بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________
-تحت الدرس الثالث (ص13) قسم المقرر التوحيد إلى ثلاثة أقسام (توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات) وهذا التقسيم تقسيم مستحدث ليس عليه دليل، وجاء به بعض غلاة الحنابلة في القرن الثامن الهجري ليتمكن من خلاله من التقعيد لتكفير بعض المسلمين بزعمه أنهم لم يكونوا (موحدين) لأنه بهذا التقسيم الثلاثي يمكن إخراج أكثر الأمة من مسمى (الموحدين) لأن معظم علماء الأمة الإسلامية لا يخلو أحد منهم من تأويل بعض الصفات أو توسل بالصالحين أو عدم تكفير من ادعى نبياً أو صالحاً أو استغاث به أو طلب عونه أو نحو ذلك مما يختلف فيه علماء المسلمين عن غلاة الحنابلة، فيراه غلاة الحنابلة شركاً أكبر أو بدعة مضللة، ويفصّل فيه علماء المسلمين تفصيلا ليس هنا محل استعراضه.
- تحت الدرس السابع (ص14) جاء تعريف توحيد الربوبية بأنه (هو توحيد الله بأفعاله وقد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم)!! وهذا القول غير دقيق، لأن الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينكرون أموراً من خصائص الربوبية فمنهم من ينكر تصرف الله في إنزال المطر وبعث الرزق وإحياء الناس بعد الموت....الخ، ويعبدون الأصنام.
والتربويون لا يعرفون أن المراد من هذا الكلام (تكفير جميع المسلمين) المخالفين للدعوة السلفية لأنهم في زعم علماء الدعوة يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق لكنهم يعبدون غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين!!! فلذلك جاء تأكيد المقرر على أن (من يؤمن بأن الله هو الذي خلقه ورزقه ولكنه لا يعبد الله وحده يكون مشركاً)!! (ص15)
- الدرس الخامس من المقرر تحت عنوان (توحيد الألوهية) قال المقرر: (هو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والرغبة والرهبة والانابة والاستعانة والاستعاذة والتعظيم وهذا النوع من التوحيد هو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه بين الرسل وأممهم).
وهذا المراد منه (تكفير المسلمين) وستأتي الأدلة على ذلك، ثم العبارة غير دقيقة فالنزاع قد وقع في توحيد الربوبية أيضاً بين الرسل وأممهم ففرعون كان يقول: (أنا ربكم الأعلى) وكان يقول: (ما علمت لكم من إله غيري) وصاحب إبراهيم كان يقول: (أنا أحيي وأميت) الإحياء والإماتة من توحيد الربوبية على التسليم بتقسيم التوحيد.
تحت عنوان أول ما فرض الله على الناس (ص46) ذكر المقرر أن أول ما فرضه الله على بني آدم هو الكفر بالطاغوت ثم ذكر صفة الكفر بالطاغوت بأنه (أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغض أهلها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم)!!!.
لا يعرف التربويون أن المراد هنا أن (تبغض المسلمين وتكفرهم وتعاديهم ) لأن المقرر مأخوذ من الدعوة السلفية إما مباشرة وإما بواسطة والدعوة السلفية قائمة على اتهام بقية المسلمين بأنهم يعبدون الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله من نبي أو ولي أو صالح أو صحابي....الخ.
ولا يعنون بالعبادة (العبادة المباشرة) من صلاة وسجود وحج وزكاة وصيام وإنما يريدون من توسل بصالح أو تبرك به أو زعم أن في تربة قبره دواء من بعض الأمراض أو علق تميمة أو ودعة أو استشفع به عند الله..... وهذا المعنى الأخير لا يرى المسلمون أنه عبادة لغير الله وإنما يختلفون بين مجيز له وبين كاره وبين محرم ، وهذه الأمور كلها لا تدخل تحت (عبادة غير الله الذي هو الشرك الأكبر) بينما علماء الدعوة السلفية يدخلون هذه الأمور تحت (الشرك الأكبر) المخرج من الملة الموجب لاستحلال النفوس والأموال والأعراض!!!.
الدرس الثاني (48) تحت عنوان (الإيمان الحق) جاء تعريفه عند المقرر بأنه (أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود وتحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتعاديهم) .
قلت: لا يعرف التربويون أن المراد بأهل الشرك هنا هم (بقية المسلمين) غير الوهابية وهم أكثرية المسلمين من اتباع المذاهب والفرق الإسلامية وهذا يأتي تفسيره بعد قراءة كتب الدعوة السلفية، وسيأتي نماذج من ذلك عند بياننا للجذور الفكرية لمناهج التعليم في هذه المذكرة.
والتربويون الآن بشكل عام والمسئولون عن المناهج بشكل خاص يتصايحون من دعوى أمريكا أن المقررات تدعو لكراهية الكفار من اليهود والنصارى وينسون أن العبارات إنما تعني (كراهية المسلمين ومعاداتهم وتكفيرهم)! لكن المسلمين لا بواكي لهم، وهم يصيحون من ثلاثة قرون ولم نسمع لهم لأنهم ضعفاء.
- وفي ص 56 ذكر المقرر (أن الإنسان لا يصير مؤمناً إلا بالكفر بالطاغوت)! وهذا تقعيد لتكفير المسلمين، لأنهم في زعم علماء الدعوة لا يكفرون بالطاغوت وإنما يسوغون للعوام الكفر بالطاغوت ويحبون عبادة غير الله....على آخر هذه المزاعم الكبيرة التي يبرأ منها المؤمنون –وسيأتي بيان هذا في الجذور الفكرية-.
مقرر الصف الخامس – الفصل الأول:
جاء في الدرس الثالث ص12 (أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل) وهذا الكلام من الناحية النظرية صحيح، لكن المراد بالكلام غير هذا الظاهر البريء.
فالمراد أن المسلمين يشركون بالله عز وجل عندما يتبركون أو يتوسلون بالصالحين أو يستشفعون بهم أو يبنون الأضرحة عند قبورهم.. الخ، فهذه عند علماء الدعوة عبادة لغير الله ويلزم منها الشرك الأكبر المخرج من الملة، وعلى هذا لا بد من البيان للطالب أن يتورع في تنزيل النظرية إلا على من عبد غير الله حقاً أما من أخطأ في دعاء غير الله أو التوسل به أو .... فليس مشركاً ولا كافراً لكنه مرتكب لمحرم شرعاً أو مكروه ، بل بعض هذا مباح عند بعض العلماء قديماً وحديثاً، فإن خطأناهم لا يجوز لنا تكفيرهم، ولا رميهم بالشرك فالشرك أمره عظيم.
فلهذا ينشأ الطالب فينا وهو يتلفت (أين المشركون الذين يعبدون غير الله؟)! فلما يقرأ في كتب الدعوة السلفية يظنه قد وجد ضالته في (تكفر المسلمين)! وأن خريطة العالم الإسلامي إنما هي (خريطة المشركين)! أما بقية خريطة العالم فهي خريطة أهل الكتاب! وأهل الكتاب أقرب لنا من المشركين! وهذا ما أكدته الجذور الفكرية لمناهج التعليم.
وفي المقرر ص 14 عنوان (لا تجوز موالاة من حاد الله ورسوله)! ولو كان أقرب قريب!
يظن بعض السذج أن المراد بهؤلاء المحادين لله والرسول هم (الكفار الأصليون)! بل المحاربون منهم خاصة، ولا يعرفون أن المراد به (خصوم الدعوة السلفية) من أتباع المذاهب الأربعة فمن والى أهل الحرمين أو أهل القصيم أو أهل الرياض أو أهل الأحساء قبل انضوائهم تحت لواء الدعوة فقد نقض شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله! هذا سنعرفه عند قراءتنا للجذور الفكرية بعد قليل.
- ذكر المقرر ص 16 (أن أعظم ما أمر الله به التوحيد وأعظم ما نهى الله عنه الشرك وهو دعوة غيره معه)!! وهذا التفسير للشرك وقصره على الدعاء دليل على أنه ليس المراد بالشرك ما يظنه البعض بأن المراد (عبادة الأصنام)! وإنما قول بعض العوام (يا فلان اشفع لي عند الله، يا فلان ادع لي ربك أن ..) وهذا عند المتشدد من علماء المسلمين محرم فقط، وكرهه بعضهم وأباحه بعضهم، لكنه عند غلاتنا هو (الشرك الأصلي) الذي من أجله حورب الكفار ....الخ.
- وجاء ص 24 (أن من صرف شيئاً من العبادة كالدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والإستعانة والإستغاثة والذبح والنذر لغير الله فهو مشرك كافر)!
قلت: لا يعنون بذلك (الكفار الأصليين) فهم لا يفعلون هذا فهذا محل إجماع، وإنما يعنون بذلك (المسلمين المصلين الصائمين المزكين المجتنبين لكبائر الذنوب)!! وسيأتي هذا واضحاً عند كلامنا عن (الجذور الفكرية) التي ما زال عليها كثير من العلماء وطلبة العلم.
وخطؤهم أتاهم من (التوسع في معنى الشرك) حتى أدخلوا فيه (المحرم والمكروه والمباح) فليست كل استعانة بغير الله شركاً ولا كل خوف من غير الله شركاً ولا كل رجاء من غير الله شركاً..الخ، نعم الغلاة يفرقون بين الحي والميت لكنهم لا يفرقون بين من يستغيث بولي أو صالح ومن يعبد صنماً! رغم أن هذا المستغيث أو المستشفع يرى أنه المستغاث به عبد لله له شفاعته عند الله، فهذا يختلف عن آخر يدعو أحد الصالحين وهو يرى أنه من المشاركين في الألوهية والتأثير استقلالاً عن الله، فهذا المعنى الأخير هو (الكفر الأكبر) لكن ليس عليه مسلم واحد لا من العلماء ولا من العوام، أما المعنى الأول فليس شركاً وغاية ما فيه أنه محرم فحسب.
-----------------
يتبع باذن الله تعالى .