شبهات وردود حول الحجاب3/4
كتبت الأخت ( أسماء الرويشد )
الشبهة السادسة :
يقولون:
العباءة تشمل جميع ما تلبسه نساء اليوم عند خروجهن بما في ذلك الكابات والعبايات الفرنسية وما شابهها، فالكل عباءة وليس بينها من فرق في غرض الستر مع عباءة الرأس المحتشمة.
وهذه من الأغلوطات المشهورة عند النساء المغرمات بلبس العباءات المجملة والمنمقة.
نرد عليها بقولنا :
لا تنخدعي بالأسماء والشعارات وإنما انظري لحقائقها ومسمياتها.
فالجميع يسمي ما تلبسه النساء اليوم عند خروجهن "عباءة"، ولكن هل كلها بحق عباءة؟
فصل الجواب في ذلك بعرض ما يسمى عباءة على الشروط الشرعية الواجب توافرها في حجاب المرأة عند خروجها؛ فإن استوفت الشروط فهي عباءة، وما نقص فيها من الشروط من شيء فلا يستحق أن يسمى "عباءة" بل هو كما يسميه البعض "موضة".
وعلى هذا يجدر بنا أن نعرض شروط الحجاب الشرعي لتطبقه كل مسلمة على عباءتها وقبل أن تفعل ذلك نسألها: هل أنت مؤمنة بأن العباءة التي تلبسينها عبادة تتقربين بها لله عز وجل؟
فإذا كان الجواب بنعم نقول لها: فاعتبري إذاً بهذه الشروط واعتني بها؛ لأنها شروط عبادة تؤدينها لله تعالى لا تتم إلا بها.
ومن قالت مجيبة على السؤال: لا، إنما هو مر أعدته وألفته.
فنقول لها: لن تهمك الشروط الشرعية إذن؛ لأنك في الأصل غير متعبدة لله بها، وسترضين بكل جديد ومستحدث يكون فيها بما يتناسب مع حب الجمال والزينة لديك.
أما الشروط فهي باختصار:
1. أن يستوعب جميع البدن، فلا يبدو منه عضو.
2. أن لا يكون زينة في نفسه فلا يكون مزخرفاً ولا مطرزاً ولا ملوناً.
3. أن يكون صفيقاً – أي كثيفاً – لا يشف فيبدو من تحته الجسم والزينة.
4. أن يكون فضفاضاً لا يصف حجم الأعضاء والجسم.
5. أن لا يكون مبخراً ولا مطيباً.
6. أن لا يشبه لباس الرجال.
7. أن لا يشبه لباس الكافرات.
8. أن لا يكون لباس شهرة.
فإن خلت العباءة من أحد هذه الشروط فهي نوع تبرج يخالف الشرع؛ إذ التبرج كما عرفه العلماء:
"هو كل زينة أو تجمل تظهره المرأة تحلو به في أعين الأجانب، حتى القناع الذي تستتر به المرأة إن انتخب من الألوان البراقة والشكل الجذاب؛ لكي تلذ به أعين الناظرين، فهو من مظاهر تبرج الجاهلين".
وما نراه اليوم من مظاهر الفتنة والعصيان فيما يسمى بالعباءة التي يلبسها كثير من النساء عند خروجهن وقد لفتها على بدنها فأبرزت مفاتنها وأخرجت ذراعها من خلال تلك الأكمام الواسعة ثم زينتها بأنواع الزينة إنما هو من قبيل التبرج المحرم.
ثم نذكر أخوتنا الملتفات بتلك العباءات بحديث النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في السلسلة الصحيحة في قوله عليه الصلاة والسلام: "خير نسائكم الودود الولود، المواتية، المواسية، إذا تقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغرب الأعصم". والغراب الأعصم هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض الرجلين، وقيل: هو أحمر المنقار والرجلين، وهذا الوصف في الغربان قليل، وهذا الوصف كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء؛ وذلك لكثرة تلبسهن بتلك الأوصاف ـ عافانا الله منها ومن النار -.
كثيراً ما نواجه من النساء الجاهلات من تقول: أعطوني دليلا على أنه لا يجوز لبس عباءة الكتف وأن لا بد أن تكون العباءة على الرأس.
فهذه يقال لها: هل أنت طالبة للحق أم طالبة للمستحيل؟
فإن قالت: أنا طالبة للحق، فيقال لها: قد وجدته في الضوابط والشروط التي ذكرت في حجاب المرأة المسلمة، والذي جاءت بها الأدلة. وقد وجدته أيضاً في فتاوى العلماء الأثبات الثقات، الذين أمرنا الله بطاعتهم فقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..}.
فإن لم تكن طالبة للحق فهي طالبة للمستحيل، فنقول لها: إن الإنسان الذي يعلق استجابته بأمر مستحيل صاحب هوى لن يستجيب أبداً ولو تحقق له هذا المستحيل؛ لأن تعليق الاستجابة على الأمر البعيد يدل على عدم صحة الرغبة وصدق الطلب للحق، بل يدل على التعنت والعناد، كما كان من مواقف بني إسرائيل مع أنبيائهم بطلب أمور محالة خارجة عن المألوف مقابل استجابتهم تعنتاً وعناداً، فلما حصلت لهم لم يؤمنوا بها، وفي ذلك يقول الله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ..}.
تحياتي