رابعاً : تحريم الحزن على ما وقع للأمريكيين وتحريم مواساتهم :
ما أن أنزل الله عذابه بالأمريكيين في هذه التفجيرات حتى سارع حكام دول العالم وقادة المنظمات الرسمية والشعبية وقادة بعض الجماعات الإسلامية كالإخوان المسلمين والمنظمات الإسلامية بدول أمريكا وكندا وأوربا إلى إعلان استنكارهم لذلك والتعبير عن حزنهم وأسفهم ومواساتهم للشعب الأمريكي ، وهذا لا يجوز في دين المسلمين .
ودليله قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ( فلا تأس على القوم الكافرين) [ المائدة ] ، وقوله تعالى لموسى عليه السلام ( فلا تأس على القوم الفاسقين ) [ المائدة] ، ولما انزل الله عذابه بأهل مدين فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين قال نبيهم شعيب عليه السلام ( فيكف آسى على قوم كافرين ) [ الأعراف ] ، فهذا دين الأنبياء تحريم الأسف والحزن على ما ينزل بالكافرين من العذاب والمصائب والكوارث والزلازل ونحوها .
وكذلك فقد قال تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم) [ التوبة ].، فبين الله أن ما ينزل بالكفار من العذاب والخزي يشف صدور المؤمنين ، فمن كان بعكس ذلك فتأسف على ما يقع بالكفار من العذاب فليس هو بمؤمن ولا كرامة ، وهل هذا إلا من ضعف الإيمان والجهل بالدين وانعدام الغيرة والحمية الدينية ؟ ( فلا تأس على القوم الكافرين ) .
خامساً : كل من تحالف مع أمريكا لمحاربة المسلمين فهو كافر:
وليس هذا خاصاً بأمريكا بل كل من أعان الكفار ـ كالحكام المرتدين ـ على محاربة المسلمين فهو كافر .
ودليله قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ـ إلى قوله ـ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) [ المائدة 51- 54 ] ، فبين سبحانه أن من يتولى الكافرين فإنه منهم أي كافر مثلهم وأكد هذا بقوله في نفس السياق ـ ( من يرتد منكم عن دينه ) ، والنصرة موالاة كما قال تعالى ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم ) [ الشورى] ، فكل من نصر الكفار على كفرهم أو على المسلمين فهو كافر ، ويترتب على هذا كفر الحكام الذين يزعمون أنهم مسلمون ، كحكام باكستان ودول الخليج وغيرها ، وهي كلها دول كافرة من قبل لأنها تحكم بغير ما أنزل الله ، وأما الدول الكافرة الأصلية فكفرها ظاهر ، ولكنها ازدادت كفراً بمحاربة المسلمين .
وقد أجادت الدول الكافرة جرّ الذين يدّعون الإسلام إلى التحالف معها لضرب المسلمين بدعاوي مختلقة .
فمنذ نحو قرن من الزمان قاد الإنجليز العرب بزعامة الشريف حسين شريف مكة وأولاده إلى حرب الأتراك العثمانيين بالشام تحت اسم الثورة العربية الكبرى ، وهي الخيانة العربية الكبرى حتى استولوا على بلاد الشام وطردوا الأتراك منها في عام 1916ـ1918م ، فما كان من قائد الإنجليز اللورد اللنبي إلا أن قال ( ها قد عدنا يا صلاح الدين ) وأعطى الإنجليز فلسطين لليهود وأخذت فرنسا سوريا ولبنان وأخذ الإنجليز العراق والأردن في ا تفاقية ( سايكس بيكو) ، ونفوا الشريف حسين إلى قبرص بلد النصارى بعدما كانوا وعدوه بتنصيبه ملكاً على العرب (مراسلات ا لحسين مكما هون ) ، وأحفاد هذا اللاشريف هم الذين يحكمون كما هون الأردن اليوم ، فما أضاع فلسطين إلا الخيانة العربية الكبرى التي كانت وما تزال قائمة مستمرة ، وفي نفس ذلك الوقت أخذ الإنجليز العراق من الأتراك بجيش قوامه من مسلمي الهند دخلوه من جهة الخليج ، وتحرّج مسلمو الهند وقتها من قتال العثمانيين أهل دولة الخلافة حتى أفتاهم الشريف حسين وبطانته من علماء مكة بجواز ذلك.
وما دخل الأمريكان النصارى وتمكنوا من جزيرة العرب إلا بواسطة خائن الحرمين الشريفين وبفتاوى بطانته من علماء السوء الذين أسموا جيوش النصارى الكافرة بالقوات الصديقة مخالفة للتوصيف الشرعي الصحيح تلبيساً على العامة والدهماء.
وما حاربت أمريكا العراق ودمرته إلا بجيوش مصر وسورية الذين يزعمون الإسلام ، وما زالت أمريكا تضرب العراق بطائرتها التي تنطلق من الدول التي يسمونها إسلامية كالكويت والسعودية وتركيا.
واليوم تضرب أمريكا أفغانستان من أرض باكستان التي يسمونها إسلامية ، وستحارب الأفغان ( طالبان) بواسطة الأفغان ( التحالف الشمالي : رباني ودستم) .
أما دول الخليج فتساعد أمريكا مساعدة العبد التابع للسيد ، فأمريكا هي المسئولة عن حماية عروشهم ، فقد عاش حكام هذه الدول ملوكاً على شعوبهم عبيداً لأسيادهم الإنجليز بالأمس والأمريكان اليوم ، وكان يجري تقرير مصيرهم بواسطة نائب ملك الإنجليز بالهند منذ قرن ، واليوم في واشنطن .
والخلاصة أن كل من تحالف مع الكفار ـ كأمريكا وغيرها ـ لمحاربة المسلمين فهو كافر ، قال تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) [المائدة 51].
مركز الإعلام الإسلامي العالمي
(إقتباس من آخر ما كتبه الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز فك الله أسره)