مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-12-2003, 04:34 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" مفـتـرق "

يولد الناس جميعاً أبرياء
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم
بأرحام النساء في اتجاهين
فإما أن يكونوا مستقيمين…
وإما أن يكونوا رؤساء!!
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 22-12-2003, 04:34 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" ديوان المسائـل "

إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه ؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة ؟!!
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة ؟
وإذا كان ثميناً جداً فلماذا لا نجد اللقمة ؟!
إن كان الحاكم مسئولاً فلماذا يرفض أن يسأل ؟
وإذا كان سمو إلهٍ فلماذا يسموا للأسفل ؟
إن كان لدولتنا وزن فلماذا تهزمها نملة ؟
وإذا كانت عفطة عنز فلماذا ندعوها دولة ؟
ٍإن كان الثوري نظيفاً فلماذا تتسخ الثورة ؟
وإذا كان وسيلة بول فلماذا نحترم العورة ؟
إن كان لدى الحاكم شعور فلماذا يخشى الأشعار ؟
وإذا كان بلا إحساس فلماذا نعنو لحمار ؟
إن كان الليل له صبح فلماذا تبقى الظلمات ؟
وإذا كان يخلف ليلاً فلماذا يمحو الكلمات ؟
إن كان الوضع طبيعياً فلماذا نهوى التطبيع ؟
وإذا كان رهين الفوضى فلماذا نمشي كقطيع ؟
إن كان الحاكم مخصياً فلماذا يغضبه قولي ؟
وإذا كان شريفاً حراً فلماذا لا يصبح مثلي ؟
إن كان لأمريكا عهر فلماذا تلقى التبريكا ؟
وإذا كان لديها شرف فلماذا تدعى أمريكا ؟
إن كان الشيطان رجيماً فلماذا نمنحه السلطة ؟
وإذا كان ملاكاً براً فلماذا تحرسه الشرطة ؟
إن كنت بلا ذرة عقل فلماذا أسئل عن هذا ؟
وإذا كان برأسي عقل فلماذا (إن كان…لماذا) ؟!!
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 22-12-2003, 04:35 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" الرمضاء والنار "

* ذلك المسعور ماضٍ في اقتـفائي
صن حيائي…يا أخي أرجوك…
لا تقطع رجائي…صن حيائي…!!
* أنا يا سيدتي ؟!!
لكنني لص .. وسفاك دماءِ!!
* فلتكن مهما تكن ليس مهماً…
إن شرطياً ورائي!!!
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 22-12-2003, 04:36 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" افـتـراء "

* شعب أمريكا غبي…
* كف عن هذا الهراء…
لا تدع للحقد أن يبلغ حد الإفتراء…
قل بهذا الشعب ما شئت…
ولكن لا تقل عنه غبياً
أيقولون غبياً للغباء؟!
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 22-12-2003, 04:36 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" ناقص الأوصاف "

نزعم أننا بشر لكننا خراف
ليس تماماً…
إنما في ظاهر الأوصاف…
نقاد مثلها ؟ نعم…
نذعن مثلها ؟ نعم…
نذبح مثلها ؟ نعم…
تلـك طبيعة الغنم…
لكن…يظل بيننا وبينها اختلاف…
نحن بلا أردية…
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها…تثغو ولا تخاف…
ونحن حتى صمتـنا من صوته يخاف!!
وهي قبيل ذبحها تفوز بالأعلاف…
ونحن حتى جوعنا يحيا على الكفاف!!
هل نستحق يا ترى
تسمية الخراف..؟؟!!
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 22-12-2003, 04:36 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" إلـحــاح "

* ما تهمتي؟
- تهمتك العروبة…
* قلت لكم ما تهمتي ؟؟
- قلنا لك…العروبة…
* يا ناس قولوا غيرها !
أسألكم عن تهمتي
ليس عن العقوبة!!
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 22-12-2003, 04:37 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" ما أصعب الـكلام "

شكراً على التأبين والإطراء
يا معشر الخطباء
والشعراء شكراً على ما ضاع
من أوقاتكم في غمرة التدبيج والإنشاء
وعلى مداد كان يكفي بعضه
أن يغرق الظلماء بالظلماء
وعلى دموع لو جرت في البيد
لانحلت وسار الماء فوق الماء
وعواطف يغدوا على أعتابها
مجنون ليلى أعقل العقلاء
وشجاعة باسم القتيل مشيرة
للقاتلين بغير ما أسماء
شكراً لكم شكراً وعفواً إن أنا
أقلعت عن صوتي وعن إصغاءِ
عفواً…فلا الطاووس في جلدي
ولا تعلو لساني لهجة الببغاء
عفواً…فإنني إن رثيت فإنما
أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
عفواً…فإني ميت يا أيها الموتى
وناجي آخر الأحياء
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
من عارنا وعلوت للعلياءِ
إصعد فموطنك السماء وخلنا
في الأرض إن الأرض للجبناء
للموثقين على الرباط رباطنا
والصانعين النصر في صنعاء
ممن يرصون الصكوك بزحفهم
ويناضلون براية بيضاء
ويسافحون قضية من صلبهم
ويصافحون عداوة الأعداء
ويخلفون هزيمة لم يعترف أحد بها
من كثرة الآباء
إصعد فموطنك المرجى مخفر
متعدد اللهجات والأزياء
للشرطة الخصيان أو للشرطة الثوار
أو للشرطة الأدباء
أهل الكروش القابضين على القروش
من العروش لقتل كل فدائي
الهاربين من الخنادق للفنادق في حمى العملاء
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
المعلنين من القصور قصورنا
واللاقطين عطية اللقطاء
إصعد فهذه الأرض بيت دعارة
فيها البقاء معلق ببغاء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة
ليست سوى خطأ من الأخطاء
رمل تداخل بعضه في بعضه
حتى غدا كالصخرة الصماء
لا الريح ترفعها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاء
فمدامع تبكيك لو هي أدركت
لبكت على حدقاتها العمياء
ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
لرثت صحافة أهلها الأجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها
وتفننت بروائع الإنشاء
لكنها لم تمتلك شرفاً لكي ترضى
بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات وأغلقت
باب الرجاء بأوجه القراء
وجوامع صلت عليك لو أنها صدقت
لقربت الجهاد النائي
ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
بشرائع الأمراء والرؤساء
ولسائلتهم : أيهم قد جاء منتخباً لنا
بـإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم : كيف قد بلغوا الغنى
وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون السلاح وحربهم حب
وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا
لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
وبأي شعب يحكمون وشعبنا
متشعب بالقتل والإقصاء؟
يحيا غريب الدار في أوطانه
ومطارداً بمواطن الغرباء
لكنما يبقى الكلام محرراً
إن دار فوق الألسن الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً
ما لم يمس بحرمة الخلفاء
ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً
مادام وسط مساحة سوداء
ويظل رأسك عالياً
مادمت فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
وتظل تحت الزفت كل طباعنا
مادام هذا النفط في الصحراء
القاتل المأجور وجه أسود
يخفي مئات الأوجه الصفراء
هي أوجه أعجازها منها استحت
والخزي غطاها على استحياء
لمثقف أوراقه رزم الصكوك
وحبره فيها دم الشهداء
ولكاتب أقلامه مشدودةً
بحبال جلالة الأمراء
ولناقد بالنقد يذبح ربه
ويبايع الشيطان بالإفتاء
ولشاعر يكتظ من عسل النعيم
على حساب مرارة البؤساء
ويجر عصمته لأبواب الخنا
ملفوفة بقصائد عصماء
ولثائر يرنو إلى الحرية
الحمراء عبر الليلة الحمراء
ويعوم في عرق النضال
ويحتسي أنخابه في صحة الأشلاء
ويكف عن ضغط الزناد مخافة
من عجز إصبعه لدى الإمضاء
ولحاكم إن دق نور الوعي ظلمته
شكا من شدة الضوضاء
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لكنها ضاقت على الآراء
ونفاك وهو مخمن على الردى
بك محدق فالنفي كالإفناء
الكل مشترك بقتلك إنما نابت
يد الجاني عن الشركاء
ناجي تحجرت الدموع بمحجري
وحشا نزيف النار لي أحشائي
لما هويت متحد الهوى
وهويت فيك موزع الأهواء
لم أبكِ لم أصمت ولم أنهض
ولم أرقد وكلي تاه في أجزائي
ففجيعتي بك أنني تحت الثرى
روحي ومن فوق الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميت حي ومحترق
أعد النار للإطفاء
برأت من ذنب الرثاء قريحتي
وعصمت شيطاني عن الإيحاء
وحلفت ألا أبتديك مودعاً
حتى أهيئ موعداً للقاء
سأبدل القلم الرقيق بخنجر
والأغنيات بطعنة نجلاء
وأمد رؤوس الحاكمين صحيفة
لقصائد سأخطها بحذاء
وأضم صوتك بذرة في خافقي
وأضمهم في غابة الأصداء
وألقن الأطفال أن عروشهم
زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم
قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم
مبنية بجماجم الضعفاء
وكنوزهم مسروقة بالعدل
واستقلالهم نوع من الإخصاء
سأظل أكتب في الهواء هجائهم
وأعيده بعواصف هوجاء
وليشتم المتلوثون شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلق المستكبرون كلابهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
لو لم تعد في العمر إلا ساعة
لقضيتها بشتيمة الخلفاء
أنا لست أهجو الحاكمين
وإنما أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمن التأدب أن أقول لقاتلي
عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
أأقول للكلب العقور تأدباً
دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقول للقواد يا صديق
أو أدعو البغي بمريم العذراء؟
أأقول للمأبون حين ركوعه
حرماً وأمسح ظهره بثنائي؟
أأقول للص الذي يسطو
على كينونتي : شكراً على إلغائي؟
الحاكمون هم الكلاب
مع اعتذاري فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون
وكلهم عبد بلا استثناء
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالت فلسطين لدى الأعداء
عشرون عاماً والبلاد رهينة
للمخبرين وحضرة الخبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق
من غفواتها لتصاب بالإغماء
عشرون عاماً والمواطن
ماله شغل سوى التصفيق للزعماء
عشرون عاماً والمفكر إن حكى
وهبت له طاقية الإخفاء
عشرون عاماً والسجون مدارس
منهاجها التنكيل بالسجناء
عشرون عاماً والقضاء منزهً
إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه
متطرفاً يدعوا إلى الضراء
والله في كل البلاد مطارد
لضلوعه بإثارة الغوغاء
عشرون عاماً والنظام هو النظام
مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة
تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
هتكوا حيال نسائنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
خنقوا بحرياتهم أنفاسنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء !!
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 22-12-2003, 04:40 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

مختارات من نصوص أحمد مطر " الساخرة "

" ما بعد الـزوال "

كان بين الأنقاض ثلاثة رجال، هم كلُّ من تبقّى بعد المذبحة الأرضية . التراب تحت أرجلهم رماد، والسماء فوق رؤوسهم دخان .
الأول: فعلها الأشرار. طمعوا بها فدمّروها. لم يعيشوا ولم يتركوا الأبرياء يعيشون. ها نحن أولاء وحدنا على هذه الأرض. دعونا نفكّر في طريقة للحياة .
الثاني: أشتهي أن أدخّن .
الأول: دخّن كما تشاء..الهواء كلُّه تحت أمرك .
الثاني: كلاّ . أريد سيجارة. حبّذا لو كانت سيجارة أجنبية .
الثالث: ليس في الأرض أجانب يصنعون السجاير. نحن وحدنا الأحياء، وليس بيننا أجنبي.
الأول: كفاكما جدلاً. ليس هذا وقته. المهم الآن أن نجد ما نأكله .
الثالث: هذا صحيح. يجب أن نجد ما نأكله .
الثاني: أنا جائع في الحقيقة، لكن لا تظنّا أنني سأنسى رغبتي إذا ما شبعت. التدخين يكون أشهى بعد الطعام. ثم إنني أرغب في كوب من الشاي بعد أن آكل .
الأول: أيّها الطيبان، هذه كماليات. الأمر الضروري هو أن نجد ما نأكله. لاحظا أننا سيمكننا مواصلة العيش بلا تبغ أو شاي، لكننا لن نعيش بلا طعام .
الثالث: السجاير أصلاً اختراع هولندي. هي أصل الشر. ليست سوى وسيلة من وسائل الإستعمار .
الأول: والشاي كذلك. صحيح انه اختراع صيني، إلاّ أن الإنجليز برعوا في جعله وسيلة من وسائل الإستعمار .
الثاني: يسقط الإستعمار .
الأول: لقد سقط فعلاً، لكنّه واأسفاه أسقط الدنيا كلَّها معه .
الثاني: لندخّن إذَن على شرف سقوط الإستعمار .
الأول: حاول أن تصبر يا صديقي، ودعنا الآن نفكّر في طريقة لاستعمار الأرض.
الثاني: فكّر وحدك. لن أسلك طريق الإمبريالية حتى لو مِتُّ جوعاً .
الأول: أنت مخطئ يا عزيزي. الإستعمار عمل عظيم. الإستعمار هو أصل وجود آدم على هذه الأرض، لكنَّ قراصنة الغرب هم الذين شوّهوا سمعته .
الثاني: إذن فهو مشوّه السمعة .
الأول: لنبدأ سمعته من جديد. دعونا نحسّنها على أيدينا .
الثالث: نعم. إنه مشوّه السمعة. نعم..دعونا نحسّن سمعته على أيدينا .
الثاني: إرفع قدمك عن أعصابي. إنك تؤلمني. أأنت معي أم معه ؟
الثالث: أنا معكما .
الأول: وأنا أيضاً معكما .
الثاني: أنا أكره وجهة نظرك، لكنني أحترمها. أمّا هذا فليس لديه وجهة نظر..ولذلك فأنا مضطر لأن أكرهه .
الأول: ينبغي ألاّ يكره أحدنا الآخر. ألا ترون أن الكراهية هي التي أوصلت الأرض إلى هذه النتيجة ؟
الثاني: إذن، أنا مضطر لأن لا أكرهه، وأحسب أن هذا الأمر سيجعلني محتاجاً إلى التدخين .
الثالث: التدخين مضر بالصحة .
الثاني: صحّتك أم صحّتي ؟
الثالث: صحّتك طبعاً. لكنني أتضايق أيضاً من رائحة التبغ .
الثاني: إبتعد عنّي حين أدخّن. بإمكانك مثلاً أن تخرج إلى القطب الشمالي .
الأول: في الواقع نحن لا نعرف موقعنا على الأرض بالضبط. ربّما نحن في القطب الشمالي فعلاً !
الثاني: ليذهب إلى خط الإستواء. هناك سعة لمن لا يحب رائحة التبغ .
الأول: أووه..لا يعنيني تدخينك، ولا كراهيته للتدخين. إنني مهتم الآن بتحديد موقعنا على هذه الأرض .
الثاني: هل أنت متأكّد من أننا فوق الأرض حقّاً ؟
الأول: وأين يمكن أن نكون ؟!
الثاني: على المرّيخ مثلاً .
الثالث: لا يمكن. ليس على المريخ حياة .
الثاني: اسكت أنت. ماذا نعرف عن المريخ ؟ كلُّ ما نعرفه الآن هو أن ليس على الأرض حياة.
الثالث: عليها..نحن الثلاثة لا نزال أحياء .
الثاني: أيها الغبي، لم نتحقق بعد من أننا فوق الأرض. ثم مَن يستطيع أن يؤكد أننا أحياء ؟!
الأول: أعتقد أننا أحياء. فالموتى لا يتكلمون .
الثاني: هل مِتَّ من قبل لتعرف أن الموتى لا يتكلمون ؟ ربّما لم نكن نفهم كلام الموتى لأننا كنا أحياء. وها نحن أولاء يفهم بعضنا بعضاً لأننا ميتون !
هل تتذكرون ؟ عندما كنا نحيا في الوطن العربي لم نكن نتكلم إطلاقاً .
الثالث: هذا صحيح، أذكر ذلك جيداً .
الثاني: إذن فليس الموتى وحدهم الذين لا يتكلمون. كلُّ المسائل نسبيّة يا جماعة .
الثالث: لا أتفق معك. فنحن مازلنا عرباً..ومع ذلك فنحن نتكلّم .
الثاني: طبعاً لا تتفق معي، لأنّك مصّر على أن تظلَّ عربياً. إسمع يا رجل، ينبغي أن تدرك أنك تتكلم الآن لأنك لم تعد عربياً. أنت الآن عالمي. إذا أردت الدقّة أنت الآن ثلث نفوس العالم.
الثالث: أيُّ عالم ؟
الثاني: إذا لم نكن على المريخ، وإذا كنّا أحياء، فليس عندي شك في أنك العالم الثالث !
الأول: نحن جميعاً في موقع واحد .
الثاني: في اللحظة الراهنة نعم لكنني أعتقد أنه جاءنا لاجئاً ألا ترى أنه بلا رأي؟
الأول: لقد عبَّر عن رأيه بكل وضوح .
الثاني: أيُّ رأي؟ إنه يردّد ما أقوله أو ما تقوله. لم يقل شيئاً سوى أن التدخين مضر بالصحّة .
الثالث: وبالبيئة أيضاً .
الثاني: البيئة ؟!
الأول: اسكتا..البيئة نفسها تدخّن الآن. ينبغي أن نفكّر ريثما يزول هذا الدخان .
الثاني: لا أستطيع التفكير وهذا(الأخضر) مغروز في خاصرتي. قل له أن يشفق على أعصابي بقدر إشفاقه على البيئة .
الأول: إذا واصلنا الجدال فسنهلك .
الثاني: لا بأس، إذا كان الهلاك سيخلصني من هذا الببغاء .
الأول: الجدل مفيد إذا كان مفيداً .
الثالث: حكمة والله !
الأول: علينا أن ننظّم تفكيرنا وحوارنا .
الثاني: الإختلاف قائم لا محالة .
الثالث: نعم نحن نختلف لا محالة. علينا أن ننظّم تفكيرنا .
الثاني: وحوارنا كما قال .
الثالث: وحوارنا .
الثاني: ألم أقل إنك ببغاء ؟!
الأول: إننا ندور في حلقة مفرغة. لماذا لا ننتخب واحداً منّا ليكون هو القائد، ويكون على الآخَرين احترام رأيه ؟
الثاني: مَن يضمن لي أن يجري الإنتخاب دون تزوير ؟
الأول: أنا أضمن ذلك. إننا لم نعد في الوطن العربي، كما إننا جميعاً سنراقب العملية عن كثب.
الثالث: نحتاج إلى صندوق .
الثاني: ما حاجتنا للصندوق ؟!
الثالث: هه..كيف يجري الإنتخاب دون صندوق للاقتراع ؟
الثاني: إذا عثرنا على صندوق فأول ما سأفعله هو أن أضعك فيه وأشيّعك إلى مثواك تحت الأرض .
الثالث: أنت دكتاتور .
الأول: كلاّ..هو ديمقراطي .
الثالث: لماذا يقف ضدَّ فكرة صندوق الاقتراع ؟
الثاني: يا كائن. ألا ترى أنه لا يوجد صندوق ؟
الثالث: نبحث عن صندوق .
الأول: حسناً..لننتخب أحدنا ليقود عملية البحث .
الثالث: هذا أحسن حل .
الثاني: كيف ننتخب ؟!
الأول: بالاقتراع .
الثالث: نحتاج إلى صندوق .
الأول: نحن نحاول انتخاب أحدنا ليقود عملية البحث عن صندوق .
الثالث: حل جيّد .
الثاني: سأقتل هذا الببغاء .
الأول: لا تشتبكا. بإمكاننا في هذه المرّة أن نجري الانتخاب بالتصويت المباشر.
الثالث: في هذه المرحلة فقط .
الثاني: أنا أرشّح نفسي .
الأول: وأنا ارشّح نفسي .
الثالث: وأنا أرشّح نفسي .
الثاني: أنت لا .
الثالث: لماذا؟ أأنتما أحسن منّي ؟!
الثاني: إذا رشّحنا جميعاً فمن سيراقب سير الانتخاب؟ لابدَّ أن يتولّى أحدنا مهمة الرقابة.
الثالث: لننتخب أحدنا لهذه المهمة .
الثاني: أنا أرشّحك وأصوّت لصالحك .
الأول: سأصوّت ضدّه .
الثاني: إذن، أعيّنك أنت رئيساً للجنة الرقابية .
الثالث: مَن أنت حتى تعيّنه؟ كلاّ..يجب أن يجرى انتخاب .
الأول: لا شأن لي بانتخابات رئاسة اللجنة الرقابية، أنا مرشّح قيادة للبحث عن صندوق اقتراع لانتخابات القيادة العامة .
الثاني: أنا منسحب .
الأول: في هذه الحالة رشّح نفسك لانتخابات اللجنة الرقابية .
الثاني: لن أرشّح في أي انتخاب .
الثالث: إذن إدلِ بصوتك كمواطن عادي .
الثاني: لا ثقة لي بأي مرشّح. أنت مثلاً..ما هو برنامجك الانتخابي ؟
الثالث: برنامجي ؟!
الأول: ...ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الطيبَين. وأعد بشرفي إنني إذا تمّ انتخابي، سأعمل بكل طاقاتي وبتفانٍ وإخلاص لتحقيق المكاسب التالية: أولاً :العثور على صندوق للاقتراع، ثانياً:إجراء انتخابات حرة مستندة إلى صندوق الاقتراع، ثالثاً:توحيد الصّف ومحاربة الأميّة وتوفير الوظائف وإطلاق حرية الرأي .
الثالث: ماذا يقول ؟!
الثاني: أحسن منك. رجل عنده برنامج .
الثالث: أهذا هو البرنامج ؟
الثاني: نعم. هذا هو. أم كنت تظنه برنامج(ما يطلبه المستمعون) ؟
الثالث: ويحي. هذا سهل. أنا أيضاً أستطيع أن أقول مثل هذا البرنامج .
الثاني: هات ما عندك .
الثالث: ..ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الثلاثة. وأقسم بشرفي أن أحقق المنجزات التالية: أولاً: العثور على صندوق، ثانياً: العثور على طعام، ثالثاً: توحيد الصف ومحاربة الإمبريالية .
الأول: حسناً..أمامك برنامجان .
الثاني: ليس في البرنامجين ما يغريني بانتخاب أحدكما. لم يتطرق أيّ منكما إلى ضرورة توفير السجاير لي .
الأول: الطعام أوّلاً .
الثالث: السجاير مضيعة للمال والصحّة .
الثاني: انتخبا لوحدكما .
الأول: وماذا ستفعل أنت ؟
الثاني: مقاطعة الانتخابات .
الأول: موقف غير حضاري. لا يجوز للمواطن الأصيل أن يتخذ موقفاً سلبيّاً من قضيّة الانتخابات .
الثاني: لست سلبياً. أنا على الحياد. الحياد الإيجابي .
الأول: أعتقد أن لا مفر من القيادة الجماعية .
الثالث: كنا هكذا منذ البداية !
الأول: نعم. لكن بطريقة بدائية. أمّا الآن وقد تبلورت القضيّة، فإننا نستطيع أن نسمّي أنفسنا مجلس قيادة .
الثاني: نقود مَن ؟!
الأول: أنفسنا .
الثاني: هذه بدعة عربية. نحن الآن عالميون .
الأول: ماذا نفعل إذن ؟
الثاني: أحسن شيء هو أن يمضي كل واحد منا في اتجاه .
الثالث: فكرة جيدة..لكنها أيضاً فكرة عربية .
الأول: لماذا أنتما معقّدان من العروبة؟ لماذا لا نكون عرباً وعالميين في الوقت نفسه؟ ألا يكفي العرب كرامة عند الله أن يكون منهم الثلاثة الوحيدون الذين بقوا على قيد الحياة فوق الأرض ؟!
الثاني: على قيد الحياة؟ من قال إننا أحياء حقاً؟ فوق الأرض؟ من قال إن هذه هي الأرض حقاً؟ كرامة؟ أينبغي أن يزول جميع البشر لكي يستطيع ثلاثة من العرب أن يشعروا بكرامتهم؟!
الثالث: إثنان فقط أنا لا أشعر بالكرامة كيف أشعر بها وأنت عاكف على إهانتي ؟
الثاني: إذا كانت كلمتي ثقيلة عليك فبإمكانك أن تطلب حقَّ اللجوء من هذا..
الأول: لا تحرجني. أنت تعلم أنني لا أستطيع البتَّ في طلبات اللجوء قبل الانتخابات .
الثاني: أقترح في هذه الحالة أن تجرى انتخابات مبكّرة .
الثالث: سنحتاج إلى صندوق..
الأول: وإلى ناخبين..
الثاني: وإلى لجنة رقابية...
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 22-12-2003, 04:41 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" البحـث عن الذات "

- أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك.
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُـنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أ و و وه..اللعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً.
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟
- إبقَ حَيّـا!
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 22-12-2003, 04:42 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

" فـيـلـم واقعـي "

قرّر كاتب السيناريو أن يصنع فيلماً واقعياً حقاً . وقرر الناقد السينمائي أن ينقد السيناريو نقداً واقعياً حقاً .
جلس الكاتب، وجلس الناقد .
الكاتب: (منظر خارجي - نهار: الموظف يحمل أكياس فاكهة، واقف يقرع باب بيته)
الناقد: بداية سيئة. في الواقع، ليس هناك موظف يعود إلى بيته نهاراً. لا بد له أن يدوخ الدوخات السبع بـين طوابير الجمعيات ومواقف الباصات ، فـإذا هبط المساء وعاد إلى بيته - إذا عاد في هذا الزمن المكتظ بالمؤامرات والخونة - فليس إلاّ مجنوناً ذلك الذي يصدّق أنه يحمل أكياس فاكهة !
الواقع انّه مفلس على الدوام. وإذا تصادف انه أخذ رشوة في ذلـك اليوم، فالواقع أن الفاكهة غير موجودة في السوق .
الكاتب: (منظر خارجي - ليل: الموظف يقف ليقرع باب بيته) .
الناقد: هذا أحسن..وإذا أردت رأيي فالأفضل أن تُزوّدهُ بمفتاح. لا داعي لقرع الباب في هذا الوقت . أنت تعرف أن قرع الباب - في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة - يرعب أهل الدار ويجعل قلوبهم في بلاعيمهم. الموظف نفسه لن يكون واقعياً إذا فعل ذلك بأهله كلّ يوم. نعم..يمكنك التمسّك بمسألة قرع الباب، على شرط أن تبدل الموظف بشرطي أو مخبر .
الكاتب: (منظر خارجي - ليل:الموظف يضع المفتاح في قفل باب بيته ويدخل ..) لكن يا صديقي الناقد، ما ضرورة هذا المنظر؟ إنه يستهلك ثلاثين متراً من الفيلم الخام بلا فائدة. لماذا لا أضع الموظف في البيت منذ البداية ؟
الناقد: هذا ممكن، لكن الأفضل أن تُبقي على هذا المنظر. فالواقع أن جاره يراقب أوقات خروجه وعودته، وإذا لم يظهر عائداً، وفي نفس موعد عودته كل يـوم فإنك تفترض أن تقرير الجار سيكون ناقصاً. وهذا في الواقع أمر غير واقعي، بل ربما سيدعو الجار إلى اختلاق معلومات لا أصل لها .
الكاتب: (منظر داخلي - متوسط: الموظف يخطو داخل الممر...)
الناقد: خطأ، خطأ .. ينبغي أن يدخل مباشرة إلى غرفة النوم .
الكاتب: لكنَّ هذا غير واقعي على الإطلاق !
الناقد: بل واقعي على الإطلاق. أنت غير الواقعي. إنك تفترض دخول الموظف إلى بيت، وهنا وجه الخطأ. الموظف عادةً يدخل إلى وجر كلاب. نعم. هذا هو الواقع. البيت غرفة واحدة تبدأ من الشارع..دعك من أ دونيس، البيت ثابت لكنّه متحوّل. فهو غرفة النوم وهو المطبخ وهو حجرة الجلوس وهو الحوش .
الكاتب: (منظر داخلي - قريب: الموظف يخطو على أجساد أولاده النائمين - تنتقل الكاميرا إلى وجه الزوجة وهي تبدو واقفة وسط البيت "كلوز آب" تبدو الزوجة مبتسمة، وعلى وجهها امارات الطيبة...
الزوجة: أهلاً.. أهلاً.. مساء الورد)
الناقد: إقطع.. بدأت بداية حسنة لكنك طيَّنتها. في الواقع ليس هناك زوجات طيبات، والزوجات أصلاً لا يبتسمن، خاصّة زوجات الموظفين..ثم ما هذا الحوار الذي مثل قلّته؟ مَن هذه التي تقول لزوجها أهلاً ثم تكرر الأهلاً ثم تشفع كل هذا بمساء الورد ؟!
أيّة واقعيّة في هذا ؟ دعها تنهض من بين أولادها نصف مغمضة، مشعـثة الشعر، بالعة نصف كلامها ضمن وجبة كاملة من التثاؤب.. ثم اتركها تولول كالمعتاد..
(الزوجة: هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الأولاد ناموا بلا عشاء، وأنت آتٍ في هذه الساعة ويداك فارغتان . مصيبتك بألف يا سنيّة..)
الكاتب: انظر ماذا فعلت..لو تركتني أزوّده بكيس واحد من الفاكهة على الأقل، لما اضطرَّ إلى مواجهة أناشيد سنيّة .
الناقد: زوّده يا أخي. لكنك لن تكون واقعياً. ثم أن أناشيد سنيّة لن تنقص حرفاً واحداً..بل ستزيد. إن كيس الفاكهة ليس حذاءً جديداً لابنته التي تهرّأ حذاؤها، ولا هو مصروفات الجامعة لابنه الأكبر، ولا أجرة الرحلة المدرسية التي عجز ابنه الأوسط عن دفعها حتى الآن .
الكاتب: يصعب بناء الحبكة المشوّقة بوجود مثل هذه المشاكل التي لا حلَّ لها في الواقع .
الناقد: اجتهدْ..حاول أن تتخلّص من أولاده قبل مجيئه .
الكاتب: إنهم نائمون أصلاً. ماذا أفعل بهم أكثر من ذلك ؟
الناقد: دعهم نائمين..ولكن في مكان آخر. في السجن مثلاً. هذا منتهى الواقعيّة.
لا يمكن أن يكونوا في هذا العمر ولم ينطقوا حتى الآن بكلمة معكّرة لأمن الدولة !
الكاتب: وماذا أفعل بسنيّة؟ إنَّ أناشيدها ستكون أشدَّ حماسةً في هذه الحالة .
الناقد: اقتلْها بالسكتة القلبية..من الواقعي أن تموت الأم الرءوم مصدومةً باعتقال جميع أبنائها دفعةً واحدة .
الكاتب: ماذا يبقى من الفيلم إذن ؟!
الناقد: عندك الموظف .
الكاتب: ماذا أفعل بالموظف ؟
الناقد: لا تفعلْ أنت..دَعْ جاره يفعل . تخلّصْ من الجميع بضربة واحدة. الزوجة في ذمّة الله، والموظف وأولاده في ذمّة الدولة. ونصيحتي أن تقف عند هذا الحد فإذا فكّرتَ أن تذهب أبعد من هذا فستلحق بهم .
الكاتب: كأنّك تقول لي ضع كلمة (النهاية) في بداية الفيلم . أيُّ فيلم هذا؟ لا يا أخي، دعنا نواصل حبكتنا كما كنا، وبعيداً عن السياسة .
الناقد: كما تشاء . واصل .
الكاتب: (كلوز - وجه الزوجة وهي غاضبة)
(الزوجة: هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الأولاد ناموا جائعين، وأنت آتٍ كالبغل في مثل هذه الساعة ويداك فارغتان كقلب أمِّ موسى. مصيبتك سوداء يا سنيّة)
(قطع - الكاميرا على وجه الزوج - يبدو هادئاً)
( الموظف: ماذا أفعل يا عزيزتي؟ هذا قدرنا. الصبر طيّب. نامي يا عزيزتي الصباح رباح)
الناقد: هراء..هذا ليس موظفاً. هذا نبي ! بشرفك هل بإمكانك أن تتحلّى بمثل هذه الرقّة حين تختتم يومك الشاق بوجه سنيّة؟ إ نقل الكاميرا إلى وجه الموظف . كلوز رجاءً ، حتى أريك كيف تكون الواقعيّة...
(الموظف حانقاً يكاد وجهه يتفجّر بالدّم: عُدنا يا سنيّة يا بنت الـ..؟ أكلّ ليلة تفتحين لي باب جهنم؟ ألا يكفيني يوم كامل من العذاب؟ تعبت يا بنت السعالي تعبت. إذهبي إلـى الجحيم(يصفعها) إذهبي.. أنتِ طالق طالق طالق. طالق بالألف طالق بالمليون ..هه)
(الزوجة تتسع عيناها كمصائب الوطن العربي، أو كذمّة الحكومات. وتصرخ: وآآآآ ي.. وآآآآي)
(الكاميرا تنتقل إلى الأولاد. يستيقظون مذعورين على صوت أمهم الحنون يصرخ الأولاد. يزداد صراخ الموظف. قرع على الباب ولغط وراءه. تنتقل الكاميرا إلى الباب لكنها لا تلحق، الباب ينهـدم تحت ضغط الجيران، وتمتلئ الغرفة بهم ويتعلّق بعضهم بالمروحة لضيق المكان. ضجة الجيران تعلو.أحد الجيران - ولعلّه الذي يكتب التقارير - يحاول تهدئة الموقف)
(الجار: ماذا حصل؟ ماذا حصل يا أخي؟ ماذا حصل يا أختي ؟
الموظف: لعنة الله عليها .
الجار: تعوّذ من الشيطان..ما الحكاية ؟‍
الزوجة: هووووء . طلَّقَني..بعد كلِّ المرّ الذي تحمّلته منه، طلّقني .
الجار: لا. أنت عاقل يا أخي. ليس الطلاق أمراً بسيطاً .
الموظف: أبسط من مقابلتها كلّ يوم. لعنة الله عليها .
الزوجة: إسألوه يا ناس..ماذا فعلتُ له؟‍
الموظف: انقبري .
الجار: لكل مشكلة حل ياجماعة .
الموظف: لا حل .
الزوجة: يا ناس. يا بني آدم. هل هي جريمة أن أقول له لا تشتم الرئيس ؟‍!
(الجار فاغر الفم والعينين..يحدّق في وجه الموظف..إظلام)
الكاتب: وبعد ؟!
الناقد: ليست هناك مشكلة.. بعد إعدام الزوج، سيمكن الزوجة أن تعمل خادمةً لتعيل أولادها قبل إلقاء القبض عليهم في المستقبل . تصرَّفْ يا أخي. د ع أحداً من الأولاد يترك الدراسة ليعمل سمكريّاً. أدخله فـي النقابة وعلّمه كتابة التقارير أو دعه يواصل دراسته، لكن اجعل أخته تنخرط في الإتّحاد النسائي. بحبحها يا أخي. كل هذه الأمور واقعية .
الكاتب: واقعية تُوقع المصائب على رأسي.. أيّة رقابة ستجيز هذا السيناريو ؟!
الناقد: إذا أردت الواقع..أعترف لك بأنَّ الرقابة لن توافق .
الكاتب: ما العمل إذن ؟
الناقد: الواقعيّة المأمونة هي ألاّ يعود الموظف، ولا توجد سنيّة وأولادها، ولا يوجد البيت .
الكاتب: هذا أفضل .
يرفع الكاتب يده عن الدفتر..ويرفع الناقد لسانه عن النقد .
***
في اليوم التالي.. يرفع الكاتب رجليه على الفلقة، ويرفع الناقد رجليه على المروحة .
في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة.. كلُّ شيء مُراقَب !
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م