وحينما تم القضاء عليه عرض ابن سعود بحكمته على ابن عمه الذي قاد هذه المؤامرة أنْ يختار بين المنفى أو الانضواء في خدمته. فاختار ابن عمه الخيار الثاني. ومنذ ذلك الحين صار مؤيدًا متحمسًا للوضع القائم. كيف يمكن إنشاء دولة عربية دائمة مما هو متوافر ومماثل؟ شغل هذا السؤال ذهن ابن سعود. فقد كانت إحدى العقبات ذات صلة بطبيعة البدو، فالقبيلة هي الوحيدة القادرة على السيطرة على البدو الأقوياء. ومع أنه من المؤكد إقناعهم أن يتحدوا مؤقتًا لأغراض عسكرية بشرط أن تكون حصتهم من الغنيمة كبيرة بما فيه الكفاية، وأن يحقّق القائد هدفًا دينيًا عزيزًا عليهم وهذا من الممكن أن يوحّدهم مؤقتًا؛ فإن هذه الروابط لا تضمن حلاً دائمًا لدولة حديثة. ولذا فقد استنتج ابن سعود أنه على الرغم من أن شخصيته، وغنائم الأعداء والرغبة في نشر المعتقد الوهابي قادرة على توحيد البدو مؤقتًا، فإن تغيير العادات البدوية أمر ضروري؛ ليتمكن من إقامة أسس راسخة لدولته. تجبن الروح الأقل عزيمة حينما تواجهها خيارات كهذه، وقد تترك الأمور لمشيئة الله

آخر تعديل بواسطة لظاهر بيبرس ، 12-04-2006 الساعة 09:09 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م