الحرية
حين ولدت ألفيت على مهدي قيدا
ختموه بوشم الحرية
و عبارات تفسيرية
يا عبد العزة كن عبدا
و كبرت و لم يكبر قيدي
و هرمت و لم اترك مهدي
لكن لما تدعو المسئولية
يطلب داعي الموت الردة
فأكون لوحدي الأضحية
ردوا الإنسان لأعماقي
و خذوا من أعماقي القردة
أعطوني ذاتي كي افني ذاتي
ردوا لي بعض الشخصية
كيف تفور النار بصدري
و أنا أشكو البرد
كيف سيومض برق الثأر بروحي
ما دمتم تخشون الرعد
كيف أغني و أنا مشنوق أتدلى
من تحت حبالي الصوتية
كي اعرف معنى الحرية
و أموت فداء الحرية
أعطوني بعض الحرية.
قفا نبكي
أيها الناس قفا نبكي على هذا المآل
رأسنا ضاع فلم نحزن
و لكنا غرقنا في الجدال عند فقدان النعل
لا تلوموا نصف شبر
عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدة آباء رغال
لا تلومهم، فما كان فدائيا بإحراج الإذاعات
و ما باع الخيال في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
و من الخير استقال
هو إبليس، فلا تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلال
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا صدرت راية فرعون
و موسى فلق البحر بأشلاء العيال
و لدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يدا بيضاء من دل السؤال
افلح السحر، فها نحن بيافا نزرع الـقات
و من صنعاء نجني البرتقال
أيها الناس لماذا نهدر الطاقة في قيل و قال
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا و الغزال
فبلاد العرب قد كانت و حتى اليوم هذا ما تزال
تحت نيل الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى
إلى البيت الحلال............
اعترافات كذاب
بملء رغبتي أنا ودونما إرهاب
اعترف الآن لكم بأنني كذاب
وقفت طول الأشهر المنصرمة
أعذكم بالجمل المنمنمة
وأدعي أني على صواب
وها أنا أبرأ من ضلالتي
قولوا معي اغفر و تب
يا رب يا تواب
قلت لكم إن فمي في احرفي مذاب
لأن كل كلمة مدفوعة الحساب
لدى الجهات الحاكمة
استغفر الله فما اكذبني
فكل ما في الأمر أن الأنظمة
بما أقول مغرمة
و إنها قد قبلتني في فمي
فقطعت لي شفتي من شدة الإعجاب
قلت لكم بأن بعض الأنظمة
غربية لكنها مترجمة
وأنها لأتفه الأسباب
تأتي على دبابة مطهمة
فتنشر الخراب
و تجعل الأنام كالدواب
و تضرب الحصار حول الكلمة
استغفر الله فما اكذبني
فكلها أنظمة شرعية جاء بها انتخاب
وكلها مؤمنة تحكم بالكتاب
وكلها تستنكر الإرهاب
وكلها تحترم الرأي و ليست ظالمة
وكلها مع الشعوب دائما منسجمة
قلت لكم، إن الشعوب المسلمة
رغم غناها معدمة
وإنها بصوتها مكممة
وإنها تسجد للأنصاب
وإن من يسرقها
يملك مبنى المحكمة
ويملك القضاة و الحجاب
استغفر الله فما اكذبني
فها هي الأحزاب تبكي
لدى أصنامها المحطمة
و هاهو الكرار يدحو الباب
على يهود الظالمة
وهاهو الصديق يمشي
زاهدا مقصر الثياب
وهاهو الدين لفرط يسره
قد احتوى مسيلمة
فعاد بالفتح بلا مقاومة
من مكة المكرمة
يا ناس لا تصدقوا فإنني كذاب.
لا تهاجر
لا تهاجر، كل من حولك غادر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
و على نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ما عادت أمينة
هذه الصحراء
في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر
وما يخفى بأعماق الضمائر
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون طينا
حسب ما تقضي الأوامر
تضرب الدف و تشدو
أنت مجنون و ساحر، لا تهاجر
أين تمضي رقم الناقة معروف
وأوصافك في كل المخافر
و كلاب الريح تجري
و لدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر
خفف الوطء قليلا
فأديم الأرض من هذي العساكر،
لا تهاجر
اخفي إيمانك،
فالإيمان استغفره إحدى الكبائر
لا تقل انك شاعر
تب فان الشعر فحشاء و جرح للمشاعر
أنت أمي فلا تقرأ و لا تكتب
و لا تحمل يراعا أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس
و لن يطبع آياتك ناشر
امض إن شئت وحيدا
لا تسل أين الرجال
كل أصحابك رهن الاعتقال
فالذي نام بمأواك أجير متآمر
و رفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر
و ابن من نامت على جمر الرمال
في سبيل الله كافر
ندموا من غير ضغط واقروا بالضلال
رفعت أسماءهم فوق المحاضر
و هوت أجسادهم تحت الحبال
امض إن شئت وحيدا
أنت مقتول على أية حال.
سترى غارا فلا تمشي أمامه
ذلك الغار كمين يختفي حين تفوت
و ترى لغما على شكل حمامة
و ترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت
تلقط الكلمة حتى في السكوت
ابتعد عنه و لا تدخل و إلا ستموت
قبل أن يلقي عليك القبض
فرسان العشائر
أنت مطلوب على كل المحاور،
لا تهاجر،
اركب الناقة و اشحن ألف طن
قف كما أنت و رتل سورة النسف
على رأس الوثن
انهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنسي
منصورا إلى ارض الوطن.
الآرمذ و الكحال
هل، إذا، بأس، كما
قد، عسى، لا، إنما
من، إلى، في، ربما
هكذا سلمك الله
قل الشعر لتبقى سالمـا
هكذا لن تشهق الأرض
ولن تهوي السماء
هكذا لن تصبح الأوراق أكفانا
ولا الحبر دما
هكذا وضح معانيك
دواليك ، دواليك
لكي يعطيك واليك فما
وطني يا أيها الآرمذ ترعاك السماء
اصبح الوالي هو الكحال
فابشر بالعمى.
يوسف في بئر البترول
سبع سنابل خضر من أعوامي
تدوي يابسة في كف الأمل الدامي
ارقبها في ليل القهر
تضحك صفرتها من صدري
وتموت فتحيـى آلامي
يا صاحب سجني نبأني
ما رأيا مأساتي هذي
فأنا في أوطان الخير
ممنوع منذ الميلاد من الأحلام
و أنا اسقي ردي خمرا بيدي اليمنى
واليسرى تتلـقى أمرا بالإعدام
وارى شعري موثـقا في أيدي الحكام
وارى قبري ممنوعا في كل بلاد
وارى ملك الموت يجرجر روحي
ابد الدهر ما بين نظام و نظام
وارى حول البيت الأسود بيتا أبيض
يجري بثياب الإحرام
يرمي الجمرات على صدري
ويقبل خشم الأصنام
ويحد السيف على نحري يوم النحر
وأرى سبع جواري كالأعلام
غص بهن ضمير البحر
تحمل عرش عزيز النصر
بطل العنف الثوري
وعروش الأنصاب الأخرى و الآزلام
واراها تحت الأقدام
تشجب ذل الاستسلام
وتنادي بجهاد عذري
من يد تأتي من سابع ظهر
يمضي بالفتح إلى النصر
ويخط سطور الإقدام
ويعيد الفتح الإسلامي
بصهيل الروليت الجامح
من فوق الرايات الخضر
أو تطويق عذارى الشرك بيوم الثأر
فوق الخصر وتحت الخصر
منذ حلول الليل و حتى الفجر
وأنا ارقد في غيابة بئري
اشرب فقري
رهن البرد ورهن الظلام
وتمر السيارة تشري
من بقيا جلدي و عظامي
نيران بنادقها المزروعة في صدري
بالمجان و تطلب خفض السعر
و ألو الآمر لا أحد يدري في أمري
منشغلون إلى الآبطان بتطبيق الإسلام
كف تمسك كأس القهوة
والأخرى تمتد لظهر غلام
يطمع في جنات تجري
حين يطيع ولي الآمر.
الثور و الحظيرة
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة
وشكلت على الأثر محكمة و مؤتمر
فقائل قال قضاء و قدر
وقائل لقد كفر
وقائل إلى صقر
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة
لعله يعود للحظيرة
وفي ختام المؤتمر
تقاسموا مربطه و جمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور، و لكن ذهبت ورائه الحظيرة.
اللسان
اذكر ذات مرة أن فمي كان به لسان
و كان يا مكان يشكو غياب العدل و الحرية
و يعلن احتقاره للشرطة السرية
لكنه حين شكى
أجرى له السلطان جراحة رسمية
من بعد ما اثبت بالأدلة القطعية
أن لساني في فمي زائدة دودية
-- -- -- -- -- -- -- -- --
لا تسألوا كيف اختفت لافتتي الشعرية
فهذه الأوطان تعتقل الفأس
إذا ما حلت الأوثان
و هذه الأوطان تودع الملاك دوما
عندما تستقبل الشيطان
و هذه الأوطان إذا أتاها ظالم
تذبح كل طائر مغرد و زهرة برية،
لأنها تخشى على شعوره
من منظر الحرية
حلفتكم بالله ألا تلمسوا أوثاري الصوتية
يا ناس إني صامت،
و احمد الله إذا لم اعتقل بتهمة الكتمان
فالشاعر الشريف في أوطاننا
يدان أو يدان
يا سادتي تلك هي القضية.