دعت قيادات اليسار الاشتراكي الفرنسي إلى رحيل الرئيس جاك شيراك ورئيس حكومته دومينيك دوفيلبان مع اندلاع فضيحة كبرى تكاد تعصف بكبار السياسيين من رموز حزب الأغلبية الحاكم.
وطالت الفضيحة المالية المعروفة باسم كليرستريم رئيس الحكومة مع بداية الأسبوع الحالي، بعد أن ضمت قائمة ضحاياها مسؤولين آخرين من بينهم رئيس الحزب وزير اللداخلية نيكولا ساركوزي ووزيرة الدفاع ميشيل إليو ماري.
ولجأ المحققون في محاولة لاستجلاء الحقيقة إلى تفتيش مكتب وزيرة الدفاع في وقت سابق، فيما ورد اسم وزير الداخلية بين قائمة المتهمين بامتلاك حسابات مشبوهة، وهو ما نفاه بشكل قاطع.
وورد اسم دوفيلبان في الفضيحة على نطاق واسع مع نهاية الأسبوع الماضي، بدعوى أنه حض الأجهزة الأمنية على إخضاع نشاطات لساركوزي للرقابة والمتابعة في إطار ما اعتبره البعض تصفية لحسابات على خلفية طموح كليهما للفوز بمنصب رئيس الجمهورية في العام القادم خلفا لجاك شيراك.
وأكد المراقبون أن دوفيلبان بات قاب قوسين أو أدنى من الخضوع للتحقيق، الأمر الذي يهز بشدة ثقة الرأي العام في الأغلبية الحاكمة إجمالا.
ويعود اسم كليرستريم إلى شركة مالية مقرها لوكسمبورغ، وتم إطلاقها على الملف العدلي الذي يشرف عليه قاضي التحقيقات رونو فان ريمبيك بمساعدة القاضيين جان ماري دوهوي وهنري بونز.
ومن بين الشخصيات المقربة من دوفيلبان التي طالتها التحقيقات رجل الاستخبارات آلان جوبي مسؤول ما يعرف بالذكاء الصناعي في مكتب رئيس الحكومة.
ويعد الجنرال فيليب روندو المعروف بخبرته الأمنية الطويلة واطلاعه على الكثير من أسرار الدولة في قضايا حساسة من بين أشهر من تعرض للمداهمات الأمنية حيث خضع منزله للتفتيش.
ويجعل التناقض بين تأكيدات سابقة لدوفيلبان والمضبوطات التي كانت بحوزة روندو احتمال استدعاء رئيس الحكومة للاستجواب أمام قاضي التحقيق "أمرا لا مفر منه"، وفقا لما ذكرته صحيفة لوموند في عددها الأخير.
عبارات قاسية
واكتسبت الأزمة بعدا جديدا على مدى الساعات القليلة الماضية عندما أعلنت سيغولين رويال أبرز مرشحي الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية أن ساعة النهاية أزفت في إشارة إلى حكم يمين الوسط تحت قيادة الرئيس جاك شيراك.
وبالتزامن أظهر أحدث استطلاع للرأي العام الفرنسي تراجعا ملموسا في شعبية رئيس الجمهورية جاك شيراك ورئيس الحكومة دومينيك بعد أن تدنت شعبية الأول إلى 29% والثاني إلى 24% فقط.
وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (سي إس إيه) أن دوفيلبان سجل أحد أدنى معدلات الشعبية من بين رؤساء الحكومات السابقين.
ولم يعف الاستطلاع جاك شيراك من حال التدني الكبير في الشعبية، إذ حصل على نسبة 29% فقط من تأييد الشريحة التي خضعت استطلعت آرائها.
وقد استخدمت رويال عبارات قاسية بحق الرئيس في أعقاب نشر نتائج الاستطلاع وانتشار أصوات في اليمين واليسار على حد سواء تطالب باستقالة دوفيلبان من منصب رئيس الحكومة.
وقالت رويال في حديث أجرته معها صحيفة جورنال دو ديمانش إن فضيحة كليرستريم تعني "التأكيد أكثر وأكثر على تحلل النظام الشيراكي".
ـــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت