عبد الله بالخير .. مع "نجوم الخليج" للمرة الثانية
0938 (GMT+04:00) - 17/02/06
أجرى الحوار: هيام حموي
دبي، الإمارات العربية (CNN) -- لم تكد فورة الحماس التي أججها وصول المتسابق السعودي ابراهيم الحكمي، إلى الحلقة النهائية من برنامج "سوبر ستار" بعد أن استغرق بثه عدة أسابيع على قناة "تلفزيون المستقبل"، وضم متسابقين من كل أنحاء العالم العربي، حتى انطلقت في دبي، الدورة الثانية من برنامج "نجوم الخليج" التي إختارت قناة "نجوم" الموسيقية أن تخصصه لاكتشاف مواهب فنية من منطقة الخليج، حصريا.
وأطل النجم الإماراتي عبدالله بالخير، بشخصيته المتميزة، في الحلقة الأولى من الدورة الثانية، ليضفي أجواء المرح والمشاكسة اللطيفة فيوزعها، "على هواه"، بين المتسابقين العشرين، (بينهم ثلاث فتيات)، وأعضاء لجنة التحكيم الثلاثة، وهم الدكتور يعقوب الخبيزي الملحن الكويتي الشهير، والدكتور فتح الله احمد الملحن العراقي القدير، والأستاذ عبد العزيز الجاسم نائب رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات نجوم.
لم يسلم الجمهور من قفشات الفنان الإماراتي الظريف، ولا حتى الممثل الكويتي المخضرم محمد المنيع، الذي حلّ كضيف أول على "البيت الخليجي" حيث يقطن برفقة المتسابقين فترة 14 يوماً يرشدهم، ويمضي بصحبتهم فترات يكون فيها بمثابة قائد البيت، فيلعب دور الأب المرشد والأخ الناصح، حرصاً على التقاليد والعادات التي تسود مجتمعات المنطقة.
يمتد البرنامج على فترة 4 شهور متواصلة، ويتم التصويت للمشتركين عبر الجمهور ولجنة التحكيم.
وقد كان لـCNN بالعربية هذا اللقاء مع الفنان عبد الله بالخير ليتحدث عن تجربته الفنية بشكل عام، وعن مشاركته في البرنامج للسنة الثانية على التوالي، بعد نجاحه في الدورة الأولى.
قال: أولا أنا أشكر الجمهور الذي تقبل مشاركتي في الدورة الأولى من برنامج "نجوم الخليج"، فمنحني المشاهدون ثقتهم، مما دفع بالمسؤولين في قناة "نجوم" إلى دعوتي للعودة لتقديمه للمرة الثانية، وأعد أن أبذل المزيد من العطاء في هذه الدورة الجديدة.
CNN بالعربية: ما هي الذكريات الحلوة التي بقيت لديك من الدورة الأولى؟
أجاب: هنالك الكثير من الذكريات الحلوة.. فالبرنامج شعبي وتشارك فيه الجماهير، كما يشارك فيه فنانون من مختلف الفئات. وأنا أقدم خلاله مجموعة كبيرة من الأغاني، ولي ذكريات كثيرة مع لجنة التحكيم، وما تضمن ذلك من مشاكسات و"إفيهات" طريفة، حتى أن بعضها أصبح كاللازمة.. على سبيل المثال "ثانكس ثانكس"، أو "بوسة البراءة"، لدرجة أني عندما أخرج في الشارع، يقابلني الناس بترداد هذه اللفتات الضاحكة.
CNN بالعربية: هل بقيتم على تواصل مع الفائزين في الدورة الماضية؟
قال: لقد رافقناهم حتى تتويج الفائز الأول الذي صحبناه إلى بلده البحرين، معززا مكرما، واستقبلتنا وزارة الأعلام هناك، وتم بث الحفل مباشرة.
CNN بالعربية: وما رأيك بالتجديد الحاصل في دورة هذا العام، بالذات مسألة دخول المتسابقين في "البيت الخليجي"، وإقامتهم فيه، مع بث متواصل عبر القناة، على طريقة "تلفزيون الواقع"، خصوصا مع وجود فتيات في المجموعة، الأمر الذي سبق أن أثار تحفظات إزاء برنامج مماثل في منطقة الخليج؟
رد قائلا: "البيت الخليجي" عبارة عن تجمّع لمتسابقين من كل بلدان منطقة الخليج، فهو يجسد المنطقة، من خلال الفنون، عبر تلفزيون الواقع. ويشكل هذا التجمع مدرسة، كما أن كل شيء يحدث تحت أنظار الجميع، من خلال الكاميرات المبثوثة في كل مكان.. والمتسابقون يتلقون دروسا في الموسيقى، في العزف، في التأليف والتلحين، وأحيانا في الدراما وحتى التمارين الرياضية.. كل هذا يتيح للمشاهدين فرصة اكتشاف عملية تكوين الأغنية، كيف تتم البروفات مثلا...
وأضاف: كما أن هنالك شخصا كبيرا، يقوم بدور الأب أو الأم، يتابع الحياة اليومية مع المتسابقين، بحيث يهتم بمختلف شؤونهم... أما بالنسبة للتحفظات، فإذا كان هنالك التزام بكل قيم مجتمعنا فهذا أيضا واقع، يصلح لأن يبث على التلفزيون كواقع خاص بنا، فهو يظهر أسلوب عيشنا في واقعيته... المشكلة ستنشأ إذا ما رحنا نقلد تلفزيون الواقع في بلدان الغرب، المختلفة في عاداتها وقيمها عما نحن عليه، ونحن حريصون على وجود الشخص الكبير الذي يرعاهم الرعاية الأسرية بكل مفاهيمها.
CNN بالعربية: ألم تظهر تحفظات على وجود الفتيات الثلاث؟
أجاب: بالنسبة للجميع، المسألة كانت مطروحة على من يرغب، عدا عن أن المتسابقين يوقعون مع أهاليهم تعهدا بالموافقة على المشاركة، منعا للمشاكل فيما بعد.. كل شيء واضح منذ البداية، وأكرر بأن البث مكشوف للجميع، بسبب وجود الكاميرات في كل مكان.
CNN بالعربية: لو كان مثل هذا البرنامج موجودا في سنين مراهقتك، هل كنت تشارك فيه؟
أجاب ضاحكا وبحماس: طبعا، أول واحد كنت أشارك... ويمكن لأصوت لنفسي مستعد أن أبيع بعض ممتلكاتي، فهي فرصة لأصحاب المواهب، حيث يجدون من يأخذ بيدهم على طريق النجومية، حتى بالنسبة للملابس والتسريحة والماكياج، والمعدات التقنية، من يرفض مثل هذه الفرصة الذهبية...
CNN بالعربية:عبد الله بالخير، أنت من أخذ بيدك في خطواتك الفنية الأولى التي بدأت في زمن لم يكن الفن الإماراتي أو الخليجي منتشرا مثل اليوم؟
قال: أنا أحمد الله على أنه وفقني، رغم الظروف التي تشيرين إليها.. فأنا بمجرد حصولي على الشهادة الثانوية، سافرت للقاهرة بهدف دراسة الموسيقى، وحينها لمعت فكرة في رأسي، فقررت أن أطرق باب الملحن الكبير بليغ حمدي، رحمه الله.. طبعا لم يكن لدي لا مرجعية ولا سند ولا أي شيء يسمح لي بالقيام بهذه الخطوة الجريئة... طرقت بابه، وبعد إلحاحي أكثر من مرة، لدرجة قاربت الإزعاج، وافق أخيرا على استقبالي.. يومها قلت له إني في بلادي أغني وأني أريد استشارته بشأن موهبتي.. فطلب أن أغني أمامه، فاخترت أن أغني من ألحانه "بلاش تفارق" الرائعة التي اشتهرت بصوت زوجته، آنذاك، الفنانة الكبيرة وردة...
وأضاف: بدت عليه علامات السرور وهو يستمع إلى أغنيته بالطريقة الخليجية، ثم قال لي: "روّح أنت، واترك رقم تلفونك".. وأفاجأ بعد مدة، بدت لي دهرا، أنه يرسل خبرا بأن أحضر لاستلام ألحاني... وكان قد اختار بنفسه المؤلفين عبد الرحيم منصور، ومحمد حمزة.
وتابع الحديث: منذ ذلك اليوم، شعرت بأن الأبواب فتحت أمامي، ملحن العمالقة قدم لي مجموعة ألحان، هذا يعني أني قادر على شق طريقي... وكانت هذه الواقعة بمثابة شهادة نجاح بالنسبة لي.
CNN بالعربية: وهل وجدت صعوبة في فرض شخصيتك كفنان، في المجتمع الإماراتي، آنذاك؟
أجاب: بالتأكيد.. فالفن كان يدخل في إطار العيب والمرفوض.. لكن حكاية حصولي على ألحان من بليغ حمدي أثارت الإعجاب والانبهار لدى العديدين.
CNN بالعربية: وكيف تبلورت شخصيتك الفنية التي حملت طابعا مميزا، لدرجة تقليدها في البرامج التلفزيونية، كما فعل الفنان داوود حسين، أو حتى أن بعض الأشخاص انتحلوا شخصيتك؟
قال: صحيح.. أحب أن أقول أني ربيت في كنف الشيخة صالحة بنت مانع الكتوم، وفي بيتها، أتيحت لي فرصة اكتشاف السينما.. كنت أشاهد بعض الأفلام مثل "عنتر وعبلة، و"بدوية في باريس"، ثم أقوم بتقليد الممثلين في جميع أدوارهم.. وفي إحدى الرحلات الكشفية إلى رأس الخيمة، طُلب مني أن أقدم استعراضا فكاهيا أمام حاكم دبي، الشيخ راشد، رحمة الله عليه.. فقدمت يومها أغنية الشحرورة صباح التي تشترك في أدائها مع الفنان فؤاد المهندس، "الراجل ده حيجنني"، ابتسم الشيخ، وكافأني بإهدائي جهاز راديو ترانزستور.. منذ ذلك اليوم تغير مسار حياتي، من خلال سماع الأغاني في مختلف الإذاعات، ورحت أقلد المطربين بدلا من الممثلين.
CNN بالعربية: من هم أبناء جيلك من فناني الإمارات؟
قال: الفنان عيد الفرج، كان بدأ قبلي بمرحلة.. أيضاعلي بن روقع كان سابقا أيضا ومتخصصا في اللون الشعبي.. ثم أتى جابر جاسم، ثم أنا، بعد ذلك جاء ميحد حمد وعبد الله حميد، والآخرون.
CNN بالعربية: بماذا تنصح الفنانين الشبان والمتسابقين في برنامج "نجوم الخليج"، اليوم، من خلال تجربتك الغنية؟
اجاب: أنصحهم بالتميّز عن طريق الاهتمام بفنون بلادهم.. فهم الأقدر على أدائها بالشكل الأمثل. كما أنصحهم بتنمية ثقافتهم إلى أبعد الحدود، وأن يعرفوا حدود أصواتهم ليغنوا ما يليق بها.