أختي الغالية...بنت الهلال..
وقفت أتامل طويلا ما كتبت وما كتب الزملاء...
فقد كانت كلماتكم ساحره ورائعة..
وأسمحيلي أن أشكرك من كل قلبي على فكرتك الرائعة...
ولأنني منذ زمن لم أكتب خاطره واحده....
فسأشرككم الغوص في بحر الخواطر... بخاطره قديمه جداً
وكلي أمل أن تنال إعجابكم...
أحببت القراءة منذ صغري,فكثيرا ما كنت أجلس على سرير أبي ليحكي قصه من كتابه الذي بين يديه , الذي يخرجه من المكتبة الضخمة التي أتحاشى الاقتراب منها بحضوره , فهي بمثابة كنز من الكنوز وكم من العقوبات نلتها من أبي عندما يراني قد وضعت السلم الخشبي لأقلب في كتبه دون أن أقرأ سطرا واحدا...
وحينما كبرت أسرعت إلى أبي وقد حملت كتابي لأقرأ له ..وقتها أعطاني الأذن في قرأه كتبه وقتما شئت ,
ومع مرور الأيام أعتدت أن أقرأ كل يوم كتابا...
وذات يوم هرعت إلى أبي لأقرأ له موضوعا أعجبني وقتها كان متعبا فقد استلقى على سريره مغمضا عيناه ,فأردت أن اخفف عنه بعض ألآمه..
وفجأة...... فتح عيناه ليري ما احمله من أوراق , فسألني عن كتابي قائلا: وأين كتابك يا ابنتي؟؟
فأخبرته بان موضوعي من الإنترنت ..
وعندما سمع كلماتي ترقرق الدمع من عينيه وقال بحزن:لقد ولى زماني وحان ارتحالي ...
وقتها لم أعي ما تفوهت به شفتاه ولكن تأثرت بنبره صوته المودعة...
وذات يوم دخلت على أمي فوجدتها تجهش بالبكاء فأدركت معنى كلماته وتفهمت ما كان يرمي اليه
وهو بأن لكل إنسان زمان وعمر وعصر سرعان ما ينقضي فعصر أجدادي يختلف عن عصر أبي
وعصره ليس كعصري , فهو أيقن بدنو اجله عندما وجد ما يجهله ...
وحين أيقنت بوفاته ذرفت الدموع ونسيت الأفراح وصاحبت الألم والوحدة ,وهجرت مكتبته
فأصبحت وحيده مهمله ...فقد خشيت الاقتراب منها فطال هجري لها
ولكن ضل الحنين لها يشدني إليها كلما لمحتها ..
فهي لازالت شامخة تشعرني بوجوده فأكاد أومن كلما اقتربت منها بتناسخ الأرواح .
.أو كلما فتحت كتابا من كتبه فتراءت لي صورته بداخل صفحاته تقرا لي وأنا اردد هل من مزيد؟؟
وها أنا اليوم أتمنى أن الزمن لم يتطور وأنني لم اكبر ولم أتعلم القراءة...
فبسبب ذلك كله حرمتني الحياة منه...
فيا ليت الأيام تعود لأضل استمع له , وأنال العقاب كلما اقتربت من مكتبته الشامخة....
ولكم تحياتي
اختكم زنبق الحقل
<******>drawGradient()******>