[size="5"]-113-
3_ شيعة اليوم أخطر على الاسلام من شيعة الأمس .
4_ ما قاله عنهم العلماء في هذا العصر .
وسنحرص على أن يكون بحثنا مدعوما بالأدلة ، وقد يقال لنا :
لعلكم تقصدون الفرق المتطرفة من الشيعة كالنصيرية والاسماعيلية وغيرهما .
والجواب : لن نتعرض في هذا الحديث إلا للشيعة الجعفرية الامامية التي ينتسب إليها الخميني وأنصاره أما الفرق المتطرفة فلنا معها موقف آخر في غير هذا البحث . فان أخطأنا فمن أنفسنا ، وان وفقنا فبفضل الله ومنته ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب .
-114-
المبحث الثاني
خلافنا مع الرافضة في أصول الدين وفروعه
وحدة الأمة الاسلامية غاية كل مسلم : ( وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
وعمل أهل السنة كل ما يقدرون عليه من اجل تحقيق هذه الوحدة ، فهم يتقربون الى الله بحب آل البيت ، ويرون أن عليا خيرا من معاوية رضي الله عنهما ، وأن الحسين خير من يزيد ، ويعتقدون أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول لا يجوز لأحد أن ينتقصهم أو يشكك بهم .
ولو كان الخلاف مع الشيعة حول النزاع الذي نشب بين علي ومعاوية لهان الأمر ، ولكن القضية أكثر عمقا ، وهذه خلاصة كثيفة لأوجه الخلاف :
1_ نختلف معهم في الأصل الأول من أصول الاسلام _ القرآن الكريم _ ألف أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين _ بن محمد تقى النورى الطبرسى كتابا سماه ( فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور وزعم من خلالها أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه .
-115-
وقد طبع هذا الكتاب في ايران سنة 1289 .
وجاء في كتابهم ( الكافي ) وهو بمثابة البخاري عندنا ما يلي :
( عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله .. الى أن قال أبو عبد الله _ أي جعفر الصادق _ : وان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام .. قال : قلت وما مصحف فاطمة؟ .
قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد"6" .
وقد يقول قائل :
هذه أقاويل قديمة ، ولا نعتقد أن شيعة اليوم يؤمنون بها لا سيما وقد صدرت عنهم مؤلفات حديثة تنكر هذه الأقاويل وتؤكد أن القرآن خال من الزيادة والنقصان .
فنجيب وبالله التوفيق :
هذه الأقاويل هي نفسها عقيدة الشيعة في عصرنا الحديث . ففي عام 1394 صدر كتاب عن أحد علمائهم في الكويت سماه ( الدين بين السائل والمجيب ) .
(
5) كتاب ( فصل الخطاب .. ) للطبرسي شاهدته في مكتبة مسجد الصحاف في الكويت وهو من مساجد الشيعة ، وعلمت أن الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة قامت بتصويره واحتفظت به في مكتبتها .
(6) الكافي ص 239/1 طهران دار الكتب الاسلامية . ورواية أبي بصير طويلة ومملة ويزعمون فيها أن الأئمة يعلمون الغيب .
-116-
وجه الى ميرزا حسن الحائري مؤلف الكتاب في الصفحة (89) السؤال التالي :
( المعروف أن القرآن الكريم قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على شكل آيات مفردة فكيف جمعت في سور .. ومن أول من جمع القرآن . وهل القرآن الذي نقرأه اليوم يحوي كل الآيات التي نزلت على الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم أم أن هناك زيادة أو نقصانا .. وماذا عن مصحف فاطمة الزهراء عليها السلام ؟ ) .
وهذا جواب المؤلف :
(نعم ان القرآن نزل من عند الله تبارك وتعالى على رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في 23 سنة . يعني من أول بعثته الى حين وفاته . فأول من جمعه وجعله بين دفتين هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وورث هذا القرآن امام بعد امام من أبناءه المعصومين عليهم السلام . وسوف يظهره الامام المنتظر المهدي اذا ظهر _ عجل الله فرجه، وسهل مخرجه _ .. ثم جمعه عثمان في زمان خلافته وهذا هو الذي جمعه من صدور الأصحاب ، أو مما كتبوا وهو الذي بين أيدينا والأصحاب هم الذين سمعوا الآيات والسور من رسول الله (ص) وأما مصحف فاطمة فهو مثل القرآن ثلاث مرات وهو شيء أملاه الله وأوحى إليها ) .. صحيفة الأبرار ص 27 ، عن بصائر الصغار .
صدر هذا الكتاب في الكويت قبل خمس سنين ، وما سمعنا أن عالما من علمائهم رد على الحائرى ونفى ما ينسبه الكاتب الى عقيدة الرافضة وسكوتهم عن الرد اقرار بدون شك..
-117-
والحائرى نشر كتابه في بلد ينتسب سكانه الى مذهب أهل السنة والجماعة فمن هم الذين يحرصون على الفرقة والخصومة ، بل من هم الذين يشعلون نار الفتنة ؟! . انه الحائرى وقومه من غير ريب ! .
أما قول بعض علماء الشيعة _ اليوم _ بأن القرآن خال من الزيادة والنقصان فهو تقية ودليلنا على ذلك : أنهم مجمعون على خيانة الصحابة وبشكل أخص أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، وفي حديثهم عن خيانة الصحابة ينقسمون الى قسمين : قسم يتحدث عنهم بدون تقية فيرميهم بالكذب والخيانة والنفاق ، وقسم آخر يتظاهر بالاعتدال لكنه لا ينكر أن أبا بكر وعمر خدعا عليا وانما يسمى هذا الخداع أخطاء والسؤال الاذي يفرض نفسه هنا :
كيف نعتقد بصحة القرآن علما بأن الذين قاموا بجمعه خونة _ كما يزعمون _ عليهم من الله ما يستحقون _ ؟ .
ومن جهة أخرى فالذين يقولون منهم بصحة القرآن وسلامته من الزيادة والنقصان اذا مروا بذكر الطبرسي أو الكليني قالوا :
( طيب الله ثراه ) .
فكيف يقولون طيب الله ثراه وهو كافر لأن اجماع المسلمين منعقد على تكفير من يقول بأن في القرآن زيادة ونقصانا ؟! .
واذا سلمنا جدلا بأنهم يؤمنون بالقرآن كما نزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون زيادو أو نقصان فايمانهم به شكلي ويؤولون معناه حسب أهوائهم التي لا يقرها شرع ولا يسندها دليل وإليكم بعض الأمثلة :
-118-
المثال الأول :
قالوا في تفسير قوله تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم"7" ) .
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه قال :
( قد سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه"8" ) .
المثال الثاني :
في تفسير قوله تعالى :
(لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة"9" ) .
قالوا : وان قالوا أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم القرآن الكريم في قوله في هذه السورة ( لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة ) قلنا : لو أنه قال ( لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة ) أو ( عن الذين بايعوك ) لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ، ولكن لما قال ( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك )
(7) البقرة الآية 37 .
(8) انظر منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيمية تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم ، ج1، ص 154 عن كتابهم منهاج الكرامة في معرفة الامامة لابن المطهر الحلى .
(9) الفتح : 18 .
-119-
فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الايمان"10" .
المثال الثالث :
في تفسير قوله تعالى :
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين"11" ) .
جاء في تفسير الثعلبي أنه لما نزلت هذه الآية أخذ الرسول بيد علي وقال :
( من كنت مولاه فعلي مولاه ) والنبي مولى أبي بكر والصحابة بالاجماع ، فيكون علي مولاهم ، فيكون هو امامهم .. ثم ساق الثعلبي أن الحارث بن النعمان الفهري أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن ولاية علي فقال النبي : أي والله من امر الله . وعندما تولى الحارث وهو غير مؤمن بهذه الرواية رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله"12" .
في تفسير الرافضة لهذه الآيات لا يعتمدون على أي دليل علمي ، بل يسوقون روايات شاذة ملفقة ، وأقوى هذه الروايات حديث موضوع ساقه أبو نعيم في الحلية أو الثعالبي في تفسيره .
(10) احياء الشريعة في مذهب الشيعة ، ص 63 _ 66 الجزء الأول عن حاشية المنتقى ل محب الدين الخطيب وهو كاتب شيعي معاصر _ أي الذي نقل عنه الخطيب _ .
(11) سورة المائدة ، الآية 67 .
(12) المنتقى من منهاج الاعتدال ص 422 .
-120-
ومن خلال تفسيرهم لهذه الآيات ينفون عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان ، ويغوصون في أوحال من الشرك .
وجملة القول : زعم بعضهم انهم مؤمنون بالقرآن لكنهم احتفظوا بحق فهمه وتفسيره فكذبوا على الله وعلى رسوله الأمين ، وجاؤوا بأقوال تخالف أصول الاسلام واجماع المسلمين .
وعقيدتهم من جانب أخر في القرآن لا تختلف عن عقيدة المعتزلة فهم يرون أنه مخلوق محدث لم يكن ثم كان .
2_ ونختلف مع الرافضة في الأصل الثاني من أصول الاسلام _ السنة _ .
لا يؤمن الشيعة بالأحاديث التي وردت في صحيحي البخاري ومسلم ، والأمة الاسلامية تلقت هذه الأحاديث بالقبول جيلا بعد جيل ، فهي أحاديث متواترة من حيث المعنى ، ولا يؤمنون بمسند الامام أحمد ، وموطأ مالك ، وسنن الترمذي ، وابن ماجه والنسائي ، أبي داود ، وغيرها من كتب الحديث . وعندما يتصلون بالعامة من أهل السنة يبدأون بتشكيكهم بصحيح البخاري أولا ثم برواة الحديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا .
والرافضة جهلة بعلم الحديث ، وما درس في جامعاتهم هزيل جدا ، واذا سألتهم عن سند حديث قالوا : رواه الحسين ، أو محمد الباقر ، أو موسى الكاظم ، وليس لك أن تطلب في اثبات ذلك دليلا علميا ، وتراهم يرددون قول شاعرهم :