السلام عليكم
الإخوة الأعضاء ..
علينا أن نتذكر أننا نكن فائق الاحترام والتقدير لمشائخنا جميعا .. ولكنهم مجتهدون فإن أصابوا لهم أجرين وإن أخطئوا لهم أجر واحد ..وليس لنا ان نخطئ أحدهم على الآخر .. بل يجب علينا أن تتسع صدورنا لاختلاف الآراء ..
فقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى
"إذا استفتى أحد من الناس فأفتاه المفتي، فهل تصير فتواه موجبة على المستفتي العمل بها حيث يكون عاصياً إن لم يعمل بها أو لا يوجب عليه العمل؟ فيه أربعة أوجه لأصحابنا وغيرهم:
أحدها: أنه لا يلزمه العمل بها إلا أن يلتزمه هو.
والثاني: أنه يلزمه إذا شرع في العمل فلا يجوز له حينئذ الترك.
والثالث:
أنه إن وقع في قلبه صحة فتواه وأنها حق لزمه العمل بها.
والرابع: أنه إذا لم يجد مفتياً آخر لزمه الأخذ بفتياه،
أي ان في الأمر سعة .. فلاتضيقوا على انفسكم ..
الإمام السيوطي يقول :
"والحوادث تنقسم إلى بدعة مستحسنة وإلى بدعة مستقبحة"
أنا لا أتفق مع هذا القول .. ولم تقع في قلبي صحة فتواه أو تقسيماته ..وهذا من حقي .. ولا أحد يستطيع أن يفرض علي رأيا لست مقتنعا به وأرى في غيره صوابا أكثر .. فالاختلاف رحمة فلاتجعلوا منه نقمة ..
أنا أرى أن قول الشيخ ابن عثيمين قولاً مقنعا بالنسبة لي ..فقد سئل رحمة الله عليه
عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ وهل هناك بدعة حسنة؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من سن في الإسلام سنة حسنة))؟.
يقول
البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}
والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور))، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه.
أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:
الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها)) فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.
الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.
الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها)).
إذا .. افعلوا ما تطمئن له قلوبكم وما يتفق مع قول أحد العلماء.. فالآراء كما راينا مختلفة .. والحل الوحيد هو أن تتبع فتوى أو حكم من يرتاح له قلبك..
أسأل الله أن يرحمنا برحمته وأن يثبتنا على دينه ..
تحياتي