والدي الحنون
عذراً على تأخري بالرد على رسالتك ، فالأمر أصبح
أخطر وأعظم
لقد ظهر من بين ظهرانينا ومن بني جلدتنا
ومن أهلنا ممن كنا ننتظر منهم أن يوجهوا أسلحتهم وقوتهم
على أعدائنا لكن للأسف الشديد أنهم طعنونا من الخلف في ظهورنا
وسخروا قوتهم وشبابهم للنيل منا وروعونا ويتموا أطفال
ورملوا نساء وقتلوا انفس معصومه ، لقد بغوا وطغوا وأفسدوا
في الأرض ايما إفساد .
أصبحنا يا أبي في خوف بعد ما كنا يضرب بنا المثل في الأمان
من بين دول العالم
والدي العزيز / مشكلة هؤلاء أنهم حدثاء عهد ويفعلون أفعالهم
الشنيعة باسم الدين وباسم الجهاد ووالله إن أفعالهم ليست من الجهاد
في شيء ، لقد عشنا عام كامل كانوا يزعمون في بداية الأمر أنهم
يريدون المشركين لكن مالبثوا إلا أن فضحهم الله حيث تعرضوا
لرجال أمننا وحماة وطننا بعد الله فقتلوا منهم ما قتلوا
وأفسدوا أيما إفساد
لقد كفروا الحاكم والمحكوم ولقد اباحوا لأنفسهم الانتحار والدمار
واباحوا لأنفسهم السرقة والعدوان
فأي جهاد هذا الذي يزعمون وأي نصر وعون من الله ينتظرون
أبي العزيز /
شبههم مفضوحة وركائزهم هشة مهزوزة
لكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
وفي آخر رسالتي يا أبي الغالي أقول
ثق ثقة تامة أنني وبسبب تربيتك الصالحة لي
سأكون بإذن الله مدافعاً عن ديني ووطني بكل ما أملك
وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لبيان ماهم عليه من غلط وجهل
وسأكون مع أصدقائي وخلاني متعاونين على حفظ ديننا ووطننا
من كل من أراد به الإخلال والفساد
وثق ثقة تامة أنه على الرغم من المآسي والآلام التي ذكرتها
والتي يمر بها إخواننا في العقيدة والدم ، وعلى الرغم من تسلط
أعدائنا علينا من كل حدب وصوب وعلى الرغم مما نعيشسه اليوم
إلا أني يا ابي أرى أن الصبح قد بان ، وأن خيوط الفجر قد لاحت
وأن الليل قد اوشك أن ينجلي ، وأن نصر الله قريب .
فلا مجال عندي للقنوط واليأس من رحمة الله لأن هذه ابتلائات
وامتحانات يختبر الله بها عبادة فمالظفر إلا بالصبر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إبنك
الفارس