فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينشأ نشأ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن قطع".قال ابن عمر رضي الله عنه:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلما خرج قرن قطع ، أكثر من عشرين مرة، حتى يخرج في عراضهم الدجال" رواه ابن ماجه(1/61).
ومن لطف الله بأهل السنة: أن الذل مصاحبٌ للخوارج؛ لأنهم أعرضوا عن السنة ورضوا بالبدعة، فأهل السنة ظاهرون عليهم منصورون بإذن الله:
في صحيح مسلم (1066) من حديث زيد بن وهب الجهني قال : لما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبدالله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوحشوا برماحهم ، وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعض الخوارج على بعض، وما أصيب من الناس - يعني أهل السنة- يومئذ إلا رجلان".
وأما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج فقد أفصح عنه بقوله : " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " خرجاه في الصحيحين .(البخاري 4351، مسلم 1064).
وخرجا أيضاً من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وقال علي رضي الله عنه : لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل ". رواه مسلم (1066).
و روى أيضاً عنه (1066) رضي الله عنه أنه قال : لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم " .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج : " طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه " رواه الإمام أحمد .
قال أبو غالب : لما أُتي برؤوس الأزارقة - وهم فرقة من الخوارج أتباع نافع بن الأزرق-فنصبت على درج دمشق ، جاء أبو أمامة رضي الله عنه فلم رآهم قال : " كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار ، هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء ، وخير قتلى قُتِلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء". فقيل له : أبرأيك قلت هؤلاء كلاب النار ، أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا ثنتين ولا ثلاث ، قال : فعد مراراً . رواه الإمام أحمد .
وأما الحوار مع الخوارج ومجادلتهم ، فمرد ذلك إلى السلطان ، إن رأى المصلحة في مجادلتهم فإنه يرسل إليهم أهل العلم ، إذا كانوا بمكان معروف ، فأما من كان مختفياً فكيف نحاوره بالله عليكم ؟ . فقد ثبت عن ابن عباس أنه قال لعلي : يا أمير المؤمنين ، لعلّي أدخل على هؤلاء القوم ـ يعني الخوارج ـ فأكلمهم . فقال علي : إني أخافهم عليك . فقال ابن عباس : كلا ، وكنت رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً. فأذن له علي في مجادلتهم .رواه الفسوي1/522بسندحسن، قاله العلامة مقبل الوادعي في كتابه " صعقة الزلزال" وعند الإمام أحمد ( 1/86): أن علياً بعث إليهم ابن عباس ليجادلهم .
فانظروا كيف أن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما رد الأمر إلى السلطان فلم يحاورهم إلا بإذن منه، فرجع منهم من رجع .
وعلي رضي الله عنه إنما جادل الخوارج قبل أن يسفكوا الدم الحرام ويستحلوا محارم الله، فإنهم لما فعلوا ذلك لم يحاورهم بل استعان بالله وقاتلهم؛ ففي المسند ( 1/86): أن علياً رضي الله عنه بعث إلى الخوارج فقال :" بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا أهل الذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين ."
ثم إن الحوار مع الخوارج ممكن إذا كانوا في مكان ظاهر تحدثهم ويحدثونك كما حصل لابن عباس رضي الله عنهما لما ذهب إليهم، وهم ستة آلاف قد اجتمعوا في مكان واحد فجادلهم ، وأما إن كانوا مختفين يعملون في سرية فكيف نحاورهم !
ثم إن الخوارج زمن علي كانوا يظهرون مذهبهم الخبيث ولا يكذبون، أما في زماننا فكيف تحاور من إذا جدّت الأمور تدثر بالتقية، وقال : أنا أدين بالولاء وأحب العلماء!، ووالله وتالله وبالله ما قلت وما فعلت وأبرأ إلى الله من فلان وفلان!! .
كيف تحاور من يُوَجّهون عبر خطابات القنوات الفضائية فيقال لهم: استعينوا على حوائجكم بالكتمان!! .
كيف تحاور من أضجعك لينحرك والسكين في يده وهو يقول بسم الله وفي سبيل الله اللهم تقبل قرباني ؟! .
إن الدعوة إلى الحوار في ظل هذه الظروف دعوة مشبوهة، ثم إن الحوار مع الخوارج ممكن قبل سفك الدماء واستحلال المحارم، فإن فعلوا ذلك فسنة علي ولي الأمر زمن ابن عباس واضحة جلية؛ فقد بعث إليهم فقال:" بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا أهل الذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين"
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
معاشر الموحدين .. قد يقول قائل : وهل يوجد في هذا العصر خوارج ؟!
أجاب الشيخ العلامة صالح الفوزان - أعزه الله ورفع قدره- فقال :" يا سبحان الله ، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج ، وهو تكفير المسلمين ، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم ، هذا مذهب الخوارج وهو يتكون من ثلاثة أشياء : أولاً : تكفير المسلمين . ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر . ثالثاً : استباحة دماء المسلمين ، هذه من مذهب الخوارج حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً ، صار خارجياً في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه ".اهـ.
يا خوارج العصر .. إنكم تفسدون في بلاد التوحيد والسنة، في بلاد قال فيها الشيخ ابن باز غفر الله له :" هذه الدولة السعودية دولة إسلامية ولله الحمد ، تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ، وتأمر بتحكيم الشرع ، وتحكمه بين المسلمين ".
وقال غفر الله له :" العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد ، فأي دولة تقوم بالتوحيد الآن" . انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" البلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية ".
وقال الشيخ الفوزان عن هذه الدولة ودعوتها السلفية :" لها أكثر من مئتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد ، وتسير على الطريق الصحيح ، دولة قائمة على الكتاب والسنة ، ودعوة ناجحة لاشك في ذلك ". ا.هـ .
وقال الشيخ العلامة المحدٍّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :" أسال الله أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين ، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد وأن يطيل عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول" .
وقال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوداعي رحمه الله :" يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة ، فإن أعداءها كثير من الداخل والخارج … وعلماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها … وهؤلاء الحزبيون شر ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا ، فينبغي ألا يمكنوا من شئ وألا يساعدوا على باطلهم ".
وقال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله :" من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة ، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ".اهـ.
ولما سُئل سماحة مفتي الديار السعودية عبد العزيز ابن باز غفر الله له: عمن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية أجاب رحمه الله بقوله :" هذا دين الخوارج والمعتزلة ، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت معصية، … ولا يجوز لأحد أن يشق العصا أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك لأن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء ، والذي يدعو إلى ذلك – هذا هو دين الخوارج – يستحق أن يقتل ؛ لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا والواجب الحذر من هذا غاية الحذر ، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين ".اهـ .
وأما من تورط في هذه التفجيرات وسفك الدماء ، وأعان عليها فيقال لهم:"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون". يا معاشر الشباب ، ها قد فجرتم في بلاد الحرمين ، وسفكتم الدم الحرام ، فأزهقت أرواح الأطفال والنساء والعجائز من المسلمين والمعصومين ، فما النتيجة ؟ هل نُصر الدين وأهله بهذا التفجير ؟ هل حسنت صورة المسلمين ؟ من المتضرر دول الكفر أو نحن ؟ من الذي أخيف وأفزع وروّع نحن أم هم ؟
يا معاشر الشباب توبوا إلى الله قبل الممات ، فإن الله يقبل توبة العبد إذا تاب إليه وأناب ، أتظنون أن هؤلاء القتلى لن يطالبوا بحقهم بين يدي الله يوم القيامة ؟ حين تنصب وتوضع الموازين ويقال : لا ظلم اليوم ، فيقتص للمظلوم من ظالمه ، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء فيأخذ المقتول حقه وما ربك بظلام للعبيد .
يا معاشر الشباب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة وهذه الأمة أمة مرحومة،قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فأين الشفقة والرحمة؟ ، ألا ترحمون آباءكم وأمهاتكم، فهم والله منذ فراقكم ما بين خوف عليكم وخوف منكم ، فَتُشقِي والديك حياً وميتاً. يا معاشر الشباب توبوا إلى الله واستغفروه وألقوا السلاح ، وكفوا عن الدماء وتذكروا قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عابداً هل له من توبة فقال لا ، فقتله وكمل به المائة ، ثم سأل عالماً _ وهذا هو الواجب أن تسأل العالم لا العابد الجاهل بدينه_: سأل عالماً هل له من توبة قال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ، ثم أمره أن يرحل إلى بلد يعبد الله فيه فهاجر إليه فحضره الأجل في الطريق فقبضته ملائكة الرحمة لما جاء تائباً مقبلاً إلى الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم " .
ألا ترون إلى من غركم كيف تبرأ منكم ؟ فقدتم صالح الإخوان ووالله لن تجدوا من أمرائكم بدلاً! .
يا معاشر الشباب إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، ومن تابَ تاب الله عليه ، فلا يغرنكم من يريد أن يطيل مدة شقاءكم مطالباً بالحوار ومبرراً لتزيدوا من الإثم والعدوان وهو المستفيد لا أنتم .
فاللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم من أرادنا وبلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا اللهم فرد كيده واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء، اللهم اهتك ستره يا رب العالمين، اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.alsonan.net/vb/showthread.php?t=2607