بعدك لا ..
بعدك لا ..
لا روعة النصر ، ولا جلال الانكسار
لا هالة المجد ، ولا الشمس ولا المرار
انهتك الستار
وخرج الليل من النهار
فالبطل الذى اضاءت وجهه الاقدار
مضت به الاقدار
مضى ، وابقى للملايين وللاحرار
اثمن ما يبقيه بعدهم الثوار
الرمز والشعار
وحلم الانتصار
وان يزول ذلك الجدار
ويعصف التاريخ بالمغول والتتار
وتفتح الدار ذراعيها
لاهل الدار
* * *
بعدك لا ..
قبلك لا ..
فالارض ما تزال
حبلى ..
وقلب الشمس ما يزال
اخضر ..
والثورة ما تزال
والنهر رغم الطحلب العائم ما يزال
والسلفيون الذين احترفوا النضال
سوف يزولون
ويبقى الغد للاجيال
فلتصدق الرؤيا التى ابصرها جمال
ولينصب الطوفان
فوق القبور الآن
خيمته الوحشية الالوان
وليكتب اسمه على حوائط النيران
مختتماً عصر المهرجين والخصيان
* * *
تشابهوا يا خلفاء الله فوق ارضه
يا امراء العالم القديم
هانذا ارقص فى سارية مكسورة
انقش تاريخ عذابى
فوق جذع شجرة
هانذا آجرة فى الحائط الشرقى
شاهد محق فى جنبات المقبرة
تشابهوا .. تشابهوا
هانذا يا امراء العالم القديم
اصفكم وحدى على مائدة المساء
المسكم .. احفر فى عيونكم كما أشاء
انظر ضاحكاً الى عظامكم
وهى تغوص فرقاً وترتعد
اطفئكم واتقد
ارقب ذلك الافق الغائم وهو يبتعد
ابحث كالمجنون فى اردية الرجال
وفى زوايا الصمت والظلال
عن غائب وهو حضور الى الابد
عن احد ليس كمثله احد
* * *
هانذا ابحث تحت قبعات الساسة السماسرة
عن امة مهاجرة
تحمل جرح الطعنة الكبرى
وجرح الطعنات الغادرة
* * *
تختلط الرؤى الفجيعة
اليقين باليقين
يجعلنى صراخهم عاصفة عمياء
اوقفوا الصراخ ..
اوقفوا الانين
الحرب لم تكن هى الحرب
فقد اثمرت الموت الخيانة
واحترقت ايدى التماثيل المهانة
الأرض لم تسقط ..
ولكن سقطت كل الحصون
وانتصر الغزاة والمهرجون
* * *
اعرف أن الغد ليس غدهم ..
وانهم سيهزمون
فان من لم يكبروا سيكبرون
وان من لم يعرفوا سيعرفون
قد سقط القدس ..
وغاصت حافر القاتل فى دمائنا المحرمة
وسقط البراق والوحى
فهل عرفت ، او هل تعرفين ؟
متى ستسقطين
يا مكة المكرمة !
* * *
بعدك لا ..
قبلك لا ..
لابد من طوفان
يفقأ عينى هذه المدينة المحاصرة
لعلها تبصر كيف تولد المؤامرة
وتكبر المؤامرة
وتفرخ المؤامرة
حتى تسيل مطراً من أسقف البيوت
لعلها تعرف كيف يقبل البرابرة
فى الريح والضباب
ويصبح القياصرة
آلهة الخراب
وكيف تضمحل شمس العصر او تموت !
مشنوقة من ساقها
فى خيط عنكبوت
لحظة .. ريثما تتأملنا الغيمة الراحلة
ثم تعبر باكية
ريثما تتلامس اشرعة الموت فينا
لحظة ، ثم عُدْ
أيها المتجسد فى الروح
عُدْ فى مخاض النهار
فجوة فى جدار
او شظايا انفجار
او دماء تخط قصيدة عشق
على مقصلة
ثم ترسم شارتها
فوق ازمنة الغاصبينا
ـ 2 ـ
المرايا القديمة
ملصقة فى العيون القديمة
يا وطنا يتفجر فيه العذاب
ويهرم اطفاله الضائعون
على طرقات الهزيمة
يا وطنا اثقلته الجريمة
فتهالك تحت جراح الجريمة
ها هو ذا الجيل
يسقط فى قدر الجيل
والآخرون هم الآخرون
انتفض مرة بالارادة والفعل
كن كلمة فى كتاب الحقيقة
كن حجراً فى جدار الجنون
انظر .. انظر
لقد صبغوا وجهك العربى ..
غدوت المهرج فى حفلة القابضين على النصر ..
والقادرين على الكبرياء
انظر .. انظر
لقد صلبوك على صخرة الانحناء
انظر .. انظر
فما فتئت ذاتك الابدية
تكتب قائمة الشهداء
آه .. ياوطنى
لكأنك ، والموت والضحكات الدميمة
حولك ، لم تتشح بالحضارة يوما ،
ولم تلد الشمس والأنبياء
ـ 3 ـ
لم اكن غير صوت
حين فاجأنى ..
وتداخلت فى الموت
وعرفت اكتمال السكوت
ولذا لن اموت
ساصير حديقة نار
تحلق اطيارها فى زوايا البيوت
واعرى الوجوه التى
اعشب العار فيها ..
أضحت خرائب معشبة
واعرى السطور المهانة
والضعف بالضعف منفعلا
واعرى الخيانة
نائمة ، كملاك عميق الطهارة ،
فوق سرير الخيانة
ـ 4 ـ
حيث يحلم من صبغوا وجهك العربى ..
ومن قتلونى
انهم قتلونى
اتمرد فيك على الموت يا وطنى
جاعلاً منه سيفى
وقنبلتى
وشهادة جيلى الطعين
واعود اقاتل باسمك
فى ظلمات السكوت
لأُعلم من قتلونى
إنني وطن لا يموت !
مرحبا بك أولا .. ورائع أن سطرت للفيتورى صفحة بين دواوين الشعر فى خيمتنا ..
أذكر فى لقاء للفيتورى مع bbc .. ألقى قصيدة أعجبتنى وتمنيت لو أقرأها ثانية ..
لو لم تخوننى الذاكرة .. فهى للفيتورى .. " أشرق الصبح فلا السجن ولا السجان باقى " ..
__________________
لو كانت الأيــامُ فى قبضتــى ** أّذريتُها للريح مثل الرمــــال
وقلتُ يا ريحُ بها فاذهبـى** وبدديها فى سحيـق الجبــال
بل فى فجاج الموت فى عالمٍ ** لا يرقصُ النـور به والظــلال
الآن موعدنا ..
وارضك لم تزل عطشى ..
سيشتعل المساء بهم ..
ويحتقن الهواء
وتموج اعمدة السماء
الغاصبون ..
لطالما اشتعلت مقلتاى
الآن .. لن يتقدموا ..
ــ من أنت ؟
مكتوب على جدران لبنان القديم إسمى
أنا طرباى
مكتوب على احجار هذى الأرض
تسكننى ، واسكنها
فنحن اثنان ، متحدان
عبر دمائها ودماى
من انتم ؟
لماذا تصخبون ؟
كأن ارضى ارضكم ..
لن تعرفوا معنى هواى ..
لها ..
لن تعرفوا معنى هواى ..
ـ 2 ـ
الليلة الزيتون ، يبدو فى تألقه الحزين ..
كأن ثمة عاشق متألق فيه
نشوان ، ينشره ويطويه
هذا المتوج بالسنا الأبدي ..
افديه ..
.. ويفيق كالمأخوذ من أحلامه
متستراً فى سرة المفضوح
يا عاشق الزيتون ..
مثلك فى الهوى طرباى
يحمل قلبه المجروح
والوجد يقتله ويحييه
ـ 3 ـ
يا عاشق الزيتون ..
يا بهو الأساطير العجيبة ..
والمرايا الخضر ..
ها أنذا وحيد ، والدجى العربى
فوق مقابر الشهداء يستلقى ..
الدجى يرخى بقايا ثوبه فوقى
تعالوا كلكم ..
وضعوا مدائنكم ورائى
ولأكن درعاً لكم ..
" لن يفلت الاعداء والمتآمرون "
" عرفتهم ، وسيقهرون "
" وسوف تسحقهم خطاى "
حلفت ها أنذا وحيد ..
والرصاص عباءة مثقوبة فوقى ..
" اجعلوا تاريخكم وحقائب الاطفال فى ظهرى "
الرجال الآخرون
هناك يا لبنان ..
فوق سقوطهم يتساقطون
وانت فى ظهرى
والف قذيفة حولى ..
وادخنة الحرائق والخرائب ، والجنون
تعانقوا ، فلسوف اصبح دونكم ..
سوراً حديدياً ، وصاعقة سماوية
والقادمون سيخرجون
واذا سقطت مضرجاً بدمى ..
فسوف تقيم بين جموعكم ذكراى
شاهدة على طرباى
هذا الفتى القروى
صياد الخنازير اليهودية
ـ 4 ـ
طرباى فلاح من الجنوب
لا يعرف العار الذى يجلل المدينة
لا يعرف السقوط بين اليأس والرجاء
لا يعرف الخوف والانحناء
لا يعرف ابتسامة الهوان والضغينة
لا يعرف الجرائد الصفراء
وعلب " الحمراء "
وقشرة الحضارة
تخفى وراء سطحها
جيلا من القذارة
ـ 5 ـ
طرباى ، فلاح من الجنوب
لا يعرف القراءة
وذات يوم عطشت بلادة ..
واستبطأ الماء
فروَّى عطش المحبوب
بدمه ..
ثم مضى يسأله الغفران والبراءة