مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #81  
قديم 14-05-2004, 01:52 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

وفي السيارة.. كنت أصارع أعداد لا منتهية من الآلام.. كان جسمي يؤلمني.. قلبي يؤلمني.. رأسي.. عياني.. كلي يؤلمني.. لم أعرف أكان الموضوع مرضيا أم أنه مجرد ألم نفسي.. كنت أنظر من نافذة السيارة.. أرى الناس حولي.. ترى هل يتألمون لما أتألم؟ هل يشعرون بما بي؟ هل تفضحني عيناي أم أنهما ممثلتان بارعتان كما شفتي التي تزيف ابتسامتها رغم الألم الذي يعصف بداخلها؟
رفعت رأسي لأرى القمر.. القمر الذي كان يتلقى رسائلي كل ليلة ليوصلها إلى نواف.. رفعت ناظري إليه لأرى رأيه.. هل يشاركني الألم كما شاركني الفرح؟ أم أنه تخلى عني.. والآن؟
نظرت إليه فرمقني بنظرة عطف وكأنه همس.. لا تحزني..
همست عيني.. أرجوك.. آخر رساله.. أرجوك أن توصلها..
تردد كثيرا ولكنه في الأخير تقبل الموضوع.. مذكرا إياي أنها آخر رساله.. فرحت.. هتفت.. أحبه.. قل له أني أحبه.. وسأظل أحبه ما امتدت بي الحياة..
أشاح بوجهه عني باكيا فأخفضت بصري.. نظرت أمامي.. إلهي لقد اقتربنا.. ألهمني الصبر يا ربي.. ألهمني الصبر في موقفي الجلل هذا..
وصمت أنظر للطريق بصمت مميت..
يبدو أني لم أكن وحدي من يكلف القمر بايصال رسائله..فلقد كان نواف يشاطرني الأمر ذاته.. كان يقود سيارته باتجاه الصاله.. صالة الزفاف.. كان حزينا.. يبدو حزنه واضحا في عينيه.. كان حزينا في وضع يوجب عليه أن يكون أسعد الخلق.. اليوم زفافه.. فكيف يحزن؟ ولأي سبب؟ ما الذي يحمله على الكآبه؟ يجب أن يفرح.. يضحك.. يغني.. يرقص.. لا أن يكتئب ويبكي.. رفع بصره المتألم إلى السماء.. تلك السماء التي بدت في تلك الليلة كقطعة قماش من المخمل الأسود نثرت عليها الدراهم الفضية بعشوائية مرتبة.. وقد احتل القمر المكانه الوسطى..فاستلم زمام الأمور خلف الشمس.. فكأنه الملك.. ملك الظلام.. نظر نواف إلى القمر.. فنظر الأخير له.. همس نواف.. هل لك أن توصل رسالتي لمن أحب يا قمر؟لطالما فعلت فأرجوك لا تبخل علي هذه المرة..
وبعد تردد كثير وافق القمر.. حسنا.. سيوصل الرساله..
فرح.. همس.. أحبها..قل لها أني أحبها.. وسأظل أحبها ما امتدت بي الحياة..
تألم القمر كثيرا فأشاح وجهه فأخفض نواف رأسه وأكمل سيره.. حتى وصل إلى الصالة.. حيث يقام زفافه!!
كنت قد وصلت منذ مدة ليست بطويلة.. عندما فتحت باب السيارة قاصدة الهبوط منها.. أحسست بدوار شديد فتجاهلت الأمر.. خرجت من السيارة.. فكانت قدماي وكأنها عجزت عن حملي.. كدت أن أقع.. إلى أني تمالكت نفسي.. خرج السائق بسرعة من السيارة وقال: سيدتي.. هل أنت بخير؟
- أجل أنا بخير..
- هل نعود للمنزل؟؟
- المنزل؟؟ لا لا سأبقى..
- ولكنك تعبه!!
- وما دخلك أنت؟ قلت لك سأبقى..
- بأمرك سيدتي.. سأبقى أنا هنا حتى تنتهين..
- لا اذهب وسوف اتصل عليك..
- لا أستطيع.. السيد سعود أمرني أن أبقى حتى تنتهين..
تأفف فقد علمت أنه بما أن سعود تدخل بالموضوع فلا يمكن أن ينفذ السائق ما أقول..
قلت: حسنا.. ابقى هنا..
وبخطى بطيئة سرت حتى دخلت القاعه... كنت أرتدي رداء الخوف والرهبه.. قلبي يدق بجنون..وكأنه طائر صغير يكاد أن يخرج من قفصه.. ضممت يدي إلى صدري ومشيت ببطء..
نزعت عبائتي ونظرت إلى الناس من حولي.. يا الله.. لم أتوقع الموقف بهذه الصعوبه.. الكل ينظر إلي.. من هذه؟ لم يكن بعينيهم سؤال غيره.. من هي؟ ماذا تريد؟
بالطبع ليس من الصعب عليهم أن يكتشفوا أن لست من (الأهل) لأنهم جميعهم أقارب.. يعرفون بعضهم ويمزون أقاربهم.. وذلك ما زادني خوفا.. وألقى بقلبي الرعب..
ابتسمت برهبه لمن حولي وتقدمت.. مضيت في طريقي إلى داخل الصالة.. حيث كانت الصاعقه هناك..
فما أن دخلت من الباب وجدت نسوة كثر واقفات بالباب.. من مختلف الأعمار..منهم الكبيرة والشابة والطفلة.. كان واضحا أنهم من أصحاب العرس.. لأنهم كانوا يستقبلون المدعوين.. مددت يدي.. سلمت عليهم واحة واحدة.. منهم من رمتني بنظرة تحمل الكثير من علامات الريبة والشك.. ومنهم من نظرت إلي بكراهيه.. ومنهم من نظر إلي بلطافه وبشاشه.. حتى وصلت يدي إلى يد امرأة كبيرة في السن.. إلا أن وجهها بشوشا مضاء.. ابتسمت لي ثم سألتني بحده: من أنت؟
خفت.. ارتجفت وارتعدت أطرافي.. ماذا.. من أنا؟ ماذا أخبرها؟ أنا حبيبة من سيتزوج اليوم؟؟ ماذا أقول.. لم يخبرني نواف ماذا أقول.. بل انا من نسيت أن أسأله..ويحي..ماذا أفعل الآن..
نظرت إلي باستغراب ثم قالت: من أنت با ابنتي؟
أجبتها بتلعثم: أنا روز.. روز سلطان..
قاطعتني فتاة كانت بقرب هذه المرأة صائحه: أمي.. إنها من أخبرنا عنها نواف..
فتحت عيني ذهولا أخبرهم عني؟ ماذا أخبرهم؟ كيف أخبرهم!!
رحبت هذه المرأة التي اكتشفت فيما بعد أنها والدة نواف بي ترحيبا حارا.. وقالت لي: أهلا بك يا ابنتي..مرحبا بك.. أين والدتك؟ لما لم تأتي معك؟
لازالت علامات الذهول على وجهي حين أجبت: والدتي تعبه قليلا..وهي من بعد وفاة والدي لا تذهب إلى حفلات زفاف..
- أنا آسفه يا ابنتي..
- لا عليك يا خاله..
قالت لابنتها: حصه.. خذيها يا ابنتي إلى الطاولة التي حجزناها لها.. هيا بسرعه لا تدعي الفتاة تقف كثيرا..
قالت حصه باسمة: تفضلي..
سارت أمامي وسرت أنا خلفها مذهولة.. ما الذي يحدث؟ وماذا قال لهم نواف يا ترى؟ من أنا؟ بم أخبرتهم عني يا نواف؟
وصلت إلى الطاولة التي حجزت لي وحدي.. استللت الكرسي وجلست.. ابتسمت لها وشكرتها..
اعتذرت مني وقالت أنها ستعود بعد قليل.. لحقتها بنظري فوجدتها تتجه لمجموعة من الفتيات.. أخبرتهم بأمر جعلهم يلتفتون..وليس لأي مكان.. لي أنا.. حولت بصري عنهن بسرعه حتى لا يلحظوا أني كنت أنظر إليهم.. نظرت إلى هناك..حيث سيجلس العروسان.. كان الديكور يشبه الحديقة.. كرسي كبير قليلا مزين بأزهار بيضاء وحمراء منسقة بخيلاء.. وبعض الأمور لم أرهما بوضوح ليس لأنها غير مفهومه..أو لأني بعيدة فلا أرى.. بالعكس.. أنا قريبة من المسرح بشكل كبير..قريبة كفاية لأرى أدق التفاصيل..بل لأني عيني عميت وذهب بصرها عندما نظرت إليها.. أجل رأيتها.. رأيت من أخذت مكاني.. من خطفت مني حبيب روحي.. رأيت..وليتني لم أفعل.. لم تكن قبيحة أبدا.. وليست بخارقة الجمال أيضا.. لا أقول أني أنا الجميلة..ولكني لا أدري.. ربما هي الغيرة.. بأنها هي من فازت بكل شيء.. وبأغلى شيء.. وأنا خسرت قلبي.. لم تكن حرب عادلة أبدا..أنا بذلت كل ما في وسعي..ولكنه لم يفعل.. استسلم لحصارها بسرعه..ودون أن تمضي أربع وعشرون ساعة حتى.. لا أحمل لها في قلبي أية مشاعر.. لا حب.. ولا حتى كره.. ولا أريد ان أفكر بما أحمله لها من مشاعر.. أخاف أن أظلمها.. أنا لا أعرفها فكيف أكرهها؟
أشحت بوجهي عنها منزعجة بسرعة.. نظرت فوجدت حصة مقبلة نوحي.. لم تتأخر..كما وعدت ثوان فقط وعادت.. يبدو أنه كان لديها خبرا مهما لتشيعه بين الحضور.. ماهو يا ترى..
جاءت وجلست بقربي.. رحبت بي قائلة: مرحبا بك يا روز.. كيف حالك؟
- الحمدلله بأفضل حال.. وأنت؟
- أنا الحمدلله بخير أيضا.. أخبرنا نواف عنك كثيرا..
فغرت فاهي أنظر إليها فقالت متداركه:أقصد عنك أخيك.. فكما تعرفين نواف واخيك سعود أصحاب منذ سنتان.. وإن أردت الحقيقه... نواف يحب سعود كثيرا.. حتى أنه أوصاني بكم وأخبرني أن أجلسكم أنت ووالدتك على هذه الطاولة بالذات.. أعلم أنه يريد أن يجلسكم على الأفضل.. بصراحه لو لم يوصني هو لكنت فعلت الأمر ذاته..
أخذت تثرثر وتتكلم ولكني لم أسمعها.. غبت عن الواقع قليلا وأخذت أفكر بينما هي تتحدث.. صاحب أخي؟ أهكذا أخبرتهم يا نواف؟ وبم قد تخبرهم؟ أنك تحبني أنا؟ ويحي كم أنا غبيه.. للحظة تمنيت لو أنك أخبرتهم أنك تحبني.. أو حتى.. كنت تحبني.. ولكن يبدو أن أحلامي ستظل أحلاما.. لن يتحقق أي منها يوما.. أبدا..
قطع أفكاري صوت حصه قائلة: عن إذنك يا روز.. مضطرة أن أذهب الآن لأن أخي.. نواف سيدخل الآن..فيجب أن أذهب..
سرت رعشة في أوصالي بينما أسمعها تنطق اسمه.. نواف..
قلت لها باستماته وأنا ابتلع عبراتي: خذي راحتك..
نهضت من الكرسي وذهبت بسرعه.. نواف سيدخل الآن؟؟ آه يا ويح قلبي.. يا عذابه ومرارة ما يحسه..
نهضت العروس استقبالا لزوجها القادم من بعيد.. زوجها الذي يسير بخطى واثقه..رافعا رأسه وعلى شفتيه ابتسامة ساحره..
دخل نواف القاعه ووقف قليلا.. وكأنه يحدث نفسه ويشجعها على الدخول.. فلقد خافت من الناس.. كل هؤلاء!! لا أدري ربما اعتقدت نفسه أنه لوحده.. وأن القاعه لن تضم سواه وزوجته.. ولكن خاب ظنها يا نواف..
تقدم قليلا.. بحث بعينيه ونظر إلى طاولتنا.. رأها ولكأنه يريد أن يعلم.. أحضرت أم لا.. كنت جالسة لوحدي إلا أن نساء كبيرات في السن وأخريات في عمري انضممن إلي.. فكنا جميعنا مرتدين عباءاتنا فلا يظهر منا سوى أعيننا.. فهل سيعرفني من عيني؟
مشى نواف متجها إلى المسرح حيث عروسه وبصحبته والدها واخيها.. يمشي هو وعيناي تتبعه حيث سار..
عندما مر بقربي.. تعالت دقات قلبي المتلاحقه وانفطر قلبي من الألم.. هلا حدثت معجزة وأوقفت هذا الزفاف؟أما يحدث ما يحول دون إتمامه؟ أما يحصل ما يمنع قلبي من التألم؟ أواه على حالك يا قلبي..
وصل نواف إلى عروسه.. قبّل رأسها.. أمسك بيديها وجلس بقربها.. كانت عروسه خجلى.. وجهها اصطبغ بالحمرة.. ويداها كان واضحا أنهما ترتعشان.. أمسك نواف يديها بين يديه.. ونظر إليها وأطال النظر.. ثم أخذ يتحدث معها ويضحك.. يضحك بعفوية تامه.. فلقد نست نفسه الخائفة قبل قليل خوفها..ولم تتذكر سوى كيف تضحك مع شريكتها.. نست أن حولهما أناس كثر..فلم تعد ترى أمامها سوى شريكة حياتها..
وأنا.. كنت أرقبهم من هناك.. من مكاني على الكرسي.. كل ما رأيته يضم يدها اضم يدي.. يخيل لي أنه يضم يدي أنا.. ولكني لا أجد سوى برودة الثلج فيها..
كل ما رأيته يبتسم لها.. اعتقد أنه يبتسم لي.. ولكن تصدمني عيناه التي تنظر إليها وحدها..فأشيح بناظري بسرعه.. كل ما رأيته يهمس.. أحسب أنه يهمس باسمي.. فأهب لأجيبه إلا أنها هي تجيبه..لأنه حدثها هي ولست أنا!
سألت نفسي.. هل أرحل؟ أم أبقى؟ هل أجلس لوقت أطول وأعذب نفسي أكثر؟ وما يبقيني؟أما امتلأتي يا نفسي تعذيبا؟ أما أرهقتي ألما؟ إذا ما رأيك؟ أنرحل؟
وبينما أنا أفكر.. نظرت إليهما مجددا.. ماذا يفعلون الآن؟ فوجدت العروس منشغلة بالحديث مع امرأة بقربها.. وهو.. نواف.. ينظر إلى البعيد سارح الفكر.. ترى إلى أين ينظر؟ وبم يفكر؟
بلى.. إنه ينظر أمامه.. إلى هنا.. إلي أنا.. أتراه ميزني؟؟ عرفني؟ عرف أني حضرت؟ أم أنه لازال يفكر.. أي النساء أنا؟؟ أم أنه يا ترى لا يفكر بي حتى؟


يتبع..
الرد مع إقتباس
  #82  
قديم 14-05-2004, 01:53 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

رفعت رأسي وألقيت بناظري عليهما..فوجدته يقبل يدها.. وقتها لم أطق الإحتمال أكثر.. صبرت وتحملت..ولكن لا أستطيع.. نفذ صبري ولم أعد أطيق الإحتمال!
أمسكت حقيبتي.. وانسحبت بخفة تسبقني عبرتي التي أحسست بها تجري على خدي.. لم أحاول أن أرى أمامي فنظرت إلى خطواتي.. لم أرفع رأسي حتى وصلت إلى الباب.. خرجت بسرعه وكأني أهرب من شبح مخيف يلحقني..لم ألتفت ولم أفكر في النظر خلفي.. لم يكن يستقر في بالي سوى منظره وهو ممسكا بيدها يقبلها..كلما تذكرت تلك الصورة..كلما ركضت مسرعة حتى وصلت أخيرا إلى السياره..فتحت بابها وقفزت فيها بسرعه وهمست للسائق بألم: إلى البيت!

عينا نواف لازالت تبحثان.. ولكن عن ماذا تبحث؟ وعن أي شيء؟ اقتربت منه اخته نجوى وقالت: نواف هل تبحث عن شيء؟
نظر إليه وقال بعد أن طال صمته: أهل صاحبي سعود.. ألم يحضروا؟
أخذت تفكر قليلا ثم قالت: وما أدراني أنا؟ كنت مع صديقاتي هناك...
واشارت بيدها إلى ناحية من القاعه ثم استطردت بزهو: انظر تلك هي غادة وبجانبها فجر والأخرى الجميله تلك اسماء.. وتلك..
قاطعها نواف قائلا: نجوى! ألا تخجلين؟ تشيرين لي لأرى صاحباتك؟
نكست نجوى رأسها بخجل وتمتمت معتذره..قال لها نواف: اذهبي لحصه واخبريها أني اريدها حالا...
بتململ قالت: حسنا سأفعل..
ذهبت نجوى بين الجموع تبحث عن حصه حتى وجدتها على أحد الطاولات تتحدث مع سيدة ما.. همست في أذنها: حصه..يريدك نواف..
التفتت اليها وقالت: حسنا حسنا.. سأذهب له الآن..ثوان فقط..
قالت نجوى: يقول الآن ولا تأتي بدونها..
بابتسامة مصطنعه قالت حصه: حسنا نجوى قلت لك سآتي. .
أعادت نجوى حديثها فصاحت بها حصه: قلت لك حسنا..اغربي عن وجهي الآن!!
ذهبت نجوى وهي تضحك..فلقد كانت هوايتها.. أن تثير أعصاب من حولها.. وخصوصا حصة ونواف..
استأذنت حصه ممن كانت تحادثها وذهبت لترى أخيها.. اقتربت منه وقالت: خير يا نواف..
نظر إليها وقال: حصه.. ألم يأتوا أهل صاحبي ؟؟
- تقصد أهل سعود؟؟
- أجل أقصدهم..ألم يأتوا؟؟
هزت رأسها نافية وقالت: لا لم يأتوا..
فتح عينيه ذاهلا فاستطردت: لم يأتي منهم أحدا سوى روز.. أخته..
فغر فاه وتمتم: روز؟
أجابت باسمه: أجل اسمها روز أتصدق؟ وكم هم جميلة ومحترمة روز هذه..
حاول نواف جاهدا ضبط نفسه فقال: أين؟ لا أرى أين هي جالسه!
- انظر هناك بالطاولة التي أخبرتني!!
نظرت هي حيث أشارت ونظر هو راجيا من كل قلبه أن يراها ولو للمرة الأخيره!!
صاحت حصه: أين هي؟؟ أرحلت؟؟ آه يبدو أنها رحلت.. ولكنها كانت تجلس هنا.. على هذا الكرسي هناك..
نظر نواف إلى الكرسي الفارغ.. فأحس وكأنه يتجرع كأس مر تسري محتوياته الكريهه في كل جسده وأوصاله.. روز رحلت؟؟ ودون أن يراها؟ كانت هنا..على هذا الكرسي بالذات كما خطط.. أمام ناظريه..فلم يميزها.. أجل أطال النظر إليها ليس لأنه عرفها.. بل لأنه سرح يفكر فيها.. ولم ينتبه إلى اين ينظر..
أجل نظر إلى تلك الهاربه منذ دخوله.. ولكنه لم يعتقد أنها هي.. روز هي الهاربه.. ربما دق قلبه بعنف لأجلها.. ولكنه لم يعتقد أبدا أنها روز.. يا إلهي ما أغباني.. هنا أمامي ولا أراها؟ تلك كانت فرصتي الأخيرة..وقد أضعتها..فأي فرصة أخرى بقيت لي؟ لا فرصة.. ولا أمل.. لن اراك يا روز أبدا.. ويحي.. ما أغباني.. سامحيني أرجوك.. سامحيني لأني لم أميزك.. ولكن القلب ميزك..دق بعنف عندما رآك.. ولكن يا ويح قلبي.. لم يترجم عقلي دقات قلبي ترجمه صحيحة..فلم يعرف أنه دق لأنه رآك..وليس لأنه خائف.. ليتك تعودين.. تطلين من الباب فأراك.. أرى عينيك فتبقى ذكراهما للأبد في مخيلتي.. فقط لثواني عودي.. أطلي واذهبي.. أعيدي الفرحه في قلبي ثم انتشليها فلا رغبة لي بها من بعدك.. أرجوك عودي.. ولو لثوان!!
قطع دعواته وأمنياته..صوت أزعج أذنه في بادئ الأمر..إلا أنه أكتشف..أن الصوت..هو صوت زوجته..التفت إليها بسرعه فقالت: وأخيرا يا نواف؟
- مابك يا عزيزتي؟
- أنت ما بك؟ إلى أين ذهبت؟
- ذهبت؟
سكت هنيهة ثم قال بتألم: إلى حيث تكون السعاده..
ابتسمت بعذوبه وقالت: وهل تجد السعادة مع شخص آخر غير معي؟
أجاب: أنت سعادتي.. ولا سعادة لي إلا بإسعادك حبيبتي..
همست له: هيا إذن.. حان وقت المغادرة.. أم أن المكوث هنا أمام أعين الجميع الفضوليه يعجبك؟
- بالطبع لا هيا نغادر..
تأبط ذراعها ووقف معها.. ساروا تزفهما أشجى الألحان وأعذبها وهما يتوجهان إلى الخارج.. حيث سيغادران.. إلى عشهما السعيد!


يتبع..
الرد مع إقتباس
  #83  
قديم 14-05-2004, 01:55 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

امر ما حصل!


كانت الدنيا ليل.. وكل شيء مظلم من حولي.. وكذلك هي عيناي.. مظلمه.. لا ترى النور.. ولا ترى ما أمامها..
كانت الشوارع مضاءة إنما أراها معتمه.. مظلمة وكئيبه.. لم أرى فيها بصيص نور..كيف أرى النور ولم أعد أرى الدنيا سوى بمنظاري الأسود؟
كانت السيارة تسير.. وأنا في حالة لا يعلم بها إلا رب العالمين.. كنت هائمة على وجهي.. لا أحس بما حولي..ولا أشعر بما يدور.. كأني فاقدة الوعي.. فاقدة الإحساس.. أحس بأني أتحرك بتحرك السيارة.. ولكني لا أعي ما يحدث.. أتحرك؟ وما يعني هذا..وإلى أين؟
فكري سارح بلا شيء.. يشغله الفراغ.. لا لم أكن أفكر.. أبدا..فقط.. كنت بلا وعي..
صوت قوي تبعه وقفة عنيفة للسيارة جعلت جسمي يصطدم بالكرسي أمامه بقوه.. صحوت من غفوتي وصحت: ماذا هناك؟ ماذا حصل؟
أجابني السائق: هل أنت بخير؟؟
- أجل ولكن ماذا حدث؟
- لا تخافي.. حادث بسيط..
صرخت فزعه:
- حادث!!!
- أجل ولكن لا تخافي حادث بسيط.. اتصلي بسعود وأخبريه أن يأتي..
بحثت في حقيبتي ولم أجد محمولي..عرفت أني من العجله والخوف لم آخذ محمولي قبل خروجي من المنزل!!
- لم أحضر محمولي! ما العمل؟؟
- سأكلمه من المحل القريب هناك..
وأشار يده إلى محل يبعد بضعة مترات..
ترجل السائق من السيارة وتبعته أنا بعيني.. وبدأت أرجف.. لا أدري أكانت رجفتي خوفا من الموقف.. أم أنها كانت بتأثير حرارتي المرتفعه!!
أراهم يتحدثان.. يؤشران بأيديهما إلى مكان الاصطدام.. يعاين كل منهما سيارته.. فيعاودان الحديث..وبعد برهة..عاد السائق ومعه شيء بيده..وقف أمام نافذتي ففتحتها له.. مد يده ليعطيني ما كان بيده..سألته بذهول: ما هذا؟ من أين أحضرته؟
أجابني: هذا محمول الشاب الذي اصطدم بسيارتنا.. أخذته لأحادث سعود..خذي يريد الحديث معك..
أخذته بأصابع مرتجفه وهمست بصوت متحشرج:
- ألو سعود..
- روز هل أنت بخير؟
- أجل أنا بخير.. أنا بخير يا أخي ولكن صدمنا احدهم ونحن عائدون إلى المنزل
- أخبرني السائق بذلك.. ولكن أخبريني ألم تتضرروا؟
- لا نحن بخير.. ولا أعلم عن من صدم السياره.. سعود أرجوك تعال بسرعه.. أرجوك لا تتأخر أنا خائفه..
- لن أتأخر يا روز أعدك.. ولا تخافي..فقط أعطني السائق ليخبرني بمكانكم..وأنتي ابقي في السياره حتى آتي..
- حسنا..
مددت يدي وأعطيت السائق المحمول وقلت له:يريدك سعود..
ومن ثم عدت وانزويت في مكاني.. ارتجف حتى كانت ضلوعي تصطك ببعضها وتحدث صريرا مهولا..
وفعلا سعود دائما عند وعده.. فلم يتأخر.. قليلا وإذا هو عندنا.. عندما رأيت سيارة سعود توقفت بقربنا.. نزلت مسرعة من السيارة ووقفت في مكاني.. اقترب مني سعود.. نظر إلي متفحصا وهو يمسك بيدي ويعاين وجهي وسائر جسدي ثم قال:
- هل أنت بخير؟
لم أجبه..بل ارتميت بين ذراعيه أرجف باكيه.. أدفن وجهي بين ضلوعه فلا أرى ما يدور حولي..
مسح على رأسي من فوق حجابي وقال: روز صغيرتي لا تخافي.. لم يحدث شيء.. أنظري أنتم بخير.. والسيارة بخير.. لا تخافي ولا تبكي.. لا يستحق الموضوع كل هذا البكاء.. أتريدين أن تنظري إلى السياره؟؟ هيا تعالي..
هززت رأسي بالنفي ..رفعت رأسي ونظرت إليه وقلت: الشاب.. كيف حاله؟؟ هل هو بخير؟؟
نظر سعود بعيدا لوح بيده ثم قال: أجل إنه بخير.. أنظري هاهو أمامك معاف لا شيء به.. أجلسي يا روز هنا وسأذهب لأتفاهم مع الشاب..
دخلت السيارة وتسمرت في المقعد ناظرة إليهم.. محاولة أن أعرف ما يحصل بينهم ولكن دون جدوى..
اقترب سعود من الفتى فمد له الفتى يده مصافحا.. فصافحه سعود.. أبتدأ الشاب حديثه قائلا:
- أعذرني يا أخي لم أكن أقصد ولكني لم أنتبه أن الإشارة أصبحت حمراء.. كنت أحسبها لازالت خضراء.. أعرني يا أخي.. وأنا مستعد لتحمل كل شيء.. أنا أعترف أنها غلطتي.. وأنا مستعد لتحمل كل ما تأمر به..
ابتسم سعود فقال للفتى: ما اسمك يا شاب؟
- اسمي زياد.. زياد عبدالرحمن..
- ونعم بك يا زياد..
- اسمع يا زياد.. يبدو أن الحادث ليس بذلك السوء..
قاطعه الفتى: ولكن أنا المخطئ وأنا من يجب أن يتحمل تكاليف تصليح السيارة..
هم سعود أن يتكلم إلا أن السائق هتف يناديه: سعود.. تعال بسرعه..
- ما بك؟
- روز.. لا أعلم ما بها.. يبدو أنها تعبه..
- روز؟؟
شرع أن يغادر إلا أنه تذكر الفتى فقال له: أعذرني يجب أن أذهب.. نتحدث لاحقا..
- خير ماذا حدث؟؟
- لا اعلم سأذهب لأرى.. إلى اللقاء..
ركض سعود نحونا إلا أن زياد استوقفه قائلا: كيف لي أن أتصل بك؟ لا أعرف رقمك؟؟ولا أعرف اسمك حتى!
- لا أدري لاحقا لاحقا..
لم يعرف سعود كيف يجيبه.. فلقد أخافه السائق بقوله..(لا أعلم مابها).. فجاء راكضا ليرى ما حل بي..
جاءني سعود.. هتف يناديني: روز.. روز..
لم أجبه فقد كنت فاقدة الوعي.. ولم أشعر بما حولي..
مس جبيني بيده فوجد أن حرارتي مرتفعة جدا.. قال: ويحي.. حرارتها مرتفعه.. يجب أن أوصلها للمستشفى..
التفت إلى السائق فلم يجده.. لا يعلم أين ذهب.. صاح يناديه فلم يجده حوله..
- سليم.. أين أنت؟؟
ولكن بلا فائده.. لا أعلم أين هرب سليم.. لم يعرف سعود كيف يتصرف.. يريد أن يوصلها للمشفى ولكن كيف يقود وروز أخته الصغيرة بهذه الحاله.. لا يستطيع.. يريد المساعده.. ولكن من يساعده؟؟


يتبع..
الرد مع إقتباس
  #84  
قديم 14-05-2004, 01:56 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

- هل كل شيء بخير؟ هل تحتاج للمساعده؟؟
التفت سعود بعد أن سمع النداء وتذكره.. أجل زياد..
أجابه: زياد.. أرأيت سليم؟؟ سائقنا الخاص؟
هز رأسه بالنفي.. فصاح سعود غاضبا: ذلك الأحمق.. أين ذهب؟؟
قال زياد: هل تريدني أن أساعدك بشيء؟؟
- أختى تعبه وأود إيصالها إلى المشفى.. وذلك الأحمق لا أدري أين هو..
- هيا سأوصلكم أنا..
- لا أريد أن أتعبك معي..
- أنا السبب في ذلك كله.. فلا تعب لي ولا شيء.. هيا قم..
- تلك سيارتي.. المفاتيح بداخلها شغلها وسآتي حاملا روز معي..
نظر إليه الفتى مستغربا.. روز؟ هل هو اسمها؟؟
صاح به سعود: ما بك؟؟ هيا بسرعه..
- حسنا حسنا أنا أعتذر..
ركض زياد بسرعه إلى سياره سعود التي كانت مفتوحه.. أدار المفتاح مشغلا إياها..ولكنها أبت أن تشتغل.. حاول كثيرا ولكنها لم تشتغل..
- اشتغلي.. اشتغلي أرجوك..
ولكنها أيضا لم تشتغل..
- ماذا حصل؟؟ لماذا لم تشغل السياره؟؟
قال زياد: السيارة لا تشتغل.. يبدو أن البطارية فارغه!!!
ضرب بقبضته على الباب وقال: ويحي.. لقد نسيتها مفتوحه..
نظر إلى المقود في سياره السائق..ولم يجد المفتاح!!
نهض غاضبا وصاح: ما العمل؟؟ كيف أتصرف؟؟
جاء زياد مسرعا وقال: أخي.. سأذهب وأحضر سيارتي انتظر ثوان فقط..
لم يعط سعود مجالا للإعتراض فلقد ذهب مسرعا..قفز في سيارته..شغلها وأتى مسرعا..
ترجل من سيارته فتح الباب الخلفي لسعود وقال له: هيا بسرعه..
حملني سعود ووضعني في سيارة زياد.. أغلق الباب وقفز بجانب زياد..
- زياد أرجوك إلى المستشفى الخاص.. إنه قريب جدا من هنا.. أرجوك..
- حسنا حسنا.. هيا..
انطلق زياد بسرعه محاولا مسابقة الوقت للوصول إلى المشفى وسعود إما ناظرا إلى خلفه وإما يصيح بزياد أن يعجل من سرعته.. حتى وصولوا إلى المستشفى..
حملني سعود إلى الداخل حيث الممرضات اللاتي أخذنني منه بسرعه وأدخلوني إلى الغرفة.. وضعوني على السرير وركضت إحداهن إلى الطبيب المناوب لتخبره بما يحصل..
وبقية الممرضات حاولن إفاقتي وسعود واقفا برعب هناك خارج الغرفه.. لم يرني بهذه الحالة من قبل.. رغم أنها ليست المره الأولى التي أفقد فيها وعيي..ولكنها المره الأولى التي يكون فيها سعود معي..
أتى الطبيب مسرعا ومعه الممرضة التي أخبرته.. جاء إلي فقابله سعود وقال بهلع: دكتور.. حرارتها..إنها حرارتها.. مرتفعة جدا..
قال الطبيب مطمئنا: اطمئن أختك بخير..
اقترب مني وبدأ بإلقاء الأوامر للممرضات: سلوى قيسي حرارتها.. مريم أين نتيجة الفحص؟ ساره خذي هذا وأعطيه للدكتور أحمد..
قالت الممرضه: دكتور.. حرارتها تفوق الأربعين..إنها إحدى وأربعون درجة..
- ماذا؟؟ أحضري خافض الحرارة بسرعة.. وانزعي عنها العباءة وضعي الثلج على رأسها.. لا أريد أن أعطيها الخافض.. سأحاول أن أخفض الحرارة قبل أي شيء.. مريم.. أغلقي الباب وأخبري أخاها أنها بخير.. فقط حرارتها مرتفعه.. وأطلبي منه أن ينتظر في غرفة الانتظار..
خرجت الممرضه إلى سعود الذي كان واقفا بالباب وقالت: أخ سعود..
هب إليها بسرعه وقال: أجل أنا سعود.. ما بها روز؟؟
- حرارتها مرتفعه ولكنها بخير لا تخف.. نحن نعمل على خفض حرارتها..
- ويحي!!
- لا تخف.. قليلا وستفيق أختك.. ولكن الطبيب يطلب منك الإنتظار في غرفة الإنتظار.. فلا يصح بقاءك هنا بالباب..
هز رأسه إيجابا ومشى حتى وصل لغرفة الإنتظار.. ألقى بجسده على الكرسي ووضع رأسه بين يديه يفكر..
تبعه زياد الذي كان معه منذ دخولهم المستشفى.. دق الباب ودخل.. رفع رأسه سعود فوجد زياد.. ابتسم له زياد وقال: لن يحدث إلا كل خير يا سعود..
- إن شاء الله.. أشكرك يا زياد.. أتعبناك معنا..
- لا تقل هذا الكلام.. كلنا أخوة.. كلنا أبناء آدم..
صمت سعود ولم يجبه فجلس زياد بقربه وهمس: يارب
وفي غرفة الكشف.. كنت أنا ملقاة على السرير.. لا أتحرك.. لا أتكلم.. وكأني جثة هامدة.. جثة تتقد نارا.. تحرق كل من يقربها..
أثار الثلج الموضوع على رأسي إحساسي فبدات أتحرك.. بدأ رأسي يتململ على المخدة.. وشفتي تنطقان.. ولكن أحد لم يفهم ما أقول.. كنت أهذي..
حاول الطبيب أن يوقظني باستخدام مادة ما ولكني أبيت أن أفيق..وكأن العيش في عالم الغيبه أعجبني..
شفتاي تهمسان.. لم يفهم الجميع ما أقول.. ولكن أذناي فهمته.. نواف.. لم رحلت..عد.. أحتاجك.. أمي.. أبي حسن.. أحبك يا أبي.. عد يا أبي..
(( الهذيان بداية الصحوة ))
كذلك قال الطبيب لسعود مطمئنا أياه.. ولكن سعود لم يقبل بكلام الطبيب فاستأذنه واستأذن زياد الذي كان قد أطال الحديث معه في شتى الأمور وقدم ليراني..
دخل علي ورآني أهذي.. أمسك بيدي وقال: روز.. أختي روز..
بدأ مفعول الدواء يعمل.. فلقد خفت الحرارة قليلا ففتحت عيناي.. أجل.. صحوت..عدت لعالمي الكريه..
ابتسم سعود بسرور وقال: مرحبا بعودتك..
ابتسمت له بوهن وأغمضت عيني برهة ثم فتحتها.. قلت: أين أنا؟
- أنت في المستشفى يا أختي.. تعبت قليلا وأحضرناك..
لم أجب بل أشحت بوجهي عنه.. نظرت إلى نفسي أريد أن أتحقق من ملابسي.. لأعلم هل كنت في الزفاف أم أني كنت أحلم؟؟ ولكني صدمت بمرارة الواقع.. أجل يا روز كنت بالزفاف.. أنظري ما ترتدين..فستان أمك ياروز..أجل رأيته يقبل يدها.. أجل فعل أيتها المسكينه..فعل.. قبل يدها..
- ألم أخبرك أن لا تذهبي؟؟
نظرت إليه بسرعه فزعه.. هل قرأت ما في فكري يا سعود؟؟
- ماذا؟؟
- أخبرتك أنك تعبه ويجب أن لا تبارحي فراشك.. فلم تسمعي كلامي.. لأنك عنيدة..
- آسفه
- وما فائدة الأسف الآن؟؟ كدت أن تموتين بسبب الحرارة..
ليس من عادتي أن أسكت ولكني سكت.. فيبدو أني من اليوم.. لن أكون كعادتي..

طال انتظار زياد في غرفة الانتظار.. فخرج منها متجها إلى غرفتي..حيث أدخلتني الممرضات.. دق الباب ودخل.. كان السرير موضوعا بحيث يقابل الباب.. وكنت أنا قد رفعت بصري أنظر إلى الباب حيث سعود كان غافلا لا أعلم ماذا يفعل هناك بالجانب الآخر من الغرفة..
نظرت إلى الباب فوجدت عينان غريبتان.. عينان سمراوتان جميلتان.. عجبت لمن تكون؟؟ ولكني اكتشفت الجواب بسرعه.. وأدركت الكيان ككل..إنها لرجل..
غطيت رأسي بالفراش بسرعه وعاد هو للخلف متمتم باعتذار.. فالتفت سعود ورآه يغادر الغرفه.. قال لي: عن إذنك يا روز..
خرج بسرعه خلف زياد وقال: زياد.. زياد انتظر..
كان زياد قد سار مبتعدا عن الغرفه لأنه أحس بالإحراج.. كيف يدخل دون أن يأذن له؟؟ إنها ليست غرفته أو غرفة أحد محارمه!!
توقف زياد على نداء سعود فالتفت إليه .. اقترب منه سعود لاهثا وقال: أنت تركض أم تمشي؟؟
ضحك زياد وقال: أمشي ولكني رياضي.. خطوتي بقفزه..
صمت ثم استطرد: سعود أنا آسف.. لم أقصد الدخول .. ولكني أحببت أن أتطمن عليكما..
- لا عليك.. لم يحصل شيئا.. روز بخير.. أشكرك..
- الحمدلله..
- سنغادر المستشفى بعد قليل.. فقط ننتظر الطبيب ليأتي ونذهب..
- أتودان أن أوصلكما؟؟
- لا أشكرك.. فلقد اتصلت بسليم وسيأتي..
- حسنا.. نراك لاحقا إذن.. وستكون أختك بخير..
- أشكر.. إلى اللقاء..
صافحه زياد ورحل مبتعدا.. ابتسم سعود في نفسه وقال: رجل محترم..
واستدار عائدا إلى غرفتي.. حيث كنت أنا أنتظره.. أموت فضولا لأعرف..من هو هذا الرجل؟
دخل سعود فنظرت إليه مستفهمه..وعيناي تحمل مئات الأسئله.. من بينها..من هو؟
جلس سعود بقربي وقال: أرأيت هذا الشاب؟
وباصطناع اللامبالاة قلت: أي شاب؟
- ذلك الذي دخل قبل قليل؟؟
- أجل من هو هذا؟
- هذا الشاب الذي اصطدم بسيارتنا..
- حقا؟؟ وما الذي أتى به هنا؟
- هو من أحضرنا..
- لماذا أين هو سليم؟
- لا أدري.. هاتفني قبل قليل من هاتف عمومي يقول أنه ذهب لاستدعاء الإسعاف وعاد فلم يجدنا..ولكن بصراحه هذا الفتى محترم لأبعد درجه..
- حقا؟
- أجل يا روز..لم تر عيناي مثله.. حفظه الله لأهله..روز..ارتاحي قليلا.. سيأتي الطبيب بعد قليل ونذهب للبيت..
- حسنا..
استلقيت في استسلام وأغمضت عيني.. ولعالمي المجهول رحلت..



يتبع..
الرد مع إقتباس
  #85  
قديم 14-05-2004, 01:58 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

استلقيت في استسلام وأغمضت عيني.. ولعالمي المجهول رحلت..
وعندما أتى الطبيب.. عاينني.. فحص حرارتي..وجد أنها انخفضت إلى حد معقول بفضل الله.. حاول معه سعود كثيرا ليأخذني معه للبيت إلا أن الطبيب كان رافضا..ولكن مع اصرار سعود وافق.. وأوصاه بأن ألازم الفراش لمدة حتى أشفى تماما.. وعده سعود بأن أفعل.. ثم أتاني بسرعه.. أمسك بيدي.. وساعدني على النهوض.. لأعود إلى البيت.
لازمت الفراش ثلاث ليال ولازمها معي سعود وأمي.. أمي تظل معي اليوم بأكمله..وسعود يبات بغرفتي خوفا أن أصحو محتاجه لأمر ما..
في الليلة الاولى بعد أن عدنا من المستشفى.. نمت ما أن وصلنا إلى البيت.. فلقد أحسست بحاجه ماسة للهروب بالنوم عن واقعي.. كيف أظل مستيقظه في هذا المنزل الذي يجمع كل ذكرى لي مع نواف؟ لا سأنام حتى أتخطى هذه المحنه..بلى يجب أن أتخطاها..
فتحت عيني بإعياء..نظرت إلى الساعه بقربي.. وبتعب شديد استطعت أن أميز الوقت.. إنها الخامسة والنصف..
نهضت من فراشي أسير على أقدام أصابعي حتى لا أوقظ سعود الذي كان مهدود القوى..ملقيا بنفسه هناك على الكرسي على بعد أقدام من سريري..ولكأنه كان خائفا أن أهمس فلا يسمعني..
وعندما تخطيت سعود تعثرت قدمي بقدم الطاوله فأحدث صوتا أوقظ سعود الذي هب بسرعه ونظر إلي وقال: مابك روز؟ هل أنت بخير؟ أتحتاجين شيء؟
- لا أشكرك..فقط صحوت لأصلي الفجر.. أعذرني على ازعاجك..
تنهد بارتياح..فرك عينه بقوه ثم قال:
- لا عليك.. الحمدلله أني صحوت لكي ألحق على الصلاة.. عن إذنك يا روز..
- تفضل..
ذهب سعود لغرفته حتى يبدل ملابسه ويغتسل ويذهب لمسجد..وأنا صليت فرضي وعدت لألازم فراشي..
وهكذا مرت هذه الثلاثة أيام..أمي تخاف علي وكأني مريضة بمرض خطير.. وسعود لا يبارحني ولا يسمح لي بمبارحة مكاني..
ولكن الحمدلله مرت هذه الأزمه الخطيره كما صوروها بخير.. وعدت لطبيعتي.. عدت روز.. ولكن ليس روز التي عرفوها..بل روز التي يجب أن يعتادوها.. روز التي رحل قلبها..فعادت لا تشعر.. ولا تحس.. إلا بالألم..
وفي صباح أحد الأيام.. كنت في بيت أمي.. أتناول معها الفطور.. وجولي بالطبع نائمه..فلأي سبب تصحو مبكرا؟؟ وابنتها الجميله عند أمي.. فيصل في عمله.. ويوسف أظنه نائما..
وبينما أنا وأمي نتناول فطورنا ونتجاذب أطراف الحديث.. دق جرس الهاتف..
- روز يا ابنتي.. اذهبي وانظري من المتحدث..
- أماه دعيه يدق.. أبي ولن يتصل رحمه الله.. واخوتي كل بعمله.. ونوره لا تتصل في هذا الوقت لأنها نائمه..وأنا عندك.. لذا دعيه وشأنه لا أحد مهم..
قالت أمي بحده: روز!! اذهبي وارفعي السماعه..
قمت بتململ وقلت: حسنا سأفعل..
مشيت عبر الصاله حتى وصلت إليه.. التقطت السماعه وقلت بحده: نعم؟
- السلام عليكم..
- وعليكم السلام..من المتحدث؟
- هل لي أن أتحدث مع الآنسه روز سلطان؟؟
عجبت من يطلبني وباسمي في هذا الوقت؟؟ من هو؟؟ أجبت:
- معك روز.. من أنت؟؟
- أنا من مكتب التوظيف..
- مرحبا بك.. كيف أخدمك؟
- اود إبلاغك أنه تم قبولك في وظيفة معلمة لغة عربيه للمرحلة المتوسطه في المدرسة المتوسطه الأولى.. بالحي السابع..
- أحقا ما تقول؟؟أم أنك تمازحني؟
كتم الرجل ضحكته وقال بجديه: أمازحك؟ لا لا أفعل..هذه هي الحقيقه..
خجلت من نفسي كيف أقول له هذا؟؟هل أعرفه أم أنه أهلي؟
قلت معتذره: أنا آسفه ولكن هل أنت متأكد؟؟
- قرار تعينك أمامي.. أتودين لو أقرأه لك لتتأكدي؟
- لا أشكرك.. أشكرك كثيرا يا أخ.. أشكرك..
- العفو..تستطيعين تسلم وظيفتك من الغد..
- حقا؟؟
ضحكت بصوت خافت وتداركت جملتي وقلت: شكرا..
- إلى اللقاء يا آنسه..
- إلى اللقاء..
وبدون وعي قفزت فرحة أرقص أصرخ وأغني..
جائني صوت أمي من بعيد: روز مابك؟ لم تصرخين؟؟
ركضت إليها قبلتها على رأسها وهتفت بفرح: قبلوني يا أمي قبلوني!!
أجابت متسائله: ومن هم يا صغيرتي؟؟ من هم الذين قبلوك؟؟
- قبلت في الوظيفة يا أمي.. سأصبح مدرسه!!
- حقا يا صغيرتي؟
- أجل يا أمي حقا!!
- ومتى ستتسلمين وظيفتك؟؟
- من الغد يا أمي..
صحت بفرح فأردفت أمي: مبارك لك يا صغيرتي..
ضممتها وقلت: الفضل يعود لله ثم إليك يا أمي الحبيبه.. وبفضل دعائك.. أحبك يا أمي!!
هكذا أكملت يومي في اخبار كل من أعرف بأني قبلت في الوظيفه.. ونمت تلك الليلة يكاد قلبي يتشقق فرحا..فكأنما الله استبدل كل حزني وألمي بفرح عامر لا مثيل له..
عدت إلى بيتنا في المساء.. ركضت إلى غرفتي.. توضأت فصليت ركعتين شكرا لله على تفريجه كربتي.. حقا من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.. شكرا لك يارب.. الحمدلله.. الحمدلله..



يتبع..
الرد مع إقتباس
  #86  
قديم 15-05-2004, 06:37 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

أخي الكريم يتيم الشعر
قصة (جسد بلا روح) كما أسميتها هنا ليست سوى قصة واقعيه قد تحدث لأي منا..
لست أكذب لو قلت أنها واقعيه..قد لا تكون جرت لي وحدي.. قد يكون موقفا واحدا فقط حصل معي.. قد يكون اسما بالقصه يخصني.. ولكنها واقعيه في أمور كثيرة منها..لذلك تراها أقرب للواقع..
ها أنا أكملت ما لدي .. والبقية بعد الإختبارات..فلم أكتب حرفا منذ شهر..
سأتوقف الآن حتى تنتهي الإختبارات..
دعواتكم لي..
فأنا بحاجة ماسه لها..
لك ولكل من يقرأ لأطياف الأمل كل التحية..
الرد مع إقتباس
  #87  
قديم 21-06-2004, 02:10 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

في المدرسه..

من المفترض أن يبدأ دوامي في المدرسه الساعه السابعه.. ولكني منذ الساعه الرابعة والنصف صحوت من نومي.. وهل نمت؟؟ في الثواني القليلة التي نمت فيها كنت لا أحلم سوى بمدرستي.. وبلقائي بالمعلمات هناك..بالطالبات.. ماذا سيحدث؟ كيف سيقابلوني؟ كيف هي المدرسه؟
نظرت لوجهي في المرآة.. هل هكا سأقابل بيئتي الجديده؟؟ هل بوجه شاحب كهذا سأقابل طالباتي وزميلاتي المعلمات؟؟ لا! لابد من التصرف العاجل والسريع..
غسلت وجهي.. ووضعت فيه بعض المساحيق.. لم أضع كثيرا.. فقط القليل لأحسن من مظهر الأشباح الذي كنت أرتديه..
ارتديت أجمل ما عندي واستعديت للخروج..
في الساعه السادسه كنت مستعده للذهاب.. رآني سعود الذي كان للتو قد أفاق من نومه..
- روز.. إلى أين في هذا الوقت؟
بابتسامه عريضة على شفتي قلت: إلى العمل.. سأذهب إلى المدرسه..
اتسعت عيناه وقال: هل جننت؟؟
باستغراب قلت له: لا لماذا؟ما بك؟
- روز الساعه السادسه.. ومدرستك لا تبعد عن بيتنا سوى خمس دقائق.. هل ستذهبين من الآن؟؟
- وهل تريد أن يقولوا عني أني من يومي الأول متأخره؟؟
- لن يقولوا ذلك بل سيقولون أنك غبيه!!
- سعود لا تقل هذا..سأذهب الآن يعني الآن!!
- أنت عنيده ولا فائدة من الحديث معك.. اذهبي ..
- حسنا يا سعود مع السلامه..
ضحك سعود علي وقال ضاحكا: إلى اللقاء أيتها العنيده..
رغم أن المسافة قصيرة إلى المدرسه إلى أني أحسستها طويلة جدا جدا.. كنت فرحه مغتبطه.. أود لو يطوى الطريق فأصل بسرعه.. إلى المكان الذي تمنيت التواجد فيه.. أخذت أتخيل كل شيء وفي هذا الوقت القصير.. تخيلت المدرسه.. كيف هي من الداخل.. تخيلت المدرسات فيها.. كيف سيستقبلنني؟ أجل سيأتون إلي.. يسلمون علي ويأخذوني معهم ليعرفوني على المدرسه.. والطالبات؟ سألقى لهم القبول بإذن الله.. والمديره..سمعت أنها سيدة محترمه.. ذات قلب رحوم وشخصية متميزه.. بالتأكيد سأحبها.. ولكن هم.. جميع من في هذا الصرح.. هل سيحبونني؟؟
وصلت المدرسه فأخذت دقات قلبي تتعالى وتتصاعد.. أصبحت تدق على رتم واحد.. رتم قوي صاخب يكاد يسمع الأصم.. إلهي إني خائفه.. لا يا روز لا تخافي.. أجل يجب أن لا أخاف..بالطبع سأحبهم.. والأهم.. أنهم سيحبونني..
دخلت المدرسه.. وأتخذت وصية أمي هدى عند دخولنا لمكان جديد.. " لا تنسوا أن تدخلوا برجلكم اليمنى وتسموا باسم الرحمن فهو الحافظ "
ابتسمت..قدمت رجلي اليمنى ودخلت.. فسميت باسم الله..
- بسم الله الرحمن الرحيم..
يداي ترتجفان..قدماي أيضا.. وكأني بصدد الدخول لإختبار أو ماشابه.. فعلا..أنا في اختبار كسب محبة الجميع.. قد أنجح في الإختبار.. وقد أرسب.. أرسب؟؟ هززت رأسي وكأني أطرد هذه الفكره من رأسي.. لا يمكن أن أرسب.. يجب أن أنجح وبأعلى تقدير.. بإذن الله سأفعل..
مشيت قليلا باحثة عن حجرة المديرة.. كان مبنى جميلا كبيرا.. بصراحه يضيع من لا يعرفه جيدا..لذا وقفت بمكاني وأخذت أبحث بعيني يمنة ويسرى..علّي أجدها.. أرى نظرات الطالبات الفاحصه.. ويلي من تلك النظرات.. ذكرتني بأيام الدراسه.. كيف كنا نمعن النظر في المدرسه الجديده وننتقد كل مافيها..
خانتني جرأتي فلم أجرؤ أن أسأل أي من الطالبات عن موقع حجرة المديره..لا أدري أحسست برهبة لجمت لساني فلم اعرف ماذا أفعل..
تلك تمر فتنظر إلي بإزدراء.. وأخرى نظراتها مبهمه لا تدل على شيء.. وأما تلك فتراني وكأنها لا تراني.. لكن الأخرى هذه تنظر إلي باحترام رد لي قليلا من معنوياتي.. وجلست على هذه الحال أرقب المكان وأنتظر مساعدة أحد دون أن أطلبها حتى أقتربت مني طالبه عادية الجمال.. طويلة.. شعرها البني الطويل مربوط على هيئة ذيل حصان خلفها.. بيضاء مشربة بالحمرة.. يبدو عليها الأدب والتهذيب.. بدأتني بالتحيه: السلام عليكم..
- وعليك السلام ورحمة الله وبركاته..
- هل تحتاجين لمساعده؟؟ يبدو أنك معلمة جديدة هنا أليس كذلك؟؟
ابتسمت قائله: أجل أنا كذلك..
- حقا؟؟ وماذا تدرسين؟؟ أي مادة؟؟؟
- اللغه العربيه..
بذهول قالت: حقا؟؟
- أجل ولم لا؟؟
- لا أدري ولكني لم أعتقد أنه قد يتخصص بهذا التخصص غير المدرسات المخيفات..
ضحكت وقلت: إذا أنا كسرت القاعده؟؟
هزت رأسها بايجاب باسمه ثم قالت: كيف أخدمك يا أستاذه؟؟
- أرشديني لحجرة المديرة من فضلك
- بأمرك تفضلي معي..
- أشكرك..
سارت الفتاة أمامي وتبعتها أنا بنظرات متفحصة.. كانت تعرفني على أركان المدرسه وتخبرني ولكني كنت أحاول أن أكتشف كل شيء بنفسي..ولكأني طفل صغير عنيد يحب معرفة كل شي..وبنفسه..
أوصلتني لغرفة المديرة ثم استأذنت للذهاب لتحلق بالطابور الصباحي.. ضحكت بخفية فلقد تذكرت ما كنا نفعله وزميلاتي وقت الطابور الصباحي.. طرقت الباب ودخلت بعد أن أذنت لي المديرة (أم تركي) بالدخول..
فعلا كانت أم تركي كما وصفوها لي.. ذات شخصية متميزة جدا يظهر ذلك لمن يراها ولو للوهلة الأولى.. فلقد استقبلتني استقبالا جميلا..ثم أخذتني من يدي واتجهنا إلى غرفة المدرسات..وهناك.. بدأ اليوم..
دخلت أنا ومعي أم تركي وكانت الغرفة في لجة شديدة..تلك تتكلم والأخرى تضحك وتلك تضع المساحيق على وجهها أم تلك هناك فيبدو أنها لم تنم البارحه لذلك قررت أن تنام هنا في المدرسه.. ظلت الغرفة في صخب حتى انتبهوا من فيها لوجودنا.. خيم الصمت على الغرفة بعد الإزعاج.. أخذ الجميع ينظرون إلي.. ثم التفتوا لأم تركي محيين مستفسرين في الوقت ذاته.. بادلتهم التحية وكان في عينها سخطا عليهم لما رأته فيهم من اهمال وعدم انضباط ومظهر لا يناسب مظهر معلمات..
ألقت المديرة عليهم التحيه: السلام عليكم يا معلمات..
ردوا التحية فرادا كل لوحدها حتى تلك النائمة هناك صحت بعد أن وخزتها صديقتها وأخبرتها أن المديرة في الغرفة..
قالت أم تركي وهي تقدمني قليلا إلى الأمام: أعرفكم على زميلتكم الجديدة.. روز سلطان.. معلمة اللغة العربية الجديدة..
نظرت بنظرة خاطفة إلى وجوههم عندما ذكر اسمي وابتسمت بوجل.. إلهي خفت منهم..أحس بأني صغيرة جدا بينهم.. رغم أني في الثانية والعشرين من عمري!!
استطردت المديرة قائلة: تفضلي يا استاذه روز خذي مكتب الأستاذه نوره فلقد انتقلت إلى مدرسة أخرى منذ اسبوعين الآن..
- أشكرك يا أم تركي..
- إن احتجتي أي شيء أنا وأخواتك المدرسات هنا حاضرين لمساعدتك..
- لك كل الشكر..
- هيا استعدي لحضور الطابور الصباحي ومن ثم حصتك الأولى لهذا العام..
لم أجب بل اكتفيت أن ابتسمت لها فالتفتت على المدرسات وقالت:إلى الطابور الصباحي لو سمحتن!
ثم خرجت من الغرفة.. وما أن خرجت حتى تعالت ضحكات المعلمات.. ليس جميعهن..بل بعضهن.. بعضهن ممن كانوا أشبه بحزب معا.. يجلسون معا ويضحكون معا ولا لأحد سلطة عليهم.. هذا ما أخبرتني به من كانت بقربي.. وكان يبدو عليها وبشدة أنها مغلوب على أمرها بينهم..
نظرت إلي أحداهن وقالت بعجرفة: أنت!
قلت لها بتعجب: أنا؟
- أجل أنت.. ما اسمك؟
- اسمي روز!
ضحكت بسخرية وقالت: روز؟؟ هل أنت جاده؟
قلت بتحد: أجل ولم لا؟ ألا يعجبك؟
- بصراحة! أحس أنه لا يليق بك.. لا أقصد الإساءة ولكن الإسم غربي أكثر.. ولا يليق بفتاة شرقية سوداوية العينين والشعر!
لم أجبها بل اكتفت بالصمت فاستطردت أخرى قائلة: وهل أنت حقا معلمة لغة عربيه؟؟
أجبت : أجل أنا كذلك.. وهل لا يليق بي هو الآخر؟
- أجل لا يليق بك.. أنت مادة التدبير المنزلي أو الخياطة أليق بك!
- ولكني متخرجة من قسم اللغة العربية وأنا معلمة لغة عربية!
ضحكن بسخرية ثم قالت أحداهن: لا تثيري أعصابك يا صغيرتي.. فالأيام كثيرة وطويلة أمامك بإمكانك أن تثوري في أي منها.. وفري عصبيتك للأيام القادمه..
ثم قالت أخرى: وهل أنت متزوجه يا أستاذه روز؟؟
ولفظت الأخيره بسخرية كبيره..
قلت بعصبية: لا لست متزوجه.. هل لديك أسئلة أخرى؟
- أجل أين تسكنين؟
ردت بعصبية: وما دخلك أنت أين أسكن؟؟ وما بالكم أنتن؟؟ ما الذي فعلته لكن؟؟ أنا دخلت هنا مثلي مثلكن..مدرسة للمرحلة المتوسطه!! درست وتعبت حتى حصلت على شهادتي ولعلمكن بامتياز مع مرتبة الشرف! ولا يحق لأي منكن أن تقلل من قدري أو تحط من مكانتي أمام أي أحد.. لم أفعل لكن أي شيء فما بالكن؟؟
وبينما أنا أشعل نار غضبي في وجوههن تدخلت معلمة يبدو أنها كانت تستمع للحديث من أوله وقالت: عيب عليكن! هذه معلمة جديدة وزميلة لنا هنا فكيف تعاملونها بهذه الطريقة؟ وأي استقبال هذا؟
التفتت إلي مصافحة وقالت: مها عبدالرحمن.. معلمة المادة الإنجليزية للصف الثالث متوسط وأحيانا يحكم علي القدر فأدرس الصف الأول متوسط..
ثغرت فاهي وقلت: مهــا؟؟
ابتسمت باستغراب شديد وقالت: أجل مها..لماذا؟
قلت باندفاع: مها عبدالرحمن! أنت مها؟ لا أصدق
- اجل أنا مها لماذا؟ ما بك؟
- مها ألا تذكرينني؟؟
- بصراحه أعذريني يا عزيزتي..ولكن هل علي ذلك؟؟
- أنا روز! روز سلطان..
وضعت يدها على فمها وصاحت: روز؟ لا أصدق.. روز صديقتي أيام الدراسه منذ الصف الأول؟
هززت رأسي بإيماءة خفيفة وعيني امتلأت بالدموع.. ضمتني بقوة وقالت: لا أصدق روز؟؟ لا أصدق لا أصدق..
- أرأيت كيف الدنيا عجيبه؟؟
- أجل والله يا صديقتي... فرقتنا في المرحلة الجامعيه.. وعادت فجمعتنا في عمل في مدرسة واحده!! يا سبحان الله..
- سبحان الله يا مها.. كم أنا فرحه.. صحيح رغم استقبالي السيء.. إلا أني نسيت كل شيء منذ أن رأيتك الآن..
- اعذريهم يا روز فهم هكذا.. إن رأوا من تعجبهم يفعلون هذا لا تهتمي.. ولكن أخبريني.. هل تجولت في المدرسه؟
- أجل أخذتني أم تركي في جوله في المدرسة..
- اها إذن استعدي لحصتك الأولى.. وكلت بتدريس أي صف؟؟
- أتوقع الصف الثالث متوسط!
- أعانك الله.. هم متعجرفون بشكل كبير.. لقد درستهم عندما كانوا في الصف الأول متوسط والآن..ولم يتأقلموا معي حتى الآن!
- حقا؟ لا إن شاء الله لا يحدث هذا معي..
- إن شاء الله..
وبعد حواري مع مها ظللت أفكر.. هل سيحصل معي مع الطالبات كما حصل مع مها؟؟ لا بإذنه تعالى لن يحدث هذا.. لا إن شاء الله..
وفي الساعة السابعه..دق الجرس معلنا عن بدء الحصة الأولى.. وعندما نظرت إلى الجدول الذي سلمتني إياه المديره لم أجد لدي حصة أولى.. فحصتي الأولى تبدأ في الساعه السابعه و خمس وأربعون دقيقة.. انتظرت مرور هذه الخمس وأربعون دقيقة على نار.. لم أصدق متى انقضت.. وعندما دق الجرس اعلانا ببدء الحصة الثانية..نهضت بسرعة حامله كتاب قواعد اللغة العربية واتجهت إلى الصف المقرر علي تدريسه..


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #88  
قديم 13-07-2004, 06:16 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

عندما يشل التفكير.. وتتوقف اليدان
كيف السبيل ليعود كل شيء لوضعه الطبيعي؟
اعينوني بالحل..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #89  
قديم 14-07-2004, 01:47 AM
المتيم المجهول المتيم المجهول غير متصل
مجرد عضــو ،،،
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: الشرقية ،،، غيـــــــــر
المشاركات: 5,432
إرسال رسالة عبر MSN إلى المتيم المجهول
إفتراضي

خلي في بالك أنه 11.585 عضو منتظرين تكملة القصة ،،، وحتجي الأفكار علطول ،،،

بصراحة ما عندي طريقة معينة ،،، لكن اللي اقدر اقوله ان شاء الله يرجع كل شيء زي ما كان
__________________

ذكراكم تزين القلب ،، فاذكرونا بكل الخير كما نذكركم
الرد مع إقتباس
  #90  
قديم 14-07-2004, 07:23 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

اخي العزيز المتيم المجهول
أشكرك من كل قلبي ماقصرت اخوي ..
ساحاول وباذن الله استطيع
شهر وتنتهي الترتيبات وساتفرغ لها باذن الله
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م