لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي في عنيزة في تشويه صورتي والنيل
مني سواء في عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل المشائخ الذين يصل إليهم دون أن يردعه دين أو خلق
أليس من المعيب أن يكون شغلنا نحن طلبة العلم أن نفتري على بعضا
بعضا ونشغل الناس بمثل هذه التفاهات..
لا يظنن جاهل أو مغفل أنني أردت بكتابتي عن تلك القصة النيل من ذلك
الطالب أو الانتقام من تصرفاته معي ..!!
إن هذا سيكون حسابه بين يدي رب العالمين سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسمه ولذكرت مخازيه باسمه..
وهذا مالا يليق بنا معاشر طلبة العلم وفي ذلك أذية لشيخنا ولأهله ..
فدعونا ياإخوتي نستفيد من تلك القصة دون أن ننشغل بمعرفة من هو
فلان أو فلان..
إن كل ما قصدته من كل ذلك هو رد جزء من جميل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ محمد رحمه الله ورضي عنه ..
فدعوني احكي الحكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمير..
إن موقف شيخنا محمد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحمه الله ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل من اساؤا بي الظنون ممن قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفيني أن تبلغهم الحقيقة التي أدين الله
بها وبعد ذلك فالقرار راجع لهم وأمري وأمرهم لله تعالى..
لقد شحن ذلك المسكين نفوس بعض الناس حتى وصل بهم الحال أن
يفعلوا أفعالا لا تكاد تصدق..
سافر مجموعة من أصحابه بإيحاء منه للطائف من أجل أن يستوثقوا
عني لدى من يعرفني من المشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والحمد لله ...
بل كذبوا وافتروا و صوروا لهم أنني في شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فلا بد أنني استعملت وسائل غير شرعية وقصدهم أنني
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بين الناس أنهم وجدوا سر المسألة
وكيف أنني سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم من قال : هو ساحر ..
ومنهم من قال : بل هو جاسوس ..
ومنهم من قال : هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلاء ممن يقرأ هذا الكلام اليوم أنني طوال
بقائي في عنيزة لأكثر من عشر سنوات والذي لا إله سواه لم اسمع
شيخنا يقول كلمة واحدة عن سحر أو جاسوسية لا عني ولا عن أحد
من طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويخشى الله تعالى في أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بين يدي الله ومسئول عن كل ما يقوله
فليعد أولئك جوابا لربهم عما قالوه وافتروه ..
وليأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين ..
لم يرو لي الشيخ ما يقوله هؤلاء عني ولم اسمعه يتكلم به معي أو
مع غيري لا من قريب ولا من بعيد ولم يحاول الإستيثاق من ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز بها من الشيخ رحمه الله..
كان الشيخ يقول لي : أنت مثل ابن عباس رض الله عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلاث (بقلب عقول وجسم غير ملول ولسان سؤول) أو كما
قال رضي الله عنه..
لم يشتغل الشيخ ولم يشغلني بمثل هذه الخزعبلات ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعاني وأكون تحت
نظره وتربيته ..