ليتني أذوب في خضم بركانك الهادر
تمحق حممه كل ما يعترضها من أجسام نافرة
فأستلذ بذوباني فيك.. لأنتمي في النهاية وأنتسب الى حرارك المتجمدة
فتكون شواهدنا متماسكة.. فأغتصب ذكراك .. باعتراف كل من يمر من فوق الحرار
وتدمى أقدام الحفاة الفضوليين .. وتبتسم حممنا المحنّطة فوق سراب القرون
وتعترف سلاحف الأزل بملحمتنا الخالدة..
لا يطيب النوم فوق حواف الحرار.. بل يطيب الانتباه واليقظة
لتكون مدة التمعن بمفاتنك طويلة أزلية
ولا يضمن أحد من الجيولوجيين متى سيثور بركانك ضجرا من انغماسي في حممك المتصلبة
التدفق في الكلام نشوة .. عندما ينبعث من بين شفاهك
تدفق حممك يبعث النشوة عندما يثور بركانك
هدوءك.. لا يطمئنني .. فأنا أعرف خصائص ألوانك عندما تنتشين
أرقبك وأنتي تتلونين .. كفنان يرصد حركة الغيوم بعد أن تفرغ من سكب محتواها من المطر..
ليرسم فتاتها في حركتها المنتهية من عملها
هكذا..
نثر الكلمات على أيامي وتركني في رحلة جمعها والاغتسال بها
هكذا...
رسمني خاطرة مهترئة ترنو إلى ترياق يذيب ألوان التيه التي تكسوها
مر ربيعي الآخر، وتلاه تشرين وانقضت مواسم بعل وأنا هنا
أقايض الأمل بلهيب الشوق وأهب العمر ابتغاء الخلود على صفحات قلبه
تتكاثر المشاهد في رحم الذاكرة الحبلى بالعذاب والأنين
وتصرخ في داخلي الأصوات معلنة فوضى عارمة تسابق بعضها بعضا
لتخرج إلى فضاءات التجلي
سأحاول أن أكتب سطورا تفجر هذا البركان الذي تتطاير شظاياه في أحشائي
وأثور على كل التماثيل التي نحثتها على جبين العمر
وأهدمها قربانا للحظات القادمة
ليتني حبر يكتب على خدود الورد قصيدة الخلود
ليتني لون أزين جدارية السنين بعناقيد الفرح المتدلية على أكتاف الأمل
ليتني ظل تستريح تحته عوراتي المكشوفة منذ قرون في صحرائي، متاهتي
ليتني غيمة أركب الرياح وأمضي حيث الانبعاث والسكون
ليتني لحظة آفلة أعيد من خلالها ترتيب خطواتي اللاهثة نحو السراب
أو ليتني قلم معتوه يعيد تفاصيل العمر لينتهي حيث بدأ أو يتلاشى حين برئ
وليتني جسد يرقد في مقبرة سيدي والو* لأحشر في جنات أحضانه
وبذلك تخضر الفصول وتورق الأيام وتزهر اللحظات
وتغني الأطيار مواويل الجبل وتفوح الأزهار بجميل النسمات
وتتزين الشمس بجمال العرائس في بلادي
خاتون: ورقة حائرة
والو تعني لا شيء في لهجتنا المغربية
وسيدي والو :المقبرة الأولى في أصيلة العتيقة التي لم يدفن فيها ولي صالح.