مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-09-2004, 01:54 AM
بالعقل...بهدوء بالعقل...بهدوء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: قرطبة
المشاركات: 131
إفتراضي ماهر عبد الله- محمد كريشان

محمد كريشان
الصدمة كانت قوية جدا وأقوي مما يحتمل، لم يصدق أحد منا في البداية أن ذلك قد حدث فعلا: ماهر عبد الله الذي لم يكن يكل أو يمل من الجلوس مع الزميلات والزملاء في كل وقت مبكر كان أو متأخر ليتحدث في كل شيء ويناقش كل شيء، يغادرنا فجأة دون وداع أو تنظير كما يريد دائما أن يقدم أفعاله أو يبررها.
لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالي، ولكن لم يكن من السهل أبدا علي كل من عرف ماهر أن يراه هكذا يرحل دون مقدمات فقد كان الرجل أقرب إلي الموت في ذهننا وهو يغطي الحرب في العراق وبغداد تنام وتستيقظ علي جحيم القنابل، وقد كان فعلا كذلك ومكتب الجزيرة يقصف مرتين وفيه يستشهد الزميل طارق أيوب، بل إن ماهر نفسه كان يقول للجميع إن الشظايا التي اخترقت جسد طارق كان مقدرا لها أن تصيبه هو لولا إصرار طارق أن يحل محله ويبادر إلي الصعود إلي سطح البناية لتغطية وقائع القصف الجاري يوم الثامن من (نيسان) أبريل علي العاصمة العراقية، وكأنه أراد طوعا الانسحاب من رؤية الدبابات الأمريكية وهي تدخل عاصمة الرشيد غازية بدعوي تحريرها وهو المشهد الذي نقله ماهر بمزيج رائع من المهنية والدرامية إلي ملايين الناس في ثلاث ساعات التهم خلالها أربع علب من السجائر.
كان رحمه الله مدمنا علي التدخين والسهر ومدمنا علي جلسات النقاش التي لم يكن مهما بالنسبة إليه أن تكون بعد منتصف الليل أو مع بزوغ شمس يوم جديد، وكثيرا ما كنا نتساءل متي ينام هذا الرجل الذي أجاد فن العلاقات العامة بشكل لا مثيل له، فقد كان مستعدا دائما لملاحقة كل من يحل ركبه في الدوحة من الزملاء والمفكرين والسياسيين، يسهر مع هذا ويفطر مع ذاك ويستضيف هذا علي الغداء والآخر علي العشاء، وكان يستمتع بأن يكون معه في كل مرة أكثر من زميل علي شرف هذا الضيف. ورغم تسكعه الدائم ليلا ونهارا بحثا عن جلسات الحوار المهنية والسياسية والشخصية التي غالبا ما يمتزج فيها الجد بالهزل، كان ماهر قارئا نهما لا تدري متي يجد الوقت ليلتهم آخر المقالات الصادرة يوميا في الصحف العربية والبريطانية والأمريكية والعبرية كذلك، كما أن مكتبته الشخصية تزخر بمئات العناوين التي يحرص دائما علي اقتناء أهمها وأحدثها. ولهذا كان الراحل أقرب إلي الصحافي المستمتع بالنقاشات الفكرية والايديولوجية منه إلي الصحافي بمعناه التقني الجاف ولهذا أبدع في كتاباته باللغتين العربية والأنكليزية ـ وبعضه لم ير النور بعد من بينها كتاب عن تغطية الحرب في العراق ـ ربما أكثر مما كان مبدعا في التلفزيون الذي لم ينصفه بالكامل حين لم تتجاوب معه الكاميرا بمثل السخاء الذي تجاوب به القلم الذي ربطته به قصة عشق أعمق.
ومع أن التزامه الديني والسياسي لم يكن خافيا إلا أنه امتلك من سعة الأفق والايمان بالتعددية ما يجعله قادرا علي التعامل مع الجميع بأريحية كبيرة زادها ثقة ثراء الزاد وسعة الاطلاع مما جعله صديق الجميع من زملائه في قطر وخارجها مهما تعددت مشاربهم وحتي نزواتهم أحيانا مما، للأسف والحزن الشديدين، يجعل من رحيله المبكر بلا استئذان خسارة كبري ليس فقط للمحطة التي يعمل بها والحقل الإعلامي الذي اختاره وإنما أيضا للعائلة الفكرية التي انتمي إليها والتي هي الآن أكثر من أي وقت مضي في حاجة ماسة لأمثاله من العقلاء.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م