انتقد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) واعتبر اعترافها بـ"علمانيي فلسطين" الذين "باعوا فلسطين ورضوا بالفتات وهي ليست ملكا لهم حتى يتخلوا عنها" مخالفا لمنهج الإسلام.
ودعا الحركة إلى "مواصلة الكفاح المسلح" ورفض اتفاقات السلام الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال الظواهري في شريط مصور حصلت الجزيرة على نسخة منه إنه يتعين "عدم الاعتراف باتفاقات الاستسلام التي وقعها علمانيو السلطة الفلسطينية. والبديل الوحيد المتوافر لكم هو مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير فلسطين".
وطالب الظواهري حماس بالتمسك بخيار المقاومة المسلحة، وقال إن الاعتراف بشرعية السلطة الحالية يعني الاعتراف بالاتفاقات التي وقعتها معتبرا أنها مخالفة للشريعة. ودعا إلى الرجوع عن هذه الاتفاقيات التي وصفها بالاستسلامية والصفقات الخطيرة.
"
حماس ترد بتأكيد تمسكها بمشروع المقاومة وأن خصوصية الساحة الفلسطينية تفرض التعامل في الشأن السياسي
"
وحذر حماس مما سماها "اللعبة الأميركية المسماة العملية السياسية" التي تقوم على فرض الأمر الواقع. وأشار إلى أن الوصول إلى السلطة يجب ألا يكون غاية في حد ذاته بل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية.
وقال الظواهري في الشريط المصور إن المكاسب السياسية يجب ألا يكون ثمنها باهظا، معتبرا أن الجهاد وحكم الشريعة هما البديل.
وردا على ذلك أكد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في تصريح لمراسل الجزيرة بموسكو، أن خصوصية الساحة الفلسطينية تفرض تعامل حركته في الشأن السياسي. وأضاف أنه لا يعاب على حماس عملها السياسي خاصة أنها تمارس السياسة استنادا إلى المقاومة.
وفي بيروت قال ممثل حماس في العاصمة اللبنانية أسامة حمدان إن الحركة شاركت في الانتخابات من أجل التأثير في المسار السياسي الفلسطيني لصالح مشروع المقاومة.
وأضاف في تصريح للجزيرة أن الحركة أكدت خلال الفترة الماضية التمسك بثوابتها وعدم تقديم أي تنازلات "للكيان الصهيوني".
الظواهري: رد الإساءة ليس بالمظاهرات فقط (الفرنسية-أرشيف)
الإساءة للرسول
كما تطرق الرجل الثاني في القاعدة بالانتقاد إلى الغرب لتعرضه بالإساءة لنبي الإسلام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، واعتبرها جزءا من "الحملة الصليبية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإسلام".
وأضاف أن هذه الحملة تستمر بينما لا يجرؤ أحد على أن يمس اليهود بأذى أو يشكك في مزاعم اليهود بشأن محارق النازية أو مهاجمة الشواذ جنسيا في الغرب.
وأضاف أن مواجهة هذه الحوادث ليست بالمظاهرات وحرق السفارات فقط ولكنها تتطلب "وقفة صادقة من الأمة للتصدي للحملة الصليبية باليد واللسان والبيان والسنان". واقترح في هذا السياق العمل على أربع جبهات مترابطة الأولى بشن ضربات على غرار هجمات نيويورك وواشنطن ومدريد ولندن.
وقال إن مثل هذه الضربات تستهدف "إنزال الخسائر في الغرب الصليبي وخاصة كيانه الاقتصادي". ودعا إلى حرمان الغرب "من سرقة بترول المسلمين الذي يستنزف في أكبر سرقة عرفها التاريخ البشري".
وحث على المقاطعة الاقتصادية الشعبية للدانمارك وفرنسا والنرويج وألمانيا وكل الدول "التي شاركت في هذا التهجم الدنيء، بل كل الدول التي شاركت في الحملة الصليبية على الإسلام والمسلمين".
"
الظواهري يشجع على توجيه مزيد من الضربات للغرب على غرار هجمات نيويورك ولندن، ويطالب بوقف ما أسماها عمليات سرقة نفط المسلمين
"
وأضاف أن الجبهة الثانية هي "طرد العدو الصليبي والصهيوني" من بلاد الإسلام خاصة العراق وأفغانستان وفلسطين.
وطالب أيضا بالعمل على الإطاحة بالحكومات التي وصفها "بالأنظمة الفاسدة المفسدة التي باعت كرامتنا وعزتنا للغرب الصليبي" واستسلمت لإسرائيل. وحث أيضا أهل الرأي والنخب المؤثرة في الأمة على تحمل مسؤولياتهم للعمل على تغيير هذه الأنظمة.
مصر
وفي الشريط المصور تحدث الظواهري عن حادث العبارة المصرية "السلام 98" موجها تعازيه لأهالي الضحايا، وقال إن "هذه المصيبة الفادحة تكشف عن الفساد المستشري في بلادنا تحت ظل الحكومات العميلة". وأودت العبارة التي غرقت في البحر الأحمر بحياة أكثر من ألف راكب معظمهم من المصريين.
وتناول في سياق حديثه أيضا مسألة اعتناق فتيات مسيحيات في مصر الإسلام، حيث ذكر أن "وفاء قسطنطين وأخواتها تعرضن للتعذيب في الأديرة المحمية بالنفوذ الأميركي"، في إشارة لزوجة قس مصري أثارت أزمة نهاية عام 2004 بتردد أنباء عن اعتناقها الإسلام ثم تراجعها عن ذلك بعد تسليمها إلى الكنيسة