مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-10-2001, 10:09 PM
yaseen ahmad yaseen ahmad غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 7
Post الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية ايهما يتفوق على الآخر

لقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن الحضارة والقيم ، وقد اعتبر الغرب ان الهجوم على نيويورك وواشنطن هجوم على القيم الغربية ، وقال رئيس وزراء ايطاليا ان الحضارة الغربية متفوقة على الحضارة الاسلامية ، فهل الغرب متفوق علينا حضاريا ، ام مدنيا فقط ، وعليه ما الفرق بين الحضارة والمدنية ، وما هي القيم ؟ وهل هناك اختلاف بين الحضارتين وقيمهما ؟ وايهما يتفوق على الاخر ؟ .

هنالك فرق بين الحضارة والمدنية ، فالحضارة هي مجموع المفاهيم عن الحياة ، والمدنية هي الاشكال المادية للاشياء المحسوسة التي تستعمل في شؤون الحياة .


وتكون الحضارة خاصة حسب وجهة النظر في الحياة ، في حين تكون المدنية خاصة وعامة ، فالاشكال المدنية التي تنتج عن الحضارة كالتماثيل تكون خاصة ، والاشكال المدنية التي تنتج عن العلم وتقدمه ، والصناعة ورقيها ، تكون عامة ، ولا تختص بها أمة من الامم ، بل تكون عالمية كالصناعة والعلم .


وهذا التفريق بين الحضارة والمدنية يلزم ان يلاحظ دائما ، كما يلزم ان يلاحظ التفريق بين الاشكال المدنية الناجمة عن الحضارة ، وبين الاشكال المدنية الناجمة عن العلم والصناعة . وذلك ليلاحظ عند اخذ المدنية التفريق بين اشكالها ، والتفريق بينها وبين الحضارة ، فالمدنية الغربية الناجمة عن العلم والصناعة لا يوجد ما يمنع من اخذها ، واما المدنية الغربية الناجمة عن الحضارة الغربية فلا يجوز اخذها بحال ، لانه لايجوز اخذ الحضارة الغربية ، لتناقضها مع الحضارة الاسلامية في الاساس الذي تقوم عليه ، وفي تصوير الحياة الدنيا وفي معنى السعادة للانسان .`

اما الحضارة الغربية فانها تقوم على اساس فصل الدين عن الحياة ، وانكار ان للدين اثرا في الحياة ، فنتج عن ذلك فكرة فصل الدين عن الدولة لانها طبيعية عند من يفصل الدين عن الحياة ، وينكر وجود الدين في الحياة ، وعلى هذا الاساس قامت الحياة ، وقام نظام الحياة .


اما تصوير الحياة فانه المنفعة ، لانها هي مقياس الاعمال ، ولذلك كانت النفعية هي التي يقوم عليها النظام ، وتقوم عليها الحضارة ، ومن هنا كانت النفعية هي المفهوم البارز في النظام ، وفي الحضارة ، لانها تصور الحياة بانها المنفعة .ولذلك كانت السعادة عندهم اعطاء الانسان اكبر قسط من المتع الجسدية وتوفير اسبابها له .


ولهذا كانت الحضارة الغربية حضارة نفعية بحتة ، لاتقيم لغير المنفعة اي وزن ، ولاتعترف الا بالنفعية ، وتجعلها هي المقياس للاعمال .

واما الناحية الروحية فهي فردية لاشأن للجماعة بها ، وهي محصورة في الكنيسة ورجال الكنيسة ، ولذلك لاتوجد في الحضارة الغربية قيم أخلاقية او روحية او انسانية ، وانما توجد قيم مادية ونفعية فقط . وعلى هذا الاساس جعلت الاعمال الانسانية تابعة لمنظمات منفصلة عن الدولة ، كمؤسسة الصليب الاحمر ، والارساليات التبشيرية ، وعزلت عن الحياة كل قيمة الا القيمة المادية وهي الربح . فكانت الحضارة الغربية هي هذه المجموعة من المفاهيم عن الحياة .

اما الحضارة الاسلامية فانها تقوم على اساس هو النقيض من اساس الحضارة الغربية ، وتصويرها للحياة غير تصوير الحضارة الغربية لها ، ومفهوم السعادة فيها يختلف عن مفهومها في الحضارة الغربية كل الاختلاف .

فالحضارة الاسلامية تقوم على اساس الايمان بالله ، وانه جعل للكون والانسان والحياة نظاما يسير بموجبه ، وانه ارسل سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بالاسلام دينا ، اي ان الحضارة الاسلامية تقوم على اساس العقيدة الاسلامية ، وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله تعالى . فكانت العقيدة هي الاساس للحضارة .


اما تصوير الحياة في الحضارة الاسلامية فانه يتمثل في ان الحياة هي دار ابتلاء واختبار وليست دار خلود ، وبالتالي فان مقياس الاعمال للمسلم هو الحلال والحرام ، وبناء على ذلك كان المسير لاعمال المسلم هو اوامر الله ونواهيه ، والغاية من تسيير اعماله بأوامر الله ونواهيه ، هي رضوان الله تعالى ، وليس النفعية مطلقا .


وقد جعل الشرع للاعمال قيمة تختلف باختلاف الاعمال ، فقد تكون قيمة مادية كمن يتاجر بقصد الربح ، وقد تكون القيمة روحية كالصلاة والزكاة ، وقد تكون القيمة اخلاقية كالصدق والامانة والوفاء ، وقد تكون القيمة انسانية كانقاذ الغريق واغاثة الملهوف .


واما السعادة فهي نيل رضوان الله ، وليست اشباع جوعات الانسان ، لان اشباع الجوعات وسيلة لازمة للمحافظة على ذات الانسان ولا يلزم من وجودها السعادة . لان السعادة هي الطمأنينة الدائمة في جميع احوال الحياة ، وهذه الطمأنينة لاتوجد الا بشعور الانسان برضى الله عز وجل .


ونظرة خاطفة للحضارة الغربية التي تتحكم في العالم اليوم ، ترينا ان الحضارة الغربية لا تستطيع ان تضمن للانسانية طمأنينتها ، بل انها على العكس من ذلك سببت هذا الشقاء الذي يتقلب العالم على أشواكه ، ويصطلي بناره ، والحضارة التي تجعل اساسها فصل الدين عن الحياة خلاف فطرة الانسان ، ولاتقيم للناحية الروحية وزنا في الحياة العامة ، وتصور الحياة بانها المنفعة فقط ، وتجعل الصلة بين الانسان والانسان في الحياة هي المنفعة ، هذه الحضارة لاتنتج الا شقاء وقلقا دائمين ، فما دامت هذه المنفعة هي الاساس فالتنازع عليها طبيعي ، والنضال في سبيلها طبيعي ، والاعتماد على القوة في اقامة الصلات بين البشر طبيعي ، ولذلك يكون الاستعمار طبيعيا عند اهل هذه الحضارة ، وتكون الاخلاق مزعزعة ، لان المنفعة وحدها ستظل هي اساس الحياة ، ولهذا فمن الطبيعي ان تنفى من الحياة الاخلاق الكريمة كما نفيت منها القيم الروحية ، وان تقوم الحياة على اساس التنافس والنضال والاعتداء والاستعمار ، وان تنتشر الجريمة والرذيلة بكل اشكالها ، لان الحضارة الغربية تجعل المنفعة هي المقياس ولا تبالي بما يجب ان يكون عليه المجتمع من قيم سامية ، لان المهم ضمان حريات الافراد ، بغض النظر عما سيؤول اليه حال المجتمع في ظل هذه الحريات ، وما هو واقع في العالم اليوم من وجود ازمات روحية في نفوس البشر ، ومن قلق دائم وشر مستطير ، خير دليل على نتائج هذه الحضارة الغربية ، لانها هي التي تتحكم في العالم وهي التي ادت الى هذه النتائج الخطيرة على الانسانية .

ونظرة الى الحضارة الاسلامية التي تحكمت في العالم منذ القرن السادس الميلادي حتى اواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، ترينا انها لم تكن مستعمرة ، وليس من طبعها الاستعمار ، لانها لم تفرق بين المسلمين وغيرهم ، فضمنت العدالة لجميع الشعوب التي دانت لها طوال مدة حكمها ، لانها حضارة تقوم على الاساس الروحي الذي يحقق القيم جميعها من مادية وروحية واخلاقية وانسانية .هذا التحقيق للقيم من قبل الافراد يوجد توازنا في المجتمع الانساني ، فبتحقيق القيمة الانسانية يجد الفقير من يتصدق عليه ، ويجد الملهوف من يغيثه ، وتحصل الثقة بين افراد المجتمع لاتصافهم بالاخلاق الحميدة ، كالصدق والعدل والعفة ، ويرتفع مستواهم المعيشي بتحقيق القيمة المادية ، ويسيطر على المجتمع الجو الايماني بتحقيق القيمة الروحية ، وهذه الحضارة تجعل الوزن كله في الحياة للعقيدة ، وتصور الحياة بانها مسيرة باوامر الله ونواهيه ، وتجعل معنى السعادة بانها رضوان الله ، وحين تسود هذه الحضارة الاسلامية كما سادت من قبل فانها ستكفل معالجة ازمات العالم وتضمن الرفاهية للانسانية جمعاء .


وعليه فاننا نعترف بتفوق الغرب على المسلمين مدنيا ، اي في الصناعة والعلوم ، وان كان هذا الوضع طاريء وليس باصيل ، وله اسبابه التي تتمثل في ابتعاد المسلمين عن الاسلام ، اما تاريخيا فان المدنية الاسلامية قد تفوقت على ما عداها ووصلت الى مستويات مذهلة لاينكرها منصف ونزيه ، ومع ان الامر غني عن الاستدلال ولكن لابأس من ذكر ما قاله الفيلسوف الالماني المعروف ( نيتشه ) في وصفه للمدنية الاسلامية : ( لقد حرمتنا المسيحية ، ميراث العبقرية القديمة ، ثم حرمتنا بعد ذلك من الاسلام ، فقد ديست بالاقدام تلك المدنية العظيمة ، مدنية الاندلس المغربية ، ولماذا ؟ لانها نشأت من اصول رفيعة ومن غرائز شريفة ، نعم من غرائز رجال ، تلك المدنية لم تنكر الحياة بل اجابتها بالايجاب وفتحت لها صدرها .
وقد قاتل الصليبيون تلك المدنية بعد ذلك ، قاتلوها وكان اولى بهم ان يسجدوا لها على التراب ويعبدوها ، وليست مدنيتنا في هذا القرن التاسع عشر ، الا مثالا على الفقر والزوال امام مدنية الاسلام في ذلك الوقت ).

اما حضاريا فانه من الظلم للحقيقة ان نقول ان الحضارة الغربية متفوقة على الحضارة الاسلامية ، ومن الظلم للانسانية ان نتركها فريسة للحضارة الغربية ومفاهيمها التي حولت المجتمعات الى غابة وحوش انحدر فيها الانسان الى درك الحيوان ، ولا ريب ان الله عز وجل سيسألنا يوم القيامة ويحاسبنا على عدم ايصال الاسلام الى العالم ، قال تعالى ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م